السؤال
الأستاذ الفاضل عمر خالد........
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه000000
صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم
أود حقا المساعدة...... لأني أشعر بأن مشكلتي لست فيها الأولى إنما تنتشر بكثرة, من الممكن أن لا تكون هامة على الصعيد العام ولكن بالنسبة لي اعتبرها هامة للغاية.........
أنا طالبة بالثانوية الشرعية عمري سبعة عشرة عاما أعيش بين إخوتي سعيدة معهم للغاية... وهم كذلك .... مسير حياتنا الطريق إلى الله نعيش في واحة الإسلام تحت ظل حب الله و الإقتداء بالحبيب محمد عليه الصلاة والسلام..................
أما المأساة:
كان لي أخت (في الله) تصغرني سنا بعامين و في المدرسة نفسها, قضيت معها ثلاث سنين كنت فيها الأخت الناصحة القريبة منها كسبت ثقتها و الجميع حسدنا على علاقتنا كنا توأم في الأقوال والأفعال و التصرفات, لم ندع شيئا إلا و حققناه ........ آمالنا معا.. أهدافنا معا...... كل شيء كان لأجل الإسلام ... لأجل أهلنا.... ثم أن الجميع شهد لنا بأنه لا يفرقنا إلا الموت كنا أكثر من أختين وكأننا نعيش ببيت واحد أحب الجميع هذه العلاقة حتى تمناها ولكن لم تخلو من المشاكل التي أتغاضى أنا عنها لأنني أكبرها سنا
ولكن مرت السنين الثلاث ونحن يوما عن يوم نصنع ونعمل حتى أن أهلي وأهلها علموا بذلك واحترموا ذلك..
إلى أنه جاء يوم أهملتني وأهملتها فيه ثم جاءتني تكلمني عن تقصيري الذي كانت فترته شهر أعتذرت وطلبت أن نبدأ يوماً جديد لا مشاكل فيه كل واحد يعلم ما له وما عليه .
بدأت حقا كما وعدت و لكن لم يرضيها ذلك أرادت أن أترك كل من حولي لأجلها ومن حولي لا أستطيع تركهم..... طلبها مستحيل أصبحت لا يعجبها أصحابي مع مع أنهم والحمد لله خير الأصحاب ولكن كان عندها شيء من الغيرة ومر يوم وراء يوم والمشاكل تتفاقم وأنا ما عندي استعداد أن أتخلى عن أخواتي ..........
فأتت يوما وصبت فيه الاتهامات عليه وقطعت العلاقة بيننا نهائيا ولكن احترمت أننا عشنا إخوة احترمت أنها كانت أغلى الناس ولكن جرحتني جرحا مؤلما أصبحت إن رأيتها اسلم عليها ولكنها رفضت ذلك ولعنت شيء اسمه السلام حتى وكأنني لا أعرفها..
المزعج بالأمر ... الآن أراها بما أننا بالمدرسة ذاتها ولكن إن مرت لا أستطيع السلام و بصراحة أصبح ينطبق علينا ما يقال:
إن القلوب إذا تنافر ودها شبه الزجاجة كسرها لا يشعب
و إبتعدت حتى أننا كنا في مجلس علم واحد و بكل أسف أصبحت لا أذهب حتى لا تعلم أخواتنا هناك ما حصل ,حتى لا تتغير نظرتهم للملتزمات لطالبات العلم الشرعي......
ولكن أتمنى أن يقول لي أحد أنت مخطئة ...........
صدم الجميع بها, واللهِ أستغرب أن تكون تلك من قضيت معها 3 سنين من عمري صدمتني و صدمت من حولي و شوهت صورة الفتاة المسلمة الملتزمة أمام الغير ملتزمات.
لا أريد العودة لأنني لم أعد أرى لها مكانة عندي ولكن أنا بحيرة شديدة................
أما الآن فالتقيت بأخت أخرى بدأت علاقتنا بأني أساعدها انصحها تقبلت كل ذلك مني وتغير وضعها للممتاز لدرجة أن الجميع معجب بتغيرها....
أحببتها... واعتبرتني الأخت المقربة لها وأنا كذلك و هي الآن لن أقول كما كانت السابقة , بل إنشاء الله في مكانة الأخت القريبة والتي تلجأ لي و ألجأ إليها عند أي عارض
بعد الاستعانة بالله ........ أصبحت حقا أكثر حيرة و السبب أصحابي الذين تمنوا أن يكونوا مكان السابقة , ولما أتت هذه الأخرى تقبلوها ولكن بصعوبة ..............
