+ الرد على الموضوع
صفحة 4 من 8 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 7 8 الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 20 من 40
  1. #16
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4386

    افتراضي رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال

    وقفات مع نهاية العام
    د/ عمرو الشيخ


    قبل أيامٍ قلائل انتهى عامك ا المنصرم ..
    وطوي سجله وختم عمله ..
    و ها أنت على باب عامٍ جديد
    الله أعلم بحالك فيه
    فهنيئًا لمن أحسن فيما مضى واستقام ..
    وويلٌ لمن أساء وارتكب الإجرام ..




    - مع كل اقتراب جديد تنمو آمالٌ وتزدهر طموحات
    ومع كل موسمٍ يفتح ذراعيه إليك
    تفتح أنت صفحة جديدة فى حياتك
    فإما أن تزرعَ فيها أزهارًا ورياحين وطيورًا مغردة
    وإما أن تحشوها بالإخفاقات والفشل
    يقول ابن القيم - رحمه الله -
    (( السنة شجرة
    والشهور فروعها
    والأيام أغصانها
    والساعات أوراقها
    والأنفاس ثمرها
    فمن كانت أنفاسه فى طاعة فثمرة شجرته طيبة
    ومن كانت فى معصية فثمرته حنظل
    وإنما يكون الحصاد يوم المعاد
    فعند الحصاد يتبين حلو الثمار من مرها ))

    - ومع ذلك
    فإن تجدد الحياة ينبع قبل كل شيء من داخل النفس،
    والرجل المقبل على الدنيا بعزيمة وصبر
    لا تخضعه الظروف المحيطة به مهما ساءت ولا تصرفه وفق هواها،
    بل هو يستفيد منها، ويحتفظ بخصائصه أمامها...
    - ونحذرك أن
    كل تأخير لإنفاذ منهج تجدّد به حياتك، وتصلح به أعمالك لا يعني إلا إطالة الفترة الكآبية التي تبغي الخلاص منها، وبقاؤك مهزوماً أمام نوازع الهوى والتفريط
    فاعزم أمرك واستعن بالله
    وابدأ بداية جديدة



    - فما أجمل أن يعيد الإنسان تنظيم نفسه بين الحين والحين
    وأن يرسل نظرات ناقدة في جوانبها ليتعرف عيوبها وآفاتها
    وأن يرسم السياسات القصيرة المدى والطويلة المدى ليتخلص من هذه الهنات التي تزري به .
    أخي الحبيب :-
    - ألا تستحق نفسك أن تتعهد شئونها بين الحين والحين لترى ما عراها من اضطراب فتزيله
    وما لحقها من إثم فتنفيه عنها مثلما تنفى القمامة عن الساحات الطهور ؟!

    - ألا تستحق النفس بعد كل مرحلة تقطعها من الحياة أن نعيد النظر فيما أصابها من غنم أو غرم ؟
    وأن نرجع إليها توازنها واعتدالها كلما رجتها الأزمات وهزها العراك الدائب على ظهر الأرض في تلك الدنيا المائجة ؟ ..

    - إن الإنسان أحوج الخلائق إلى التنقيب في أرجاء نفسه وتعهد حياته على الخاصة والعامة بما يصونها من العلل والتفكك
    ومن ثم نرى ضرورة العمل الدائم لتنظيم النفس وإحكام الرقابة عليها

    والله عز وجل يهيب بالبشر - قبيل كل صباح - أن يجددوا حياتهم مع كل نهار مقبل .
    فبعد أن يستريح الأنام من عناء الأمس الذاهب وعندما يتحركون في فرشهم ليواجهوا مع تحرك الفلك يومهم الجديد .
    في هذه الآونة الفاصلة تستطيع أن تسال :
    كم تعثر العالم في سيره ؟ .
    كم مال مع الأثرة ؟.
    كم اقترف من دنية ؟.
    كم أضلته حيرته فبات محتاجا إلى المحبة والحنان ؟.

    في هذه اللحظة يستطيع كل امرئ أن يجدد حياته وان يعيد بناء نفسه من جديد على أشعة من الأمل والتوفيق واليقظة
    إنها لحظة إدبار الليل وإقبال النهار
    وعلى أطلال الماضي القريب أو البعيد يمكنك أن تنهض لتبني مستقبلك .
    ولا تؤودنك كثرة الخطايا فلو كانت ركاما اسود كزبد البحر ما بالى الله عز وجل بالتعفية عليها
    إن أنت اتجهت إليه قصدا وانطلقت إليه ركضا .



    إن فرحته بعودتكم إليه فوق كل وصف
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لله افرح بتوبة عبده المؤمن من رجل نزل في ارض دوية مهلكة معه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومه فاستيقظ وقد ذهبت راحلته !! فطلبها حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله قال : ارجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت ... فوضع رأسه على ساعده ليموت فاستيقظ فإذا راحلته عنده عليها زاده وشرابه فالله اشد فرحا بتوبة المؤمن من هذا براحلته " .
    ألا يبهرك هذا الترحاب الغامر ؟!
    أترى سرورا يعدل هذه البهجة الخالصة ؟!

    وطبيعي أن تكون هذه التوبة نقلة كاملة من حياة إلى حياة وفاصلا قائما بين عهدين متمايزين كما يفصل بين الظلام والضياء.
    فليست هذه العودة زورة خاطفة يرتد المرء بعدها إلى ما ألف من فوضى وإسفاف .
    وليست محاولة فاشلة ينقصها صدق العزم وقوة التحمل وطول الجلد كـلا كـلا .
    إن هذه العودة الظافرة التي يفرح الله بها هي انتصار الإنسان على أسباب الضعف والخمول وسحقه لجراثيم الوضاعة والمعصية وانطلاقه من قيود الهوى والجحود ثم استقراره في مرحلة أخرى من الإيمان والإحسان والنضج والاهتداء .

    هذه هي العودة التي يقول الله تعالى في صاحبها " : واني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى "

    إنها حياة تجددت بعد بلى ونقلة حاسمة غيرت معالم النفس كما تتغير الأرض الموات بعد مقادير هائلة من المياه والمخصبات . إن تجديد الحياة لا يعني إدخال بعض الأعمال الصالحة أو النيات الحسنة وسط جملة ضخمة من العادات الذميمة والأخلاق السيئة فهذا الخلط لا ينشئ به المرء مستقبلاً حميداً ولا مسلكاً مجيداً .
    بل إنه لا يدل على كمال أو قبول فان القلوب المتحجرة قد ترشح بالخير والأصابع الكزة قد تتحرك بالعطاء .
    والله عز وجل يصف بعض المطرودين من ساحته فيقول " :أفرأيت الذي تولى * وأعطى قليلا و أكدي "
    فالأشرار قد تمر بضمائرهم فترات صحو قليل ثم تعود بعد ذلك إلى سباتها .
    ولا يسمى ذلك اهتداء
    إن الاهتداء هو الطور الأخير للتوبة النصوح .

