الموضوع: في تلك الليلة......!!!!!

وقفت أنا والقبطان على ظهر السفينة الراحلة
لأودعه ...

قال لي : سأعود لكِ حبيبتي
قُلت : سأنتظرك حبيبي

قال: أصبحتِ فوق العرش صاحبة السمو
وفي الفؤاد أميرتي
وغرست عطركِ في ملايين الصدور
يذيب فيها بؤس الغربة

وطبعت رسمكِ في ملايين القلوب يثيرها للنهضة
وصنعت منكِ حبيبتي أسطورة
عبر القرون تساءلوا ...

من ذي التي يوما عشقت وصغتها بقصيدتي
قُلت لهم : هي يا رفاق حبيبتي

قُلت : مهما بعدت عني حبيبي
هنالك داخل الأرواح شيء ما سيجمعنا ...
سأظل أنتظرك حتى تعود لي ..
صارت أيدينا متشابكة ...
تمنينا أن لا يمر بنا الزمن
لنظل معاً مدى الحياة...

ولكن ....
سارت السفينة وودعت حبيبي
وقف على ظهر سفينته يلوح لي من بعيد

وفجأة
اختفى وسارت السفينة للبعيد البعيد ...

ومرت الأيام ..
وذات ليلة ....
تسارعت الرياح ....
واشتدت الأمواج وثار البحر
حتى غرقت السفينة ....

فآآآآآه يا حبيبي
كانت الليلة العاصفة ..
زلزلت نبض قلبي وكل كياني

في هذه الليلة .....
حرقت كل التواريخ ..
وابتعدت عن العالم..
كابتعاد الأرض عن السماء..

في هذه الليلة .....
هربت كطفلة أخافها عويل العاصفة...

هل أرثيك .؟
أم أرثي زمني.؟
هل أبكيك .. ؟
أم أبكي .. ألمي...؟

في هذه الليلة ..
أخذني الضياع في متاهاته..
لا بارقة صيف..في قلمي ..
ولا بارقة ربيع ..

الآن بدأ القلم يثقل في يدي ..
وكل شيء عندي ومن حولي ..
أصبح يزاحم فكري كطواحين الهواء ..

بدأت أفقد نفسي بأكملها
ولا أدري أين هي الآن داخل الزمان
أم خارجه ..

ولا أدري أين أنت الآن تضحك أم تبكي..
هل فارقت الحياة ...
أم مثلي تلفك ذكريات السنين!! ؟

أميري ...

أيهـا العشق العميق فـي ذاتـي...
يا مـن أخذت روحي معك حين رحلت
لا يتجـلى أمامـي سـوى نظـرتك العاشقة...

أميري
أتذكـر كيـف التقينا فـي أول الخـريف...
حينمـا سقطـت الورقـة الصفـراء الأولـى
مـن يـد الأغصـان...

قطـعت لـي عهـداً حينـها...
أننـا لـن نكـون مثـلها...

ولـن نبتعد أبـداً...

فحكـايتنا ليسـت فصـول أربعـة...
إنمــا هـي فصـل واحد...

تكـون بدايتـها
ونهايتها (عشقنا الفريد )

هل تذكر حيـن رسمـت حـرفك الأول علـى كفـي...
والثانـي فـي كـفي الأخـر...
الثالـث تـوج جبينـي...
والرابـع والأخيـر داعبتـه عـلى شفتـي...

وإذ بذراعـك تطـوقنـي...
وتلـف حولـي خيـوط القمـر...
تلتقـط نجمـة مـن سمـاء الهـوى...
ونجمـة أخـرى وتاليــة...

وصنعـت لـي طـوقاً متلألئاً مـن حروفـك...
توجـت بـه خصـلات شـعري...
مَنْطَقـْتَ خصـري بأشـرطةٍ مـن الفـضة....

وحمـلتني وأنـا أضحك حيـاءً منـك:
أنزلنــي
أنزلنــي!!
أتذكـر عـظيم هـذا القَسـم أميري

فآآآه يا أميري ...

أريـد أن ترجع السفيـنة...
الـتي أبحـرت بك ولن تعد...
الـتي جعـلت الفصول فصـلاً واحـداً جافـاً....!!

كنـت أشـعر بهـا تتمـوج فـي بحـري...
بأشرعتـها الضخـمة...
وهيـبتها الهائـلة...

