[align=justify]
أحياناً عندما أقف أمام البوتاجاز ، لغلي مقداراً من اللبن الحليب لأشرب كوباً ساخناً منه قبل النوم ، أترقب وصوله لدرجة الغليان ، ثم أرفعه من النار ، ولكني في كل مرة أفعل هذا الأمر ، أجد نفسي أفكر بعمق في ما أراه من منظر أمامي !
منظر يجب على كل امرأة ، أن تجربه وتنظر إليه من زاوية مختلفة .
ضعي إناء فيه مقداراً من الحليب الطازج وأشعلي تحته النار .وراقبي ما الذي سيحدث؟
سيسخن الحليب شيئاً فشيئاً ..
فإن رن جرس الهاتف ، وذهبت للرد عليه ، ستتذكرين ما وضعت ِ من حليب على النار وتعودين إليه مسرعة وقد لا تلحقينه ، لأنه سيصل إلى درجة الغليان ويرتفع بسرعة ويفيض مابه إلى خارج الإناء وستخرج منه رائحة الاحتراق وتكرهين بعدها شربه لسوء مذاقه !
ولكنك لو انتظرت أمام الموقـد ، وعينيك عليه ، وخفضت من درجة الحرارة قبل وصوله لدرجة الغليان لحصلتِ على حليبٍ طيب المذاق معقـم تهنئي بشرب كوب منه هنيئاً مريئاً .
إن الحياة الزوجية ، هي أشبه ما تكون بإناء به مقداراً من الحليب وضع على النار لنقتل ما به من جراثيم ومكروبات !
اعتبري كل ما تمر به العلاقة الزوجية كل يوم من مواقف ، منذ بداية الحياة الزوجية هي حالة من الـغلي للتعقـيم فكل مشاحنة أو خلاف بسيط ، أو عتاب قد يحدث بين الزوجين ، إنما هي تعقيم لما تصاب به حياتهما من أمور خلافية بسبب ظروف الحياة .
خفض النار وتقليل درجة السخونة من قبل الزوجين لإطفاء حدة الغليان يساعد على تدارك العلاقة قبل فسادها !
فما بعد فساد الحليب بعد احتراقه ، إلا سكبه والتخلص منه ، فلا تجعلي عزيزتي الزوجة ، نارخلافاتكما تفسد حليب سعادتكما ، وتفوح رائحة الاحتراق خارج بيتكما .
[/align]
منقول بتصرف يسير
مواقع النشر (المفضلة)