ودعت قلبي
ودعت قلبي
طالما حلمت بزيارتها طالما حلمت برؤيتها
تمنيت كثيرا ً الموت في حضنها ....
بكيت كثيرا ً لأجلها ...
طالما أبعدتني الهموم عن التفكير فيها
صارعتها ، وعاندتها واخبرتها بأني لن انساها فهي الأقوى وهي الأجمل وهل الأمل
حين ضاقت الارض بي بما رحبت لجأت اليها ....
حين بدأت استشعر تبخر الوفاء رويدا ً رويدا ً وتسربه بهدوء من حياتنا ....عدت إليها
حين بحثت ولم أجد شيء ...حين أنتظرت ولم يأتي أحد
حين فقدت أحبتي واحدا ً تلوا الآخر
حين أبحرت في أبجدية الوداع وغرقت في بحره وخنقتني أمواجه
وعصفت بي أهواءه ...بحثت عنها
حين كتبت كتبت ولازالت أوراقي بيضاء
حين صرخت ولم يصل صدى صرختي لمسمعي
حين نطقت بالحق وخسرت رفقتي
حين إختلطت الامور عندي وماعدت أميز بين الأسود والأبيض
فكرت فيها ...
خيبة الأمل سكنتني
من كل شيء حتى نفسي
المحبة للقرءان الحافظة له
ويحك ! مادهاك ؟!
أترى ليلك الجميل النقي سكنته الدموع والآهات دون إرادة منك ؟
لِم َنترك كل مايسعدنا للحزن ؟
يعبث بنا كيفما شاء
ويحركنا بأي إتجاه يحب
يكتب عنا ويمحو عنا ويأخذ منا ويأخذ منا
أمواج عصفت بي
وكدت أغرق ...
فقدت أنفاسي ...واحساسي
وقفت برهة ...
فماجال في خاطري سواها
كنت أكلمها من بعيد واناجيها
احببتها بصدق
وفي غمرة أحزاني قادتني خطايإاليها
دموعي ساخنة ...
حارقه ، قاسيه جدا
أحرقتني
قلبي يخفق بقوة
نبضاته تزداد
عجبا ً لك ياقلب
أحسك الآن تنبض ....
أشعر به
وصلت ...
روحي حلقت برؤيتها
وأصبحت كالفراشه
أي رحيق جذبني !
نظرت وأنا أمسح دموعي بقسوه حتى لاتحرمني رؤيتها
جلست برفق ، أنظر اليها بحب وحنان وشوق كبير للحبيب جذبني
لم أكن أعي ان للحب سلطان مدمر
يسلب الروح برفق ويسيطر
لاأطيق ان يناديني حد
وان ناداني هل سأسمعه ؟
إجتاحتني رغبة كبيرة بأن أنحني تحت قدميها لأمسك تراب قدميها
لأصدق بأني معها
آه ياشوقي الكبير
كيف يرتوي الحبيب بلقيا حبيبه ؟
وإذا بصوت الآذان يرفع في مكة لصلاة المغرب
واذا بالشيخ يقرأ في الركعة الأولى
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
يااااااالله
كم تؤثر بي هذه الآية !
تبكيني في كل مرة أقرئها
نحن نسرف على أنفسنا والله أرحم بها منا
في سجودي دعوت الله أن يقبض روحي هناك
لكن الله كتب لي أجل وميقات لحكمة هو أعلم بها
إنتهت الصلاة التي تمنيتها أن لاتنتهي
لأول مرة أشعر الصلاة بطعم جديد فأنا أصلي ببيت الله الحرام
لأول مرة أنظر للحياة بلون جديد ،لأول مرة احب آلامي وهمومي
واهزأ من الدنيا ومافيها
جراحي !
ماتكون ! أليست جراحي هدايا القدر
سألت الله ان يعيدني إلى هناك مرة ثانية
ودعت قلبي هناك وعدت
وهاأنا أكتب لكم من هنا .....
وقلبي هناك
رد مع اقتباس
رد: ودعت قلبي
مواقع النشر (المفضلة)