+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    اردني is on a distinguished road
    تاريخ التسجيل
    24 / 08 / 2006
    الدولة
    مجهولة
    المشاركات
    10
    معدل تقييم المستوى
    240

    افتراضي اقرأ هذا الموضوع عن حقيقة التنصير

    [align=center]بسم الله الرحمن الرحيم [/align]
    ١
    التنصير (التبشير) نبذة تاريخية:
    ويتردد مصطلح التنصير في كثير من الكتابات العربية، وهو مرادف لمصطلح الت بشير. والتبشير هو
    التعبير النصراني المحبب لحملات التنصير، وله عند النصارى تعريفات مختلفة بحسب العصور التي
    مرت ا النصرانية . فهو تارة إرسال مبعوثين ل يبلِّغوا رسالة الإنجيل لغير المؤمنين ا، أو محاولة إيصال
    تعاليم العهد الجديد لغير المؤمنين ا، أو إيصال الأخبار السارة إلى الأفراد والجماعات "ليقبلوا
    يسوع المسيح ربا مخلِّص ًا، وأن يعبدوه من خلال عضوية الكنيسة، وفي حالة عدم إمكان ذلك السعي
    إلى تقريب ا لمعنيين من الأفراد والجماعات من الحياة النصرانية بما في ذلك صرفهم عن ديانام بشتى
    ( الوسائل والأساليب. ( ١
    ولما ظهر الإسلام دخلت الأمم في دين الله أفواجًا ، ودخل الإسلام إلى مهد النصرانية في
    بلاد الشام ثم مصر ثم آسيا الصغرى ، لتتحول شعوب وأمم إلى الإسلام دين الله العظيم.
    وطوال قرون عديدة تواصلت الحروب الصليبية تروم العودة إلى البلاد المباركة، ولكن من
    غير ما فائدة .
    لذا ظهر بديل آخر لغزو المسلمين يقول فليب حتى : " كان من نتائج الحروب الصليبية
    فكرة اجتذاب المسلمين إلى اعتناق المسيحية عن طريق الإقناع ، بد ً لا من طريق القوة والإكراه ..
    إن الخيبة التي منيت ا الحملات الصليبية في الوصول إلى غايتها وموت الدوافع التي كانت تدفع
    الناس للالتحاق ا مهد الطريق لفكرة جديدة : استمالة المسلمين واجتذام بطرق سلمية وودية ،
    وهذه الفكرة هي أساس بند التبشير المسيحي " .
    وأكد هذا المعنى وليم طرابلسي حين قال عام ١٢٧٠ : " نريد مرسلين ، لا جنودًا
    ( لاسترداد الأرض المقدسة ".( ٢
    وانقضت عصور الظلام الأوربية ، وبدأت الأمم النصرانية متأثرة بعلوم المسلمين في
    النهوض والمشاركة في ركب الحضارة ، لكن الهاجس الذي سيطر على هذه النهضة هو كيفية خنق
    العالم الإسلامي والسيطرة على ثرواته .
    وكان البارون دوتيز ( ١٦٤٤ م ) من أوائل الداعين للاهتمام بالتبشير ، ودعا لتأسيس
    كلية لتخريج المنصرين ، ولكن نداءه لم يلق مجيبًا .
    . ١) النصرانية والتنصير أم المسيحية والتبشير، محمد عثمان صالح ٤٧ )
    ٢) أجنحة المكر الثلاثة وخوافيها ، عبد الرحمن حبنكة الميداني، ، ص ٢٩ )
    ٢
    وفي عام ١٧٩٥ م تأسست جمعية لندن التبشيرية بقيادة المبشر كاري ، ثم تأسست مثيلاا
    في عدد من الدول الأوربية .
    وتوالى تأسيس الجمعيات التبشيرية فأنشأت في عام ١٨٥٥ م جمعية الشبان المتطوعين
    للتبشير في البلاد الأجنبية ، ثم تنوعت جمعيات التبشير ، وتخصصت كل جمعية بلون مرحلة من
    مراحل العمر ، فأنشأت جمعيات لتبشير النساء ، وأنشأ في عام ١٩٠٢ م جمعية تبشير ا لشبان ، ثم
    ( في ١٩٠٧ م تأسست جمعية تبشير الكهول .... ( ٣
    وقد اتجه المنصرون إلى العالم الإسلامي خلال سنين طويلة متباعدة ، وكان أرخبيل أندنوسيا
    هو باكورة النشاط لهم حيث وصل المبشر المشهور فرنسيسكوس اكسافيريوس في ١٥٤٦ م ، ثم
    تتابع المنصرون مع وقوع البلاد تحت الاس تعمار البرتغالي ثم الهولندي ثم الإنجليزي ، وقد كان الجهد
    المبذول في تبشير أندنوسيا عظيمًا ، فقد وصل عدد الكهنة الكاثوليك عام ١٩٧٣ م إلى ١٣٠
    كاهنًا ، ويضاف إلى ذلك ٢٢ أبرشية ، ٩ هيئات للرهبان والراهبات ، و ٣٣ مطرانية ، فيما وصل
    ( عدد الكاثوليك إلى مليون وربع كاثوليكي .( ٤
    وقد تجمعت فلولهم في مالطة عام ١٨١٥ م ( ١٢١٣ ه ) ووضعوا برامج للتبشير في
    الدول العربية استجابة لبرنامج إنجليزي اسمه " مشروع تنصير بلاد البحر الأبيض المتوسط "
    وأرادوا من خلال انتشارهم في الشرق الإسلامي تعويض الخسارة التي لحقت بالكنيسة في أوربا
    ( أمام موجة الحضارة الجديدة الناشئة في الغرب .( ٥
    وفي عام ١٨٣٠ غزت فرنسا الجزائر ، وقد صحب الجنرال الفرنسي بورمنت ستة عشر
    قسيسًا ، وقال لهم بعد سقوط مدينة الجزائر : " إنكم أعدتم معنا فتح الباب للنصرانية في أفريقيا ،
    ونأمل أن تنبع قريبًا الحضارة التي انطفأت في هذه الربوع".
