الزواج حصانة وابتهاج
لفضيلة الشيخ عبد الرحمن السديس - حفظه الله -
************************* ***************
بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة الأولى
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستهديه ، ونتوب إليه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يطع الله ورسوله فقد رشد ، ومن يعص الله ورسوله فقد غوى ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، خلقنا من نفس واحدة ، وخلق منها زوجها ، وبث منهما رجالا كثيرا ونساءً ، وأشهد أن نبيّنا محمدا عبد الله ورسوله ، النبي القدوة ، والمربي الأسوة ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان من الرجال والنسوة ، وسلّم تسليما كثيرا .
أما بعد :
فيا أيها الإخوة المسلمون ، اتقوا الله تبارك وتعالى وأطيعوه ، وراقبوه دوما ولا تعصوه .
عباد الله ، من القضايا الإجتماعية التي عُني بها الإسلام عناية بالغة ورعاها رعاية فائقة ؛ حيث جاء كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بالحث عليها والترغيب فيها : قضية الزواج ؛ لما يترتب عليه من مصالح الدين والدنيا ، ولما له من الحِكم السامية ، والمنافع المتعددة ، والمعاني الكريمة ، فهو ضرورة إجتماعية ؛ لبناء الحياة ، وتكوين الأسر ، وتأسيس الفضيلة ، وغض الأبصار ، وتحصين الفروج ، وكثرة النسل بقاءً للنوع الإنساني ؛ كما أنه أمر محبّب إلى النفوس ؛ تقتضيه الفطرة السوية ويحث عليه الشرع الحنيف ، ويتطلبه العقل الصحيح ، ويألفه الطبع السليم ، به تتعارف القبائل وتتكون الشعوب ، وتتكاثر الأمم ، فيه الراحة النفسية ، والطمأنينة القلبية ، والتقلّب بين أعطاف النعيم ، والتعاون على أعباء الحياة الإجتماعية ، ويكفيه أنه آية من آيات الله الدالة على حكمته ، والداعية إلى التفكر في عظيم خلقه ، وبديع صنعه ؛ (( ومن ءايته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لأيات لقوم يتفكرون )) [ الروم ]
إخوة الإسلام لقد عاد أمر الزواج من قضية شرعية ، وضرورة بشرية ، وعبادة عظيمة إذا أخلصت فيه النية ، إلى مشكلة اجتماعية خطيرة ، لا من حيث هو ، وإنما من حيث ما أحدثه الناس فيه مما لا يمتّ إليه بصلة ، ولا يرتبط به شرعا ، ولا عقلا ؛ ولكنه أصبح - من فعل الناس له - أمرا حتميا ، لا يتم الزواج بدونه ، وكأنه هو المقصود ، نتيجة الإنسياق وراء الأعراف البالية ، والعادات الجاهلية ، والإنقياد الأعمى خلف شعارات زائفة ، والبحث عن المفاخرة والمباهاة ؛ على حساب الشرع الحنيف ، والعقل السليم ، والفطرة السوية .
معاشر المسلمين ، لقد كثر الحديث عن معضلات الزواج وطفحت فيه الكتابات والمقالات ، وملأت قلوب الناس ومسامعهم ، وشغلت أوقاتهم ، وتسبّبت في إسعاد أفراد وأسر ، وتقويض وتشتيت بيوت أخر ، وبُحّت حناجر الغيورين على مجتمعهم ؛ من التحذير مما يصاحب كثيرا من الزيجات من المشكلات والتعقيدات ، بل والمحرّمات والمنكرات ، والتقاليد والمخالفات ؛ من التغيير والشكليات ، والتفاخر والمباهاة في الكماليات .
أمة الإسلام لقد رسم ديننا الإسلامي الحنيف المنهج الواضح في هذه القضية المهمة ؛ فقد جاء بتوفير أمور الزواج ، والحث على الإقتصاد فيه ؛ روى الإمام أحمد ، والبيهقي ، من حديث عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" إن أعظم النساء بركة أيسرهن مئونة " ؛ فالذين يخالفون هذا المنهج بالتأخير والتسويف ، والإثقال والتعقيد - إنمايخالفون منهج الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم القولية والفعلية ، والمسلم الحق لا يرضى لنفسه بذلك أبدا .
