كيف نكون أذكياء عاطفياً؟
--------------------------------------------------------------------------------
إن نجاح الإنسان وسعادته في الحياة يتوقفان على مهارات لاعلاقة لها بشهاداته وتحصيله العلمي، فقد يكون كثير من الاشخاص الذين تخرجوا من جامعات مشهورة لم ينجحوا كثيرا في حياتهم العلمية أو العاطفية أو الاسرية في حين ان هناك اشخاصا قد يكون مستوى تحصيلهم العلمي عاديا استطاعوا ان يؤسسوا شركات ضخمة ويتصفون بالاستقرار العاطفي والنجاح في علاقاتهم الاسرية والاجتماعية.
إذاً لابد من توافر صفات ومهارات معينة عند الانسان، لادور فيها للشهادات العلمية والدرجات العالية .
فالذكاء العاطفي هو قدرة الانسان على التعامل الايجابي مع نفسه ومع الآخرين أو قدرة الانسان على التعامل مع عواطفه؛ حيث يحقق أكبر قدر ممكن من السعادة لنفسه ولمن حوله.
والذكاء العاطفي يعلمنا كيف نغيّر من انماط تفكيرنا، ومن طريقة نظرتنا الى الامور حيث يوّلد في أنفسنا اكبر قدر ممكن من المشاعر الايجابية ولأطول فترة ممكنة.
هل يمكن للإنسان ان يرفع من مستوى ذكائه العاطفي؟
الجواب الاكيد هو: نعم فقد بينت الابحاث ان مهارات الذكاء العاطفي يمكن اكتسابها وان الانسان يستطيع اذا بذل الجهد الكافي ان يرفع من مستوى ذكائه العاطفي، ولابد أولا من المعرفة (ان يعرف الانسان كيف يغير نفسه) ثم التدريب (ان يتدرب الانسان على ما تعلمه) وبعدها سيصبح التغيير مسألة وقت ليس إلا.
وقد بينت الدراسات ان هامش التطوير في الذكاء العاطفي أوسع بكثير من هامش التطوير في الذكاء العقلي. فالذكاء العقلي يصل بك الى سقف معين. أما الذكاء العاطفي فيفتح امامك الآفاق.. والعلاقة بين الذكاء العاطفي والنجاح علاقة اساسية.
إن الانسان الذكي عاطفيا هو إنسان لايتجاهل عواطفه ولايكبتها وانما يفهمها ثم يتعامل معها بطريقة ايجابية خلاقة. فتجاهل العواطف يمنعها من تأديتها لوظيفتها وهذا التجاهل يشبه إغلاق جرس إنذار الحريق عندما يشب حريق في المنزل بدلا من الاتجاه الى اطفاء الحريق.
أما كبت العواطف فيؤدي بالانسان الى مزيد من التوتر والاحتقان وينعكس سلبا على صحته النفسية والجسدية.. فالانسان الذي يكبت انفعالاته بدل ان يفهمها ويتحكّم بها يشبه ذلك الذي يغلق منفذ البخار في وعاء يغلي فيه الماء.
هناك قاعدة اساسية في الذكاء العاطفي تقول: نحن لانستطيع ان نقرر عواطفنا لكننا نستطيع ان نقرر ماذا نفعل حيالها.. فأنا لاأستطيع ان أقرر متى اغضب ومتى أخاف ومتى أقلق ومتى أحب لكنني أستطيع أن أقرر كيف أتعامل مع غضبي وخوفي وقلقي وحبي.
قواعد الذكاء العاطفي:
هناك قاعدتان أساسيتان في الذكاء العاطفي:
1 ـ إدراك العاطفة: فالانسان الذكي عاطفيا هو إنسان يدرك عواطفه أي انه يعرف ماذا يشعر ولماذا يشعر وما علاقة ما يشعر به بطريقة تفكيره وافعاله.
2 ـ التعامل مع العاطفة بطريقة ايجابية خلاقة: أي اتخاذ القرار المناسب تجاه هذه العاطفة والتعامل معها بإيجابية.
نحن نستطيع ان نعمل الذكاء العاطفي وان نتحكم في مشاعرنا، إما بالتدخل ما بين التفكير والشعور أو مابين السلوك والشعور.
إن الانسان الذكي عاطفيا يقرأ مشاعره دائما ويسأل نفسه عن نمط التفكير الذي أدى الى هذه المشاعر، وهل يوجد نمط تفكير آخر أو طريقة اخرى في التعامل مع الامور يمكن ان تؤدي الى مشاعر اكثر ايجابية.. وبالتدريج سيكتشف انماطا جديدة من التفكير، وسيصبح لديه الكثير من البدائل، أي أنه سيصبح قادرا على صنع المشاعر التي يريدها فالانسان الذكي عاطفيا اكثر قدرة على التعاون مع الاخرين والتفكير المشترك وتقبل النقد والرأي الآخر والحوار والوصول الى حلول وسط.
فأكثر ما يتجلى الذكاء العاطفي عند الانسان عندما يعمل مع الآخرين في فريق واحد.
إن موضوع الذكاء العاطفي يحتاج الى كثير من الممارسة والتدريب ولكننا نستطيع ان نجمل صفات الانسان الذكي عاطفيا بالنقاط التالية:
1 ـ هو إنسان يعرف نفسه؛ يعرف نقاط ضعفه ونقاط قوته ويقرأ مشاعره باستمرار ويعرف اسبابها وتأثيرها على تفكيره وتصرفاته.
2 ـ هو إنسان يتحمل المسؤولية في علاقاته مع الآخرين.
3 ـ هو إنسان متعاطف يتفهم مشاعر الآخرين ويراعيها.
4 ـ هو إنسان متفائل لايشله الفشل ولاتخيفه العقبات.
5 ـ هو إنسان يعشق لعبة التغيير فيتقبل النقد برحابة صدر ويغير نفسه دائما ساعيا نحو الافضل
6 ـ هو إنسان متسامح لايحمل في قلبه غلا ولاحقدا لأن الانسان اذا امتلأ قلبه بكره الآخرين والحقد عليهم لن يبقى لديه متسع لكي يهتم بنفسه فيفهمها ويتحكم فيها.
مــــنــقول للفائدة...
