الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبى بعد
فان الحديث الذى رواه عبيد الله بن محمد ابن عائشة بنت طلحة حين قال "لما قدم عليه السلام المدينة جعل النساء والصبيان يقلن: طلع البدر علينا، من ثنيات الوداع، وجب الشكر علينا، ما دعا لله داع"
هذا الحديث مع عظيم شهرته على الألسنة ، وفي كثير من كتب السيرة ؛ فإنه لا يصح إسناده لما يلي :
ابن عائشة هذا ، هو : عبيد الله بن محمد بن عائشة : ثقة جواد كريم كما في ( التقريب ) للحافظ برقم ( 4363 ) ؛ لكنه من الطبقة العاشرة ، أي من طبقة الإمام أحمد ، وهي طبقة كبار الآخذين عن تبع الأتباع كما يقرره ابن حجر رحمه الله في مقدمة ( التقريب ) ؛ فالحديث معضل ( أي سقط من إسناده اثنان فأكثر ) والساقط هاهنا أكثر من اثنين بلا ريب 0 وبما أن المعضل من أقسام الحديث الضعيف ؛ بل هو أشد ضعفاً من المنقطع والمرسل ؛ فالحديث لا يصح نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،
أن "في النشيد رقة وليونة لا تناسب أساليب القول في الزمن المنسوب النشيد إليه" وعدها صاحب "المعالم" من أشعار القرن الثالث الهجري.
مقطع "جئت شرفت المدينة، مرحبا يا خير داع" تضع علامات استفهام حول كيفية قول أهل المدينة "شرفت المدينة" في حين أن المدينة سميت بعد مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها، واسمها المعروف لديهم "يثرب".
أن الألفاظ التي ثبتت في استقبال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي "يا محمد يا رسول الله" و"جاء محمد، جاء رسول الله، الله أكبر، جاء محمد جاء رسول الله" و"قدم رسول الله" و"قدم رسول الله فينا" والتي تؤكد، عدم ثبوت النشيد "إذ لو حصل ذلك عند مقدمه لنقل بأسانيد ثابتة، كما نقلت هذه الألفاظ الثابتة.
وقد رويت زيادة في هذا الحديث لا أصل لها كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله 0
بل قد أورده في ( أحاديث القصاص ) برقم ( 17 ) بزيادة : ( هزوا كرابيلكم - أي غرابيلكم قال : ( أما ضرب النسوة بالدفوف في الأفراح ، فقد كان معروفاً على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ،وأما قوله : هزوا كرابيلكم : فهذا لا يعرف
والخلاصة : ضعف حديث النشيد ، وهو مكذوب لا أصل له بالزيادة في آخره ( هزوا كرابيلكم
وقال الحافظ العراقي في شرح الترمذي الذي يقول، حسب رواية إن "كلام ابن عائشة معضل لا تقوم به حجة" وقول الحافظ بن حجر "سند منقطع" وقول الألباني إن الحديث "ضعيف".
ويُخشى على من استدل به بعد هذا البيان من الوقوع فيما ورد في الحديث الصحيح : ( من قال علي ما لم أقل ، فليتبوأ مقعده من النار ).
المصدر
http://trutheye.com/news_view_3269.html
مواقع النشر (المفضلة)