+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. #1
    ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute الصورة الرمزية ابو مالك
    تاريخ التسجيل
    20 / 03 / 2007
    الدولة
    الأردن
    العمر
    51
    المشاركات
    6,574
    معدل تقييم المستوى
    7072

    افتراضي المعازف وما يتعلق بها من أحكام1

    إنَّ الحمدَ لله نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذ بالله من شرور أنفسِنا ومن سيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يُضلِل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله.

    أما بعد:
    فإنَّ أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وشر الأمور محدثَاتُها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالة في النار.

    لقد انتشرت الدَّعوة - بفضل الله وكرمه - في رُبُوع الأرض وتلك بشارة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أوشكت أنْ تتحقَّق، ويكفيك شاهد عدد المواقع على الشبكة العنكبوتيَّة التي تخدم الإسلام، وكَمِّ الفضائيَّات التي تنشر تعاليم الإسلام والكتب والصحف، والمجلات والمعاهد والمدارس والمساجد...

    بل أعظم شاهد على انتشار الإسلام كَيْد الأعداء، ومكر المنافقين، وصمود الإسلام في وجه كل هؤلاء، لا يضرُّه وهن الواهِنين، ولا مكر الماكرين؛ فإنَّ الله يغرس لهذا الدين، وسيذهب الزبد لا مَحالة، ويبقى ما ينفع الناس، سيذهب الشرك ويبقى التوحيد، ستذهب البدعة وتبقى السنة، ولكن نَحتاج إلى أمرين لا ثالثَ لهما: إخلاص الدين لله - عزَّ وجلَّ - ومتابعة رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم.

    فالنية الطيبة من أهل الإسلام لا تكفي وحدَها حتى تُكلل بمتابعة المعصوم - صلَّى الله عليه وسلَّم - والمتابعة تَحتاج إلى علم، والعلم بالتعلُّم ولا يُنال بالتمني؛ لذلك يكون السبب في كثير من المخالفات الشَّرعية: الجهل بحكم الله عند صاحب النية الطيبة، والعناد - والعياذ بالله - عند صاحب الكبر، فللأول نبيِّن الحق، وللثاني نقيم الحجة في مُخالفة من المخالفات التي عمَّت وانتشرت بين أهل الإسلام، وهي المعازف وما يتعلق بها من أحكام، فكانت هذه المقالة المختصرة، أسأل الله أنْ ينفعَ بها، وتكون زُخرًا لي يوم القيامة ولمن قرأها وانتفع بها، اللهم آمين.

    مقدمة في بيان المصطلحات المتعلقة بالموضوع على وجه الاختصار:
    (الحُدَاء، النصْب، الغِناء، الطَرَب، الإِنْشَاد...).

    1- الحُدَاء:
    (حدا): حَدَا الإِبِلَ، وحَدَا بِها يَحْدُو حَدْوًا وحُِدَاءً: زَجَرَها خَلْفَها وساقَها... الحَدْوُ: سَوْقُ الإِبِل والغِناء لها؛ (لسان العرب، 14/168).
    و(الحادي) الذي يسوق الإبل بالحُداء، (ج) حداة؛ (المعجم الوسيط، 1/162).
    قال الراجز:

    [frame="15 70"]
    فَغَنِّهَا وَهْيَ لَكَ الْفِدَاءُ
    إِنَّ غِنَاءَ الْإِبِلِ الْحُدَاءُ
    [/frame]
    (جمهرة اللغة، 2/88).
    وأصْلُ الحُداءِ: ما كان للناسِ حُداءٌ، فَضَرَبَ أعْرابِيٌّ غُلامَهُ، وعَضَّ أصابِعَهُ، فَمَشَى وهو يقولُ: دَيْ دَيْ، أرادَ يا يَدَيْ، فَسارَت الإِبِلُ على صَوْتِهِ، فقال له: الْزمْهُ، وخَلَعَ عليه؛ (القاموس المحيط، 3/421).
    وقيل: أول مَن سن الحداء مضر بن نزار سقط عن بعير، فَوُثِيَتْ يده، وكان أحسن الناس صوتًا، فكان يَمشى خلف الإبل، ويقول: وا يداه! يترنَّم بذلك، فأعنقت الإبل، وذهب كلالها، فكان أصل الحداء عند العرب.
    وفي "فتح الباري"، للحافظ ابن حجر: أنَّ عبدًا كان لمضر ضربه مضر على يده، فأوجعه، فقال: يا يداي، فكان أصل الحداء، ومثله في أكثر الدواوين اللُّغوية والسيرية؛ (تاج العروس، 1/8389).

