دمشق عطر الياسمين
إلى دمشق التي أعشقها ، كيف لا وقد غمرتني بحنانها كأم رؤوم ، وأرضعتني من لبانها ، وكان لي فيها ، مهد الطفولة ، ومرابع الشباب ، عشقت ربيعها الذي تذوب فيه الثلوج ، فيغرد بردى بشدوه العذب ، وهو يترقرق بمائه الصافي ، و أحلق في مملكة عشقي ، وأنا جالس على ضفافه ، أبثه شجني ، وكلما اشتاقت نفسي ، لتنسم عبق الزمان ، تركت نفسي على سجيتها ، لتقودني خطاي ، إلى حاراتها القديمة ، فأرى البيوت الدمشقية المزدانة باللبلاب والياسمين ، وأشجار المشمش الهندي والنارنج ، والبحرة التي تزغرد بمياهها ، تتحلق حولها الكراسي في صحن الدار ، وتطالعني المساجد القديمة ، وعلى رأسها الجامع الأموي بمآذنه الأربعة ، تتعانق فيه الأديان
إلى ساحرتي ومتيمتي دمشق ، أهدي هذه القصيدة :
دمشق عطر الياسمين
وأنت روض العاشقين
وجنة للناظرين
وبسمة على وجوه التائهين
ضفائر اللبلاب تتدلى
على منازلك القديمة
وفي البحرات بدل الماء
ينسكب اللجين
دمشق يا ترنيمة
على شفاه المنشدين
وشجي ناي ساحر
يبثني نغما حزين
ما عاش فيك شاعر
أخذته عنك غربة
إلا وذوبه الحنين
جنات جودك في المدى
خضراء تتحدى السنين
وغوطة مثمرة
غمرتنا تفاحا وتين
أنت الحبيب لمن هوى
أنت الفؤاد قد اكتوى
من حر آهات الجوى
ولهان يغمره الأنين
برباك تختال الزهور
ويتيه زهر الزيزفون
يا نور مشكاة العيون
ودرة على الجبين
يا طفلة الفجر المنير
وفراشة تزهو .. تطير
ومدينة المجد الكبير
وساحة للفاتحين المحامي محمد هشام الحساني
رئيس مجلس إدارة الجمعية السورية للموهبة والإبداع
مواقع النشر (المفضلة)