منذ زمن بعيد..كانت تعيش فتاة لا تعلم ما هي سعادة الحياة..
تعيش كأنها دمية لا قلب لها..
كانت صاحبة الشفاه الجامدة..
كأنها جثة في الغرفة هامدة..
لم تعلم للفرحة طعم..إلا في طفولتها..
ولكنها رغم ذلك قُدِّر لها فقدان ماضيها..
حبث قُذِفَت أوراقه في بحر الضياع..
ما استسلمت وما فقدت الأمل..
بقيبت بحبل خالقها متمسكة..
لك تكن تعلم متى سيأتي ذاك اليوم التي تبتسم فيها الحياة لها..
لكنها بأملها توهجت وبشدة..
فلم يمرّ من حياتها يوم..إلا وحاولت فيه كسر سلاسلها..
ولم تشرق عليها شمس سنة جديدة..إلا وحاولت فيها إنارة ظلمة عالمها..
رغم حزن قلبها..إلا انها كانت تبتسم..
ترى سعادة الناس..فتعود لها أشلاء طفولتها..
ترتبها..حتى تتكون صور ماضيها..
هكذا كانت حياتها..
اعتاد قلبها على الجراح وآلام زمانها..
واعتادت الروح فيها على وحدة غرفتها..
مرّت عليها لحظات..شعرت فيها بالضعف..
ولكنها رغم ضعفها..كانت تقوي إرادتها..
فجاء يومٌ أراد لها العزيز المقتدر السعادة..
وبعد إرادته لا توجد إرادة..
فإذا بنور من السماء يهبط..
لينتشر في أرجاء الغرفة ويمحو ظلامها..
اذا بالسعادة الى جسدها تدخل..
لتعيد له حياة طفولتها..
حيث القلب ينبض..والبسمة ترتسم..
رفعت الى ما فوق السحاب نظرها..وبكلمات غريبة نطقت عينها..
لم تكن كلمات..كانت دموع كاللآلئ..
سالت من عينها..سرت على خده..ثم على الأرض سقطت..
نور توهج بالغرفة فوق نوره..
ضحكت...فرحت..ثم بدموع السعادة انهمرت..
وأخيرا..!
دموع الحسرة داخل عينها احتبست..
جلست على الأرض..وبصوتها الضعيف همست..
ولكلماتٍ تصف حالها رددت..
لسوف أعود يا أمي..أقبّل رأسكِ الزاكي..
أبثّكِ كل أشواقي..وأرشف عطر يمناكِ..
أمرّغ في ثرى قدميك.. خدّي حين ألقاكِ..
أروّي الترب من دمعي..سرورا في محياكِ..
انتهى..
~~~~~~~~~~~~~~~~
هي ليست نهاية حزينة..
لكن حسرتها أوقفت سعادتها للحظات..
لأنها لم تشأ أن تسعد بعيدا عن أمها..
فكيف للسعادة أن تتولد في قلبها وأحن انسانة على الكون عنها بعيدة..؟
وكيف للسعادة ان تدخل جسدها ومفاتيح حياتها عن مرآها ضائعة..؟
احبائي..
سعادتي هي سعادتكم..
لكن سعادتي ببعد امي لا تكتب لي سعادة..
قرة عيني" امي " ان شاء الله عائدة غدا من سفرها
مواقع النشر (المفضلة)