    2- النَّصْب:
    ضرْبٌ من الغِنَاء للأعْرَاب أرَقُّ من الحداء؛ (المحيط في اللغة، 1/227).
    وقد نَصَبَ الرَّاكِبُ نَصْبًا إِذا غَنَّى، وفي الحديث: ((لو نَصَبْتَ لَنَا نَصْبَ العَرَبِ))؛ أَي: لو غَنَّيْتَ لنا غِناءَ العَرَبِ، يقالُ: نَصَبَ الحادِي: حَدَا ضَرْبًا من الحُدَاءِ.
    وقال أَبو عَمْرو: النَّصْبُ: حُداءٌ يُشْبِهُ الغِنَاءَ.
    وقالَ شمِرٌ: غِناءُ النَّصْبِ: ضرْبٌ من الأَلْحان.
    وقيل: هو الَّذِي أُحْكِمَ من النَّشِيد، وأُقِيم لَحْنُهُ ووَزْنُهُ، وسُمِّىَ ذلك؛ لأَنَّ الصَّوْتَ يُنْصَبُ فيه؛ أَي: يُرْفَع ويُعْلَى؛ (انظر: تاج العروس، 1/ 972).

    3- الغِناء:
    (الغِناء): التطريب والترنُّم بالكلام الموزون وغيره، يكون مصحوبًا بالموسيقا وغير مصحوب.
    (غنَّى): طرب وترنَّم بالكلام الموزون وغيره، ويقال: غنى الحمام صوَّت... وبالشعر ترنم به؛ (المعجم الوسيط، 2/665).
    وقيل: الغناءُ: ترديد الصوت بالشعر ونحوه بالألحان، أمَّا التغني فهو الترنُّم؛ (معجم لغة الفقهاء، 1/335).
    (المغنِّي): محترف الغناء؛ (المعجم الوسيط، 2/666).
    يقول ابن منظور: وفي حديث عائشة - رضي الله عنها -: "وعندي جارِيتان تُغَنِّيانِ بغِناءِ بُعاثَ"؛ أَي: تُنْشِدانِ الأشعارَ التي قيلَتْ يومَ بُعاث، وهو حربٌ كانت بين الأنصار، ولم تُرِدِ الغِناء المعروفَ بين أَهلِ اللَّهْوِ واللَّعِبِ، وقد رَخَّصَ عمر - رضي الله عنه - في غناءِ الأعرابِ، وهو صوتٌ كالحُداءِ؛ (لسان العرب، 15/135).
    ولأنَّ الغناء أكثر ما كان يتولاه الإماء دون الحرائر، سُمِّيت المغنية: قينة، والقينة عند العرب: الأَمة، والقين: العبد...؛ (انظر: الفائق في غريب الحديث، 1/18).

    4- الطرب:
    (الطرب): خفَّة وهزة تثير النَّفس لفرح أو حزن أو ارتياح، وأغلب ما يستعمل اليومَ في الارتياح والغناء ونحوه مما يُحرِّك في النفس الطرب.
    (طرب): تغنَّى، وفي صوته: رجعه ومدَّه وحسنه.
    (تطربَ): اهتزَّ طربًا، وفلانًا أطربه.
    (الطروب): السريع الهزة، والتأثر بما يطرب، (ج) طراب.
    (المطرب): اسم فاعل من أطرب، وغلب في المغني الحسن الصوتُ والأداءُ؛ (المعجم الوسيط، 3/553).

    5 - الإنشاد:
    الأصل في كلمة الإنشاد رفعُ الصوت، كإنشاد الضالة، ولما صاحب قول الشعر رفع الصوت به، سُمِّي إنشادًا، حتى غلبت عليه هذه التسمية ونُسي أصلها؛ يقول أهل اللغة:
    أنشد لي الشعر: قرأه رافعًا به صوته.
    (تناشدوا) الأشعار: أنشدها بعضهم بعضًا.
    (استنشد) فلانًا شعرًا: سأله أنْ ينشده؛ (2/921).
    ومن هذه المقدمة اللُّغوية نعرف أنَّ: الحداء غناء للإبل خاصَّة، وصاحبه يُسمى الحادي، والنَّصب أرقّ من الحداء وأقرب للغناء، وصاحبه يُسمى ناصب، والغناء إنشاد يصاحبُه ترنيم، سواء بآلة أم من دونها، وصاحبه يسمى مغنٍّ، الطرب غناء يصاحبه حركة واهتزاز، وصاحبه يسمى مطرب، والإنشاد هو رفع الصوت بالشِّعر وتحسينه، وصاحبه يسمى مُنشِد.

