الدمــوع عبــارة عــن تعبيــر ما نكنـــه مــن مشـاعــر داخليـــة
ســـواء كــانــت مشــاعــر فــرح أو حـــزن
وغــالبــاً مـا يعجــز اللســان عن التعبيــر عنهـا
وهــي إخــراج للكبــت الـــذي يعـانيــه الشخــص وغسيــل لتـلـك الهمــوم
وكثيــر هم أولئــك الـذيــن لا يستطيعـون التعبيــر إلا عــن طـريــق الــدموع فيخــط بـدمـوعـــه سيـــلاً مــن العبـــرات لا تخطــه اليــدان
لحظــات كثيـــرة تعتــري الإنســـان
يفيــض القــلـــب فيهــا مشـاعــر كثيرة
ســواء كانــت حزينــة أو مـفـرحة
ولكنــه حيــن يصطــدم بـالحقيقــة لا يجــد تعبــيـــراً يصــور مـا فــي داخلــه فيكـتـفــي بــذرف الـدمــوع التـي تفــوق كــل التعـابيــر أحيــانـا
فكـم مــن مــرة بلـــغ الحــزن فــي النـفــس منتهــاه
ربمـا كـان لفــقـــد حبيــب.. أو فــراق عــزيــز..أو جفــاء صـديــق
ولـكن لـم يكـن هنـاك ما يعبــر عــن الألــم العمـيــق
فتـكـتـفــي النفـس بـالـدمــوع
فتـحـل محــل الكلمــات
وكــم مــن مــرة أقـبـلـت السعادة إلــيـك ؟ وأصبحـت بيـن يــديــك .. فتحتضنهـا بيــن جنبيـك وتكــون فــي قــمـة الفــرح ولا تعــرف كيــف تعبــر عــن سعــادتــك
وتتمنـى لــو تتـكـلـم وتفصـح عــن فرحتــك ولكــن الـدمــوع تسبقـك
فتتـكلـم الـدمــوع أحيـانـا قبــل أن تنطـق الشفاه
ودعوني أخبركـم موقـف بكــى فـيـه حبيبنــا المصطفـى عليـه الصــلاة والســلام دون أن يمنعــه كبــرياؤه مــن ذلــك
وهــــــو عنــدما وقــع أبـو العـاصي أسيــرا فــي أيــدي المسلميـن في إحــدى الغــزوات وكــان على الشــرك آن ذاك وكــان زوجا لزينــب رضي الله عنهـا إبنـة الرســول الكـريـم وكــان الـزواج مـن المشركيـن لـم يحــرم بعــد فجــاءت زينـب لتـفــدي أبـو العاصي ولــم يكــن معهــا مـالا فــأتــت بقــلادة ورثتـها عــن أمهــا خـديجة رضوان الله عليها ، فعــنــدما رأى الرسول هــذه القــلادة تــذكــر خـديجة الزوجة الصالحة المخلصة الوفيــة فبكــى فــي هــذا الموقـف - صلى الله عليه وسلم - فمــا رأيكـم فــي الـدموع ؟
هــل هــي مــن الضعــف أم هـــي أبلـــغ مــن الكــلام أحـيانـا ؟!
منقول
مواقع النشر (المفضلة)