يحكى أن رجلا أودع عند أحد الطباخين ثلاث إوزات لطهيهم محددا له ساعة الوليمة . وقبل الموعد بقليل , مر القاضي قرقاش ومعاونيه ,فشما رائحة الإوز وقد انبعثت من دكان الطباخ , فطلبوا منه إعطائهم الإوز فرفض !!,فعرفوه بأنفسهم فلم يكن منه إلا أن أعطاهم ما أرادوا..تحت قمع السلطة التي لا مفَر منها ,إضافة لأنهم الحكم في المنازعات!!
ولما حضر صاحب الوليمة طالبا إوزاته قال له الطباخ : رفعت غطاء القدر فطارت الإوزات! , فلم يكن من صاحب الوليمة ,إلا أن ركض وراءه محاولا ضربه ,وأثناء الركض اصدم الطباخ بامرأة حامل وزوجها فوقعت وأسقط الحمل فلحق به زوجها ,تزحلقت قدم الطباخ وكاد أن يقع فمسك بذيل حمار فانقطع! فلحق به صاحبه , فلم ير أمامه إلا مسجد المدينة,فصعد إلى المئذنة ,والناس خلفه راكضين ,وكادوا أن يمسكوه فرمى نفسه على المصلين فقتل أحدهم ,فتجمع الناس ومسكوه وأخذوه للقاضي قرقاش.وهنا بدأت القصة ...وابتدأ الحل !!
عقدت المحكمة وجلس قرقاش مع معاونيه على قوسهم العدلي متوجها لصاحب الإوزات الذي اشتكى... بأن الطباخ قال له بأن الإوزات طرن , قال قرقاش موجها الكلام لصاحب الإوزات : أليس الله يحيي العظام وهي رميم!!فكيف تعترض على إرادة المولى !! وحكم عليه بعشر مجيديات (عملة تركية قديمة) ,وقال لزوج المرأة التي أسقطت جنينها , بعد أن تشاور مع معاونيه : يجب أن تدع زوجتك عند الطباخ لتحمل منه ويعوضك عن الجنين !!,فاحتج الزوج فحكمه قرقاش بعشر مجيديات , ثم التفت لابن المتوفى وقال له: عليك الصعود إلى المئذنة ومن ثم ترمي بنفسك على الطباخ قصاصا عادلا!! فرفض الابن فحكم بعشر مجيديات!! , بعدها التفت قرقاش لصاحب الحمار فلم يكن منه(أي صاحب الحمار) إلا أن رفع ذيل حماره ملوحا وهو يصيح :
يحيا العدل ...يحيا العدل..!!
انفضت المحكمة وجلس قرقاش ومعاونيه يتقاسموا ما يعتقدونه رزقهم !!!!
مواقع النشر (المفضلة)