السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع
الطريق إلى الزواج, اختيار شريك الحياة, صبايا, صبايا.نت, الانترنت و الهاتف الموضوع
أيها الأساتذة الأجلاء أود أن أشكركم كثيرا على خدمتكم لنا، ونصائحكم الغالية والثمينة التي تجعلنا نعرف أشياء لم نكن نعرفها من قبل.
وإليكممشكلتي التي أتمنى وأرجو أن تردوا علي فيها؛ لأنني كل ما أريده هو أن أستطيع أن أعيش.
أنا عمري 19 عاما، ومنذ سنتين ونصف أحب "ولد" من نفس سني، لكننا تعرفنا على بعض من خلال الإنترنت، وكان هو في السعودية، وعندما نزل مصر كنت أراه قليلا، وصل عدد المرات التي رأيته فيها 9 مرات، منهم مرتين قضينا يوما كاملا معا بصحبة بعض صديقاتي في القاهرة، وتناولنا الغداء معا، وكان أكثر ما يجعله كبيرا في نظري أنه لم يلمسني مرة واحدة، ولم يسلم علي حتى بيده، ولم ينظر لي مرة بنظرة شهوة، ولم أشعر قط أنه يريدني لرغبة جنسية عنده، أو ما شابه لكنى كنت أشعر أنه إنسان راقي المشاعر لأقصى الحدود، وأنه تربى في أسرة محترمة ومحافظة وراقية.
وكانيخاف علي بطريقة رائعة، وأشعر أنه يعتبرني أمانة في عنقه، وكان يصلي دائما وأنا معه، أو حتى وهو مع أصدقائه، ويدعو كثيرا أن يجعلنا الله من نصيب بعضنا البعض.
مرت الأيام، وكنت أرفض عرسانا كثيرين من أجله، حتى جاء عريس أكبر مني بـ 11 عاما، وهو في الثلاثين من عمره، وهذا العريس أعجب كثيرا كل من حولي وعندما وجدت ذلك الإعجاب صارحت أبي بحبي لشخص آخر فكان الرد منه أنني أحلم، وأنه وهم وخيال أن أرتبط به إذ إنه يدرس في كلية الطب وأمامه وقت طويل، علما بأن هذا الولد الذي أحبه كان قد أخبر والديه وأخواته وخالته عني وكانوا لا يرون مانعا إذ إنهم عائلة ميسورة ويمكنهم مساعدته في تكاليف الزواج مبكرا.
أنا الآن مخطوبة للعريس الذي تقدم لي بعد محاولات كثيرة من كل من حولي بإقناعي بهذا العريس، وإن حبي لحبيبي السابق لم يكن إلا عواطف مراهقة
على الرغم من أنني متأكدة أنه ليس حب مراهقة؛ لأننا استمررنا معا أكثر من سنتين، وكان هو الذي يشجعني على المذاكرة حتى حصلت على تقدير امتياز في الكلية وأصبحت متفوقة.
والآن أشعر أنني أتمزق كل يوم، وأتقطع بأحد سكين في هذا العالم، أكون
مع خطيبي، وأنا أفكر في حبيبي السابق، ولا أنساه ثانية، لجئت إلى الله كثيرا لكن تعود لي آلامي وعذاباتي مرة أخرى، علما بأنني صليت استخارة عندما تقدم لي هذا العريس، وشعرت براحة للموضوع لكنني الآن أتعذب.
أشعر أنني أصبحت مدمرة، وأشعر بضغط نفسي رهيب، على أمي تطالبني بأن أحب خطيبي وأبادله المشاعر، لكنني لا أستطيع والله، وأشعر أن هذا فوق طاقتي بكثير؛ إذ إنني لا أشعر تجاه خطيبي بشيء من مليون مما كنت أشعره تجاه حبيبي، علما بأن خطيبي هذا إنسان طيب وطموح ونشيط ومن عائلة كبيرة.. لكنني الآن أتعذب.
لا أعرف ماذا أفعل هل أستمر في الخطبة وبعد ذلك الزواج وأترك حبيبي السابق يتعذب؟ أم أرجع في خطبتي وأعود لحبيبي السابق؟ وحينها سوف أترك خطيبي الحالي يتعذب لأنه تعلق بي كثيرا. أريدكم أن تنصحوني أرجوكم لأنني لا أعرف في أي طريق أسير وأبحث عن قشة أتعلق بها، أرجوكم أجيبوا على سؤالي هذا لأنني تائهة، وجزاكم الله خيرا كثيرا.
المشكلة
فريق مشاكل وحلول اسم الخبير
الحل
![]()
تقول الأستاذة منيرة عثمان، من فريق الحلول:
في البداية أحمد فيك صراحتك مع نفسك، وحرصك على مشاعر خطيبك، وطلبك الاستشارة فكما قال حبيبنا المصطفى صلى الله علية وسلم: "فلا خاب من استشار ولا ندم من استخار". بدأت حديثك بكلمات لفتت انتباهي، وأثارت فضولي وهي "كل ما أريد أن أستطيع أن أعيش".
حبيبتي..