    . ٦٤ - ١) انظر : أجنحة المكر الثلاثة وخوافيها ، عبد الرحمن حبنكة الميداني ، ص ٦٠ )
    . ٢٠ - ٢) انظر : غارة تبشيرية جديدة على أندنوسيا، أبو هلال الأندنوسي،ص ١٧ )
    ٣) انظر : ملامح عن النشاط التنصيري في الوطن العربي ، إبراهيم عكاشة، ص ٥٥ ، التبشير المسيحي في منطقة )
    . الخليج العربي ، أحمد فون دنفر ، ص ٣
    ٣
    ( أرقام عامة عن التنصير في العالم ( ٦
    للوقوف على حجم التنصير وخطره نقتبس من الدكتور النملة بعض الأرقام المهمة التي
    تبين لنا حجم التنصير وخطورته:
    - ميزانية التنصير في العالم كانت عام ١٤١١ ه - ١٩٩٠ م حوالي مائة وأربعة وستين
    مليار دولار أمريكي [ ١٦٤,٠٠٠ ] مليار سنويًا.
    - الميزانية قفزت عام ١٤١٣ ه - ١٩٩٢ م إلى مائة وواحد وثمانين مليار دولار أمريكي
    .[١٨١,٠٠٠]
    أما الفارق الرقمي بينهما فهو سبعة عشر مليار دولار [ ١٧,٠٠٠ ]، وهذه الزيادة في
    غضون سنتين فقط.
    - عدد النصارى في العالم يبلغ مليار ًا وسبع مائة وواحد ًا وعشرين مليون
    ١,٧٢١,٠٠٠,٠٠٠ ) نسمة. )
    - وبلغ عدد المنظمات التنصيرية في العالم أربعة وعشرين ألف ًا وخمس مائة وثمانين
    ٢٤,٥٨٠ ) منظمة. )
    ( وعدد المنظمات العاملة في مجالات الخدمة يزيد عن عشرين ألف ًا وسبع مائة ( ٢٠,٧٠٠
    منظمة.
    ويبلغ عدد المنظمات ال تي تبعث منصرين متخصصين في مجالات التنصير والإغاثة ثلاثة
    آلاف وثماني مائة وثمانين ( ٣,٨٨٠ ) منظمة.
    ( ويزيد عدد المعاهد التنصيرية على ثمانية وتسعين ألف ًا وسبع مائة وعشرين ( ٩٨,٧٢٠
    معهدًا تنصيريًا.
    ويبلغ عدد المنصرين المتفرغين للعمل خارج إطار اتمع النصراني أ كثر من مائتين وثلاثة
    وسبعين ألفًا وسبع مائة وسبعين ( ٢٧٣,٧٧٠ ) منصرًا.
    ( - يزيد عدد الكتب المؤلفة لأ غراض التنصير عن اثنين وعشرين ألف ًا و مائة ( ٢٢,١٠٠
    كتاب في لغات ولهجات متعددة.
    .٢١- ١) انظر : التنصير: مفهومه وأهدافه ووسائله وسبل مواجهته، علي بن إبراهيم الحمد النملة، ص ٢٠ )
    ٤
    - بلغ عدد النشرات والات الدورية المنتظمة ألفين و مائتين وسبعين ( ٢,٢٧٠ ) نشرة
    ومجلة، توزع منها ملايين النسخ بلغات مختلفة.
    - ي زيد عدد محطات الإذاعات التنصيرية على ألف وتسع مائة ( ١,٩٠٠ ) إذاعة، تبث إلى
    أكثر من مائة ( ١٠٠ ) دولة وبلغاا.
    - مجموع التبرعات التي حصل عليها المن  ص رون لعام واحد حوالي مائة وواحد وخمسين
    مليار ( ١٥١,٠٠٠,٠٠٠,٠٠٠ ) دولار أمريكي.
    التنصير في أفريقيا بالأرقام
    ولعل من أحدث الإحصائيات المنشورة باللغة العربية ما ينقله الدكتور النملة ( ٧) عن
    الدكتور عبد الرحمن بن حمود السميط في كتابه "لمحات عن التنصير في أفريقيا " المطبوع في حدود
    سنة ١٤٢٠ ه/ ٢٠٠٠ م، حيث نقل السميط إحصائيات مهمة عن النشرة الدولية لبحوث
    التنصير، ومنها نقتبس بعض الأرقام المهمة:
    ( ١٤٢٠ ه الموافق ١٩٩٩ م بلغ ( ٤١٥,٠٠٠ / - عدد المن  صرين الأجانب سنة ١٤١٩
    من  صرًا، وبلغ عدد المن  صرين المحليين ( ٤,٩١٠,٠٠٠ ) من  صرًا، وهذا يعني أن مجمل عدد المن  صرين
    فاق الخمسة ملايين وُثلث مليون ( ٥,٣٢٠,٠٠٠ ) من  صرًا.