    النشيد المباح وضوابطه:
    إذا كان الإنشادُ هو رفع الصوت بالشِّعر وتحسينه، وهو من جنس الكلام، فإنَّ الأصل فيه الإباحة حتَّى يقترنَ به مانع يخرجه عن أصله؛ لقوله - تعالى -: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} [البقرة: 29]، وقوله - تعالى -: {وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ} [الأنعام: 119]، وقول رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ما أحلَّ الله في كتابه، فهو حلال، وما حرَّم فهو حرام، وما سَكَت عنه، فهو عفو، فاقبلوا من الله عافيته، فإنَّ الله لم يكن لينْسى شيئًا))، وتلا: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} [مريم: 64].

    يقول الآمدي: "الأصل في الأفعال كلها إنَّما هو الإباحة، ورفع الحرج عن الفعل والترك، إلاَّ ما دلَّ الدليل على تغييره"؛ (انظر: "الأحكام"، للآمدي، 1/178).

    وليس استصحاب الأصل هو دليلُ الإباحة في المسألة وحْدَه؛ لأنَّه ثبت إنشاد الشعر في زمن النُّبوة، كما حفظته لنا كتب السنة فمن ذلك:
    ما رواه مسلم عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلَّى الله عليه وسلَّم - كَانَ يَقُولُ: ((اللهم إن العيش عيش الآخرة))، قال شعبة: أو قال: ((اللهم لا عيش إلا عيش الآخرةْ، فأكرم الأنصار والمهاجرةْ))‏.
    وما رواه الشيخان عن البَراء - رضي الله عنه - قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الخندق، وهو ينقل التراب حتى وارى التُّراب شَعَرَ صدره، وكان رجلاً كثير الشَّعَر، وهو يرتجز برَجَزِ عبد‏الله:

    [frame="15 70"]
    لَهُمَّ لَوْلاَ أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا
    وَلاَ تَصَدَّقْنَا ولا صَلَّيْنَا
    فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا
    وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لاَقَيْنَا
    إِنَّ الأُلَى قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا إِذَا أَرَادُوا
    فِتْنَةً أَبَيْنَا يرفع بها صوته.

    [/frame]

    ونحوه ما رواه البخاريُّ أيضًا عن سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - قال: خرجنا مع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى خيبر، فسرنا ليلاً، فقال رجل من القوم لعامر بن الأكوع: ألا تُسمعنا من هنيهاتك‏؟ قال: وكان ‏عامر رجلاً شاعرًا، فنزل يحدو بالقوم يقول:

    [frame="15 70"]
    لَهُمَّ لَوْلاَ أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا
    وَلاَ تَصَدَّقْنَا وَلاَ صَلَّيْنَا
    فَاغْفِرْ فِدَاءً لَكَ مَا اقْتَفَيْنَا
    وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لاَقَيْنَا
    وَأَلْقِيَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا
    إِنَّا إِذَا صِيحَ بِنَا أَتَيْنَا
    وَبِالصِّيَاحِ عَوِّلُوا عَلَيْنَا

    [/frame]


    ‏فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((‏مَن هذا السائق؟))، قالوا : عامر بن الأكوع، فقال - عليه الصلاة والسلام -: ((يرحمه الله))، وفي سُنَن النَّسائي - رحمه الله - أنَّ سلمةَ بن الأكوع ارتجز بأبيات أخيه هذه بين يدي رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فصدَّقه رسول الله عندما قال: "لَهُمَّ لَوْلاَ أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا=وَلاَ تَصَدَّقْنَا وَلاَ صَلَّيْنَا"، فهذه النصوص تدل على أن الإنشاد جائز على الوصف الذي جاءت به من سلامتها من المحاذير الشرعية التي تُخرجها عن أصل الإباحة.

