فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا
فساءك العيـد أغمـأت مأسـورا
ترى بناتك في الأطمـار جائعـةً
يغزلن للناس مايملكـن قمطيـرا
برزن نحوك للتسلسـم خاشعـةً
أبصارهـن حسيـرات مكاسيـرا
يطأن في الطين والأقـدام حافبـة
كأنهـا لـم تطأمسكـاً وكافـورا
لاخدّ إلا تشكى الجدب ظاهرهـو
ليس إلا مع الأنفـاس ممطـورا
أفطرت في العيد لا عادت مساءته
فكان فطـرك للأكبـاد تفطيـرا
قد كان دهرك إن تأمـره ممتثـلاً
فردك الدهـر منهيّـاً ومأمـورا
من بات بعدك في ملك يسر بـه
فإنما بـات بالأحـلام مغـرورا
حان الوداعُ فضجّت كـل صارخـة
وصارخٍ مـن مُفـداة ومـن فـادِي
سـارت سفائنُهـم والنـوْحُ يتبعهـا
كأنهـا إبـل يحـدو بهـا الحـادي
كم سال في الماء من دمعٍ وكم حملت
تلك القطائـعُ مـن قطعـاتِ أكبـادِ
مواقع النشر (المفضلة)