    إن البعد عن الله لن يثمر إلا علقماً ومواهب الذكاء والقوة والجمال والمعرفة تتحول كلها إلى نقم ومصائب عندما تعرى عن توفيق الله وتحرم من بركته .



    إن كلمات شيخنا الغزالى – رحمه الله - لهى قطرات ندية..
    تتهادى على صفحات الفؤاد.. فتنعشه وتروي ظمأه ..
    لتعيد له نبض الحياة من جديد ...

    نعم والله ..
    قد آن الأوان لأن يلتفت المرء إلى كوامنه
    ويشمر ساعد الجد...
    يلملم أوراقه التي بعثرتها يد المعاصي
    ويزيل عن قلبه الركامات التي أثقلته
    وعطلته عن السير إلى مولاه ..

    ليتنا نمعن النظر .. ونعمق التفكر ...
    نسعى إلى إصلاح ظاهرنا وننسى
    أننا بقلوبنا لا بأجسادنا نحاسب ..
    كم من سيئة بدأت تتأصل وتنشر جذورها في القلب ونحن لا ندري
    وكم من حسنة تنتظر من يمدها بماء الطاعة لتورق و تثمر ونحن في قصور ..
    فليس أجمل من الحديث عن التجديد للعهد مع الله
    من أجل أن نشد من عزم الحادي .. إلى جنات النعيم


    وعلى طريق تجديد الحياة إشارات :-

    * اربأ بنفسك:-

    يقول الشاعر
    عليك نفسك فتش عن معايبها
    وخل عن عثرات الناس للناس

    نعم انشغل بنفسك
    اترك الناس لرب الناس
    وارق بعقلك وحكمتك ورسمك
    فتفكر في مستقبلك ويومك وأمسك..

    هل أعددت شخصك لغدك ؟؟
    هل فيما لا يفيد تضيع وقتك ؟؟
    هل لازلت متخاذلا بسبب ما في يوم ما قد حصل لك ؟؟

    إذاً..
    اربأ بنفسك الآن
    واصح من نومتك
    فالوقت لن يتوقف حتى انتهاء غفوتك
    والعمر يجري وأنت لا تدري
    فاجعل من نفسك الآن من يقيل عثرتك
    كمل نقائصك
    وادعم مميزاتك وخصائصك
    اسأل نفسك :
    ما هو هدفي في هذه الحياة ؟؟
    ضع نصب عينيك هدفا عاليا تطمح إليه
    واسع في سبيله وابذل الغالي والنفيس للوصول إليه
    وما ألذ لحظات النجاح
    على النفس تنسكب
    و بها الروح ترتوي
    وكأنها ماء قراح

    * فلتحيى يومك :-
    اليوم !
    ماذا عملت اليوم ؟
    هل أنت ممن كان خاملا واستراح ؟
    أم تركت الحبل على الغارب ولم تأبه بما جاء وما راح ؟
    وقضيت وقتك لاهيا ساهيا ؟
    لم تعرف للوقت قيمة
    ولم تعِ ما قيل في الحكمة القديمة..
    الوقت كالذهب..إن لم تدركه ذهب
    فأدرك اللحظة قبل الدقيقة
    والدقيقة قبل الساعة
    واجعل يومك ملئ
    بالخير والعمل الصالح النافع المفيد

    * و لا تجتر مرارة الماضي
    فالأمس جميل..
    جميل بكل هفواته وزلاته
    ومواقفه وحكاياته
    لماذا ؟؟
    لأننا نجد فيه العبرة
    ونكتسب من خلاله الخبرة
    فالحياة تجارب
    ونحن نجرب فنتعلم
    وبتجاربنا نتقدم
    فتقدم فيها وكأنك محارب
    وفي عينيك يبرق نور النصر
    قوياً , طموحاً , متفائلاً وبنظرتك ثاقب
    وليست العبرة بنقص البدايات ولكن العبرة بكمال النهايات
    إذاً..
    لا داعي لأن تظل تجربة بائسة عالقة في أذهاننا إلى الأبد
    فقط علينا أن نستخلص منها المفيد
    ونتقي ما كان سببًا في الوقوع في شراكها
    لأنه لن يتضرر ولن يستفيد غيرنا أحد

    * ولا تنس الزاد :-
    نَمِ شخصيتك بأركانها الأربعة:
    الروح.. بالعبادة والاستقامة
    النفس.. بالتزكية والتهذيب
    العقل.. بالتفكر والتأمل
    الجسم.. بالرياضة التدريب

    * كن صلدا :-
    لا تحطمك أمور تافهة
    واجعل من كل عقبة حجر تصعد به درجة
    إلى المعالي الوارفة

    * غذ عقلك وقلبك :-

    بالقراءة والاطلاع املأ عقلك لئلا يدخله ما ساء وما سلب
    وبذكر الله أشغل قلبك لئلا يصبح كالبيت الخرب

    * وأتقن السحر الحلال :-

    أرسل ابتسامتك من داخلك
    وكن بشوشا لكل من قابلك
    فالابتسامة سر السعادة
    فلا تحرم نفسك , فالخير لك

    * و احرص على الجوهر :-

    اهتم بآخرتك تصلح لك دنياك
    واهتم بمخبرك يصلح لك مظهرك
    وامسك عليك لسانك فهو شر بلاياك
    و أطلقه في ما ينفعك عاجله و آجله يسرك

    * و كن طموحاً :-

    لتحصل على الأفضل..فكر فقط في الأفضل
    وابذل الغالي والنفيس وعلى نفسك لا تبخل
    ولا يكفي لذلك رغبة فقط..بل عزيمة واستعداد
    فبكل ما في وسعك ابدأ الآن ولا تؤجل

    * واقتد بحاتم :-

    عود نفسك البذل
    فهو طريق ستر العيوب
    وحاذر أبواب البخل
    وببذر حلو الكلام كن دءوب

    * و اختر طريقك :-

    إذا كنت في طريق فلاح
    فالله سيجزيك
    والله سيعطيك
    والله سيرضيك بفوز ونجاح

    * وما أجمل أن نبدأ البداية الجديدة ونحن نهمس فى أذنك أن :-

    ابتسم للحياة ،
    واستنشق عبير العز ،
    وتحرر من أسر الكآبة والسآمة ،
    وتوشح وشاح العزم ، و اسم بنفسك في المعالي؛
    وعــش يومك ......
    نــعــم عش يومك لا تجعل التفكير في الماضي إلا محفزاً لك في الاستزادة من الخير وذلك بأن تعلم
    أن التوبة تجبّ ما قبلها ، وأن الله يبدّل سيئات التائبين المؤمنين المصلحين حسـنــــات .



