[align=justify]
الحمد لله جامع الناس ليوم لا ريب فيه، ليوم القيامة والقارعة والزلزلة والحاقة والواقعة: يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ [آل عمران:106] ويَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء:88-89] أحمدك اللهم وأشكرك وأسألك أن تظلنا تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله القائل: {يا أيها الناس! اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه }.
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
أما بعد:......
نفختي الصعق والبعث
يقول ربنا جل وعلا وهو أصدق القائلين: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ [الزمر:68 * وَأَشْرَقَتْ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ [الزمر:69].
القرآن كلام الله يصلح منبهاً بما سوف يكون يوم القيامة، وقبل ذلك مقدمات، وهي قوله تعالى: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ [الزمر:68] هذه النفخة الثانية، وهي نفخة الصعق، وهي التي يموت بها الأحياء من أهل السماوات والأرض؛ إلا من شاء الله، ثم يقبض أرواح الباقين حتى يكون آخر من يموت ملك الموت، وينفرد الحي القيوم -الذي كان أولاً وهو الباقي آخراً- بالديمومة والبقاء: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ [الرحمن:26-27] ثم يقول جل وعلا: لمن الملك اليوم؟! لمن الملك اليوم؟! لمن الملك اليوم؟! -ثلاث مرات- ثم يجيب نفسه بنفسه، فيقول: لله الواحد القهار، ثم يحيي أول من يحيي إسرافيل، ويأمره أن ينفخ في الصور أخرى، وهي: النفخة الثانية نفخة البعث، قال الله جل وعلا: ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ [الزمر:68] لا إله إلا الله القادر على كل شيء! كيف أحوالنا إذا قمنا من القبور، ننفض التراب عن رءوسنا؟! قال الله جل وعلا: فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ [الزمر:68] أي: أحياء بعد أن كانوا عظاماً ورفاتاً صاروا أحياء ينظرون إلى أهوال يوم القيامة، وما يكون فيه من الأمور العظام، قال تعالى: إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ * وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ * وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ * وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ * وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ * وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ * وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ * وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ * وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ * وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ [التكوير:1-14] كل هذه الأهوال سوف تحصل في ذلك اليوم الرهيب، الذي تذهل فيه كل مرضعة عما أرضعت، وتضع فيه الحوامل حملها، وتشيب الولدان وترى الناس سكارى وما هم بسكارى.
منقول
[/align]
مواقع النشر (المفضلة)