كيف نُغير العالم .. شرح بالصور !!
بسم الله الرحمن الرحيم
يُقال إن الإنسان في سن العشرين يحاول تغيير العالم وفي الثلاثين يحاول تغيير بلده وفي الأربعين أسرته ويحاول تغيير نفسه فقط في سن الخمسين .. وأنا أقول لماذا لا نحاول تغيير العالم ؟!
هذا لا يعني أنني في سن العشرين ، لكن القدرة على التأثير بالطرق الصحيحة ممكنة ، أو على الأقل أعتقد أنها كذلك.
يقول الله تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .. فكيف تُغير ما بقومك إذن ؟
ولعلك تلاحظ أخي الحبيب أن الذين أثروا في العالم تأثيراً حقيقياً هم الأشخاص الذين نقلوا الأفكار التي يدعون إليها عبر التطبيق العملي لتلك الأفكار، الدعوة النظرية مهمة لكنها لا تكون فعالة كثيراً بدون الجوانب التطبيقية.
أنا مثلاً أورد لك قصة تعلم الطبري رحمه الله لعلم الفرائض في يوم واحد حتى أدفعك لطلب العلم ، لماذا أخبرك بقصة تحديداً !!
حتى يستقر في ذهنك التطبيق العملي لتلك الفكرة ، وأنها ليس مجرد فكرة نظرية أو خيالية.
حسناً كيف نُغير العالم ، ما هي الطريقة ؟!
في أي فكرة تخطر على البال هناك غالباً دائرتين – وهميتين بالطبع – هما دائرة التأثير ودائرة الاهتمام .
وغالباً ما تسترعي دارة الاهتمام انتباهنا ونحن نهم بالتخطيط لتلك الفكرة وهذا هو الخطأ الأول والأكبر في الحقيقة.
دائرة التأثير تكون جزءً من دائرة الاهتمام وأصغر حجماً منها كما في الرسم التالي :
من مميزات دائرة التأثير أنها تتسع تدريجياً مع الوقت . والتخطيط السليم يركز على دائرة التأثير .
لابد من التركيز عندما نبدأ بالتخطيط على دائرة التأثير فهي مفتاح النجاح .
لكن انتبه !! فغالباً ما نرى دائرة التأثير صغيرة جداً ، ولذلك نصاب بالإحباط من سلوك الطريق الصحيح .
مثال /
شخص ما يريد أن يتوقف الناس عن رمي ( المخلفات) في الشارع .
دائرة الاهتمام هنا هي الناس .
ودائرة التأثير هي نفسه وقد يدخل فيها أسرته مثلاً أطفاله وزوجته.
فإذا أراد أن يخطط لدعوة الناس إلى أن يتوقفوا عن رمي المخلفات فإنه غالباً ما يبدأ بدعوتهم وبحثهم على أهمية النظافة وما إلى ذلك ، أو سيكتفي بالأماني بأن يأتي اليوم الذي يتوقف الناس عن رمي المخلفات دون أن يفعل شيئاً من أجل تلك الأماني. وسيبقى في كل هذه الحالات في دائرة الاهتمام التي لن تنتج له في الحقيقة كثير فائدة . بسبب أن ما يدعوهم إليه هو في الحقيقة تطبيق عملي لابد من إيصاله للناس في إطار عملي أيضاً وليس نظري فقط.
أما إن توقف هو عن رمي المخلفات وأمر أبناءه بذلك فإن هذا التطبيق العملي سينتقل إلى الجيران ثم إلى جيران الجيران وهكذا حتى تتسع دائرة التأثير وهذا من سماتها كما ذكرنا وتغطي دائرة الاهتمام بكاملها. كما في الرسم التالي :
فالقضية إذن تشبه الدوائر التي تحدث نتيجة إلقاء حجر في ماء راكد تتسع تدريجياً ، وأمثلة ذلك كثيرة لكن للأسف لا يحضرني منها إلا بعض الأمثلة السيئة ، مثل انتشار كلمة معينة بين الشباب مثلاً ، أو تخلي الناس عن عادة معينة إلى عادة أخرى ، كل هذا يحدث بنفس الطريقة التي ذكرنا وقد لا يكون هناك بالضرورة من يحرك تلك الأفعال قد تكون عشوائية في بعض الحالات ومخططة في حالات أخرى كما في محاولة تغريب المجتمع وقضايا المرأة في وقتنا .
ولعل الشاعر الحكيم رمز لهذا المعني في أبياته إذ يقول :
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنا **** كيما يصح به وأنت سقيم
ابـدأ بنـفسك فانهـها عن غيـها **** فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
فـهناك يُـسمَع ما تقول ويُـشتَفَى **** بالقول منك وينفع التعليم
والتجربة سهلة جداً لمثل هذه القواعد فقط استعن بالله وراقب مدى التأثير الذي تصنعه تصرفاتك على أولادك في البيت أو زملائك في العمل ، يمكن أيضاً أن تراقب كل مجموعة من الأصدقاء فتجد أن لديهم كلمات معينة متداوله بينهم وتصرفات متشابهه وما ذلك إلا لأن التطبيق العملي لفكرة ما له تأثير بكل تأكيد على من حولك ، راقب ذلك وسترى العجب.
فانظر أخي الحبيب لو أسست لعمل صالح وشاع بين الناس وتقبله الله منك فكان أجره يأتيك ما عمل به عامل لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً .
مقتطفات فلسفيه ثقافيه منقوله من جسد الثقافه اعجبتني
رد مع اقتباس
مواقع النشر (المفضلة)