    يقول الإمام الشاطبي في "الاعتصام" - بعد أنْ أشار إلى حديث أنجشة -: "وهذا حسن، لكن العرب لم يكن لها من تحسين النَّغمات ما يجري مجرى ما الناس عليه اليوم؛ بل كانوا ينشدون الشعر مطلقًا، ومن غير أنْ يتعلموا هذه التَّرجيحات التي حدثت بعدهم، بل كانوا يُرقِّقون الصوت ويُمَطِّطُونَهُ على وجه يليق بأُمِّيَّة العرب الذين لم يعرفوا صنائعَ الموسيقا، فلم يكن فيه إلذاذٌ ولا إطرابٌ يُلهي، وإنَّما كان لهم شيء من النشاط، كما كان عبدالله بن رواحة يحدو بين يدي رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وكما كان الأنصار يقولون عند حفر الخندق:
    نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدًا عَلَى الْجِهَادِ مَا حَيِينَا أَبَدَالذلك؛ نجدُ أنَّ العلماء يُنبِّهون على ذلك بقولهم: "المختارُ عندي: جواز ذلك، إذا سلمت من المحذور"، أو قولهم: "فهذا أمرٌ لا بأسَ به، ولكن لا بُدَّ من بيانِ شرطٍ مُهِم لجوازها"، ثم اجتهدوا في جمع تلك المحاذير بين مُجمل ومفصَّل على حسب ما يقع من النَّاس في هذا الباب، وهي:
    إجمالاً:
    محاذير في الأصوات، المعاني، طريقة الأداء، الكم، الوقت، النَّتيجة (الأثر النفسي)، المؤثرات الخارجيَّة.



    تفصيلاً:

    • محاذير الأصوات:

    1- ألاّ يكونَ صوتُ المنشد رقيقًا فاتنًا، أو مصحوبًا بآهاتٍ وتأوُّهات وهَمْهَمات، وتطريب يُثير الغرائز؛ فقد روى البُخاري ومسلم: أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال لِحَادِيهِ - الذي يَحدو ويُنشد بصوت حسَن -: ((ويْحك يا أنجشة، رُويدَك سَوْقَكَ بالقوارير)).
    وفي رواية لمسلم قال أنس: كان لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - حَادٍ حسن الصوت، فقال له رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((رويدًا يا أنجشة، لا تكسر القوارير))؛ يعني: ضعفة النساء؛ أي: تَمَهَّل في حدائك بالإبل التي تسرع بالنِّساء، فيتأثرن من ذلك، أو أن صوتك يُؤثر عليهن فارفق بهن.

    وهو من باب سد الذَّرائع المفضية للحرام:

    1- ألا يكون المنشد امرأة أمام الرجال؛ لقوله - تعالى -: {فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا} [الأحزاب: 32].

    يقول الإمام البغوي في تفسير الآية: {فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ} لا تَلِنَّ بالقول للرِّجال، ولا ترققن الكلام، {فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ}؛ أي: فجور وشهوة، وقيل: نفاق، والمعنى: لا تقلن قولاً يَجد منافقٌ أو فاجر به سبيلاً إلى الطمع فيكنَّ، والمرأة مندوبة إلى الغلظة في المقالة إذا خاطبت الأجانب لقطع الأطماع.

    • محاذير المعاني:

    1- ألا يشتمل النشيد على معنى محذور؛ لقوله - تعالى -: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} [الحج: 30].
    يقول الإمام الشنقيطي في تفسير الآية: "كلُّ قول مائل عن الحق فهو زور؛ لأنَّ أصل المادة التي هي الزُّور من الازورار بمعنى الميل والاعوجاج".
    ومن المعاني المحذورة على سبيل المثال من واقع الأناشيد: المعاني الشركية، من الاستغاثة والحلف بغير الله وسب الدَّهر، والدعوة لإحياء القوميات والنَّعرات الجاهلية، وتمجيد أهل الباطل ومدحهم، والدعوة لوحدة الأديان، وألفاظ العشق والهيام والغرام والتشبيب بالنِّساء، وذكر الأوصاف الحسية التي تخدش الحياء، والكذب والبهتان، والمبالغة والإطراء.
    2- الكلام الذي لا معنى له من الهزل المذموم وألفاظ أهل الفِسق والسوقة غير المفهومة؛ لقوله - تعالى -: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18].

    وفي الحديث: "((ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذِرْوة سنامه؟))، فقلت: بلى، يا رسول الله، فقال: ((رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سَنَامه الجهاد في سبيل الله))، ثم قال: ((ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟))، فقلت: بلى، يا نبي الله، فأخذ بلسانه، ثم قال: ((كُفَّ عليك هذا))، فقلت: يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ((ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يَكُب الناس في النار على وجوههم - أو قال: على مناخرهم - إلا حصائد ألسنتهم))".