إخوة الإيمان ، ويحسُن هنا أن أذكر بعض المشكلات والعقبات في طريق الزواج مع الإشارة إلى آثارها السيئة على الفرد والمجتمع ، وبيان المنهج السليم ، والعلاج القويم ، والدواء الناجع ، لكل مشكلة منها ؛ لعلها تجد آذانا صاغية ، وقلوبا واعية ، وتطبيقا عمليا :
فأول هذه المشكلات :عزوف كثير من الشباب من الجنسين عن الزواج المبكر ، ولهم في ذلك حجج واهية ، وأسباب أوهى ، بعضها يعود إلى المجتمع كله ، وبعضها يعود إليهم ؛ وذلك لتعلقهم بآمال وأحلام سرابية ، وخيالات وأوهام وقتية ، هي في الحقيقة من إيحاء الشيطان :
فبعضهم يتعلق بحجة إكمال الدراسة ؛ زاعمين أن الزواج يحول بينهم وبين مواصلة دراستهم ، وتلك حجة داحضة ، وشبهة واهية ؛ فمتى كان الزواج عائقا عن التحصيل العلمي ؟ بل لقد ثبت بالتجربة والواقع : أن الزواج الموفق يعين على تفرغ الذهن ، وصفاء النفس ، وراحة الفكر .
ثم - وأقولها بحق - ماذا تنفع المرأة بالذات شهادتها إذا بقيت عانسا ، قد فاتها ركب الزواج ، وأصبحت أيّما لم تسعد في حياتها بزوج وأولاد يكونون لها ذُخرا في الحياة وبعد الممات .
فوصيتي للشباب ، من ذكور وإناث أن يفكروا جديّا في موضوع الزواج متى ما تيسر لهم أمره ، وألاّ يتعلقوا بأمور مثالية - في زعمهم - تكون حجر عثرة بينهم وبين ما يرومون من سعادة ، وينشدون من خير ونجاة ، وألا يتذرّعوا بما يسمونه " تأمين المستقبل " فإن المستقبل بيد الله عزّ وجلّ ، وعنده وحده العلم به .
وكذلك ، ألا يحتجوا بمسألة المادة والرزق فهي من عند الله سبحانه وتعالى ، مع بذل الأسباب في ذلك ، والله عزّ وجلّ يقول ( إن يكونوا فقرآء يغنهم الله من فضله )) [ النور 32 ] ، وهذا أبو بكر الصدّيق - رضي الله عنه - يقول : " أطيعوا الله فيما أمركم من النكاح ، يُنجز لكم ما وعدكم من الغنى " ، ويقول ابن مسعود - رضي الله عنه - : التمسوا الغنى في النكاح .
فعزوف الشباب من الذكور والإناث عن الزواج له مضاره الخطيرة ، وعواقبه الوخيمة ، ونتائجه المدّمرة على الأمة بأسرها لا سيما في هذا الزمن الذي كثرت فيه أسباب الفتنة ، وتوفرت فيه السُبل المنحرفة لقضاء الشهوة ؛ فلا عاصم من الإنزلاق في مهاوي الرذيلة، والفساد الأخلاقي ، إلا اللّجوء إلى الزواج الشرعي .
ومن المؤسف أن يصل بعض الشباب إلى سن الثلاثين أو أكثر وهو لم يفكر بعد في موضوع الزواج ، وما انفتحت أبواب الفساد إلا لما وُضعت العراقيل أمام الرّاغبين في الزواج ، بل لم ينتشر الخنا والزّنا ، واللواط والإستمنا ، والمعاكسات والمغازلات ، والعلاقات المشبوهة ، والسفر إلى بيئات موبوءة - إلا بسبب تعقيد أمور الزواج ، لا سيما مع غلبة ما يخدش الفضيلة ، ويقضي على العفة والحياء ؛ مما يُرى ويُقرأ ويُسمع من ألوان الفساد ؛ مما قذفت به المدنية الخبيثة ، وما لفظته الحضارة الزائفة ؛ وحدّث ولا كرامة عما تبثه كثير من الوسائل الإعلامية ، والقنوات الفضائية ، والشبكات المعلوماتية ؛ مما تئن منه الفضيلة ، ويندى له الجبين والله المستعان .
أمة الإسلام ، وهناك مشكلة أخرى وعقبة كأداء، ألا وهي : " منع النساء من زواج الأكفاء " والرسول صلى الله عليه وسلم يقول :" إذا أتاكم من ترضون خُلقه ودينه ، فزوّجوه ، إلاّ تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض" خرّجه الترمذي ، وابن ماجة ، والحاكم ؛ بسند صحيح ؛ فهناك بعض الأولياء - هداهم الله - قد خانوا الأمانة التي في أعناقهم - من بناتهم ، وفتياتهم - بمنعهن من الزواج من الأكفاء ، دينا وخُلقا وأمانة ؛ فقد يتقدم إليهم الخاطب الكفء في دينه وأمانته وخُلقه ، والذي لا يُلفى نظيره ، ولا يدرك قرينه ؛ فيماطلونه ، ويعتذرون له بأعذار واهية ، وينظرون فيه إلى أمور شكلية ، وجوانب كمالية ، واعتبارات ثانوية ، ويسألون عن ماله ووظيفته ، ووجاهته ومكانته ، ويُغفلون أمر دينه وخُلقه وأمانته .
