بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
الحياة شجرة بدأت بذورها في أول شق لجذورها على هذه الدنيا الفانية وستيبس جذوعها وتعصف أوراقها وتموت جذورها ليوم مجهول الهوية كتب عليه تاريخ وفاتها من بارئها ..
كم هي الحياة جميلة في عيون بعضنا وكم هي حزينة في عيون البعض الاخر ...
نقف في رحالنا عند بعض محطاتها لنقطف بعض لوحاتها وننظر اليها بعدة مناظير لنع** الصورة الحقيقية لها ..أملين باننا قد يسعفنا الوقت والقلم في لملمت وتلخيص ولو القليل فيما يجول بخواطرنا من عجلتها المتحركة الدائمة على مدار الساعة ..
لنبدأ في اللوحة والمحطة المحببة ,
محطة الجمال وهنالا أقصد الجمال الشكلي بل ما أرنو اليه الجمال البشري الذي يكون في فن تعامل البشر وسمو أخلاقهم في إدارة عجلتها لتزهو الحياة في هذه الميادين الخصبة ..
عندما يتملك الشخص مبادئه وقيمه ويحافظ عليها فقد اكتسب في ذلك مصدر قوته وصلابة ثباته في إدارة حياته ..
وان لم يتملكها فقد خسر هذه القوة ودخل في دوامة الضعف والتشتت اللذان هما الطريق الأسهل المحفوف بالورود والطيبات..
مصدر القوة ليس بالشيئ اليسير ولا بالهين وكي يكتسب الشخص هذه القوة لابد ان يبذل جهداً كبيرا وسخيأً ويسلك الطريق الصعب المحفوف بالمخاطر والمسيج بالاشواك ..
سأبذل جهدي في بلورة القيم من وجهة نظري
وعليكم سد ثغرات الجزئية ان وجدت ..
فخوارم القيم صعبة التح*** ومقوياته أشد صعوبة ..
تبدأ ولادة القيم بولادة الشخص فمنذ ذاك الحين يبدأ في أكتساب القيم والمبادئ والأخلاق من أهله وأجواء أسرته
وبيئته المحيطة به ومن ثم من المدرسة والمجتمع ونحوه...
أذاًنقطة البداية الأسرة الفاضلة التي تنجب في الغالب الفضلاء والنبلاء...وتزرع فيهم جذور القيم الصلبة والمبادئ الصالحة والمتينة التي تصمد في وجه أعاصير الحياة ...
وهنا طبعا النقطةالبالغة الأهمية نقطة التدين الخلقي والعقيدي لما له من مكارم اخلاق وتزكية نفوس ويعتبر الموزع الأول لها ...والمخزن ذو المؤونة التي لا تنفذ..
فمثال بسيط عن هذه القيم والأصول والموزع الديني
" من غشنا فليس منا ..
" دوام العهد من الإيمان ..
" ولايجرمنكم شنئآن قوم على أن لاتعدلوا ...
" أد الأمانه إلى من أئتمنك ولاتخن من خانك ..
وغيرها الكثير الكثير من هذه القيم العظيمة والجليلة التي تخلق أنسان بكل معنى الكلمة ...
شذرات متناثرة ...
من السهل أن تعيش وأن تتعايش مع من يخالفك فكرياً واجتماعياً ولكن من المشقى أن تعيش وتتعايش مع من لا يحترم ولا يقدس مقدساتك ويراعيها ..وبذلك تكون عليك المهمة صعبة ومن خلال قيمك الفضيلة تقدر ان تجد لهذه المشقة ثغرة تثبت فيها وجود عقيدتك المقدسة ..
أختلاف وجهات النظر والخلافات هي العصب الأساسي في يومنا وحياتنا ...
فلا تجعلها سبب في الخسارة والتعدي بالإهانة ..وان وصلت لطريق مسدود فليكن بالإنفصال..
(( إذا كنت ذا قلبٍ قنوعٍٍ ،،، فأنت ومالك الدنيا سواء ))..
أجعل سلاح التفاؤل والقناعه دائماً في جعبتك وأشهرهم في وجه اعاصير ودوامة الحياة ..
و إن اتخذتهما درعك وسلاحك فستبني آفاقاً متطلعه لمستقبل مشرق باهر باذن الله ...
قال الله تعالى .. زين للناس حب الشهوات ...
أجعلها أخر همك, فهي قد تضعفك وتهوي بك ...
وأعمل على قيمك الثابتة وخذي منها قدر ما تستطعي ثم قومي بتخزينها عندكي لربما تحتاجي ابراز ملفاتكي في ظل أزمات يومنا ..