    • المحاذير في طريقة الأداء:

    1- التشبُّه بأهل الفسق من التكسر والتمايل، وهز الرُّؤوس والأيدي، والتصفير والتصفيق، والضرب بالأرجل والتميُّع في الأداء؛ لقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن تشبَّه بقوم فهو منهم))، يقول ابن تيمية: "فإنَّ موجب هذا: تحريم التشبه بهم مطلقًا"؛ (اقتضاء الصراط المستقيم؛ 1/378).
    2- ألا يكون النَّشيد على لحن أغاني أهل الفسق والفجور؛ بالتزام طريقتهم في الأداء مع تغيير الألفاظ فحسب؛ قال ابن عبدالبر: الغناء الممنوع ما فيه تمطيط وإفساد لوزن الشعر؛ طلبًا للطرب وخروجًا من مذاهب العرب، وإنَّما وَرَدت الرخصة في الضرب الأول دون ألحان العجم؛ (فتح الباري، 1/341).

    • محاذير في الكم:

    1- ألا تغلب الأناشيد على الإنسان - سواء المنشد أو المستمع - وتأخذ جل وقته، فتفسد عليه رصيده من العمر الذي هو رأس ماله في تجارته مع الله.
    ولهذا بوَّب البخاري "باب من كان الغالب عليه الشعر"، ثم روى حديث النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لأنْ يَمتلئ جوف أحدكم قيحًا وصديدًا خير له من أن يَمتلئ شِعرًا))، وهذا من فقه الإمام البخاري لحديث الباب.
    2- ألا يكون الإنشاد هو سلوته وأنسه وذكره وتسبيحه، فلا يُرى إلا منشدًا، وقد رأينا من المنشدين - والله - مَن ينشد وهو نائم، ولا حولَ ولا قوة إلا بالله! قال تعالى في وصف أولي الألباب من عباده؛ {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران: 191].

    قال البغوي: "قال سائر المفسرين: أراد به المداومة على الذِّكر في عموم الأحوال... نظيره في سورة النساء: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ} [النساء: 103]".

    • محاذير الوقت:

    1- ألا يشغل عن فرض الوقت وأداء الأَوْلَى: فالجاهل عليه أنْ ينشغل بتعلُّم ما يَجب عليه من فروض الأعيان، ولا يَشغله سماع الإنشاد عن ذلك، وطالب العلم عليه أن ينشغل بأداء زكاة ما تعلَّمه بالدَّعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والنَّهي عن المنكر، وهكذا.

    واستقراء دواوين السنة تدُلُّنا على أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لم يخصص وقتًا ليسمع فيه الإنشاد، ولا فَعَلَ ذلك أصحابه الأطهار، إنَّما الأمر يأتي تبعًا لا أصالةً في قطع سآمة الطريق، كحديث أنجشة، أو الحثِّ على عمل شاق، كحديث البراء في حفر الخندق، أو شحذ الهمم في المعركة، كما هو مأثور عن علي بن أبي طالب وعبدالله بن رواحة وكثير من الصحابة، أو العُرس والأعياد كحديث الجارتين.

    2- ألا ينشغل بها عن ترديد الأذان والأذكار، وتشميت العاطس، وردِّ السلام والصلاة على النبي عند ذكره - صلَّى الله عليه وسلَّم - وإجابة السائل.
    حتى لا نكون ممن قال الله فيهم: {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ} [البقرة: 61].

    • محاذير النتيجة (الأثر النفسي):

    1- عند المنشد: الإعجاب بالنَّفس، وضعف الإخلاص، والحرص على الشهرة والمال، وهجره لأهل العلم والصلاح؛ تَجنبًا لنُصحهم، وقربه من أهل الفسق والهوان؛ للاستزادة من موروثهم، وتقلب العواطف والمشاعر بحسب كل نشيد يورث الحزن والتردُّد والحيرة.
    2- عند المستمع: من أخطرها فسادُ القلب بحب المنشد الذي يصل للعشق والهيام أحيانًا، يظهر في الحرص على سماعه والطرب لذلك، والوحشة بالبعد عنه، وتناقل صوره، والبحث عن أرقام هواتفه، وبذل الأوقات والأموال؛ بل لا مانعَ من شد الرِّحال إليه، واتِّخاذ المنشد قدوة في أقواله وأفعاله، وفراغ القلب من شعور لذة الذكر والمناجاة.

    • محاذير المؤثرات الخارجية:

    أولاً المؤثرات المرئية: تجنب الصور التي توضع على أغلفة الشَّرائط للمنشدين تشبهًا بأهل الفنون والمجون، تَجنب ما يظهر في (الفيديو كليب) من صور البنات الفاتنات وإن كُنَّ صغيرات، والمنشدين المتميعين المتكسرين في أدائهم، أو من يُظن في صورته وهيئته أنه فتنة للنِّساء، أو آلات المعازف المنهي عنها، وإن لم يعزف عليها، وسائر المحرمات.