بل لقد وصل ببعض الأولياء الجشع والطّمع :أن يعرض ابنته سلعة للمساومة ، وتجارة للمزايدة ، والعياذ بالله ، وما درى هذا المسكين أن هذا غش وعضل وخيانة .
فأين الرحمة عند هؤلاء الأولياء ؟ كيف لا يفكرون في العواقب ، والنتائج المزرية ؟ أيسرهم أن يسمعوا الأخبار المروعة ، والأنباء المزعجة عن بناتهم ، مما يندى له جبين الفضيلة والحياء ؟ وماذا لو رُدّوا هم عن الزواج وهم في شوق إليه ؟ كيف سيكون ردّ الفعل عندهم ؟
فيا أيها الأولياء ، اتقوا الله فيما تحت أيديكم من البنات ، بادروا بتزويجهن متى ما تقدم الخاطب الكفء في دينه وخُلقه ؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ؛ وعضل النساء (1) ، وردّ الأكفاء : فيه جناية على النفس ، وعلى البنت ، وعلى الخاطب ، وعلى المجتمع كله والأمة بأسرها .
معشر المسلمين ، ومن المشكلات المستعصية ، والعقبات المستفحلة : مشكلة غلاء المهور ، والمبالغة في الصداق ؛ حتى صار الزواج عند بعض الناس من الأمور الشاقة أو المستحيلة ، وبلغ المهر في بعض البقاع حدا خياليا لا يطاق ، إلا في ديون تثقل كاهل الزوج ، ويؤسف كل مسلم : أن يصل الجشع ببعض الأولياء أن يطلب مهرا يزيد على مائة أو مائتي ألف ريال ، من أناس يعلم الله حالهم ، لو جلسوا شطر حياتهم في جمع ذلك المبلغ ، لما استطاعوا ، فيا سبحان الله . أإلى هذا الحد بلغ الطمع وحب الدنيا ببعض الناس ؟ وكيف تُعرض المرأة الحرّة الكريمة سلعة للبيع والربح ؟
إن المهر في الزواج يا عباد الله وسيلة لا غاية ، ومغزى لا جباية ، وإن المغالاة فيه لها آثار سيئة على الأفراد والمجتمعات لا تخفى على كل عاقل ؛ من تعطيل الزواج ، أو الزواج من مجتمعات مخالفة للمجتمعات المحافظة .
ولم يقف الشره ببعض أولياء الأمور عند هذا الحد ، بل تجاوزه إلى أن يشترط شروطا ليست في كتاب الله ، ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنها : أن يقدم الخاطب أموالا للأب ، وأخرى للأم ، ومساعدات للأقارب ، وعطايا للأصحاب ، ونحو ذلك مما هو خروج عن منهج السلف الصالح - رحمهم الله - يقول الفاروق - رضي الله عنه - :" لا تغالوا صداق النساء ؛ فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا ، أو تقوى عند الله - كان أولاكم وأحقكم بها محمد صلى الله عليه وسلم " . وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل :" التمس ولو خاتما من حديد " ، فلما لم يجد ، قال له النبي صلى الله عليه وسلم :" زوّجتكها بما معك من القرآن " ، وتزوج عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - على وزن نواة من ذهب .
وقد أنكر صلى الله عليه وسلم على المغالين في المهور ؛ فقد جاءه رجل ، فقال : يا رسول الله ، إني تزوجت امرأة على أربع أواق من الفضة - يعني : مائة وستين درهما - فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" على أربع أواق ؟ كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل ، ما عندنا ما نعطيك " .
فالله المستعان ، كيف بحال المغالين اليوم ؟ الذين يجب الأخذ على أيديهم ، وبذل الجهود لتوعيتهم وتعقلهم ، وكان الله في عون الضّعاف ذوي الدخول المحدودة .
أمة الإسلام ، ومشكلة المشكلات في موضوع الزواج : ما أحيطت به الزّيجات من تكاليف باهظة ، ونفقات عظيمة ، وعادات اجتماعية فرضها الناس على أنفسهم ، تقليدا وتبعية ، مفاخرة ومباهاة ، كحلي وأثاث خيالي ، إسرافا وتبذيرا ، واستئجار لأفخم الفنادق ، وأعظم القصور ، وأجمل القاعات ، وحدّث ولا حرج ، عما يخفى ولا يُشاهد .
لماذا كل هذا ، يا أمة الإسلام ؟ كيف يعرض المسلم نفسه لسخط الله عزّ وجلّ ، فيكون من زمرة الشياطين ؛ لإسرافه وتضييعه الأموال في غير الوجه الشرعي ؟ وقد قال عزّ وجلّ : (( إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين )) [ الإسراء 27 ] .