هل العيش فقط هو مراد وهدف الإنسان أم كيفية العيش بحياة هادفة ومستقرة ومليئة بالخبرات الناضجة، ومليئة برضا الله في الدنيا والآخرة. ليعيش الإنسان فقط ليس هدفا يستحق المثابرة والكد، وإنما ليعيش وهو يحقق ما يريد، وقبل أن يحقق ما يريد أن يعرف فعلا ما الذي يريد أن يحققه، وأن يكون في صالحه وسعادته في الدنيا والآخرة، فنحن نعيش أيام عصيبة في ظل عدوان إسرائيل على لبنان، يجب أن يقف كل شاب وفتاة وقفة مع أنفسهم يتحققون من هدفهم في الحياة، ويتحاورن بصراحة مع أنفسهم.. ماذا قدمنا لأمتنا لكي نعيش بهناء واستقرار؟ ماذا قدمنا لنبينا عندما نقابله يوم القيامة؟ هل سيكون مسرورا بنا أم لا؟ هل سيفخر بنا من شابات وشباب؟ أسئلة وإجابات حان الوقت أن نجيب عنها ونفكر بها قلباً وعقلا وإجراءً.
عذراً حبيبتي.. إن كنت قد خرجت من مشكلتك التي أرسلتها وإن كنت قاسية في كلماتي وهذا من حرصي عليك، ولكن الأحداث التي نعيشها وكلماتك في بداية رسالتك استثارتني وجعلت قلمي يطرح قضية هامة وهي أيضا مشكلة لا تدركينها ولا يدركها الكثير من شبابنا وشاباتنا في حياتهم كيف نعيش ولما نعيش؟
والآن سنتحدث بأمر مشكلتك التي تحيرك:
إن الإنترنت لا يكفي أن يقوم ويؤسس زواجا وبيتا مستقبليا وأسرة، صحيح أنك التقيت بهذا الشاب الذي أحببته مرات، ولكن لا يكفي هذا لبناء قرار وحياة صالحة مستقرة فالحب وحدة لا يكفي للاختيار.
هناكمعايير لاختيار شريك الحياة يجب أن تضعيها من ناحية (ثقافية ـ اجتماعية ـ دينيةـ الطباع ـ الاهتمامات المشتركة...إلخ) فالحب الذي تشعرين به بعد فترة من الممكن أن يصبح فقط ذكرى مؤقتة؛ فأنت في مرحلة مضطربة من المشاعر، ومختلط عليك كثير من الأمور، وإن افترضنا أنك انتظرت عاما أو عامين أو أكثر ليتخرج هذا الشاب، واكتشف بعد فترة بفكر وروية أنه غير مناسب، ونضَجَ ووضَعَ معايرَ زواجه، ووجد أنه قد غيَّر رأيه.. أو العكس أنت بعد أن نضجت أكثر وخرجت من مرحلة المشاعر المختلطة شعرتي أنه غير مناسب وندمت على انتظارك وتضييعك لآخرين يناسبونك.
ومن جهة أخرى لو أن هذا الشاب حريص عليك لما خرج معك من غير محرم، فالحرص ليس فقط ألا يلمس الشاب الفتاة، وإنما فكرة الخروج معه بدون محرم ليس من الصواب وهذه نقطة أخرى يجب الانتباه لها، ولم يتقدم لك ولم يقم بأي إجراء عملي.
مشكلتك ذكرتني بقصة فتاة أعرفها أحبت شابا ثلاثة أعوام عن طريق الإنترنت ورأته، ووعدها أن يتقدم لها في أول فرصة يتمكن فيها وانتظرت، وفي نفس الوقت كان يتقدم لها عرسان، وفى مرة تقدم لها شاب مناسب من جميع النواحي، وترددت وفكرت كثيرًا هل الحب وحده يكفي فقط للزواج؟ وهل هذا الشاب التي أحبته من الإنترنت تحبه حبا حقيقيا؟ وارتبطت بالشاب المناسب المتقدم لها بعقلها وقلبها معا، وأخذت قرارها بترك شاب الإنترنت والحب الذي ليس واضح المعالم وبعد الارتباط الرسمي والزواج بالشاب المتقدم لها، وعاشت شخصيته وطباعه واستشعرت كل مميزاته الحميدة، وبمرور الحياة نضجت أكثر وكبر حبها وسعادتها مع زوجها وسعدت بقرارها، فأحياناً تكون السعادة بجوارنا ولا ندركها ولا نراها لأننا لا نريد أن نتعب ونبحث عنها ونراها ونتمسك بسعادة مزيفة زائلة خاسرة أحياناً لنا.
حبيبتي.. حاولي فهم شخصية خطيبك، وأعطي لنفسك وله فرصة أن يدخل قلبك وعقلك، كما أن الاستخارة ستوضح لك الأمور فقول نبينا حق "لا ندم من استخار"، ولكن علينا بالأسباب، يجب عليك أن تضعي معايير اختيارك لشريك حياتك وأن تفكري بقلبك وعقلك معًا، وأن تعطي فرصة لخطيبك حقيقية بأن تكتشفي مميزاته وشخصيته، وتتخذي قرارك بناءً على أساس سليم لتعيشي حياة مستقرة سعيدة وأن تعطي نفسك فرصة بالتفكير العميق قبل أن تتخذي قرارك.
أخيراً.. أدعو الله أن ينور بصيرتك ويرزقك الزوج الصالح وتعيشي حياة سعيدة في ظل طاعة الله ورسوله، وأرجو أن تتابعينا بأخبارك، يمكنك الرجوع إلى إجابات سابقة منها ما يلي.
مواقع النشر (المفضلة)