    ثانيًا المؤثرات المسموعة: وفيه نحتاج إلى بسط القول في أمرين:

    1- حكم سماع النشيد المصحوب بالمعازف (عن طريق الآلات الموسيقية) والخلاف فيها ضعيف، بل نفى بعضُ أهل العلم الخلافَ في المسألة، ونقل الإجماع على التَّحريم.
    2- حكم سماع النَّشيد المصحوب بالمعازف، (عن طريق المؤثِّرات الصوتيَّة: برامج وأجهزة كالحاسب الآلي من دون الآلات الموسيقية المعروفة)، والخلاف فيها أقوى من الأولى.

    حكم استماع المعازف (الموسيقا):

    أولاً: التعريف بلفظي المعازف والموسيقا:

    • المعازف:
    (عزف): عَزَفَ يَعْزفُ عَزْفًا لها، والمَعازِفُ المَلاهي... والجمع: معازِفُ، رواية عن العرب، فإذا أُفرد "المِعْزَفُ"، فهو ضَرْب من الطَّنابير، ويتَّخذه أَهل اليمن وغيرُهم، يجعل العُود مِعْزفًا، وعَزْفُ الدُّفِّ: صوتُه، وفي حديث عمر أَنه مرَّ بعَزْف دُفٍّ، فقال: ما هذا؟ قالوا: خِتان، فسكت.
    العَزْفُ: اللَّعِبُ بالمَعازِف وهي الدُّفُوف وغيرها مما يُضرب؛ قال الراجز:
    لِلْخَوْتَعِ الْأَزْرَقِ فِيهَا صَاهِلْ عَزْفٌ كَعَزْفِ الدُّفِّ وَالْجَلاَجِلْوعزَفَتِ القوْسُ عَزْفًا وعزيفًا: صوَّتت... والعَزِيفُ: صوت الرِّمال إذا هَبَّت بها الرِّياح، وعَزْفُ الرِّياح: أَصواتها، وقد عَزَفت الجنُّ تَعْزِفُ بالكسر عزيفًا، وفي حديث ابن عباس - رضي اللَّه عنهما -: "كانت الجنُّ تَعزِف الليلَ كلَّه بين الصَّفا والمروة"، وعَزيفُ الجنِّ جَرْسُ أَصواتها، وقيل: هو صوت يسمع بالليل كالطبل، وقيل: هو صوت الرِّياح في الجوِّ، فتَوهَّمَه أَهلُ البادية صوتَ الجنِّ؛ (لسان العرب، 9/244).



    • الموسيقا:

    الموسيقا: لفظ يوناني ليس من ألفاظ العرب، وهو يُطلق على فنون العزف على آلات الطَّرب.
    والموسيقا في الاصطلاح: علم يعرف منه أحوال النَّغم والإيقاعات، وكيفيَّة تأليف اللحون وإيجاد الآلات.

    علاقة الموسيقا بالمعازف:

    إذا كان أصلُ العزف في اللغة العربية هو: صوت الرِّياح ودويها؛ ثم أُطلق على صوت آلات الطَّرب، والمعازف: اسم يُطلق على كل آلات الملاهي التي يعزف بها، وتحدث أصواتًا مطربة، كَالعُودِ، والطُّنْبُورِ، والطَّبْلِ، والدُّفِّ، والأوْتَارِ، والمَزَامِيرِ، والشَّبَّابَةِ، والصُّنُوجِ، وغيرها من آلات الطرب الحديثة: كالقَانُونِ، والكَمَنْجَةِ، والأوْرد، والبِيَانُو، والقِيثَارَةِ، والدَّرَبَكَّةِ، والرَّبَابَةِ، والسِّمْسِمِيَّةِ... فيدخل في اسم (المعازف) ما يعرف اليوم بالموسيقا، فهي أصوات وألحان وأنغام مطربة، تصدر عن آلات لهو، مهما كان اسم هذه الآلات، والنصوص الشرعية وردت بالنهي عن المعازف مهما كانت مُسمَّياتُها؛ وعلى هذا فتكون كلُّ هذه الآلات وغيرها من آلات العزف داخلة في النَّهي عن المعازف؛ قال الإمام الذهبي في كتابه "سير أعلام النبلاء": "المعازف: اسم لكل آلات الملاهي التي يعزف بها"؛ (21/158).
    وقال ابن القيم في كتابه "إغاثة اللهفان": "وهي آلات اللهو كلها، لا خلافَ بين أهل اللغة في ذلك".

    ثانيًا: ذكر بعض آلات العزف:

    ويُمكن حصرها في أربعة أنواع: (نقلاً عن بَحث مختصر في بيان حكم عزف الموسيقا وسماعها).
    1- آلات القرع أو النَّقر: وهي الآلات التي تُحدث الصَّوت عند هزِّها أو قرعها أو نقرها بمطرقة أو عصا، أو بحك بعضها ببعض، أو غير ذلك من الآلات التي تستخدم في القرع والنقر، وله أشكال كثيرة، مثل: الطبل، والدف، والكوبة - التي تشبه الساعة الرملية - والأوركسترا، والماريمبا، وغيرها.
    2- آلات النفخ: وهي الآلات التي تُحدث الصوت بالنَّفخ فيها أو في بعض أجزائها، ويكون النَّفخ فيها في أنبوبة أو ريشة أو غيرها، وتتوزع نغماته بتمرير الأنامل على فتحاته، ومنها ما له صمامات تتحكم في إخراج النَّغم منه، وله أشكال كثيرة، مثل: الناي والمزمار.
    3- الآلات الوترية: وهي الآلات التي تحدث الصَّوت بوجود حركة احتكاك أو تذبذُب، أو تمرير ذهابًا وإيابًا، أو غيره؛ وينتج ذلك عن شد الأوتار بالأنامل عند العزف عليها، أو بتمرير آلة على قوس من الخيوط الجلدية أو خيوط النايلون أو غيره، وتَختلف نغماته على مقدار الشدِّ والحركة سرعة وبُطئًا، أو غير ذلك من الطُّرق التي تؤدي إلى إحداث صوت مطرب، كالعود، والرباب، والقانون، والقيثار.
    4- آلات العزف الذَّاتي: وهي التي تعزف (تحدث الأصوات المطربة والإيقاع الموسيقي) بنفسها (أوتوماتيك)، سواء كانت تعزف مباشرة لأول مرَّة أم بحفظها وتخزينها على الإسطوانات والأشرطة والأقراص، ثم إعادة تشغيلها لغرض إحداث العزف أو سماعه.
    فهذه الآلات على اختلاف أنواعها ومُسمَّياتِها تسمى في لغة العرب معازف.

    ثالثًا: ما الأدلة على تحريم المعازف التي منها الموسيقا؟

    الأدلة التي جاء فيها بيانُ تحريم آلات العزف التي تدخل فيها الموسيقا كثيرة جدًّا، من القرآن الكريم والسنة النبوية، وآثار الصحابة - رضي الله عنهم - وقد ألَّف العلماء فيها كتبًا خاصَّة، ومن هذه الأدلة ما يلي :

    أدلة التحريم من القرآن الكريم:

    قوله - تعالى -: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} [لقمان: 6].
    قال حبر الأمة ابن عباس - رضي الله عنهما -: هو الغناء، وقال مجاهد - رحمه الله -: اللهو: الطبل؛ (تفسير الطبري)، وقال الحسن البصري - رحمه الله -: "نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير"؛ (تفسير ابن كثير).

    قال ابن القيم - رحمه الله -: "ويكفي تفسير الصَّحابة والتابعين للهو الحديث بأنَّه الغناء، فقد صحَّ ذلك عن ابن عباس وابن مسعود؛ قال أبو الصهباء: سألتُ ابن مسعود عن قوله - تعالى -: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} [لقمان: 6]، فقال: والله الذي لا إله غيره، هو الغناء - يردِّدها ثلاث مرات - وصح عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أيضًا أنه الغناء"؛ (إغاثة اللهفان، لابن القيم).

    وكذلك قال جابر، وعكرمة، وسعيد بن جبير، ومكحول، وميمون بن مهران، وعمرو بن شعيب، وعلي بن بديمة، وغيرهم في تفسير هذه الآية الكريمة؛ قال الواحدي - رحمه الله -: "وهذه الآية على هذا التفسير تدُلُّ على تحريم الغناء"؛ (إغاثة اللهفان).

    ولقد قال الحاكم في مستدركه عن تفسير الصحابي: "ليعلم طالب هذا العلم أنَّ تفسير الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل عند الشيخين حديث مسند"، وقال الإمام ابن القيم - رحمه الله - في كتابه "إغاثة اللهفان" معلقًا على كلام الحاكم: "وهذا وإن كان فيه نظر، فلا ريبَ أنه أَوْلَى بالقبول من تفسير مَن بعدهم، فهم أعلم الأُمَّة بمراد الله من كتابه؛ فعليهم نزل، وهم أوَّل من خُوطب به من الأمة، وقد شاهدوا تفسيره من الرَّسول علمًا وعملاً، وهم العرب الفصحاء على الحقيقة، فلا يعدل عن تفسيرهم ما وجد إليه سبيل".