ما أريده لأجلها .... كيف لي أن أحتفظ بالصحبة بيننا كيف لي أن لا أكرر الخطأ ذاته .... كيف لي من أن أبقى معها مدى العمر........ مع أن وضعنا ممتاز , نصح, وتعاون, وحب , وكل شيء لأجل الله والحمد لله......
ختاما.... أسأل الله أن يجعلك النور لدروب الضآلين على الطريق المستقيم وأن تبقى شعلة مضيئة في دروب التائهين و أن يملأ الله أيامك بالخير .......
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أختك الصغيرة
حنان
الاجابة
الأخت الفاضلة / حنان
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه
روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول الله عز وجل " حقت محبتي للمتحابين في، وحقت محبتي للمتواصلين في، وحقت محبتي للمتناصحين في، وحقت محبتي للمتزاورين في"
وفى حديث آخر " أوثق عرى الإيمان ، أن تحب فى الله وتبغض فى الله " والأحاديث فى ذلك كثيرة .
وأعلمى أن من يحب فى الله يبغض فى الله ، فإنك إن أحببت إنسانا لكونه مطيعا لله ، فإذا عصى الله أبغضته فى الله .
ومن إجتمعت فيها خصال محمودة ومكروهه ، فإنك تحبيها من وجه وتبغضيها من وجه .
وأعلمى يا أختنا إن طلبت منزهاً عن كل عيب لم تجدى ومن غلبت محاسنها على مساؤها فهى الاخت المطلوبة.
وأما عن علاقتك بأختك السابقة فأظن أن السبب فى إنقطاع هذه العلاقة بينكما هو أن كل منكما طلب فى أخته الكمال ولم تلتمس أى منكما لأختها الأعذار ولم تحسنا الظن.
فأرجو أن تتجنبى فى علاقتك مع أختك التى تصاحبيها هذه الأيام الأخطاء السابقة .
وهناك بعض الحقوق للأخت على أختها أذكرك بها وأرجو أن تذكرى بها أختك فى الله أيضا .
الحق الأول :- قضاء حاجات أختك مع البشاشة والإستبشار .
الحق الثانى :- حق على اللسان بالسكوت تارة وبالنطق تارة .
أما السكوت فهو أن تسكت عن ذكر عيوب أخواتنا فى حضورهم وغيبتهم وعن السؤال عما يكرهون وأن نكتم سرهم ولو بعد القطيعة .
وأما الحق الذى على اللسان النطق به فهو التودد إلى من تحب بالسؤال عن أحوالهم وتفقدهم إذا غابوا وأن نبدى السرور بما يسرون به .
الحق الثالث :- هو الدعاء لهم فى حياتهم وبعد مماتهم .
الحق الرابع :- هو الوفاء والإخلاص وأعنى بالوفاء الثبات على الحب حتى الموت.
وهذه يا أختنا هى بعض الحقوق وليس كلها ، ويمكنك الإطلاع على كثير من الكتب التى تتكلم عن الحب فى الله وحقوق الاخوة ، وإن إلتزمتى بها أنت واختك وفقكما الله فى كل عمل وظل الحب بينكما بإذن الله .
وجزاك الله خيرا على حرصك على أن تظهر الأخوات الملتزمات طالبات العلم الشرعى أمام جميع الناس بمظهر طيب .
وأرجو منك أن تدعى لأختك السابقة بظاهر الغيب وأذكرك بحديث أبى هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا يحل لمؤمن أن يهجر مؤمنا فوق ثلاثة أيام فلقيه فليسلم عليه ، فإن رد عليه السلام ، فقد أشتركا فى الأجر ، وإن لم يرد عليه فقد برىء المسلم من الهجرة ".
وأعلمى أن المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه وأصحابه وإن أثمن ما يجنيه الإنسان فى هذه الحياة هو العلاقات الوثيقة والثمينة مع من تعرف عليهم فى مشوار حياته .
وإن أشد ما يخجل منه هو ألا نقدر على أن يقابل الأخ أخاه فلا يستطيع أن يحدثه حديث المودة ولهذا يجب أن يحافظ الإنسان على علاقة المودة والمحبة .
وأخيرا أدعو الله أن يديم عليكم الحب فى الله وأن يؤلف على الخير قلوبكم وأن يجمعنا تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله.
والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
عمرو خالد
مواقع النشر (المفضلة)