بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
{ و ما خلقنا السماوات و الأرض و ما بينهما إلا بالحق، و إن الساعة لآتية } الحجر :85
في هذه الآية الشريفة, يشير الله سبحانه وتعالى إلى حقيقة هامة وهي وجود التلازم القوي بين خلقه سبحانه و تعالى للسماوات و الأرض وبين الحق, فخلق السماوات و الأرض ملازم للحق لا ينفك عنه بحال من الأحوال.
يفيد حرف الباء في قوله تعالى { بالحق } المصاحبة, والحق - المراد - هنا ما يقابل اللعب الباطل, وشاهد ذلك قوله تعالى في آيات أخر :
{ و ما خلقنا السماوات و الأرض و ما بينهما لاعبين ما خلقناهما إلا بالحق } الدخان: 39
{ و ما خلقنا السماء و الأرض و ما بينهما باطلا } ص: 27
ففي هذه الأيات الشريفة إشارة واضحة إلى أن خلق السموات و الأرض لم يكن عبثا أو لعبا باطلا.
كما أن قوله تعالى : { و إن الساعة لآتية } تاكيد على هذا الجانب, فيوم القيامة آت, وسيرجع الحق جميعا إلى الله تعالى كي يجازى كل بعمله, كما أشار سبحانه وتعالى : { إن إلى ربك الرجعى } العلق: 8
هذه الآية من الآيات العظيمة التي تذكر بعظمة الله و حكمته العالية في الخلق و الإيجاد, وربطها القوي بين الحق وبين يوم القيامة.
لذا فإن على المرء أن يتأمل هذه الآية الشريفة بعمق, وأن يجعلها ماثلة في شعوره وعقله في كل الوقات, كي يعمق ما بينه وبين الله من روابط وعلاقات.
مواقع النشر (المفضلة)