8 – وذاك موقف آخر للرسول – صلى الله عليه وسلم – مع رجل يريد أن يحلل له الزنى :
جاء رجل إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يسأله في جرأة طامعا ً في أن يجد رخصة للزنى معللا ً بأنه لا يستطيع أن يغالب شهوته ، رغبة غريبة لا سيما حين يتقدم بها صاحبها إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم - ، فكان من الرسول أن ربت على كتف الرجل وقال له والضياء يكسو وجهه : ( أتحب الزنى لأمك أو لزوجتك أو لأختك أو لابنتك والرجل يجيب في كل مرة بلا ، فقال الرسول – صلى الله عليه وسلم - : كذلك الناس يا أخا العرب لا يحبونه لأمهاتهم ولا لزوجاتهم ولا لأخواتهم ولا لبناتهم ! ، فقال الرجل وقد اقتنع ادع لي يا رسول الله بالعفة ، فدعا الرسول – صلى الله عليه وسلم - ، قال الرجل والله ما انصرفت عنه ولا شيء أبغض إلى نفسي من الزنى ) .
هذا الإدراك الإنساني السديد يحدد الطريقة التي يأخذ بها الرسول – صلى الله عليه وسلم – على أيدي العصاة ( إنها الرحمة دائما ً) ولطالما كان يجيئه مذنبون يعترفون له فيحاول هو أن يردهم عن اعترافاتهم حتى لا يضطر إلى أن ينزل بهم ما شرع الله من عقاب ، مرجئا ً أمرهم إلى رحمة الله الواسعة ، وإنه لينأى عن الذين لا شغل لهم إلا التباؤس بأخطاء الناس واليأس من صلاحهم .. يقول – صلى الله عليه وسلم - :
( إذا سمعتم الرجل يقول هلك الناس ، فهو أهلكهم ) . ( أي أشدهم هلاكا ً)
هنا قلب كبير لا يعرف القسوة ولا الغرور ولا التشفي .. هنا محمد – صلى الله عليه وسلم – وكفى .
يتبع
مواقع النشر (المفضلة)