    - بلغ مجموع التبرعات لأعمال التنصير لسنة واحدة ( ١,٤٨٩,٠٠٠,٠٠٠ ) مليار
    وأربع مائة وتسعة وثمانين مليون دولار.
    - بلغت مجموع عناوين الكتب التنصيرية ( ٢٤,٨٠٠ ) أربعة وعشرين ألف ًا وثمان مائة
    عنوان، وعدد الات بلغ ( ٣٣,٧٠٠ ) ثلاثة وثلاثين ألفا وسبع مائة مجلة.
    وطبع من الأناجيل ( ٢,١٤٩,٣٤١,٠٠٠ ) ملياران ومائة وتسعة وأربعون مليون ًا
    وثلاث مائة وواحد وأربعون ألف نسخة.
    - وصل عدد محطات الإذاعة والتلفزيون ( ٣,٧٧٠ ) ثلاثة آلاف وسبع مائة وسبعين
    محطة، وبلغ عدد خطط التنصير في العالم ( ١٣٤٠ ) ألفًا وثلاث مائة وأربعين خطة.
    . ١) انظر : التنصير: مفهومه وأهدافه ووسائله وسبل مواجهته، علي بن إبراهيم الحمد النملة، ص ٢١ )
    ٥
    أهداف التنصير
    أما الأهداف التي انطلقت البعثات التبشيرية لتحقيقها ، فتتلخص في تنصير المسلمين وبناء
    كنائس وطنية ، وإذا لم يتحقق ذلك فلا أقل من إبعاد المسلمين عن دينهم وجعلهم يألفون رؤية
    النصارى وكنائسهم وكتبهم ، لعل ذلك أن ي ساهم في نشر النصرانية ولو بعد حين ، وقد عبر عن
    هذين الهدفين زعيم التنصير في المنطقة العربية القس صمويل زويمر حين قال : " إن لنتيجة
    إرساليات التبشير في البلاد الإسلامية مزيتين : مزية تشييد ، ومزية هدم ، أو بالحري مزيتي تحليل
    وتركيب " فالهدف الأول هو إبعاد المسلمين عن دينهم ، والهدف الثاني هو إدخالهم في النصرانية ،
    وكثيرًا ما اكتفى المبشرون بالهدف الأول بعد أن أعياهم تحقيق نتائج إيجابية في الهدف الثاني .
    يقول زويمر في مؤتمر القدس مخاطبًا المبشرين الذين يشكون من قلة المتنصرين : " إني
    أقركم على أن الذين أدخلوا من المسلمين في حظيرة المسيحية لم يكونوا مسلمين حقيقيين ... لكن
    مهمة التبشير التي ندبتكم دول المسيحية للقيام ا في البلاد الإسلامية ليست هي إدخال المسلمين
    في المسيحية ، فإن في هذا هداية لهم وتكريمًا . وإنما مهمتكم أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح
    مخلوقًا لا صلة له بالله ، وبالتالي تكونون أنتم بعملكم هذا طليعة الفتح الاستعماري في الممالك
    الإسلامية ، وهذا ما قمتم به خلال الأعوام المائة السالفة خير قيام ... فقد جاء النشئ الإسلامي
    طبقًا لما أراده له الاستعمار لا يهتم بعظائم ويحب الراحة والكسل ... " .
    ويؤكد ا لأنبا شنودة على أهمية هذا الهدف فيقول : " يجب مضاعفة الجهود التبشيرية
    الحالية ، إذ أن الخطة التبشيرية التي وضعت على أساس اتفق عليه للمرحلة القادمة هو زحزحة
    أكبر عدد ممكن من المسلمين عن دينهم والتمسك به ، على ألا يكون من الضروري اعتناق
    المسيحية ، فإن الهدف هو زعزعة الدين من نفوسهم وتشكيك الجموع الغفيرة منهم في كتام
    وصدق محمد .... ".
    وكما يقول مبشر آخر : " وعندها يكون المسلم ليس له من الإسلام إلا اسم أحمد أو
    مصطفى، أما الهداية ( التنصر ) فينبغي البحث عنها في مكان آخر ".
    ويقول المنصر فيليب : " إن فرصتنا الوح يدة للعمل التنصيري في مصر وغيرها من البلاد
    العربية هو الإسراع في إزالة المظاهر التقليدية للمجتمع الإسلامي وجعل هذا اتمع في حالة
    ٦
    القابلية للغزو الحضاري الغربي والإنجيل ، وهي السياسة التي اتبعها المنصرون بقوة وبمساعدة
    ( الإدارة البريطانية ".( ٨
    ولتحقيق زحزحة أكبر للمسلمين عن دينهم تنادى المبشرون وتداعوا إلى وسائل عدة منها:
    - التشكيك بعقائد الإسلام وشرائعه ، ومن ذلك أن زويمر جمع تلاميذه المسلمين حول
    مجسم للكرة الأرضية ، وجاء بنور قوي سلطه عليها يريد أن يثبت أن الأمر بصيام شهر رمضان
    غير رباني المصدر ، لأنه يتعذر أداء هذه الفريضة في بعض البلاد .
    ودعت جمع ية التبشير الكنسية إلى إثارة الشبهات حول وضع المرأة في الإسلام وقالت في
    تقرير لها : " إن في الإسلام عيبًا فاحشًا ، وهو حطه من شأن المرأة ".
    ودعا ديكاردز في بحثه المقدم لمؤتمر كولورادو إلى أن يطرق التبشير موض وعات مثل
    ( "حقوق المرأة" ، و "الكتاب المقدس والمرأة".( ٩
    - العمل على إقصاء اللغة العربية الفصيحة عن أن تكون لغة التداول بين العرب
    والمسلمين، وقد تبنت الجمعيات التبشيرية الدعوة إلى الكتابة بالحرف اللاتيني تارة والنطق بالعامية
    تارة ، وقد تولى الدعوة للكتابة ب الحرف اللاتيني المستشرق الفرنسي لويس ماسينون الموظف في
    وزارة الخارجية الفرنسية .
    وأيده فيها بعض العرب منهم الدكتور أنيس فريحة أستاذ اللغات بالجامعة الأمريكية فقال :
    " يطالب - مث ً لا - بعض الناس بتبني الحرف اللاتيني تسهي ً لا للقراءة ، وتخفيضًا لنفقات الطباعة
    ... ونحن من المؤمنين ذه النظرية ، ولا نرى حلا للكتابة إلا بتبني الحرف اللاتيني وضبط الكلمات
    فيه مرة واحدة .لماذا يثور الناس كلما طالبنا بالتيسير ؟ ولماذا يتهمونا بالخروج ؟ الأمر بسيط لا
    يدركون أن هناك مشكلة ، ولماذا لا يدركون ؟ الأمر بسيط : الجهل ، الجهل عدو العرب
    الأكبر... ".
    ودعا بشير عبد المسيح في بحثه المقدم لمؤتمر كولورادو بعنوان " استمالة المسلم عن طريق
    تجسيد شمائل المسيح وسلوكه " دعا إلى مثل هذا التلون مع المسلمين فقال : " جسد الرسول بولس
    المسي  ح في شكل يهودي كي يصل إلى اليهود ، وجسده في شكل وثني ك ي يصل إلى الوثنيين . فهل
    .٢٣ - ١) انظر : الغارة على العالم الإسلامي، شاتليه، ص ١٧ ، تنصير المسلمين، عبد الرزاق بكرلي ، ص ٢٢ )
    ١٣٤ ، تنصير المسلمين ، عبد الرزاق ديار بكرلي ، ص - ٩) انظر : مناظرة العصر، أحمد ديدات، ص ٦٠ )
    . ٨٦ - ٨٥
    ٧
    لدينا الجرأة على سلوك مسلك يسوع والرسول بولس وأن ندعو إلى مسيح متجسد في شكل
    إسلامي كي نصل إلى المسلمين ".
    ويقول بشير عبد المسيح : " لماذا لا نطلق على المكان الذي يلتقي فيه المسلمون العيسويون
    (المن  صرون) مسجد عيسوي ؟ فلربما قبِ ل الم سلمون في النهاية المسجد العيسوي كفرع طبيعي ضمن
    الثقافة الإسلامية " .
    ويقول : " نقترح أن تترك الأحذية عند الباب في المسجد العيسوي ... وأن تكون أوضاع
    متعددة للصلاة عامة ( والكتاب المقدس يسمح بالركوع ورفع الأيدي ) ، وأن لا تكون هناك
    مقاعد ، وأن تستعمل حصائر للصلاة إذا رغب المصلون بذلك ، ولكن المصلين لن يولوا وجوههم
    نحو المشرق ، ولن يكون هناك أي إشعار أو دعوة للجهاد على حيطان المسجد العيسوي ، ولو أن
    ( المسلمين العيسويين قد يقررون مستقب ً لا كتابة شيء عن المسيح على تلك الحيطان ..... " .( ١٠
    فهذه الموضوعات وغيرها كا نت موضوعًا تدارسه المبشرون النصارى بغية إبعاد المسلمين
    عن دينهم وقرآم تمهيدًا لتنصيرهم عندما تحين الفرصة لذلك .
    وأما النتائج التي حققها التبشير ضمن الهدفين السابقين فنجمل بالقول بأن جيوش المبشرين
    عجزت عن أن تجعل للنصرانية في بلاد المسلمين موطئًا ، ولا يخ رج عن هذه النتيجة سوى الوثنيين
    في أفريقيا و أندنوسيا حيث استطاع النصارى كما يقول المبشر أدوين بلس في كتابه " مشروع
    التبشير " بأم استطاعوا تنصير ١٠٠٠٠٠ مسلم قبل عام ١٧٢١ م .
    ويقول دون مكاكري : " في أندنوسيا حيث انتشر الكتاب المقدس فع ً لا من خلال هذه
    الوحدات الثقافية ، نجد أن مجتمعات بأكملها قد تنصرت في وقت واحد ، ويقال أنه في أحد
    الأماكن تم تحويل ٢٥ مسجدًا إلى كنائس .
    ويقول ديفيد فريزر في بحثه " تطبيق مقياس إينكل في علمية تنصير المسلمين " الذي قدمه
    مؤتمر كولورادو التبشيري : " الدعوة إلى المسيح لا تجد استجابة إلا من الأشخاص الهامشيين أو
    المنحرفين الذين ينتمون إلى القطاعات الفقيرة نسبيًا في اتمع الإسلامي " .
    ويقول زويمر في مؤتمر القدس التبشيري : "إني أقركم على أن الذين أدخلوا من المسلمين في
    حظيرة المسيحية لم يكونوا مسلمين حقيقيين . لقد كانوا كما قلتم أحد ثلاث ة : إما صغير لم يكن له
    من أهله من يعرفه ما هو الإسلام ، وإما رجل مستخف بالأديان لا يبغي غير الحصول على قوته ،
    ٩٨ ، التبشير والاستعمار في البلاد العربية ، - ١) انظر : تنصير المسلمين ، عبد الرزاق ديار بكرلي ، ص ٩٦ )
    . ٥٢ - مصطفى خالدي وعمر فروخ ، ص ٥١
    ٨
    وقد اشتد به الفقر وعزت عليه لقمة العيش ، وإما آخر يبغي الوصول إلى غاية من الغايات
    ( الشخصية ". ( ١١
    لذا يعترف جورج يتترز بض عف النصارى أمام الإسلام في بحثه المقدم لمؤتمر كولورادو
    التبشيري بعنوان " نظرة شاملة عن إرساليات التنصير العاملة في وسط المسلمين " فيقول : "لدي
    انطباع بأن الإسلام هو أو ً لا وقبل كل شيء قوة روحية ، وصيغة لاهوتية ، وبناء ديني سيواجه
    بجرأة كل الخبرات الفنية والضغوط التي نستطيع تنظيمها ".
    ويتابع فيذكر حقيقة هامة نعجب كيف لم تدخله في هذا الدين ، وهي أن هذا الدين يسير
    دي الله وتوفيقه فيقول : " إنني أميل إلى الاتفاق مع فندر زويمر وفريتاك وآخرين فيما ذهبوا إليه
    من أن الإسلام حركة دينية معادية للنصرانية ، مخططة تخطيطًا يفوق قدرة البشر لمقا ومة إنجيل ربنا
    يسوع المسيح .
    إن الإسلام هو الدين الوحيد الذي تناقض مصادره الأصلية أسس النصرانية ، وترفض
    ( بكل وضوح وموثوقية صحة الإنجيل ، وأبوة الرب ، وأن المسيح ابنه ، وضرورة موته ".( ١٢
    ٣٢،٢٧ ، الغارة على العالم الإسلامي ، شاتليه ، ، ١) انظر : تنصير المسلمين، عبد الرزاق ديار بكرلي ، ص ٢٢ )
    . ص ٢٣
    . ١٥٠ ، التبشير في أفريقيا،عبد الجليل ريفا،ص ١٧ - ٢) انظر: تنصير المسلمين، عبد الرزاق بكرلي، ص ١٤٩ )
    ٩
    مؤتمرات التنصير
    بحث المنصرون في مؤتمرات عديدة ظروف التبشير بين المسلمين بغية تحقيق نتائج أفضل ،
    فانعقد لذلك عدد من المؤتمرات التبشيرية أهمها : مؤتمر القاهرة ١٩٠٦ م برئاسة القس المبشر
    صمويل زويمر ، ثم انعقد المؤتمر التبشيري العالمي بأدنبره باسكتلندا في عام ١٩١٠ م برئاسة زويم ر ،
    ووزعت في ختامه على المؤتمرين رقاع تذكارية مكتوب عليها : " اللهم يا من يسجد له العالم
    الإسلامي خمس مرات في اليوم بخشوع انظر بشفقة إلى الشعوب الإسلامية ، وألهمها الخلاص
    بيسوع المسيح " ، كما انعقد مؤتمر آخر للمبشرين في نفس العام في بيروت .
    - وفي عام ١٩٢١ م ع قد مؤتمر التبشير الدولي ثم انشأ بأمر من البابا بيوس ( ١٩٢٢
    ١٩٣٩ م ) معهد لتأهيل المبشرين .
    وفي عام ١٩٢٥ م عقد مؤتمر تبشيري وسمي " مؤتمر حركة الحياة والعمل " ، ثم آخر باسم
    " مؤتمر حركة الإيمان والنظام " سنة ١٩٢٧ م .
    ثم انعقد في القدس ثلاثة مؤتمرات في ١٩٢٤ م ، و ١٩٢٨ م ، و ١٩٣٥ م وحضر الأخير
    منها ١٢٠٠ مندوبًا ، وعقد مؤتمر الكنائس البروتستنتية في لوزان بسويسرا عام ١٩٧٤ م ثم عقد
    مؤتمر أمريكا الشمالية لتنصير المسلمين في كولورادو في عام ١٩٧٨ م وحضره ١٥٠ مشتركًا ،
    وقرر المؤتمر لتحقيق مهمته جمع مليار دولار ، ووضع المؤتم ر استراتيجيات جديدة في تنصير
    المسلمين.
    وقد أودع المبلغ المطلوب بعد جمعه في أحد البنوك الأمريكية ، وشرع في تنفيذ الخطة
    المقررة ، وعقد في ١٩٨١ م المؤتمر العالمي للتنصير في السويد لدراسة ومتابعة تنفيذ مقررات
    ( كولورادو. ( ١٣
    . ١٤ ، التبشير في أفريقيا ، عبد الجليل ريفا، ص ٤٦ - ١) انظر : تنصير المسلمين، عبد الرزاق بكرلي،ص ٩ )
    ١٠
    مجالات جديدة للتنصير
    وبعد فشل الوسا ئل التقليدية من - حرب صليبية وتبشير قسيس - في تحقيق نتائج ذات
    بال بين المسلمين لجأت المؤسسات الكنسية إلى طرق جديدة ذات فعالية مستغلين حاجة الشعوب
    الإسلامية وضعف الإمكانيات المادية والتقنية ، وقد استغل التبشير عدة مجالات من الأنشطة
    لتحقيق الأهداف التبشيرية .
    أولاً : التعليم
    ( وفي أندنوسيا وصل عدد المدارس التي افتتحتها الكنيسة حتى عام ١٩٧٤ م ( ٥٤٠٤
    مدرسة، إضافة إلى ٣٣ معهدًا لإعداد المعلمين الدينيين ، ويضاف إلى ذلك ١٩٦ معهدًا لاهوتي .
    وفي أفريقيا أعلن المبشر دانيال كمبوني في القرن التاسع عشر مشروعه الذي سمي باسمه
    حيث افتتح عشرات المدارس في أنحاء متفرقة من أفريقيا منها مدارس لرياض الأطفال ومنها ما هو
    مخصص للكبار أو للتعليم العام .
    وكان من أهم المؤسسات التعليمية التبشيرية الجامعة الأمريكية في بيروت وكلية روبرت في
    ( استانبول ، وكلية الاستانة التي كان التعليم فيها مختلطًا بين الذكور والإناث . ( ١٤
    وقد كان الهدف من افتتاح المدارس والجامعات في البلاد الإسلامية التبشير فحسب ، وهو
    ما عبر عنه المبشر هنري جِ ب بقوله " التعليم في الإرساليات التبشيرية إنما هو وسيلة إلى غاية فقط،
    هذه الغاية هي قيادة الناس وتعليمهم حتى يصبحوا أفرادًا مسيحيين وشعوبًا مسيحية " .
    ويقول المبشر رايد متحدثًا عن خدمات الكنيسة التعليمية والصحية : " أنا لا أحب المسلم
    لذاته ، ولا لأنه أخ لي في الإنسانية ، ولولا أنني أريد ربحه إلى صفوف النصارى لما كنت عرضت له
    لأساعده " .
    ويقول دابني : " كان التعليم وسيلة قيمة إلى طبع معرفة تتعلق بالعقيدة المسيحية والعبادة
    المسيحية " .
    ويقول بتروز رئيس الجامعة الأمريكية ( التبشيرية ) في بيروت : " لقد برهن التعليم على
    أنه أثمن الوسائل التي استطاع المبشرون أن يلجأوا إليها في سعيهم لتنصير سورية ولبنان " .
    ، ٩٦ - ٩٤ ، ١) انظر : التبشير والاستعمار في البلاد العربية ، مصطفى خالدي وعمر فروخ ، ص ٧٩ )
    ٢٢ ، التبشير في أفريقيا ، عبد الجليل ريفا ، - غارة تبشيرية جديدة على أندنوسيا، أبو هلال الأندنوسي، ص ٢٠
    . ص ١٢٢
    ١١
    ولما زارت المبشرة أنا ميلجان كلية البنات بالقاهرة قالت : " ليس ثمة طريق إلى دحض
    الإسلام أقصر مسافة من هذه المدرسة ".
    يقول المبشر جون موط : "إن الأثر المفسد في الإسلام يبدأ باكرًا جدًا ، من أجل ذلك
    يجب حمل الأطفال الصغار إلى المسيحية قبل بلوغهم سن الرشد ، وقبل أن تأخذ طبائع هم أشكالها
    ( الإسلامية ". ( ١٥
    ثانياً : المجال الصحي
    وفي الربع الأخير من القرن الثالث عشر تنبه المستشرقون إلى وسيلة جديدة يطرقون من
    خلالها أبواب اتمعات التي يودون تبشيرها ، فانطلقوا يحملون الدواء في كف والإنجيل في الأخرى
    مستغلين حاجة اتمعات الفقيرة إلى الدواء والعلاج وعدم وجود رعاية صحية في هذه المناطق.
    المنصر زويمر يقول : " إن جميع العاملين في ميدان التبشير متفقون على أن الطبيب القدير
    والجراح الماهر يحمل جوازًا يفتح الأبواب المغلقة ، ويغزو القلوب مهما كانت عنيدة " .
    فأول الخطوات التي يقوم ا الأطباء المبشرون إقامة الجسور المفقودة وغرس محبة هؤلاء
    المبشرين في نفوس المرضى ، يقول ستورم : " لقد ثبت أن العمل الطبي هو مفتاح القلوب المغلقة
    ووسيلة لتوثيق عرى الصداقة وأداة لتحطيم المعارضة " .
    ويؤكد المبشرون أن الهدف من تقديم العلاج " تخفيف الآلام الجسمانية لت تمكن النفس من
    إدراك القوى الكامنة في العقيدة عن طريق إزالة عقبة المريض ، وغرس روح الاعتراف بالجميل
    ( والعرفان للمعاملة التي قدمت إليه " . ( ١٦
    أما الهدف البعيد الذي يصبو إليه المبشرون فهو تحويل المرضى وغيرهم إلى النصرانية ،
    يقول المبشر الطبيب بول هاريسون ( ١٩٤٣ م ) في كتابه " طبيب في بلاد العرب " : " إن المبشر
    لا يرضى عن إنشاء مستشفى ولو بلغت منافع هذه المستشفى منطقة عمان بأسرها ، لقد وجدنا
    نحن في بلاد العرب لنجعل رجالها ونساءها نصارى " .
    ٦٨ ، حقيقة - ١) انظر : التبشير والاستعمار في البلاد العر بية ، مصطفى خالدي وعمر فروخ ، ص ٦٦ )
    التبشير بين الماضي والحاضر ، أحمد عبد الوهاب ،ص ١٦٦ ، التنصير في القرن الإفريقي ومقاومته ، سيد أحمد
    . ١٢٥ ، يحيى ، ص ١١٧
    ٢) انظر : ملامح عن النشاط التنصيري في الوطن العربي ، إبراهيم عكاشة ، ص ١٠٨ ، الإس لام والتحدي )
    . ٢٩٥ - التنصيري ، عمر بابكور ، ص ٢٩٤
    ١٢
    وتقول إيرا هاريس ناصحة الطبيب المبشر : " يجب أن تنتهز الفرص لتصل إلى آذا ن
    المسلمين وقلوم ، فتكرز لهم بالإنجيل . إياك أن تضيع التطبيب في المستوصفات والمستشفيات ،
    فإنه أثمن تلك الفرص على الإطلاق ، ولعل الشيطان يريد أن يفتنك فيقول لك : إن واجبك
    ( التطبيب فقط لا التبشير فلا تسمع منه " . ( ١٧
    ثالثاً : الأنشطة الاجتماعية
    وفي غزو الم بشرين للمجتمعات الإسلامية لجأوا لاستغلال المناشط الاجتماعية ، وتمثل ذلك
    بأمور منها إقامة ملاجئ للأيتام والفقراء يمارس التبشير فيها بعيدًا عن رقابة الأهل وسلطام ،
    وتغدق الهدايا في هذه الملاجئ على هؤلاء الفقراء .
    وقد ساعد في الوصول إلى هذا الوضع الحركة ا لاستعمارية التي ساهمت في انتشار اليتم
    والفقر ، كما كانوا سببًا في عمليات التهجير الداخلي حيث يجبر المسلمون على مغادرة أوطام أو
    أقاليمهم ، فيهربون إلى كماشة التبشير والفقر حيث تقدم لهم المؤسسات الكنسية الرعاية والخدمة
    بغرض تقريبهم للنصرانية أو إدخالهم فيها ، أو حتى التشكيك في الإسلام ، وإثارة الشبهات عنه .
    فقد بنى في أندنوسيا مث ً لا ٢٩ دارًا للأيتام وأنشأ عدد من الملاجئ في الجزائر يقول عنها
    دوغلاس : " إن هذه السبل ( الملاجئ ) لا تجعل الأطفال نصارى ، لكنها لا تبقيهم مسلمين
    كآبائهم" .
    كما أخذ المبشرون بعض أ بناء المسلمين للغرب حيث تبناهم بعض النصارى أو مؤسسات
    كنسية ، وتولوا تعليمهم وتربيتهم وفق المبادئ المسيحية ، يضاف إلى ذلك ابتعاث البعض للدراسة
    ( في أجواء مشحونة بكراهية الإسلام . ( ١٨
    وقد اهتم المبشرون في هذا الحقل بقطاعين هامين من اتمع المسلم وهما المرأة والشباب .
    فقد شرعت المؤسسات التبشيرية في تنظيم مناشط محببة إلى الشباب ، فأسست في بلاد
    المسلمين عددًا من الجمعيات والمنظمات والنوادي ، ومن أهم المؤسسات النصرانية العاملة في هذا
    ١) انظر : التبشير والاستعمار في البلاد العربية ، مصطفى خالدي وعمر فروخ ، ص ٦٣ ، التنصير في القرن )
    الإفريقي ومقاومته ، سيد أحمد يحيى ، ص ١٨٣ ، ملامح عن النشاط التنصيري في الوطن العربي ، إبراهيم
    . عكاشة ، ص ٢٧ ، الإسلام والتحدي التنصيري ، عمر بابكور ، ص ٢٩٧
    ٩٥ ، التبشير والاستعمار في - ٢) انظر : غارة تبشيرية جديدة على أندنوسيا، أبو هلال الأندنوسي، ص ٨٨ )
    البلاد العربية ، مصطفى خالدي وعمر فروخ ، ص ١٩٤ ، التنصير في القرن الإفريقي ومقاومته ، سيد أحمد
    . ١٩٠ - ١٣٣ ، حقيقة التبشير بين الماضي والحاضر ، أحمد عبد الوهاب ، ص ١٨٩ ، يحيى ، ص ٩٠
    ١٣
    اال منظمة الرجاء ، ومركزها شتورجات بألمانيا ، وبعثة الصداقة التي لها فروع في لبنان وهولندا
    وألمانيا وفرنسا ، ومركز الشبيبة النصراني ، ومركزه في ألمانيا .
    وقد أكد مؤتمر القدس التبشيري ( ١٩٣٥ م ) على أهمية تأسيس منظمات الشبان
    المسيحيين والشابات المسيحيات ، كما أكدوا على فعالية الاستفادة من الحركة الكشفية
    ومعسكراا ، ولم ينقضِ ذلك ال عام حتى نظمت الحزمة المغربية - بالتعاون مع اللجنة التبشيرية -
    لشبان فرنسا مخيمًا شارك فيه ستون من زعماء التبشير في فرنسا وسويسرا .
    كما عقد آخر في جيبوتي في نفس العام اشترك في الإعداد له ستون مبشرًا .
    وفي عام ١٩٣٨ م عقد مؤتمر للكشافين والمرشدات دارت برامجه حول " التوراة كلمة
    الله".
    كما نشرت المؤسسات الإجتماعية للكنيسة السينما في بلاد المسلمين ، وأرادت من ذلك
    نشر الخلاعة والرذيلة بينهم لإبعادهم عن دينهم ، وكثيرًا ما كانت تعرض في مقديشو أفلام
    ( السينما في وقت صلاة المغرب وتستمر إلى ما بعد العشاء .( ١٩
    والقطاع الثاني الذي اهتم به المبشرون هو المرأة حيث أكد مؤتمر القاهرة على أهمية تبشير
    المرأة ، وأصدر سبع توصيات بشأا في عام ١٩٠٦ م، وفي مؤتمر قسطنطينة دعا المؤتمرون لوسيلة
    جديدة في تبشير النساء ذوات الحاجة ، وخص منهن المطلقة والأرملة الصغيرة ، فأوصى ببناء
    مساكن كب يرة يسكن فيها هؤلاء النسوة ، وقال المؤتمر : " نرى أن أمثال هؤلاء النسوة يقعن أثناء
    مكثهن في هذه البيوت تحت تأثير الإنجيل ، ثم إننا نختار منهن أولئك اللواتي يرجى أن ينصرن أكثر
    ( من سواهن ، ليكن بدورهن مبشرات بين قومهن " .( ١
    رابعاً : الأنشطة الإعلامية
    واهتم المبشرون باستخدام الوسائل الاعلامية المختلفة في نشر ما يسمونه " رسالة الإنجيل "
    وتركز اهتمامهم على نشر الكتاب المقدس وتوزيعه بين المسلمين ، ويذكر محررو مجلة " تايم " أنه
    في منتصف القرن العشرين جرت حملة تبرعات دف إلى إعادة طبع الكتاب المقدس بعد نفاذ
    نسخه في أندنوسيا بسبب تنصر ٢٥٠٠٠٠ كما زعمت الة .
    ١) انظر : أجنحة المكر الثلاثة وخوافيها ، عبد الرحمن حبنكة الميداني ، ص ١٠٦ ، التبشير والاستعمار في )
    ٢١٥ ، التنصير في القرن الإفريقي ومقاومته ، - البلاد العربية ، مصطفى خالدي وعمر فروخ ، ص ٢١٢
    . ١٣٨ - ١٣٥ ، سيد أحمد يحيى ، ص ١٣٤
    ١٤
    وفي هذا الصدد نشطت الكنائس في توزيع الكتاب المقدس وبعض الكتب والمنشورات التي
    تتعلق به ، وأسسوا مكتبات تتولى تسهيل وصولها إلى الجمهور بالبيع أو الإهداء ، فمن ذلك أن
    رجل الأعمال الإيطالي بويرو افتتح مكتبة في مقديشو توزع فيها الكثير من الكتب النصرانية مجانًا.
    كما أنشأ المنصرون عددًا من الصحف والات مثل صحيفة " الفارو " في الصومال ومجلة
    " النور " الشهرية واانية التي تصدر في مقديشو . وأصدروا في القاهرة صحيفتي " بشائر السلام "
    و" الشرق والغرب" .
    وقد اتخذ البر وتستنت من القاهرة مركزًا لهم للطباعة والت وزيع والنشر في المنطقة فيما اتخذ
    الكاثوليك من بيروت قاعدة لهم ، وأنشأوا فيها المطبعة الكاثوليكية عام ١٨٧١ م .
    وقد أصدر المبشرون عددًا من الكتب التي تنال من الإسلام وعقائده منها " ميزان الحق "
    للقس فندر ، " والهداية " لجمعية المرسلين الأمريكية بالقاهرة و " تنوير الأفهام في مصادر الإسلام
    " و " الباكورة الشهية في الروايات الدينية " و " أصول الإيمان " و " دعوة الحق " و " منار الحق "
    الذي طبع ثمان عشرة طبعة ويوزع باان حاليًا من النمسا و " الصليب في الإنجيل والقرآن "
    وكتب اسكندر جديد كتابيه : " الإنجيل في القرآن " و " القرآن في الإنجيل "وكتب الأنبا ايسيد
    روح "الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة " ، وكتب غيره "المسيحية في الإسلام " و"التثليث في
    ( القرآن".( ٢٠
    وأنشأ المنصرون أيضًا عددًا من الإذاعات تبث بلغات مختلفة برامج تبشيرية من ها إذاعة
    مونت كارلو - وإذاعة صوت الغفران - وإذاعة مركز النهضة من قبرص - وإذاعة منظمة
    الشبيبة العالمي والتي تبث من قبرص إلى إفريقيا بلغات متعددة - وإذاعة فيبا بجمهورية السيشل في
    المحيط الهندي - وإذاعة صوت الإنجيل في الحبشة .
    كما حرص المبشرون على غرس كنائس النصرانية في كل مكان تطؤه أرجلهم ، ولو لم
    يكن فيه من النصارى سواهم ، وحرصوا على دعوة الناس لزيارة هذه الكنائس ، وقد تعددت
    هذه الكنائس لتعدد المذاهب النصرانية ، حيث كانت هذه المذاهب تتسابق وتتنافس في بناء
    الكنائس ، كما تتنافس في دعوة الزوار لها .
    ١) انظر : أجنحة المكر الثلاثة وخوافيها ، عبد الرحمن حبنكة الميداني ، ص ١٠٨ ، المسيحية ، أحمد شلبي ، ص )
    .٢٨

     
  2. #2
    عابر سبيل is on a distinguished road الصورة الرمزية عابر سبيل
    تاريخ التسجيل
    16 / 08 / 2005
    الدولة
    مصر ـــــــ المنصورة
    العمر
    44
    المشاركات
    1,669
    معدل تقييم المستوى
    1912

    افتراضي رد: اقرأ هذا الموضوع عن حقيقة التنصير

    جزاك الله خيرا اخ الكريم
    لك كل الشكر والتقدير

     

 
+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك