[align=center][shr7=هنــــــــــــــــــ ـــــــــــا]كِركِرَة في المقبرة[/shr7]
--------------------------------------------------------------------------------
كِركِرَة في المقبرة هيَّا بنا الآن لنذهب إلى المقابر ، فإنها تُذكِّرنا باليوم الآخر .. فربما نجد في المقبرة ؛ كركرة ، فمن يا ترى كركرة ؟!
إنه صحابي من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
وكان يحمل متاع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المعارك والغزوات ،
وخرج مجاهداً مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
وفي المعركة أصابه سهم عائر ـ طائش ـ فوقع في لُبَّته ، [glint]فمات[/glint] ، ودخل النار !
نعم إلى النار !!
لم أخطئ في العبارة ،
ولم يخني اللفظ ،
إنه في النار !
تقول : هو صحابي ،
أقول : بلى
! تقول : كان يخدم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعلى ثُقله ومتاعه ،
أقول : بلى ! تقول : كان مجاهداً مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ،
أقول : بلى !
تقول : وقتل شهيداً بسهم طائش من الأعداء ،
أقول : بلى !
تقول : إذاً ، في الجنة ،
أقول : لا ! لأن هذا الخبر جاءنا من أصدق البشر بما علَّمه الله من علم ، وبما أطلعه عليه من غيب .... إذاً لماذا يا هذا ؟!
أقول : لأنه ...... الرواية أولى بالحكاية ،
فخذها : فعن عبد الله بن
عمرو ـ رضي الله عنهما ـ قال : كان على ثَقَلِ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ رجل يقال له كِرِرَة ، فمات ، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم :\" هُو
في النار \" فذهبوا ينظرون ، فوجدوا عليه كساء أو عباءة ، قد غلَّها . ( صحيح البخاري ، و صحيح سنن ابن ماجه (2/138) (2299) .
هذا هو السبب الذي أدركه به العطب ، فإنه أخذ شيئاً يسراً من المتاع المشترك من الغنائم قبل أن تُصبها المقاسم ، فغلَّ عباءة لا تساوي دراهم معدودة دون إذن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ،
فمات دون أن يلبسها في الدنيا ، لكنها دخلت معه في قبره ، واشتعلت عليه ناراً محرقة ! فيا سبحان الله ! إنه صاحب فضل ومنقبة ـ ويكفيه شرف
الصحبة ـ وله في العباءة شيء من الحق ، لكنه أخذها ولغيره حقٌّ فيها ، فكانت تلك النهاية المؤلمة ....
ولذلك ينبغي علينا أن نقف موقفاً حازماً مع أنفسنا في
الأموال المشتركة والحقوق المشاعة ، فالتعدي عليها من أخطر الأشياء وأكبر العظائم ،
فعن عدي بن عميرة الكندي ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :\" من استعملناهُ منكم على عملٍ ، فكتمنا مِخيطاً فما فوقهُ ، كان ذلك غُلُولاً يأتي به يوم القيامة \" فقام إليهِ رجلٌ أسودٌ ، من الأنصار . كأنِّي أنظرُ إليه ، فقال : يا رسول الله ! اقبل عنِّي عمَلَك . قال ـ صلى الله عليه وسلم :\" وما لك ؟ \" قال : سمعتُكَ تقولُ كذا وكذا . قال ـ صلى الله عليه وسلم :\" وأنا أقولُهُ الآنَ ؛ من استعملناه منكم على عملٍ ، فليجيء بقليله وكثيره ، فما أوتيَ منه
أخذ ، وما نُهيَ عنه انتهى
\" وعن عدي بن عميرة الكندي ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :\" منِ استعملناهُ منكم
على عملٍ ، فكتمنا مخيطَاً فما فوقَهُ ، كان غُلولاً يأتي به يوم القيامة \"
وعن بريدة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :\" مَنِ استعملناه على عملٍ فرَزقناه رزقاً فما أخذَ بعدَ ذلكَ ، فهو غُلُولٌ \"
عن عبادة بن الصامت ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :\" أَدُّوا الخيطَ ، والمخيط ، فما فوقُ ذلك ، فما دُون ذلك ، فإن الغُلول عارٌ على أهله يوم القيامة وشنار ، ونارٌ \"
وعن عُبادة بن الصامت ـ رضي الله عنه ـ قال : صلى بنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم حنين إلى جنب بعيرٍ من المقاسم ، ثم تناول شيئاً من البعير ،
فأخذ منه قَرَدَة ـ يعني وَبَرة ـ فجعل بين أصبعيه ، ثم قال :\" يا أيها الناس ! إنَّ هذا مِن غنائمِكُم ، أدُّوا الخيطَ والمِخيطَ ، فما فوقَ ذلك ،
فما دُون ذلك ، فإنَّ الغلولَ عارٌ على أهلهِ يوم القيامةِ وشنارٌ ونارٌ \"
فيا من تسوِّل له نفسه الخوض في أموال الناس ، والنهب من مصالح البلاد
والعباد ، بجحة أنه مال مشترك ليس لحد بعينه أو لا يوجد عنه مدافع ، لا تنس أنَّ كلَّ من له حقٌّ فيه ـ ولو كان قليلاً ـ سيأتي خصيماً لك يوم القيامة ،
يُطالبك بحقِّه عندك ، أما في المقبرة ؛ فلا تغفل عمّا وقع لكركرة !! سؤال أخير ـ وهو جدُّ خطير : ما حال من أخذ من أموال المسلمين الآلاف بل الملايين بل
المليارات ، وبدون حقٍّ ؟! بأي وجه يلقى الله يوم يلقاه ؟! وما مصير الفجرة مصَّاصي دماء المساكين في المقبرة ؟
( وَذَكِّرْ فَإنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ* وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إلا لِيَعْبُدُونِ)[/align]
مواقع النشر (المفضلة)