لا توجد حياة دون ذكريات..
والإنسان الذي يعيش من غير ذكريات.. كالقصيدة بلا أبيات..
ليلة البارحة ضاقت بي الأرض وبدأت الدموع تذرف من عيناي
تتساقط على خداي تاركة ندبات عليها من شدة حرارتها
صعدت إلى فراشي وتدثرت بلحافي وأخذت أبكي حتى فارقت روحي جسدي
وفي الصباح الباكر أفقت من حلم جميل أعاد الأمل إلي ورسم البسمة على شفتي
ذهبت إلى خزانتي كي استعيد بعض ذكرياتي،، تناولت ذاك الكتاب بأطراف أناملي في هدوء وبطء
مسحت الغبرة عن جلدتيه، حاولت أن أفتح الكتاب ولكن لم يشأ، تغيرت معالمي وانتابني الخوف حاولت جاهداً أن أفتحه دون جدوى
شعرت بشيء لزج على يدي، وحين نظرت إلى راحة يدي وجدتها مغطاة بالدم.. سقط الكتاب من يدي حينما رأيت ما بها من هول
وعندها انفتح الكتاب مقلوبا على وجهه، وكانت هناك ورقة قد سقطت منه بالجوار، أول ما وقع عليه بصري هي تلك الورقة
فكانت مغطاة ببقع من الدم، جثيت على ركبتيي وتناولت الورقة في خوف ورهبة شديدتين ودقّات قلبي في تزايد وغصّاة الحلق لا تغيب
حاولت أن أمسح تلك البقع دون جدوى، حاولت أن أمزق الورقة ولكن لم أستطع حاولت أن أحرقها وفي المقابل ذابة شمعتي دون جدوى
جلست عاجزاً عن فعل أي شيء، حتى سقطت إحدى تلك الدمعات الساخنة على الورقة وإذا ببقعة الدم تتحرك
حتى تجسدّت في هيئة اسمِ .. (رنو) .. كان ذلك هو اسم من أختطفت قلبي وسرقت بصري وأزاحت الرشد عن عقلي
ابتسمت مرةً أخرى والتقطت الورقة وكلي ثقة وفرحة، أخذت أتأملها وأداعب ذكرياتي
التقطت الكتاب أيضا لأعيد الورقة إلى صفحات الكتاب ولكن لم استطع تحديد مكانها
قمت بتقليب الصفحات وكانت كلها بيضاء لا تحمل أي ذكريات، أغمضت جفناي
وتمتمت بكلمات في خفقات أنفاس حائرة خائفة مترددة..
فتحت عيناي ببطء شديد خوفاً مما قد تراه، ووجدت تلك الذكريات قد عادت
ولكن لم أستطع أيضا تحديد مكان تلك الورقة فكل الصفحات تحمل تذكاراً واحداً
وهو اسمك..
مواقع النشر (المفضلة)