لم أر في حياتي تناقضا محيرا كالذي رأيته فيك أيها الانسان , فأي جبروت تحمل في نفسك , وأي قوة تجتاح كيانك ؟

أي ضعف يسكن فيك أيها الأنسان , وأي ضالة أنت فيها ؟

أي تناقض يتلبسك أيها الجبار القوي , الضعيف , المعرفة , النكرة . . ؟

من أنت , وماذا تكون ؟

تارة أراك قويا قويا , وأخرى تبدو أوهن من بيت العنكبوت , ومابين قوتك وضعفك , مابين عزتك ذلك , خيط رفيع واه , وحاجز شفاف هش . .

عرفنا قويا جبارا بكل معنى الكلمة . . عرفناه أخطبوطا له ألف يد ويد تمتد هنا وهناك . .

كان أقوى من أن يجابه , أعند من أن يناقش , أنت الخاسر قطعا أمامه مهما امتلكت من قوة دفاع , ونصاعة برهان . .

أنت المهزوم دائما في ساحة أي نقاش تدخله معه . .

أنت الخاسر وأنت المهزوم اذا ما فكرت يوما بأن تقف قبالته لاي سبب من الأسباب , قادر على أن يجعلك تشعر بضعفك وأنت القوي القادر ,

يجعلك تشعر باضمحلال شخصيتك وأنت الواثق المتزن . .

عرفناه طموحا يستطيع الوصول الى أي شئ , والغاية عنده تبرر الواسطة دائما , مهما كانت هذه الوسيلة ومهما كانت هذه الغاية .

ومرت سنة واحدة , سنة واحدة لم نره فيها , تتالت خلالها الأنباء والأحداث بصورة عجيبة , تطورت تطورا استعصى على فهمها ,

وكان فوق قدرتنا على الاستيعاب والتحمل . . فجأة سمعنا أنه مريض , ثم . . بشكل أكثر مفاجأة , بل قل بشكل صاعق قالوا . . لقد مات . . !

أمر لايصدق , شئ فوق قدرة المرء على التصور والتخيل . . هذا الجبار , هذا الذي كان يضرب الأرض بقدميه ظانا أن لامثيل له على ظهر البسيطة

هذا هو الان تحت هذه الأرض , تحث الثرى , ذكرى صار , اسم رسا فى مرفأ الذاكرة مع كل اشارات التعجب والاستفهام التي تحيط به . .

درسا صار للانسان وللبشرية , عظة . . هذا ان وجد من يتعظ . . مراة للحقيقة . .




شجرة ضخمة جدا قطعت , بل اجتثت وسقطت على الأرض , ماتت . . . وأنا التي كنت أظن أن الأشجار دائما تموت واقفة . . . !























دلوعة الشوق .