أنـا وأنـت...
أبحـرنا بـها...
قطـعنا البحــار السبـعة...
وطُفنـا عالـم الخيـال وخلفنـا الأسـراب

ولكـن!

أين أنت الآن يا أميري

فقد ماتت الطيـور..!
وذبلت الأوراق...!

سفينة !!!
سفيـنة تدهـس بقـايا الحـي مـني...!
وتقـتل الـروح...!
وتدمـي الإحسـاس....!
وتعلـن الحـب صـورة....!

تـرسم الجـرح لـوحـة أو وشمـاً!
تنغــرس فـي الجـرح....
وتـطأ بِحملهـا...
لتجـثم عـلى أنفاســي...!

فأين أنت أميري ؟!
يا ليتك معي لتجيبني ...

فلو كنت حياً حبيبي ...
ارفــع رأســك للسمــاء بشمــوخ...

واصــرخ بنشوة العاشق....
وأعــلن عودتك لمملكتـي...

وانطــق باسمــي حيـن تشـعر بالجنــون

هاأنا حبيبي أقف على تلك الصخرة العالية ..
أراقب البحر الثائر

والأمواج العاتية تصطدم بالصخرة
وتموت على سفحها

يتناثر رذاذ الماء في الهواء ويمس وجهي
في ذاك المكان حبيبي ودعتك
في ذاك المكان كان لقاءنا الأخير ...

قرص الشمس يحفر أخدوداً في قلب البحر
لكي يغادر منه

الارتطام الأبدي يصم أذني ...
وتعصف الريح حولي
ولكني لا أشعر بشيء
أنظر إلى الشمس بقلبي لأراك أمامي ..

انتصف النهار والوقت يمر
البحر ما زال ثائر لن يهدأ
السكون يشمل الكون كله ..
ويسيطر على كل المخلوقات

أسمع صوتك حبيبي
أحس بأنفاسك ..
دون أن أستطيع الإمساك بك ..

أغلق عيني
والسكون يجثم على صدري
أركز تفكيري على نقطة واحدة ...
وأحاول لكن بلا فائدة ...

أفتح عيني وأنظر حولي
مئات الألوان تتأرجح في السماء
حول الشمس في رقصة جنونية
وهي تفتح نفس الأخدود في طريق العودة

الكل يعطيها ابتسامته الأخيرة ليواسيها
اليوم لا للشعرِ ديوان ينطقهُ..
ولا للنثرِ عنوان يكتبهُ

اليوم فقطْ أصبحت كل المناظر كئيبة ..
وكل الجراح عميقة ..

اليوم كل شيء حزين يشبه شجرة
أصبحت بلا أوراق ..
وكتحفة بلاهذه أنا..
أجلسُ في نفس المكان
والذكرياتُ تحيطُ بي ..
وتملأني الأسئلة ..

بربك أجبني..
ولا تتردد.
بماذا سأجيبُ النثر عنك

وأنت العين التي أبصرت بها
النور ذات مساء ..

وبماذا سأجيبُ الشعرَ عنك
وأنا لغيرك تعجزني المفردات ..

لازلتُ أذكر اليوم الذي أحببتك فيه ..
واستبدلت تاريخ مولدي.

لازلتُ أذكر..
كم ليلةً كنا نزعج فيها السحب
حينما نحلقُ بأحلامنا على مقربة منها

لازلتُ أذكر كل شيء..
لأنك لست كأي شيء..

ماذا سأقول للشعرِ إذا ما جاء ينشدني
وماذا سأقولُ للنثرِ إذا ما جاء يبحثُ في عنك

أ.أقول ..
رحل مع سفينته ...

أ.أقولُ ..تحطمت سفينة العشق ..
ورحل أميري

لا لن أقول ...

فأنت ما زلت هنا في صدري....
أنت المعتق .. بماء الأمنيات..

لا حب بعدك .. ولا سيرة لأمراء ..

