يا من يذوب ولا يتوب
كم كتبت عليك الذنوب
ويحك خلّ الأمل الكذوب
واأسفا ، أين أرباب القلوب
تفرّقت بالهوى في شعوب
ندعوك إلى صلاحك ولا تؤوب
واعجبا لك ، ما الناس إلا ضروب
[poem=font="Simplified Arabic,4,deeppink,normal, normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/21.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يا دهر ما أقضاك من متلوّن = في حالتيك وما أقلك منصفا
وغدوت للعبد الجهول مصافيا = وعلى الكريم الحرّ سيفا مرهفا
دهر إذا أعطى استردّ عطاءه = وإذا استقام بدا له فتحرّفا
لا أرتضيك وإن كرمت لأنني = أدري بأنك لا تدوم على الصفا
ما دام خيرك يا زمان بشرّه = أولى بنا ما قل منك وما كفى[/poem]
[align=right]روي عن الحسن البصري رضي الله عنه أنه قال : أدركت أقواما ، وصحبت طوائف كان يأتي على أحدهم الخمسون سنة ونحوها ما طوى منهم أحد ثوبا قط لفراش ولا نوم ، ولم يأمر أهله قط بعمل طعام ، ولا جعل بينه وبين الأرض فراشا ، ولقد كان يأكل أحدهم الأكلة ، فيودّ أنها حجر في بطنه ، وما كانوا يفرحون بشيء من الدنيا أقبل ولا يتأسفون على شيء منها أدبر ، ولهي أهون عليهم من هذا التراب الذي تطؤونه بأرجلكم ، ولقد كان أحدهم يعيش عمره مجهودا شديد الجهد ، والمال الحلال إلى جنبه ، فيقال له : ألا تأخذ من هذا المال شيئا لتقتات به ؟ فيقول : لا والله ، إني لأخاف إن أصبت منه شيئا يكون فساد لقلبي وديني .
ويروى عن سلمان الفارسي رضي الله عنه ، أنه تزوّج امرأة من كندة يقال لها : صواب ، فأتاها ووقف بباب البيت وناداها باسمها فلم تجبه.
فقال لها : يا هذه أخرساء أنت أم صمّاء؟ ألا تسمعين؟
قالت: يا صاحب رسول الله ، ما بي خرس ولا صم ولكن العروس تستحي أن تتكلم.
فدخل المنزل ، فإذا بالأستار والأرياش ولباس الديباج ، فقال : يا هذه أبيتك هذا محموم فدثرته ، أم تحوّلت الكعبة في مندة.
قالت: لا يا صاحب رسول الله ، ولكن العروس تزيّن بيتها ، فرفع رأسه فرأى خدما وقوفا على رأسه قد أتوه بالماء والطعام ، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من نام على الموثور، ولبس المشهور، وركب المنظور، وأكل الشهوات، لم يرح رائحة الجنة ".
قالت : يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم : أشهدك أن كل ما في البيت صدقة لوجه الله تعالى ، واكفني برا ، أكفك اشتغال البيت ومحاولة العيش ، فقال لها : رحمك الله وأعانك.[/align]
مواقع النشر (المفضلة)