ماذا لو أحرق بعض المسلمين الإنجيل مثلما أحرقه اليهود؟ وماذا لو قرر اليهود إنتاج فيلم “يسوع اليهودي”؟
عندما يكون كره النصارى للإسلام أكثر من حبهم للنصرانية!!!
CNN: خبر عاجل… المسلمون الإرهابيون يحرقون الإنجيل.
BBC: مجلس الأمن يناقش الإرهاب الإسلامي وحرقه للإنجيل.
CBS: الفاتيكان يطالب بتحرك دولي ضد الإرهاب الإسلامي.
NBC: مؤسسات حقوق الإنسان تستنكر الإرهاب الفكري الإسلامي.
AFP: بوش يناقش فرض عقوبات دولية على الدول المتورطة في السماح بحرق الإنجيل.
وكالة أنباء الشرق الأوسط: الكنيسة القبطية تعترض على حرق الإنجيل.
روز اليوسف: القمص مرقص عزيز يعترض…
المصري اليوم: نجيب جبرائيل يقاضي محمد عمارة وزغلول النجار بتهمة التحريض على حرق الإنجيل.
المصريون: ممدوح نخلة يتقدم ببلاغ ضد أبو إسلام.
مواقع الأقباط: التعاون مع إسرائيل ضد الإرهاب الإسلامي.
غرف نصارى البالتوك: بعد قليل… ننفرد بمكالمة تليفونية “مسجلة على الهواء” عن حرق الإنجيل مع زعيم جماعة إرهابية دولية “تبحث عنه المخابرات الأمريكية” ولكننا وصلنا له. يليها إختبار “نصراني” تنصر لأنه شاهد يسوع يخرج من الأناجيل المحروقة… إحجزوا مقاعدكم من الآن… شعارنا (نحن “نصنع” الخبر).
أنيس شروش (من داخل السجن): لا علاقة لي بحرق الإنجيل فأنا متخصص حرق مباني وأوراق ضريبية فقط. وأطالب “المرحوم” أحمد ديدات بمناظرتي بعد إنتهاء مدة العقوبة!
عدلي أبادير: نطالب بنقل السعودية الوهابية وأعوانهم من المسلمين وثورة العسكر إلى المريخ.
زكريا بطرس: مستعد لمناظرة المسلمين بعد نقلهم للمريخ ولكن بشروط أولها أن تتم المناظرة في زحل.
كان من الممكن أن يحدث كل هذا أو أشد منه لو كانت حادثة حرق الأناجيل قام بها بعض المسلمين. ولكن لأن اليهود هم من قاموا بذلك، فإن الموضوع تم تجاهله إعلاميا ومن ذكره قال أنه عمل فردي لمجموعة صغيرة لا تمثل اليهود.
فقد قام عوزي اهارون نائب رئيس بلدية “اور يهودا” بقيادة حملة لجمع كتب الأنجيل من البيوت وحرقها في موقد أضرموه خصيصا لهذا الغرض. وقال اهارون أن هذه المبادرة ولدت نتيجة “لنشاطات مكثفة للمبشرين المسيحيين” في اور يهودا. وقد رتب اهارون خروج سيارات مزودة بمكبرات صوت إلى الشوارع ، ونادت: “أيها السكان الأعزاء، لقد وزعت في هذه الأثناء من قبل المبشرين المسيحيين كتب الانجيل، وكراسات تنادي ضد اليهودية. سيتجول طلاب المدارس بين البيوت. نطلب منكم إعطاءهم الكتب كي نبيدها”. وتجول طلاب المدرسة الدينية بين البيوت وجمعوا الكتب وتم حرقها.
اليهود يحرقون الأناجيل
لكن… هل تحركت المواقع والمؤسسات النصرانية والتنصيرية؟
الإجابة على هذا السؤال تأتي من أحد المواقع القبطية التي كتب فيها أحد القساوسة أمس، والذي يكتب دائما بإستخدام إسم مستعار، ما يلي: واذا فرض ان هناك من يريد ان يكره اليهود مثلا نقول له ان المسلم اولى بهذه الكراهية من اليهودي… ان بقاء القدس فى يد اليهود او البوذيين او اتباع اي ديانة اخري افضل مليون مرة من وقوعها فى يد المسلمون…
لا تعليق… ولكن، أليست المحبة النصرانية واضحة في كلمات هذا القس؟
ولعل البعض يتذكر ما فعلته المواقع التصرانية والقبطية بعد إعلان جماعة متطرفة دنماركية حرق المصحف في كوبنهاجن بإعلان تأييدهم وفرحتهم في الإسلام والمسلمين وكأن عملية الحرق تلك كانت نصرا مؤزرا للنصرانية وشفاءا لغليل النصارى من الإسلام وستقضي عليه.
ولكن عندما يتعلق الأمر بحرق اليهود للأناجيل، صمت الجميع وكأنهم لم يسمعوا بالخبر. وهذا يثبت أن تلك المنظمات والمواقع ذات علاقة وثيقة بالصهاينة وأن أهم أهدافها هو إثارة الفتن. ولعل الصورة التالية التي فيها زعماء أقباط المهجر عدلي أبادير ومايكل منير مع اليهودي الصهيوني الأمريكي دانيال بايبس Daniel Pipes توضح طبيعة تلك المنظمات:
صورة تجمع دانيال بايبس ومايكل منير وعدلي أبادير (من اليمين إلى اليسار) في إحدى مؤتمرات أقباط المهجر
ودانيال بايبس من أكثر المناهضين للإسلام ويطالب بالتخلص من المسلمين في أوروبا وأمريكا. وهو من أكثر المناصرين للحرب ضد العراق ولإسرائيل وسياساتها ويرفض أي مفاوضات مع الفلسطينين ويدعي أنه لا حق لهم في أي أرض من أراضيهم المحتلة.
ونتيجة لهذا التعاون، لا ولن يتجرأ أحد تلك المواقع أو المنظمات أن يعترض أو ينتقد أي فعل أو عمل إلا إذا قام به مسلمون. ولنتذكر القضايا التي رفعتها تلك المنظمات ضد الدكتور محمد عمارة لوجود جملة واحدة لم تعجبهم في كتابه “فتنة التكفير” وكذلك ضد الدكتور زغلول النجار لكشفه حقائق عن الكتاب المقدس. ونقارن هذا بصمتهم عن الكتاب الهولندي الذي يؤكد أن يسوع إبن جندي روماني إغتصب السيدة العذراء وعن حرق اليهود للأناجيل.
فيلم “يسوع اليهودي”!!!
منذ أعلن المخرج الأردني محمد العزيزية عن بدء تصوير فيلم “المسيح العربي”، والنصارى يصرخون إعتراضا على الفيلم لدرجة أن نجيب جبرائيل ـ مستشار البابا شنودة ـ أرسل خطابا إلى الرئيس السوري بشار الأسد يحثه على التدخل شخصيا لوقف تصوير الفيلم (الغريب أن نجيب جبرائيل يرأس منظمة لحقوق الإنسان ويدعي أنه يدافع عن حرية العقيدة والرأي، وبالرغم من ذلك فهو أكثر من يرفع قضايا ضد أي رأي يخالف الكنيسة!!!).
ونبشر النصارى أن هناك بالفعل فيلم وثائقي من إنتاج بريطاني عن المسيح عليه السلام حسب العقيدة الإسلامية معتمدا على القرآن كمصدر رئيسي. والفيلم إسمه “المسيح في عيون المسلمين The Muslim Jesus“. (يمكن مشاهدته هنا)
وبالرغم أن الإسلام يمنع تجسيد الأنبياء والرسل والصحابة، وهو ما أعلنه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إلا أن هذا الموضوع أثار نقطة جوهرية وهي أن النصارى يظنون أنهم الوحيدون الذين يملكون الحق في عرض عقيدتهم في المسيح عليه السلام متناسين أن الإيمان بالمسيح عليه السلام كرسول من عند الله جزء من العقيدة الإسلامية. ولو طبقوا نفس المعايير على أنفسهم لوجب عليهم حذف العهد القديم من كتابهم المقدس وألا يفسروه تفسيراتهم التي تؤول كل شيء على أساس أنه نبوءة بيسوع.
يبقى لنا أن نسأل: ماذا لو قرر مخرج يهودي أن يصور فيلما عن يسوع من وجهة نظر يهودية؟ هل سيجروء نجيب جبرائيل على إرسال خطاب إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي يحثه على التدخل شخصيا لوقف تصوير الفيلم؟ علما بأن يسوع من وجهة النظر اليهودية ما هو إلا مهرطق وأنه إبن زنا نتيجة علاقة غير شرعية بين والدته أمه وجندي روماني يدعى بانديرا!!!
المفاجأة هي أن هذا الفيلم قد تم بالفعل البدء في الإعداد له من قبل المخرج الهولندي بول فيرهوفن Paul Verhoeven والذي أصدر كتابا يؤكد فيه أنه إبن جندي روماني إغتصب السيدة العذراء.
فهل إعترض أي نصراني؟
لا بالطبع!!
وكما نكرر دائما، نحن أمام نصارى يعادون الإسلام و يكرهونه أكثر من حبهم ليسوع وللنصرانية (هذا إن كانوا يحبون يسوع والنصرانية أصلا). ولعل هذا يبدو واضحا من إقبال النصارى على المواقع والمنتديات التي تهاجم وتسب الإسلام وهجرهم للمواقع التي تناقش النصرانية فقط. وكذلك رفضهم لإعلان المسلمين عن عقيدتهم التي تكرم المسيح عليه السلام كرسول من أولي العزم من الرسل وصمتهم عن إساءات غير المسلمين له.فمن إذا أولى منهم بعيسى عليه السلام؟!
يبقى أن نؤكد…
أننا كمسلمين لن نحرق الأناجيل
ولكن سنواصل بإذن الله إثبات تحريفها
حتى يتركها الذين يؤمنون بها إلى دين الله
إقرأ أيضا…
رد واحد إلى “ماذا لو أحرق بعض المسلمين الإنجيل مثلما أحرقه اليهود؟ وماذا لو قرر اليهود إنتاج فيلم “يسوع اليهودي”؟”
مواقع النشر (المفضلة)