[align=justify]
قلوب العارفين يُغار عليها من الأسباب وإن كانت لا تُسَاكنها؛ لأنَّها لما انفردت لمعرفتها؛ انفرد لها بتولِّي أمورها، فإذا تعرَّضت بالأسباب؛ محا أثر الأسباب {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً} [التوبة: 25].
وتأمَّل في حال يعقوب وحَذَرِهِ على يوسف -عليهم السلام-، حتى قال: {وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ} [يوسف: 13]، فقالوا: {أَكَلَهُ الذِّئْبُ} [يوسف: 14]، فلما جاء أوان الفرج؛ خرج يهوذا بالقميص، فسبقه الريح: {إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ} [يوسف: 94].
والأسباب طريق، ولا بد من سلوكها، والعارف لا يُسَاكنها غير أنه يُجَلَّى له من أمرها ما لا يُجَلَّى لغيره، من أنَّها لا تساكن، وربما عُوقِب إنْ مَالَ إليها، وإن كان ميلًا لا يقبله، غير أن أقل الهفوات يُوجِب الأدب.
[/align]
فيا طوبى لمن عرف المسبب وتعلق به، فإنها الغاية القصوى، فنسأل الله أن يرزقنا.
المرجع: صيد الخاطر
للإمام: ابن الجوزي -رحمه الله-
مواقع النشر (المفضلة)