أيــهـا الـمــارد العــمـلاق الـقــابــــع
عــلى ثــرى هـــذا الوطـــن الكـبـيــرْ
الى مـتـى ستظل فـي غـمـرة سـكرك
فاقد الاحـســاس معـــدوم الضـمــيـرْ
تصحــو الايــام و انــت فـي غـفـلـتك
لا تـقــوى الحــراك كالطـيـر الكسـيـرْ
تـبـدو لنــاظــرك تصـارع الــمـــوت
و كـانــك تـلـفــظ النـفــــس الاخــيـرْ
لا انــت مـن الاحـيـاء يـشــار الـيــك
و لا انـت ذاك المـيـــت المـســتــورْ
أيـهـا العـمـلاق المـخــتـــال كِـــبـــرا
الـشـامـخ كالـطـــود يعـنـوك الغرورْ
مـلأت البـراري طـــولا و عـــرضـــا
حـتـــى تـعــديـــت ابـعـــاد الـبــحـورْ
قــد كـنـت بـالامـس ذاك الــمـــــــارد
العـمــلاق الـمهاب على مر العـصورْ
فـمـا بالك الـيـــوم و قــد تـقـــزمـــت
و عراك الـذل فـتــراجــعــت مدحورْ
و هـويــت و انـهـار كـيــانك المبـني
من الخــدع و الزيـف تقــزما وحـقـيرْ
تـرقــى الشـعــوب و تـسـمـو بفعـلها
و انت المسـتـغـيـث تبحث عن مجيرْ
من حـولك الامــم تـغـــريك شـمـاتــة
و انـت تنـقـاد كالاعــمــى الضـريــرْ
تــقــطــع اوصــالك فــي كـــل يــــوم
و تـسـلــب كرامـتـك و انــت البصيرْ
و تغتصب الارض و المال و العرض
و تـزهـق الارواح صغـيــرا و كبـيـرْ
و تـبــاح الحــرمــات امــام عـيـنــيك
و عـلى مسمعك و انت خانع و قريـرْ
ايهــا المـغـلــوب عـلى امـرك اقــــف
فما قيمة الحــيــاة للـحــــر الاســيـــرْ
الـمــوت بالـعـــــز شــرف و رحـمـــة
من العــيــش بالــذل و نـقـمة التعزيرْ
فــذاك عـصــر الخـطاب قـــــد وللى
و لـيــس لمـظــلــوم معـيــن او نصيرْ
و ذاك الـمــاضـــي رحـــل بـاهــلــــه
و لم يـعـــد الـيــوم مـعـتــصماه غيورْ
أيـهــا الـقـابـــع عـــلى هــذا الـثـــرى
تـغـــط فـي سـبات ليـس له نـظــيــــرْ
أيـهــا المـيـت الحــي كـفـاك تـخـــاذلا
فقد استفحل الداء و الجــرح غــزيــرْ
و حـطــم قـيـود الــذل و ارمـي بـهــا
فان شئت الكـرامــة فـانــت الـقــديــرْ
مواقع النشر (المفضلة)