[align=justify]
إنَّ فلاح العبد وسعادته وعلو درجته عند خالقه هو بإيمانه وإخلاصه وكثرة أعماله الصالحة، قال تعالى: {وَمَا أَمْوالُكُمْ وَلاَ أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلاَّ مَنْ ءامَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضّعْفِ بِمَا عَمِلُواْ وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ ءامِنُونَ} [سبأ: 37].
ولِما للأعمال الصالحة من عظيم المنزلة عند رب العالمين أرشد الله تعالى إلى المسارعة إليها بقوله: {فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْراتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ} [البقرة:148]، وقوله تعالى: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مّن رَّبّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاواتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران:133]، وحثَّ رسول الرحمة على المبادرة إلى الخيرات والمسارعة إلى الصالحات؛ تزوُّداً ليوم المعاد وتقرباً لرب العباد، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (بادروا بالأعمال سبعًا: هل تنظرون إلا إلى فقر مُنْسٍ، أو غنى مطغٍ، أو مرض مفسد، أو هرم مُفنِد، أو موت مجهز، أو الدجال فشرّ غائب يُنتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر)[1].
والأعمال الصالحة هي قيمة العمر وثمن الآجال، فمن لم يعمر أيام حياته بالأعمال الصالحة؛ فقد خسر نفسه، وأضاع دنياه وأخراه، قال الله –تعالى-: {قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلاَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} [الزمر: 15].
والأعمال الصالحة هي ما أمر الله بفعله أو أمر به رسوله وجوباً أو استحباباً، أو ترك ما نهى الله عنه أو نهى عنه رسوله تقرباً إلى الله واحتساباً .
والأعمال الصالحات تكون زاكيةً في تمام وافية الأجر والثواب إذا كانت خالصةً صواباً، مع فراغ القلب من سواها، وانتفاء مبطلاتها والمعوقات لها .
وأعظم المعوِّقات والموانع من الأعمال الصالحة الفتن الخاصة أو الفتن العامة. وأعظم المعوِّقات والموانع من الأعمال الصالحة الفتن الخاصة أو الفتن العامة، وفي هذا الحديث المبارك رغّب النبي بالمبادرة والمسارعة للأعمال الصالحة قبل الموانع منها والمعوِّقات عنها، وقبل اشتغال الإنسان بخاصة نفسه، أو اشتغاله بفتنة عامة، وما أجلَّ وأعظم وصية الله ووصية رسول الله.
[/align]
للشيخ
علي بن عبد الرحمن الحذيفي – حفظه الله-
---------------------------------------------------------------
[1] رواه النسائي والحاكم وصححه والترمذي وقال: "حديث حسن".
مواقع النشر (المفضلة)