    يقول الشيخ عبدالرحمن السعدي - رحمه الله - في تفسيره لهذه الآية: "فدخل في هذا – يعني: في لهو الحديث - كلُّ كلام محرم، وكل لغو وباطل، وهذيان من الأقوال المرغِّبة في الكفر والعصيان، ومن أقوال الرادين على الحق المجادلين بالباطل؛ ليُدحضوا به الحق، ومن غيبة ونميمة وكذب وشتم وسب، ومن غناء ومزامير شيطان ...".

    وقال تعالى: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا} [الإسراء: 64 ].

    جاء في تفسير الجلالين: {وَاسْتَفْزِزْ}: استخف، (صوتك): بدُعائك بالغناء والمزامير وكل داع إلى المعصية، وهذا أيضًا ما ذكره ابن كثير والطبري عن مجاهد، وقال القرطبي في تفسيره: "في الآية ما يدُلُّ على تحريم المزامير والغناء واللهو، وما كان من صوت الشيطان أو فعله وما يستحسنه، فواجب التنزه عنه".

    قال ابن القيم - رحمه الله -: "فكل متكلم في غير طاعة الله، أو مصوت بيراع أو مزمار أو دف حرام أو طبل، فذلك صوت الشيطان، وكلُّ ساع إلى معصية الله على قدميه فهو من رَجِله، وكل راكب في معصيته فهو من خيالته، كذلك قال السلف".

    وقال الله - عزَّ وجلَّ -: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} [الفرقان: 72]، ذكر ابن كثير في تفسيره ما جاء عن محمد بن الحنفية أنَّه قال: الزور هنا الغناء.

    وجاء عند القرطبي والطبري عن مُجاهد في قوله - تعالى -: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ}، قال: لا يسمعون الغناء.

    وجاء عن الطبري في تفسيره: "قال أبو جعفر: وأصل الزُّور تحسين الشيء، ووصفه بخلاف صفته، حتى يُخيل إلى مَن يسمعه أو يراه، أنه خلاف ما هو به، والشرك قد يدخل في ذلك؛ لأنَّه محسن لأهله، حتى قد ظنوا أنه حق وهو باطل، ويدخل فيه الغناء؛ لأنَّه أيضًا مما يحسنه ترجيع الصوت حتى يستحلي سامعه سماعه"؛ (تفسير الطبري).

    وفي قوله - عزَّ وجلَّ -: {وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا}، قال الإمام الطبري في تفسيره: "وإذا مروا بالباطل فسمعوه أو رأوه، مرُّوا كرامًا، مرورهم كرامًا في بعض ذلك بألا يسمعوه، وذلك كالغناء".


    أبو مريم محمد الجريتلي

     
  2. #2
    الرسام ع is on a distinguished road
    تاريخ التسجيل
    30 / 10 / 2009
    الدولة
    مجهولة
    المشاركات
    10
    معدل تقييم المستوى
    202

    افتراضي رد: المعازف وما يتعلق بها من أحكام1

    جزاك الله خيرا وأحسن إليك

     
  3. #3
    ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute الصورة الرمزية ابو مالك
    تاريخ التسجيل
    20 / 03 / 2007
    الدولة
    الأردن
    العمر
    51
    المشاركات
    6,574
    معدل تقييم المستوى
    7072

    افتراضي رد: المعازف وما يتعلق بها من أحكام1

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرسام ع مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا وأحسن إليك
    شكرا لمرورك على مشاركتي
    ومرحبا بك في المودة

     
  4. #4
    صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute الصورة الرمزية صناع الحياة
    تاريخ التسجيل
    09 / 06 / 2005
    الدولة
    مصر
    العمر
    52
    المشاركات
    21,349
    معدل تقييم المستوى
    26561

    افتراضي رد: المعازف وما يتعلق بها من أحكام1


     
  5. #5
    ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute الصورة الرمزية ابو مالك
    تاريخ التسجيل
    20 / 03 / 2007
    الدولة
    الأردن
    العمر
    51
    المشاركات
    6,574
    معدل تقييم المستوى
    7072

    افتراضي رد: المعازف وما يتعلق بها من أحكام1

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صناع الحياة مشاهدة المشاركة

    شكرا لمرورك العطر أخي صناع الحياة

     

 
+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك