حين يستسلم العقل لليأس ويموت..
حين يقف القلب عن النبض ويصرخ..!
يصرخ ليرنّ صوته في كل زاوية من الدنيا..
القلب ما عاد قادراً على النبض..
والعين ما عادت قادرةً على البكاء..
فقد نفذت الدموع وانتهت..
ولم يبقى سوى الدم ليحل مكانها..
فلم يكن للعين سوى البكاء دماً..
تبكي وهي مرغمة على البكاء..
فالألم في كل يوم يزيد ويزيد..
والأحلام التي كنت اركض بين زهورها قد انتهت..
والخيال الذي كنت أكوّن به صور الخواطر قد نفذ..
لم أعد قادرة على تجسيد ما يدور بداخلي..
رميت بجسدي على الأرض من الحيرة والحزن..
فصارت السماء تبكي على حالي..!
والأشجار تتألم وتإنّ لألمي..!
شعرتُ حينها بالحاجة الى الصديقة المخلصة والأخت الوفية..
شعرتُ في هذه اللحظة بالحنين لأيام الطفولة..
تلك التي لم أكن ارَ فيها للحزن اي معانى..
فكانت البسمة لا تفارق شفاهي..
وكانت السعادة تغمر القلب الذي كان بداخلي..
لكن الآن..!
قد أحاط اليأس بي..والحزن ملأ القلب وانسكب..
لم أعد الإنسان الذي عرفه أي أحد من هذا الكون..
صرت كحبة الرمل التي تطير مع الرياح العاتية..
صرت كالورقة التي تسقط عن أمها في فصل الخريف..
صرت كالقطرة التي تسقط من السماء لتضيع في هذه الدنيا..
صرت أشلاء الإنسان وبقاياه..
بل صرت لا شئ..!
أصبحت السعادة تمرّ من أمامي ولا أراها..
والدفئ يغمر المكان حولي ولا أشعر به..
صرتُ أتلمّس البرد الذي يبعد عني مسافات..
روحي الآن سجينة جسدي الذي صار عاجزاً عن الحركة..
وقلبي أصبح حجراً..بل أشدّ قسوى..!
وكل تلك المصاعب هي لا شئ..
إهناك مزيد..لا يكفيني طعم المرّ الذي ذقته..
بل يجب علي أن أشرب كأسهاً..مذاقها أمرّ من العلقم..
أعجز عن البقاء في هذه الحياة الرهيبة القاسية..
مللتُ من الوحدة التي تغمرني..والحال التي تحيط بي..
في كل يوم أخرج وأنا أنظر للأفق البعيد..
أتلهّفُ بشوق رؤية لحظة خروج اول خط ضوء..لينير دربي من جديد..
لكنه لا يخرج..! فأعود أدراجي واليأس يملأ جسدي..
وفي كلّ ليلة أغمض عيني والأمل يضئ قلبي..
أترقب غداً مضيئاً سعيداً..ليرسم بسمتي..
حينها فقط..سيجف القلم..وينتهي الورق
مواقع النشر (المفضلة)