إنه لمما يندى له الجبين : أن تصرف أموال طائلة كفيلة أن تسد كفاية قرى عديدة على مناسبة واحدة ، في أي سبيل ذلك ؟ أغرّكم وجود المال بين أيديكم ؟ ألا تعتبرون بأحوال إخوان لكم في العقيدة ممن لا يجدون ما يسد رمقهم ، ولا ما يروي ظمأهم ، ولا يواري عوراتهم ؟
نعوذ بالله من الكفر بنعمه ، ونسأله تعالى ألا يؤاخذنا بما فعله السفهاء منا ، إننا - والله - نخشى عقوبة الله العاجلة قبل الآجلة ، وكم رئيت عشرات الذبائح ، وأكوام الأطعمة : مُهانة مرمية في أماكن النفايات ، والعياذ بالله .
فاتقوا الله - عباد الله - وتناصحوا فيما بينكم ، وتعقّلوا كل التعقّل في موضوع الزواج ، ولا تتركوا الأمر بأيدي غيركم من السفهاء والقاصرات ، ودعوتي للمصلحين والوجهاء ، والعلماء والأثرياء ، وأهل الحل والعقد في الأمة : أن يكونوا قدوة في هذا المجال ؛ فالناس لهم تبع .
والله المسئول أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه ، إنه جواد كريم (( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب )) [ هود 88 ] .
أقول قولي هذا ، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين فاستغفروه ، وتوبوا إليه ؛ إنه كان للأوابين غفورا .
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي حكم فقدّر ، وشرع فيسّر ، سبحانه أحل النكاح ، وحرّم السفاح ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فالق الإصباح ، وأشهد أن نبينا وقدوتنا محمدا عبده ورسوله ، صلى الله وسلم وبارك عليه ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان ، ما تعاقب المساء والصباح .
أما بعد :
فاتقوا الله - معشر المسلمين - واشكروه على نعمه الباطنة والظاهرة ، وخذوا بمنهج الإسلام في كل أموركم، واحذروا من مخالفته ؛ فإنها جالبة للفتنة والعذاب الأليم .
أيها الأحبة في الله ، وإن مما أحدثه الناس في حفلات الزواج : أمور منكرة في الشرع ، فعلاوة على الإسراف والتبذير ، والتفاخر والمباهاة - فهناك أمور أخرى توسّع بعض الناس فيها ؛ نتيجة ضعف الإيمان ، وقلة العلم ، والإغراق في المادة :
فمن ذلك : أن بعض الناس يجعل من حفلات الزواج موسما للإختلاط بين الرجال والنساء ، وظهور الزوج مع زوجته أمام الحاضرين وهم بكامل الزينة ، وتلتقط الصور المحرمة لهم ، وفي هذا من الفتنة والفساد مالا يعلمه إلا الله .
وبعضهم يجعله موسم سمر وسهر على اللهو واللعب المحرّم إلى ساعة متأخرة من الليل وآخرون يضيعون الحياء من الله ، ومن عباد الله ؛ فيجعلون فرصة الزواج فرصة للعلاقات المشبوهة ، واللقاءات المحرّمة وبعضهم يؤذي جيرانه وإخوانه المسلمين بالأصوات المحرّمة والإزعاج بالسيارات وغيرها ، وصنف يجعله فرصة للسماع المحرّم للأغاني الخليعة المنكرة ، التي تذكي الشهوة ، وتصد عن ذكر الله - عز وجل - وتكون طريقا إلى الفساد ، والعياذ بالله .
وهذا كله وغيره مما يحتاج إلى أن يعاد النظر فيه ، وأن نبدأ جميعا التطبيق العملي في اليسر والسماحة ، والسير على الهدي الشرعي ، والسنن النبوي ، في هذه القضية المهمة ، وغيرها .
ولا يفوتني هنا أن أشيد ببعض إخواننا المسلمين الذين ضربوا أمثلة يُشكرون عليها في الإقتصاد والترشيد ، والتخفيف والتيسير في أمور زواجاتهم ، وهي بادرة ليست غريبة على مجتمعنا - بحمد الله - نرجو أن تعم المسلمين جميعا قريبا - بإذن الله - متى ما تزايد الوعي ، وساد التناصح والتكاثف بين المسلمين .
ألا وصلّوا وسلّموا - رحمكم الله - على النبي المختار ؛ كما أمركم بذلك المولى العزيز الغفّار ، فقال سبحانه (( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين ءامنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليما )) [ الأحزاب ] .
(1) : عضل المرأة : منعهن من التزوج ، وحبسهن عنه ظلما ، قال تعالى ( فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن )) [ البقرة 232 ] . " اللسان "( عضل )، وانظر :" تفسير ابن كثير " ( 631/1 )
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
كوكبة الخطب المنيفة من منبر الكعبة الشريفة .
لإمام وخطيب المسجد الحرام عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس .
مواقع النشر (المفضلة)