سأختصرُ لحظاتي ..
وألزم الصمت في مخدعي حتى يوم الممات

كلما أمسكت قلمي لكي أكتب
أحاول جاهدة البحث
عن حلمٍ ضاع مني بالواقع
فاستقر بالخيال ...
يطلب مني أن أكتب آلاف الكلمات

أتذكر أميري ...
عندما كان يتوجني بكلمة
حتى أكلله بفيض من الكلمات

ولكن ...
في لحظه يضيع كل شيء
ويصبح حلما و سرابا

لا أدري وكأن حبنا بيتاً
من رمل على شاطئ البحر

وانتهى الحب وبقيت وحدي
أناشد الليل
وأسامر النجوم والأحزان تعم الأرجاء
وبقيت أنا وأحزاني

أقف على شاطئ البحر
أمد بصري ونفسي مهزومة

أشم رائحة الذكريات ممزوجة برائحة البحر

أبحث عنك في عيون البشر
في وجه القمر..
في عبير الزهور..
أناجي الليل وأعانق النجوم

أين أنت من كل هذا ؟!

تدق أجراس الرحيل...
معلنة مأساتي..

سأبقى دائماً وعلى مر السنين
كيف أمحو ماضياً كان بالأمس...

أيها القمر المنير في سمائي
أني أشعر بأميري

نعم أشعر به ..يعزف على قيثارة الذكريات
لحناً عاصفاً... يطفئ نيران ثورتي

أطربني فأنا إن سمعت صوتك
أنسى بأني في بحر الأوهام
ألامس حبيبات الرمال

وأستمع إلى صوتاً يأتي من بعيد !!
من الذي يشدو بصوته كالطيور ؟!!

ليتني كُنت معه في تلك الرحلة..
ليته عندما أمسك يدي أخذني بين الركاب

أريد الرحيل معه ..
لا وجود لي من بعد غيابه..
ليت الريااااح العاتية تأخذني اليه..

وها هي الفصول اصبحت باااهتة..
وصمتت الطيووور عن الغناء..
وتناثرت أوراااقي في مهب الريح..

ليتني ... رحلت معه..

يا عيون الشوق خذيني ..
احمليني ...
برموش الحب ..اكتبيني..

أنا حبيبي في فؤادي سكن..

وفي عيوني كل النظر ...
وفي خاطري يرويني نهر..

وجدتك بسمات الأمل في حياتي كلها
وجدتك كل الفرح في دنيا ما بها إحساس
ما بها حب ولا طيبة أو أمل ..

أتأمل صفحات الأيام وألقاك ..
على أوراق الزهر كل الإحساس
في ضي الفجر هالات نور ....

إن كنت احبك فاليوم أعشقك

اليوم أنــــ أنــــت ــــــا...

ان غبت عني لا أجد عنوان ..

حبيبي

يا من ملكت القلب وكل الإحساس

أمسكت القلم ارسم لوحات سماها أنـــــت

قمرها ونجومها أنــــــت

وزهور أرضها ووردها ونهرها وعطرها أنــــــت

وحروفها اسمك الخالد
في خافقي للابد

حبيبي

أحاول اخفي عيوني عما حولي
لا أريدهم يروا رسم صورتك تستكين بها

الريشة رموش عيوني والألوان كل المشاعر
بروازها قلبي وصفحاتها روحي .....

بكل صوت مني ينادي ...

أنـــا احبـــك..

في خطا دروبي كلها ..
الهاجس يخادعني ..
ويرسمك كيان أمامي ما يمسح للابد

أتذكرك حبيبي تضج العبرة في خاطري
وأعلم أن الأيام أخذتك عن دروبي ..

بُعد المسافة ما تمنع حبي لك
واشتياقي

فأنا أحبك بقدر عمري كله

نعــــم احبـــــك....

زخات الدموع
لتعبر حدود وجهي العابس
في صمت الزمن
وحماقة من يعشقون الجرح

ها أنا ذا أعود وأحمل بين جوارحي
نزف من ألم
وفراق لحبيب رحل
وتنهيد لعمر ضاع في إنتظار الأمل

نسيم العشق
الروح الذي سكن قلبي
القلب العاشق لي

و اليد الذي ضمتني
بكل حب وإخلاص

يعاتبني قلمي أن أكتب
فلن يقوى ان يقف في تسطير
ما فعلته من أجلي

كلمات مبعثرة من نسائم الحب إلى عشقي

يا حبيبي أين أنت .. أبحث عنك

كل يوم أذرف دموعا
جفت كل الصحاري

بداخلي غيمة مطر
والقلب من حر الفراق ينادي

تشهد النجمة والقمر والليالي
فيك الوفاء والحب باقي