    فانزع عنك أردية الكسل
    ومزق أسمال الإحباط
    وانهض من غفوتك
    وانهض مبكرا لتستمتع بشروق الشمس وزقزقة العصافير
    وكن فى انتظار اليوم لا يكن اليوم فى انتظارك
    انطلق بروح جديدة ، روح التفاؤل والتحدي،
    واعلم أن مدار الأمر كله ينصب في خشية الله ،
    وأن النجاح والتوفيق بيد الله ،



    فبادر بدعاء الله بأن يوفقك في هذه الفرصة ،
    ويزيدك تقي وهدىً ونجاحاً وإنجازاً،
    و الحق بسفينة النجاة ،
    وكن نجما في سماء التائبين المنيبين المخبتين.


    صاحبكم فى هذه الرحلة
    د/ عمرو الشيخ ..
    - المدير التنفيذي لمؤسسة نور للتنمية البشرية
    -

     
  2. #17
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4386

    افتراضي رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال

    وقفات مع نهاية العام
    د/ عمرو الشيخ


    قبل أيامٍ قلائل انتهى عامك ا المنصرم ..
    وطوي سجله وختم عمله ..
    و ها أنت على باب عامٍ جديد
    الله أعلم بحالك فيه
    فهنيئًا لمن أحسن فيما مضى واستقام ..
    وويلٌ لمن أساء وارتكب الإجرام ..




    - مع كل اقتراب جديد تنمو آمالٌ وتزدهر طموحات
    ومع كل موسمٍ يفتح ذراعيه إليك
    تفتح أنت صفحة جديدة فى حياتك
    فإما أن تزرعَ فيها أزهارًا ورياحين وطيورًا مغردة
    وإما أن تحشوها بالإخفاقات والفشل
    يقول ابن القيم - رحمه الله -
    (( السنة شجرة
    والشهور فروعها
    والأيام أغصانها
    والساعات أوراقها
    والأنفاس ثمرها
    فمن كانت أنفاسه فى طاعة فثمرة شجرته طيبة
    ومن كانت فى معصية فثمرته حنظل
    وإنما يكون الحصاد يوم المعاد
    فعند الحصاد يتبين حلو الثمار من مرها ))

    - ومع ذلك
    فإن تجدد الحياة ينبع قبل كل شيء من داخل النفس،
    والرجل المقبل على الدنيا بعزيمة وصبر
    لا تخضعه الظروف المحيطة به مهما ساءت ولا تصرفه وفق هواها،
    بل هو يستفيد منها، ويحتفظ بخصائصه أمامها...
    - ونحذرك أن
    كل تأخير لإنفاذ منهج تجدّد به حياتك، وتصلح به أعمالك لا يعني إلا إطالة الفترة الكآبية التي تبغي الخلاص منها، وبقاؤك مهزوماً أمام نوازع الهوى والتفريط
    فاعزم أمرك واستعن بالله
    وابدأ بداية جديدة



    - فما أجمل أن يعيد الإنسان تنظيم نفسه بين الحين والحين
    وأن يرسل نظرات ناقدة في جوانبها ليتعرف عيوبها وآفاتها
    وأن يرسم السياسات القصيرة المدى والطويلة المدى ليتخلص من هذه الهنات التي تزري به .
    أخي الحبيب :-
    - ألا تستحق نفسك أن تتعهد شئونها بين الحين والحين لترى ما عراها من اضطراب فتزيله
    وما لحقها من إثم فتنفيه عنها مثلما تنفى القمامة عن الساحات الطهور ؟!

    - ألا تستحق النفس بعد كل مرحلة تقطعها من الحياة أن نعيد النظر فيما أصابها من غنم أو غرم ؟
    وأن نرجع إليها توازنها واعتدالها كلما رجتها الأزمات وهزها العراك الدائب على ظهر الأرض في تلك الدنيا المائجة ؟ ..

    - إن الإنسان أحوج الخلائق إلى التنقيب في أرجاء نفسه وتعهد حياته على الخاصة والعامة بما يصونها من العلل والتفكك
    ومن ثم نرى ضرورة العمل الدائم لتنظيم النفس وإحكام الرقابة عليها

    والله عز وجل يهيب بالبشر - قبيل كل صباح - أن يجددوا حياتهم مع كل نهار مقبل .
    فبعد أن يستريح الأنام من عناء الأمس الذاهب وعندما يتحركون في فرشهم ليواجهوا مع تحرك الفلك يومهم الجديد .
    في هذه الآونة الفاصلة تستطيع أن تسال :
    كم تعثر العالم في سيره ؟ .
    كم مال مع الأثرة ؟.
    كم اقترف من دنية ؟.
    كم أضلته حيرته فبات محتاجا إلى المحبة والحنان ؟.

    في هذه اللحظة يستطيع كل امرئ أن يجدد حياته وان يعيد بناء نفسه من جديد على أشعة من الأمل والتوفيق واليقظة
    إنها لحظة إدبار الليل وإقبال النهار
    وعلى أطلال الماضي القريب أو البعيد يمكنك أن تنهض لتبني مستقبلك .
    ولا تؤودنك كثرة الخطايا فلو كانت ركاما اسود كزبد البحر ما بالى الله عز وجل بالتعفية عليها
    إن أنت اتجهت إليه قصدا وانطلقت إليه ركضا .



    إن فرحته بعودتكم إليه فوق كل وصف
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لله افرح بتوبة عبده المؤمن من رجل نزل في ارض دوية مهلكة معه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومه فاستيقظ وقد ذهبت راحلته !! فطلبها حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله قال : ارجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت ... فوضع رأسه على ساعده ليموت فاستيقظ فإذا راحلته عنده عليها زاده وشرابه فالله اشد فرحا بتوبة المؤمن من هذا براحلته " .
    ألا يبهرك هذا الترحاب الغامر ؟!
    أترى سرورا يعدل هذه البهجة الخالصة ؟!

    وطبيعي أن تكون هذه التوبة نقلة كاملة من حياة إلى حياة وفاصلا قائما بين عهدين متمايزين كما يفصل بين الظلام والضياء.
    فليست هذه العودة زورة خاطفة يرتد المرء بعدها إلى ما ألف من فوضى وإسفاف .
    وليست محاولة فاشلة ينقصها صدق العزم وقوة التحمل وطول الجلد كـلا كـلا .
    إن هذه العودة الظافرة التي يفرح الله بها هي انتصار الإنسان على أسباب الضعف والخمول وسحقه لجراثيم الوضاعة والمعصية وانطلاقه من قيود الهوى والجحود ثم استقراره في مرحلة أخرى من الإيمان والإحسان والنضج والاهتداء .

    هذه هي العودة التي يقول الله تعالى في صاحبها " : واني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى "

    إنها حياة تجددت بعد بلى ونقلة حاسمة غيرت معالم النفس كما تتغير الأرض الموات بعد مقادير هائلة من المياه والمخصبات . إن تجديد الحياة لا يعني إدخال بعض الأعمال الصالحة أو النيات الحسنة وسط جملة ضخمة من العادات الذميمة والأخلاق السيئة فهذا الخلط لا ينشئ به المرء مستقبلاً حميداً ولا مسلكاً مجيداً .
    بل إنه لا يدل على كمال أو قبول فان القلوب المتحجرة قد ترشح بالخير والأصابع الكزة قد تتحرك بالعطاء .
    والله عز وجل يصف بعض المطرودين من ساحته فيقول " :أفرأيت الذي تولى * وأعطى قليلا و أكدي "
    فالأشرار قد تمر بضمائرهم فترات صحو قليل ثم تعود بعد ذلك إلى سباتها .
    ولا يسمى ذلك اهتداء
    إن الاهتداء هو الطور الأخير للتوبة النصوح .

    إن البعد عن الله لن يثمر إلا علقماً ومواهب الذكاء والقوة والجمال والمعرفة تتحول كلها إلى نقم ومصائب عندما تعرى عن توفيق الله وتحرم من بركته .



    إن كلمات شيخنا الغزالى – رحمه الله - لهى قطرات ندية..
    تتهادى على صفحات الفؤاد.. فتنعشه وتروي ظمأه ..
    لتعيد له نبض الحياة من جديد ...

    نعم والله ..
    قد آن الأوان لأن يلتفت المرء إلى كوامنه
    ويشمر ساعد الجد...
    يلملم أوراقه التي بعثرتها يد المعاصي
    ويزيل عن قلبه الركامات التي أثقلته
    وعطلته عن السير إلى مولاه ..

    ليتنا نمعن النظر .. ونعمق التفكر ...
    نسعى إلى إصلاح ظاهرنا وننسى
    أننا بقلوبنا لا بأجسادنا نحاسب ..
    كم من سيئة بدأت تتأصل وتنشر جذورها في القلب ونحن لا ندري
    وكم من حسنة تنتظر من يمدها بماء الطاعة لتورق و تثمر ونحن في قصور ..
    فليس أجمل من الحديث عن التجديد للعهد مع الله
    من أجل أن نشد من عزم الحادي .. إلى جنات النعيم


    وعلى طريق تجديد الحياة إشارات :-

    * اربأ بنفسك:-

    يقول الشاعر
    عليك نفسك فتش عن معايبها
    وخل عن عثرات الناس للناس

    نعم انشغل بنفسك
    اترك الناس لرب الناس
    وارق بعقلك وحكمتك ورسمك
    فتفكر في مستقبلك ويومك وأمسك..

    هل أعددت شخصك لغدك ؟؟
    هل فيما لا يفيد تضيع وقتك ؟؟
    هل لازلت متخاذلا بسبب ما في يوم ما قد حصل لك ؟؟

    إذاً..
    اربأ بنفسك الآن
    واصح من نومتك
    فالوقت لن يتوقف حتى انتهاء غفوتك
    والعمر يجري وأنت لا تدري
    فاجعل من نفسك الآن من يقيل عثرتك
    كمل نقائصك
    وادعم مميزاتك وخصائصك
    اسأل نفسك :
    ما هو هدفي في هذه الحياة ؟؟
    ضع نصب عينيك هدفا عاليا تطمح إليه
    واسع في سبيله وابذل الغالي والنفيس للوصول إليه
    وما ألذ لحظات النجاح
    على النفس تنسكب
    و بها الروح ترتوي
    وكأنها ماء قراح

    * فلتحيى يومك :-
    اليوم !
    ماذا عملت اليوم ؟
    هل أنت ممن كان خاملا واستراح ؟
    أم تركت الحبل على الغارب ولم تأبه بما جاء وما راح ؟
    وقضيت وقتك لاهيا ساهيا ؟
    لم تعرف للوقت قيمة
    ولم تعِ ما قيل في الحكمة القديمة..
    الوقت كالذهب..إن لم تدركه ذهب
    فأدرك اللحظة قبل الدقيقة
    والدقيقة قبل الساعة
    واجعل يومك ملئ
    بالخير والعمل الصالح النافع المفيد

    * و لا تجتر مرارة الماضي
    فالأمس جميل..
    جميل بكل هفواته وزلاته
    ومواقفه وحكاياته
    لماذا ؟؟
    لأننا نجد فيه العبرة
    ونكتسب من خلاله الخبرة
    فالحياة تجارب
    ونحن نجرب فنتعلم
    وبتجاربنا نتقدم
    فتقدم فيها وكأنك محارب
    وفي عينيك يبرق نور النصر
    قوياً , طموحاً , متفائلاً وبنظرتك ثاقب
    وليست العبرة بنقص البدايات ولكن العبرة بكمال النهايات
    إذاً..
    لا داعي لأن تظل تجربة بائسة عالقة في أذهاننا إلى الأبد
    فقط علينا أن نستخلص منها المفيد
    ونتقي ما كان سببًا في الوقوع في شراكها
    لأنه لن يتضرر ولن يستفيد غيرنا أحد

    * ولا تنس الزاد :-
    نَمِ شخصيتك بأركانها الأربعة:
    الروح.. بالعبادة والاستقامة
    النفس.. بالتزكية والتهذيب
    العقل.. بالتفكر والتأمل
    الجسم.. بالرياضة التدريب

    * كن صلدا :-
    لا تحطمك أمور تافهة
    واجعل من كل عقبة حجر تصعد به درجة
    إلى المعالي الوارفة

    * غذ عقلك وقلبك :-

    بالقراءة والاطلاع املأ عقلك لئلا يدخله ما ساء وما سلب
    وبذكر الله أشغل قلبك لئلا يصبح كالبيت الخرب

    * وأتقن السحر الحلال :-

    أرسل ابتسامتك من داخلك
    وكن بشوشا لكل من قابلك
    فالابتسامة سر السعادة
    فلا تحرم نفسك , فالخير لك

    * و احرص على الجوهر :-

    اهتم بآخرتك تصلح لك دنياك
    واهتم بمخبرك يصلح لك مظهرك
    وامسك عليك لسانك فهو شر بلاياك
    و أطلقه في ما ينفعك عاجله و آجله يسرك

    * و كن طموحاً :-

    لتحصل على الأفضل..فكر فقط في الأفضل
    وابذل الغالي والنفيس وعلى نفسك لا تبخل
    ولا يكفي لذلك رغبة فقط..بل عزيمة واستعداد
    فبكل ما في وسعك ابدأ الآن ولا تؤجل

    * واقتد بحاتم :-

    عود نفسك البذل
    فهو طريق ستر العيوب
    وحاذر أبواب البخل
    وببذر حلو الكلام كن دءوب

    * و اختر طريقك :-

    إذا كنت في طريق فلاح
    فالله سيجزيك
    والله سيعطيك
    والله سيرضيك بفوز ونجاح

    * وما أجمل أن نبدأ البداية الجديدة ونحن نهمس فى أذنك أن :-

    ابتسم للحياة ،
    واستنشق عبير العز ،
    وتحرر من أسر الكآبة والسآمة ،
    وتوشح وشاح العزم ، و اسم بنفسك في المعالي؛
    وعــش يومك ......
    نــعــم عش يومك لا تجعل التفكير في الماضي إلا محفزاً لك في الاستزادة من الخير وذلك بأن تعلم
    أن التوبة تجبّ ما قبلها ، وأن الله يبدّل سيئات التائبين المؤمنين المصلحين حسـنــــات .



    فانزع عنك أردية الكسل
    ومزق أسمال الإحباط
    وانهض من غفوتك
    وانهض مبكرا لتستمتع بشروق الشمس وزقزقة العصافير
    وكن فى انتظار اليوم لا يكن اليوم فى انتظارك
    انطلق بروح جديدة ، روح التفاؤل والتحدي،
    واعلم أن مدار الأمر كله ينصب في خشية الله ،
    وأن النجاح والتوفيق بيد الله ،



    فبادر بدعاء الله بأن يوفقك في هذه الفرصة ،
    ويزيدك تقي وهدىً ونجاحاً وإنجازاً،
    و الحق بسفينة النجاة ،
    وكن نجما في سماء التائبين المنيبين المخبتين.


    صاحبكم فى هذه الرحلة
    د/ عمرو الشيخ ..
    - المدير التنفيذي لمؤسسة نور للتنمية البشرية
    -

     
  3. #18
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4386

    افتراضي رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال

    وقفات مع نهاية العام
    د/ عمرو الشيخ


    قبل أيامٍ قلائل انتهى عامك ا المنصرم ..
    وطوي سجله وختم عمله ..
    و ها أنت على باب عامٍ جديد
    الله أعلم بحالك فيه
    فهنيئًا لمن أحسن فيما مضى واستقام ..
    وويلٌ لمن أساء وارتكب الإجرام ..




    - مع كل اقتراب جديد تنمو آمالٌ وتزدهر طموحات
    ومع كل موسمٍ يفتح ذراعيه إليك
    تفتح أنت صفحة جديدة فى حياتك
    فإما أن تزرعَ فيها أزهارًا ورياحين وطيورًا مغردة
    وإما أن تحشوها بالإخفاقات والفشل
    يقول ابن القيم - رحمه الله -
    (( السنة شجرة
    والشهور فروعها
    والأيام أغصانها
    والساعات أوراقها
    والأنفاس ثمرها
    فمن كانت أنفاسه فى طاعة فثمرة شجرته طيبة
    ومن كانت فى معصية فثمرته حنظل
    وإنما يكون الحصاد يوم المعاد
    فعند الحصاد يتبين حلو الثمار من مرها ))

    - ومع ذلك
    فإن تجدد الحياة ينبع قبل كل شيء من داخل النفس،
    والرجل المقبل على الدنيا بعزيمة وصبر
    لا تخضعه الظروف المحيطة به مهما ساءت ولا تصرفه وفق هواها،
    بل هو يستفيد منها، ويحتفظ بخصائصه أمامها...
    - ونحذرك أن
    كل تأخير لإنفاذ منهج تجدّد به حياتك، وتصلح به أعمالك لا يعني إلا إطالة الفترة الكآبية التي تبغي الخلاص منها، وبقاؤك مهزوماً أمام نوازع الهوى والتفريط
    فاعزم أمرك واستعن بالله
    وابدأ بداية جديدة



    - فما أجمل أن يعيد الإنسان تنظيم نفسه بين الحين والحين
    وأن يرسل نظرات ناقدة في جوانبها ليتعرف عيوبها وآفاتها
    وأن يرسم السياسات القصيرة المدى والطويلة المدى ليتخلص من هذه الهنات التي تزري به .
    أخي الحبيب :-
    - ألا تستحق نفسك أن تتعهد شئونها بين الحين والحين لترى ما عراها من اضطراب فتزيله
    وما لحقها من إثم فتنفيه عنها مثلما تنفى القمامة عن الساحات الطهور ؟!

    - ألا تستحق النفس بعد كل مرحلة تقطعها من الحياة أن نعيد النظر فيما أصابها من غنم أو غرم ؟
    وأن نرجع إليها توازنها واعتدالها كلما رجتها الأزمات وهزها العراك الدائب على ظهر الأرض في تلك الدنيا المائجة ؟ ..

    - إن الإنسان أحوج الخلائق إلى التنقيب في أرجاء نفسه وتعهد حياته على الخاصة والعامة بما يصونها من العلل والتفكك
    ومن ثم نرى ضرورة العمل الدائم لتنظيم النفس وإحكام الرقابة عليها

    والله عز وجل يهيب بالبشر - قبيل كل صباح - أن يجددوا حياتهم مع كل نهار مقبل .
    فبعد أن يستريح الأنام من عناء الأمس الذاهب وعندما يتحركون في فرشهم ليواجهوا مع تحرك الفلك يومهم الجديد .
    في هذه الآونة الفاصلة تستطيع أن تسال :
    كم تعثر العالم في سيره ؟ .
    كم مال مع الأثرة ؟.
    كم اقترف من دنية ؟.
    كم أضلته حيرته فبات محتاجا إلى المحبة والحنان ؟.

    في هذه اللحظة يستطيع كل امرئ أن يجدد حياته وان يعيد بناء نفسه من جديد على أشعة من الأمل والتوفيق واليقظة
    إنها لحظة إدبار الليل وإقبال النهار
    وعلى أطلال الماضي القريب أو البعيد يمكنك أن تنهض لتبني مستقبلك .
    ولا تؤودنك كثرة الخطايا فلو كانت ركاما اسود كزبد البحر ما بالى الله عز وجل بالتعفية عليها
    إن أنت اتجهت إليه قصدا وانطلقت إليه ركضا .



    إن فرحته بعودتكم إليه فوق كل وصف
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لله افرح بتوبة عبده المؤمن من رجل نزل في ارض دوية مهلكة معه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع رأسه فنام نومه فاستيقظ وقد ذهبت راحلته !! فطلبها حتى إذا اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله قال : ارجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت ... فوضع رأسه على ساعده ليموت فاستيقظ فإذا راحلته عنده عليها زاده وشرابه فالله اشد فرحا بتوبة المؤمن من هذا براحلته " .
    ألا يبهرك هذا الترحاب الغامر ؟!
    أترى سرورا يعدل هذه البهجة الخالصة ؟!

    وطبيعي أن تكون هذه التوبة نقلة كاملة من حياة إلى حياة وفاصلا قائما بين عهدين متمايزين كما يفصل بين الظلام والضياء.
    فليست هذه العودة زورة خاطفة يرتد المرء بعدها إلى ما ألف من فوضى وإسفاف .
    وليست محاولة فاشلة ينقصها صدق العزم وقوة التحمل وطول الجلد كـلا كـلا .
    إن هذه العودة الظافرة التي يفرح الله بها هي انتصار الإنسان على أسباب الضعف والخمول وسحقه لجراثيم الوضاعة والمعصية وانطلاقه من قيود الهوى والجحود ثم استقراره في مرحلة أخرى من الإيمان والإحسان والنضج والاهتداء .

    هذه هي العودة التي يقول الله تعالى في صاحبها " : واني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى "

    إنها حياة تجددت بعد بلى ونقلة حاسمة غيرت معالم النفس كما تتغير الأرض الموات بعد مقادير هائلة من المياه والمخصبات . إن تجديد الحياة لا يعني إدخال بعض الأعمال الصالحة أو النيات الحسنة وسط جملة ضخمة من العادات الذميمة والأخلاق السيئة فهذا الخلط لا ينشئ به المرء مستقبلاً حميداً ولا مسلكاً مجيداً .
    بل إنه لا يدل على كمال أو قبول فان القلوب المتحجرة قد ترشح بالخير والأصابع الكزة قد تتحرك بالعطاء .
    والله عز وجل يصف بعض المطرودين من ساحته فيقول " :أفرأيت الذي تولى * وأعطى قليلا و أكدي "
    فالأشرار قد تمر بضمائرهم فترات صحو قليل ثم تعود بعد ذلك إلى سباتها .
    ولا يسمى ذلك اهتداء
    إن الاهتداء هو الطور الأخير للتوبة النصوح .

    إن البعد عن الله لن يثمر إلا علقماً ومواهب الذكاء والقوة والجمال والمعرفة تتحول كلها إلى نقم ومصائب عندما تعرى عن توفيق الله وتحرم من بركته .



    إن كلمات شيخنا الغزالى – رحمه الله - لهى قطرات ندية..
    تتهادى على صفحات الفؤاد.. فتنعشه وتروي ظمأه ..
    لتعيد له نبض الحياة من جديد ...

    نعم والله ..
    قد آن الأوان لأن يلتفت المرء إلى كوامنه
    ويشمر ساعد الجد...
    يلملم أوراقه التي بعثرتها يد المعاصي
    ويزيل عن قلبه الركامات التي أثقلته
    وعطلته عن السير إلى مولاه ..

    ليتنا نمعن النظر .. ونعمق التفكر ...
    نسعى إلى إصلاح ظاهرنا وننسى
    أننا بقلوبنا لا بأجسادنا نحاسب ..
    كم من سيئة بدأت تتأصل وتنشر جذورها في القلب ونحن لا ندري
    وكم من حسنة تنتظر من يمدها بماء الطاعة لتورق و تثمر ونحن في قصور ..
    فليس أجمل من الحديث عن التجديد للعهد مع الله
    من أجل أن نشد من عزم الحادي .. إلى جنات النعيم


    وعلى طريق تجديد الحياة إشارات :-

    * اربأ بنفسك:-

    يقول الشاعر
    عليك نفسك فتش عن معايبها
    وخل عن عثرات الناس للناس

    نعم انشغل بنفسك
    اترك الناس لرب الناس
    وارق بعقلك وحكمتك ورسمك
    فتفكر في مستقبلك ويومك وأمسك..

    هل أعددت شخصك لغدك ؟؟
    هل فيما لا يفيد تضيع وقتك ؟؟
    هل لازلت متخاذلا بسبب ما في يوم ما قد حصل لك ؟؟

    إذاً..
    اربأ بنفسك الآن
    واصح من نومتك
    فالوقت لن يتوقف حتى انتهاء غفوتك
    والعمر يجري وأنت لا تدري
    فاجعل من نفسك الآن من يقيل عثرتك
    كمل نقائصك
    وادعم مميزاتك وخصائصك
    اسأل نفسك :
    ما هو هدفي في هذه الحياة ؟؟
    ضع نصب عينيك هدفا عاليا تطمح إليه
    واسع في سبيله وابذل الغالي والنفيس للوصول إليه
    وما ألذ لحظات النجاح
    على النفس تنسكب
    و بها الروح ترتوي
    وكأنها ماء قراح

    * فلتحيى يومك :-
    اليوم !
    ماذا عملت اليوم ؟
    هل أنت ممن كان خاملا واستراح ؟
    أم تركت الحبل على الغارب ولم تأبه بما جاء وما راح ؟
    وقضيت وقتك لاهيا ساهيا ؟
    لم تعرف للوقت قيمة
    ولم تعِ ما قيل في الحكمة القديمة..
    الوقت كالذهب..إن لم تدركه ذهب
    فأدرك اللحظة قبل الدقيقة
    والدقيقة قبل الساعة
    واجعل يومك ملئ
    بالخير والعمل الصالح النافع المفيد

    * و لا تجتر مرارة الماضي
    فالأمس جميل..
    جميل بكل هفواته وزلاته
    ومواقفه وحكاياته
    لماذا ؟؟
    لأننا نجد فيه العبرة
    ونكتسب من خلاله الخبرة
    فالحياة تجارب
    ونحن نجرب فنتعلم
    وبتجاربنا نتقدم
    فتقدم فيها وكأنك محارب
    وفي عينيك يبرق نور النصر
    قوياً , طموحاً , متفائلاً وبنظرتك ثاقب
    وليست العبرة بنقص البدايات ولكن العبرة بكمال النهايات
    إذاً..
    لا داعي لأن تظل تجربة بائسة عالقة في أذهاننا إلى الأبد
    فقط علينا أن نستخلص منها المفيد
    ونتقي ما كان سببًا في الوقوع في شراكها
    لأنه لن يتضرر ولن يستفيد غيرنا أحد

    * ولا تنس الزاد :-
    نَمِ شخصيتك بأركانها الأربعة:
    الروح.. بالعبادة والاستقامة
    النفس.. بالتزكية والتهذيب
    العقل.. بالتفكر والتأمل
    الجسم.. بالرياضة التدريب

    * كن صلدا :-
    لا تحطمك أمور تافهة
    واجعل من كل عقبة حجر تصعد به درجة
    إلى المعالي الوارفة

    * غذ عقلك وقلبك :-

    بالقراءة والاطلاع املأ عقلك لئلا يدخله ما ساء وما سلب
    وبذكر الله أشغل قلبك لئلا يصبح كالبيت الخرب

    * وأتقن السحر الحلال :-

    أرسل ابتسامتك من داخلك
    وكن بشوشا لكل من قابلك
    فالابتسامة سر السعادة
    فلا تحرم نفسك , فالخير لك

    * و احرص على الجوهر :-

    اهتم بآخرتك تصلح لك دنياك
    واهتم بمخبرك يصلح لك مظهرك
    وامسك عليك لسانك فهو شر بلاياك
    و أطلقه في ما ينفعك عاجله و آجله يسرك

    * و كن طموحاً :-

    لتحصل على الأفضل..فكر فقط في الأفضل
    وابذل الغالي والنفيس وعلى نفسك لا تبخل
    ولا يكفي لذلك رغبة فقط..بل عزيمة واستعداد
    فبكل ما في وسعك ابدأ الآن ولا تؤجل

    * واقتد بحاتم :-

    عود نفسك البذل
    فهو طريق ستر العيوب
    وحاذر أبواب البخل
    وببذر حلو الكلام كن دءوب

    * و اختر طريقك :-

    إذا كنت في طريق فلاح
    فالله سيجزيك
    والله سيعطيك
    والله سيرضيك بفوز ونجاح

    * وما أجمل أن نبدأ البداية الجديدة ونحن نهمس فى أذنك أن :-

    ابتسم للحياة ،
    واستنشق عبير العز ،
    وتحرر من أسر الكآبة والسآمة ،
    وتوشح وشاح العزم ، و اسم بنفسك في المعالي؛
    وعــش يومك ......
    نــعــم عش يومك لا تجعل التفكير في الماضي إلا محفزاً لك في الاستزادة من الخير وذلك بأن تعلم
    أن التوبة تجبّ ما قبلها ، وأن الله يبدّل سيئات التائبين المؤمنين المصلحين حسـنــــات .



    فانزع عنك أردية الكسل
    ومزق أسمال الإحباط
    وانهض من غفوتك
    وانهض مبكرا لتستمتع بشروق الشمس وزقزقة العصافير
    وكن فى انتظار اليوم لا يكن اليوم فى انتظارك
    انطلق بروح جديدة ، روح التفاؤل والتحدي،
    واعلم أن مدار الأمر كله ينصب في خشية الله ،
    وأن النجاح والتوفيق بيد الله ،



    فبادر بدعاء الله بأن يوفقك في هذه الفرصة ،
    ويزيدك تقي وهدىً ونجاحاً وإنجازاً،
    و الحق بسفينة النجاة ،
    وكن نجما في سماء التائبين المنيبين المخبتين.


    صاحبكم فى هذه الرحلة
    د/ عمرو الشيخ ..
    - المدير التنفيذي لمؤسسة نور للتنمية البشرية
    -

     
  4. #19
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4386

    افتراضي رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال

    رحيل عام ومسك الختام
    سميرة امين

    أحبتي في الله لقد عشنا أياما هي خير أيام الدنيا ألا وهي أيام عشر من ذي الحجة , تاقت قلوب الحجيج وترقبوا تلك الأيام بشوق ولهفه فتأهبوا متجردين من الدنيا بملذاتها ومفاتنها ألسنتهم تلهج بالتلبية وتردد الأذكار من تسبيح واستغفار وأدعية ابتعدوا عن المحظورات ولكم ان تتصوروا حرصهم على معرفتها والابتعاد عنها ابتعد الحاج عن لبس المخيط وعن تغطية رأسه واحتمل البرد والهواء طاعة لخالق الأرض والسماء وابتعدت المرأة عن العطور وتركت التبرج والسفور راجية مغفرة رب غفور , وقفوا في عرفات وذرفت العيون بالدمعات وذهبوا إلى مزدلفة ثم الجمرات وقلوبهم خاشعة نادمه على ما فات وهناك أناس لم يكتب الله لهم ان يكونوا مع الحجيج لكن بنيتهم شاركوهم الأجر , أحيوا تلك الأيام في العبادات واجتهدوا في الطاعات ... أيام جميلة انقضت وذهبت وهكذا الأعمار تمضي ... في عالم التجارة نجد ان هناك ما يسمى بعملية ( الجرد ) يقوم التاجر بجرد بضاعته ليرى مقدار الربح وكيف يمكن ان يعمل على تنمية وزيادة هذا الربح ثم ينظر إلى الخسارة وأسبابها وكيف يمكن ان يتجنبها أو على الأقل يقلل منها بقدر ما يستطيع ونحن أحبتي ترى هل قمنا بهذه العميلة خاصة ونحن على مقربة من وداع عام من أعمارنا ؟؟ هل قمنا بالجرد والمحاسبة في تصديق إيماننا بالله عز وجل أم اننا اكتفينا بمقوله واعتقاد خاطئ ( الإيمان في القلب ) للأسف أحبتي ما أكثر ما نسمع هذه العبارة والتي ليس لها أساس من الصحة فنجد من يتهاون بالصلاة التي هي ثاني أركان الإسلام بعد الشهادتين ووصية نبينا عليه أفضل الصلاة والتسليم في آخر أيامه ليردد هذه المقولة (الايمان في القلب ), ونجد ذاك الشاب يستمع إلى الأغاني وتتعالى من جواله ومن سيارته الموسيقى مزامير الشيطان وتفوح رائحة الدخان من فمه ثم يقول ان الإيمان في القلب وتلك المرأة تكشف عن وجهها تجمل عينيها ترتدي تلك العباءة المطرزة وقد زين لها الشيطان ان هذا هو التطور والتحضر ويكون الإيمان بالقلب غفل هو وغفلت هي عن حقيقة الإيمان وماهيته كما كما عرفه أهل السنة والجماعة قال ابن قدامه رحمه الله ( الإيمان قول باللسان وعمل بالأركان وعقد بالجنان) وكما جاء في منظومة سلم الوصول إلى علم الأصول للحافظ الحكمي رحمه الله تعالى حيث قال :-

    اعلم بان الدين قول وعمل *** فأحفظه وافهم ما عليه اشتمل

    أحبتي هل نسال أنفسنا ترى ما ذا فعلنا في ذلك العام هل ازددنا للرحمن طاعة ؟؟ هل ازددنا له انابه ؟؟ هل اعددنا إجابات لتك الأسئلة .. عن ابن عمر عن ابن مسعود رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا تزول قدم ابن ادم يوم القيامة من عند ربه حتى يسال عن خمس :- عن عمره فيم أفناه , وعن شبابه فيم أبلاه , وماله من أين اكتسبه , وفيم أنفقه , وماذا عمل فيما علم) . رواه الترمذي . .
    أحبتي في الله كم وكم وكم ظلمنا أنفسنا حرمناها من لذة الإيمان حرمنا أعيننا من ان تذرف دموع الخشية من الرحمن فذرفت على أغنية او على مسلسل وفلم هابط ساقط كم تقلبت تلك العيون ونظرت إلى الحرام \\ كم خطت أقدامنا لاماكن تغضب الله جل وعلا ترى هل فكرنا يوم ان ينطقها الله وتشهد علينا قال عزوجل ( حتى إذا ما جاؤها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون) كم سهرنا من الليالي فرطنا في أيام وفرص ذهبيه منحنا إياها ربنا جل وعلا فكان رمضان شهر تفتح فيه أبواب الجنان وأيام وأيام ونحن نبحر في بحور الغفلة والأماني والأوهام .
    أحبتي لا خير في الأيام والأعوام ان لم تزدنا قربا وطاعة للمليك العلام ؟؟
    أحبتي عملية الجرد هذه اااااااااان الأوان لكي نجعلها بشكل مستمر قال عمر رضي الله عنه ( حاسبوا أنفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل ان توزن لكم وتأهبوا للعرض الأكبر على الله ( يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافيه )

    أحبتي هذا القران كتاب الله بين أيدينا يتلى علينا صباح مساء زواجره أوامره كم صممنا الآذان عنها وكم قست قلوبنا واسودت من كثرة ذنوبنا لكن أحبتي ابشروا نعم ابشروا ابشري أيتها الزوجة التي ما أكثر ما أغضبتي زوجك ومن طاعته ورضاه حرمتي نفسك , ابشري يا فتاة يا من تبرجتي وكشفتي وجهك وغضبتي ربك يا من بالذنوب اغرقتي نفسك ,, وأبشر آخي يا من أغضبت الرحمن وتماديت في العصيان ورحت تبحث عن الراحة فخدعك الشيطان وأوهمك انها في تلك الأغنية وذاك الدخان .. يا من أوهمك ان الراحة والأمان في الحب الزائف فوقعت وأوقعت فتيات في شباك الشيطان .. ابشر أيها الأب وأيتها الأم وانتم من أهملتم في تربية أبنائكم وفرطتم وابشروا جميعا بانه مازال هناك فرصة بل فرص فقد أمد الله عزوجل في أعمارنا لنبيض ما اسود من صحائف إعمالنا بالتوبة والعزم على الطاعة فتكون مسكا لختام عامنا ...
    ختاما أحبتي هديه اهديها لكم شريط بعنوان ( اللسان ) للشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى وجمعنا به في الفردوس
    .

     
  5. #20
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4386

    افتراضي رد: ملف شامل عن السنة الهجرية الجديدة 1429 (فتاوى + تعريف بالسنة ال

    وإليك تعريف باسنة الهجرية :

    ما هي السنة الهجرية ؟

    جواب : السَنَة هي مقياس زمني معروف ينقسم إلى اثني عشر شهراً ، و أما الهجرية فهي إشارةٌ إلى الهجرة النبوية المباركة من مكة المكرمة إلى يثرب ( المدينة المنورة ) ، و لقد جعل الرسول المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) سنة هجرته المباركة مبدأ لحساب التاريخ الإسلامي [1] ، و قد إعتمد المسلمون هذا التاريخ في كتبهم و رسائلهم و عقودهم و معاهداتهم و تأريخهم للحوادث و الوقائع منذ السنة الأولى للهجرة أي سنة 622 م .

    ثم إن السنة الهجرية إما أن تكون قمرية ( هلالية ) ، و إما أن تكون شمسية .

    السنة الهجرية القمرية :

    تتألف السنة القمرية من 354 يوماً و 8 ساعات و 48 دقيقة تقريباً ، و هي الفترة الزمنية و الوقت الذي يستغرقه دوران القمر حول الأرض اثنتي عشرة مرة .

    و تتألف السنة القمرية من اثنا عشر شهراً ، و هذه الأشهر هي : محرَّم ، صفر ، ربيع الأول ، ربيع الآخر ( الثاني ) ، جمادى الأولى ، جمادى الآخرة ( الثانية ) ، رجب ، شعبان ، شهر رمضان ، شَوَّال ، ذُو الْقَعْدَة ، ذُو الْحِجَّة .

    و هذه الأشهر معروفة في البلاد الإسلامية و العربية و هي المعتمدة في العبادات و الأحكام الشرعية كالصيام و الحج و غيرهما ، كما و أن السنة القمرية هي المعتبرة في الحساب الشرعي للبلوغ و غيره .

    السنة الهجرية الشمسية :

    أما السنة الهجرية الشمسية ( الفارسية ) فهي أيضاً مقياس زمني معروف ، إلا أنها تعادل : 242216/ 365 يوماً ، و هي الفترة الزمنية و الوقت الذي تستغرقه حركة الأرض حول الشمس لمرة واحدة .

    و مبدأ التاريخ الهجري الشمسي هو أيضاً الهجرة النبوية المباركة ، و الفرق بينها و بين القمرية يكون في عدد أيامهما .

    و تتألف السنة الهجرية الشمسية من اثنا عشر شهراً ، و هذه الأشهر هي : فروردين ، ارديبهشت ، خُرداد ، تير ، مرداد ، شهريور ، مهر ، آبان ، آذر ، دي ، بهمن ، اسفند .

    و السنة الهجرية الشمسية هي المعتمدة في التاريخ الرسمي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية و عدد من البلاد الأخرى إلى جانب التاريخ الهجري القمري .

     

 
+ الرد على الموضوع
صفحة 4 من 8 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 7 8 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك