مشكلتكم يا رجال الحسبة
رجال الهيئة .. جمس الهيئة .. مطوع .. وغيرها من الألفاظ تطلق على حراس الفضيلة والمشكلة الحقيقية التي تبدو لي أنه قد كثر الخبثاء في المجتمع وخصوصا من المجرمين والمنحلين أخلاقيا والعابثين بأعراض الناس وعقولهم وأنفسهم .
نعم يا رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مشكلتكم بأنكم تدافعون عن المجتمع وتريدون أن ترتقوا به إلى أن يصبح مجتمعا فاضلا , ولكن يبدو لي بأن الخبثاء قد كثروا لينالوا منكم , حتى يصبح مجتمعنا غربيا صرفا وهذا ما يدعوا له بعض الكتاب في الصحف هداهم الله .
مشكلة الحريصي والكل يعرفها مشكلة أخذت أكبر من حجمها بل والبعض جعل منها منبرا للنيل من رجال الهيئة , ولنعد قبل سنوات إلى الإرهاب والتفجيرات التي حدثت أثناء أول تفجير وجهنا أصابع الاتهام للمطاوعة ورجال الدين وبدون سبب ولم نقم بتحليل المشكلة بأن هناك فكرا ضالا ينخر في صلب المجتمع وبعد أن تبينت الأحداث وتم اكتشاف الجماعات التكفيرية وأنها وجدت للتفجير فقط ولا هدف لها سوى إثارة الرعب لجاءنا لرجال الدين والمطاوعة أن صح التعبير لكي يبينوا للناس خطر هذا الفكر المنحرف في أقصى اليسار حتى اتضحت الصورة للناس بأن هذا الفكر ليس من الإسلام في شيء .
لم يستطع المجتمع في حينها من اللجوء إلى أصحاب الأقلام المسمومة بالفكر الغربي بل لجاء الإعلام إلى رجال الدين حتى اتضحت الصورة للناس ومن بعدها بدأ الإعلام يقحم بعض المفكرين أن صح التعبير .
رجل الدين والملتزمين ورجال الهيئة ليسوا لعبة حتى يلعب بها من يطلق على نفسه مفكر أو كاتب أو صحفي فرجل الدين نلجاء إليه في حياتنا كلها لنكون قريبين من الحق وان لا نحيد عن الحق هذا لمن أراد أن يتمسك بدينه أما من يريد أن يغرب المجتمع وينجسه فبلا شك هو يريد أن يشوه صورة رجال الدين .
أذكر أنه في أيام مكافحة الإرهاب كان الكثير من رجال الأمن متشددين في معاملتهم للناس حتى أن البعض منهم وفي نقاط التفتيش ينزلك من سيارتك ليفتش تفتيشا شخصيا إذا لم تروق له بل وأثناء المداهمات حصل الكثير من الأخطاء الصادرة عن رجال الأمن سواء بقصد أو بدون قصد ومع هذا نلتمس لهم العذر لأنهم رجال الأمن المخلصين الذين وهبوا حياتهم لننعم بالأمن بل ونترحم على الشهداء منهم ونحسبهم كذلك والله حسيبهم .
لماذا عذرنا رجال الأمن أثناء الأخطاء التي صدرت منهم بل وندعي لهم بالتوفيق ؟ ولا نعذر حراس الفضيلة الذي تعرض بعضهم للتعذيب والدهس والمطاردة حتى لبيوتهم (أسائل الله أن من يريدهم بسوء بأن يرد كيده لنحره) .
حراس الفضيلة معذورين في قضية الحريصي ويجب أن لا يترك كل من يحرض على رجال الهيئة بدون حساب ولا عقاب , الحريصي لا يقل خطره عن خطر الإرهاب بل فعله هو الإرهاب بعينه من يصنع الخمور ويروج المخدرات والمسكرات ويتخذها مكسبا وتجارة لا يقل خطرة عن خطر الإرهاب ومن لا يصدقني فليراجع مجمع الأمل الطبي بالرياض ويرى الحال التي عليها الشباب المدمن بل ويلاحظ أن نسبة المدمنات من البنات والنساء في ازدياد بسبب الحريصي وأمثاله ممن أضاعوا عقول الشباب .
من أراد أن يعرف الإرهاب الحقيقي فليذهب لعائلات المدمنين ويستفسر من أوضاع أولادهم وبناتهم المدمنين والمدمنات وكيف أن بعضهم أصبح متوحشا لدرجة كبيرة تثير الرعب في أسرته بسبب المخدرات حتى أن الكثير منهم أصبح يقتل والده ووالدته وأخته وهو في حال ألا شعور نسال الله السلامة وأن يفرج على رجال الحسبة .
وأن يوفق ولاة الأمر لنصرة رجال الحسبة ورفع المعاناة عنهم لأن المجتمع يحتاجهم خصوصا في مثل هذا الوقت من الزمان الذي كثر في الخبثاء .
عبد الله الذيب
صحفي سعودي
منقول من قروب ابو نواف
مواقع النشر (المفضلة)