ماذا أقول وكلهم إخوانـي نعم الرجال خلائف الرحمــن
باعوا الحياةَ جميعها لما رأوا = رب العباد يجود بالأثمــان
رباهم (البنا) فنعم زعيمهــم = العالم المتفرد الربانــي
نال الشهادة راضيًا مسترضيًا = لإلهه المتكرم المنــان
ما كان أجدره بنيل شهـادة = وبلوغ فردوس، وخوض جنان
ثم (الهضيبي) ذاك من لم ينحن = إلا لربِّ الناس والأكـــوان
ثم (التلمساني)، فكان لهم أبًا = لجميع مَن في البحر والشطـــآن
ويجيء (نصر) كي ينير طريقهم = يتلوه (مشهور) العطوف الحانـي
ثم (الهضيبي الابن) بُويع مرشدًا = بين (المقابر) في حِمى الأكفـــان
حتى أتى الـ(مهدي) الذي كنَّا له = نرجو ونحسب للسنين ثوانـــي
هذا الذي عكف السنين مدافعًا = عن عزة الإسلام في تبيــان
هذا الذي دخل السجون جميعهـا = لم يشكُ يومًا, أو تراه يُعانــي
هذي تحيتي الكريمة (عاكف) = أهديك من قلبي ومن وجدانــي
لتظل تعلو شامخًا مستأسـدًا = طابت خطاك على مدى الأزمان
قالوا: جماعتكم هنا محظورة = أنا قلت: قولكم من الهذيـان
سل كلَّ مصر سيخبرونك أنهــا = تسري مسار الدم في الشريـان
في كل بيت مسلمٍ متحمـــس = لـ(الدعوة الكبرى) إلى الديـان
سل (مجلس الشعب) الموقرعنهم = ليزيل ما في القول من بهتـان
يخبرك عن تلك الـ(ثمانين) التي = خطَّت حروف النور في الجدران
وسل (القنال)، وسل (فلسطين) التي = سالت دماؤهم بها لزمـــان
وسل (المعاقل) و(السجون) جميعها = تحكي لك التاريخ في إمعــان
عن (سابقٍ) في (فقه سنته) الـذي = أرسى حدود الفقه والإتقــان
عن (قطب) بين (ظلاله)، وفنونه = وعن (الغزالي) ماسح الأحزان
عن (عودة) قاضي العدالة إذ قضى = نحبًا، وأُعدم شامخ البنيـان
عن (يوسف) شيخ الشيوخ، وعلمه = و(ابن الخطيب) وبحره الملآن
وعن النساء و(زينب) وبناتهــا = وأرامل الشهداء والعـــدوان
عن زمرةِ العلماء بين ركابهـــم = يبنون أمة مصر بالإحســان
سل طول هذي الأرض أو سل عرضها = تخبرك أنهم من الشجعـان
قوم شعارهم العظيم يحوطهــم = في كلِّ وقتٍ حاضر ومكــان
(الله غايتنا، وأحمد نورنـــا = وكتاب ربك منهج ومثانــي
وجهاد أهل البغي ذاك سبيلنــا = والموت في الحقِّ القويم أماني)
يا إخوتي في الله- بُورك جمعكم- = لا تلفتوا الأنظار للجــرزان
ولتحشدوا كل (الرجال) لساعـةٍ = نلقى بها الأعداء دون توانِـي
مواقع النشر (المفضلة)