+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 5 من 7
  1. #1
    ساندرا علي is a splendid one to behold ساندرا علي is a splendid one to behold ساندرا علي is a splendid one to behold ساندرا علي is a splendid one to behold ساندرا علي is a splendid one to behold ساندرا علي is a splendid one to behold ساندرا علي is a splendid one to behold ساندرا علي is a splendid one to behold الصورة الرمزية ساندرا علي
    تاريخ التسجيل
    17 / 01 / 2009
    الدولة
    مصر_ايطاليا
    العمر
    50
    المشاركات
    1,202
    معدل تقييم المستوى
    1498

    Shar7 في ظلال ايات قرأنية



    في ظـلال آية ... لحـظـات إيمانية
    في ظـلال آية ...إلتفاتة إلى كتاب الله
    في ظـلال آية ... تفكـرفي كلام الله



    في ظلال آية ... لتطمئن القلوب الحائرة بذكر الله (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ... وترسو النفوس الحائرة على شواطيء الإيمان الآمنة.





    *·~-.¸¸,.-~*
    في ظلال آية (1)
    *·~-.¸¸,.-~*

    ومن يتق الله يجعل له مخرجا



    قال الله تعالى: ( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً، ويرزقه من حيث لايحتسب)

    هذا كلام الله تعالى الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وليس قول أحد من البشر، وهو سبحانه وتعالى إذا قال فإن قوله الحق. هذه الآية العظيمة جاءت على سياق شرطي فعل شرط وجواب شرط: من يتق الله يكون جزاؤه أن يجعل الله له مخرجاً وأيضاً يرزقه من حيث لايعلم ولايحتسب. فمتى ماتحقق فعل الشرط وهو التقوى تحقق جوابه وجزاؤه. وياله من جزاء عظيم ومكسب كبير ولكن كيف الطريق إلى التقوى أيها الأخوة؟ بل ماهي التقوى أولاً؟ إنها بعبارة مختصرة : كلمة جامعة لكل خير، هي امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه والوقوف عند حدوده. لذا كانت التقوى هي وصية الله للأولين والآخرين ووصية كل رسول لقومه إن اتقوا الله لأن فيها السعادة في الدنيا والآخرة وفيها النجاة والمخرج من الشدائد والأزمات.

    أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بها الصحابي الجليل أبا ذر رضي الله عنه فقال له:" اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن". والتقوى لاتتقيد بمكان ولازمان ولكن المحك الحقيقي لها في الخلوات فالتقي هو من يصرف بصره عن الحرام ولو لم يره أحد والتقي من يتعفف عن أكل الحرام ولو لم يطلع عليه أحد لأنه يعلم علم اليقين أن الله يراه ولأن مراقبة الله وتقوى الله حاضرة في ذهنه في كل حين . والتقوى موضعها القلب يقول صلى الله عليه وسلم: التقوى هاهنا ويشير إلى صدره" وتظهر آثارها على الجوارح بعمل الطاعات وإجتناب المحرمات.

    فليفتش كل منا عن تقواه وليزن نفسه بميزان التقوى فعلى قدر تقواه وخوفه من الله وخشيته له يكون إيمانه. اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. اللهم أت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها. .




    إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم


    قال الله تعالى: ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)

    إن لله تعالى سنناً لاتتغير وقوانين لاتتبدل : سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلاً . وهذه سنة وقاعدة اجتماعية سنها الله تعالى ليسير عليها الكون وتنتظم عليها أسس البنيان: إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم : أي أن الله تبارك وتعالى إذا أنعم على قوم بالأمن والعزة والرزق والتمكين في الأرض فإنه سبحانه وتعالى لايزيل نعمه عنهم ولايسلبهم إياها إلا إذا بدلوا أحوالهم وكفروا بأنعم الله ونقضوا عهده وارتكبوا ماحرم عليهم. هذا عهد الله ومن أوفى بعهده من الله ؟ فإذا فعلوا ذلك لم يكن لهم عند الله عهد ولا ميثاق فجرت عليهم سنة الله التي لاتتغير ولاتتبدل فإذا بالأمن يتحول إلى خوف والغنى يتبدل إلى فقر والعزة تؤل إلى ذلةٍ والتمكين إلى هوان.

    أيها الأخ الكريم إن المتأمل اليوم في حال أمة الإسلام وماأصابها من الضعف والهوان وماسلط عليها من الذل والصغار على أيدي أعدائها بعد أن كانت بالأمس أمة مهيبة الجناح مصونة الذمار ليرى بعين الحقيقة السبب في ذلك كله رؤيا العين للشمس في رابعة النهار . يرى أمةً أسرفت على نفسها كثيراً وتمادت في طغيانها أمداً بعيداً واغترت بحلم الله وعفوه وحسبت أن ذلك من رضى الله عنها ونسيت أن الله يمهل ولايهمل ، وما الأمة إلا مجموعة أفراد من ضمنهم أنا وأنت . تجول أخي الحبيب في ديار الإسلام (إلا من رحم الله) واخبرني ماذا بقي من المحرمات لم يرتكب وماذا بقي من الفواحش لم يذاع ويعلن ، الربا صروحه في كل مكان قد شيدت وحصنت حرباً على الله ورسوله، والزنا بيوته قد أعلنت وتزينت في كل شارع وناصية، والسفور قد حل محل الستر والخنا قد حل محل الطهر والعفاف. والخمر ( أم الخبائث) صارت لها مصانع ومتاجر. المعروف أصبح منكراً والمنكر غدا معروفاً. أرتفع الغناء (صوت الشيطان) ووضع القرآن (كلام الرحمن). حكمٌ بغير ماأنزل الله وقوانين ماأنزل الله بها من سلطان. وقبل ذلك كله تخلينا عن الجهاد وركنا إلى الدنيا وتبايعنا بالعينة وتتبعنا أذناب البقر ، أفبعد هذا نرجوا نصر الله وعزته وتمكينه ؟ أبعد هذا نتساءل لماذا حل بنا هذا الهوان ؟ أفبعد هذا نستغرب ماأصابنا من الذل على أيدي أعدائنا من شرار الخلق من اليهود والنصارى والهندوس والبوذيين وغيرهم ؟ نعم والله إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم .. إننا لن نخرج ممانحن فيه من الذل والصغار ولن ننال العزة والكرامة إلا إذا عدنا إلى ديننا وتمسكنا بإسلامنا فكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله.

    أخي الكريم : إن الأمة لن تتغير إلا إذا تغير أفرادها ‘ إلا إذا غيرت أنا وأنت وهو وهي ، إذا غيرنا أسلوب حياتنا بما يوافق شرع الله وقلنا لربنا سمعاً وطاعة واتبعنا هدي نبينا عليه الصلاة والسلام : وماآتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا. عندها نصبح أفراداً وأمة أهلاً لموعود الله بإن يغير الله ذلنا إلى عزة وضعفنا إلى قوة وهواننا إلى تمكين. نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يردنا جميعاً إلى دينه مرداً حسناً وأن يلهمنا رشدنا ويفقهنا في ديننا ويرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه وأن يمكن لأمة الإسلام ويعيد لها عزتها ومكانتها وأن ينصرها على أعدائها إنه سميع مجيب.




    لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم



    قال الله تعالى: ( ياأيها الذين آمنوا لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولانساءٌ من نساءٍ عسى أن يكن خيراً منهن ولاتلمزوا أنفسكم ولاتنابزوا بالألقاب بئس الإسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون ) .



    سبحان الله العظيم ... الذي يرى حالنا لايكاد يصدق أن هذه آية في قرآننا نزلت علينا نحن المسلمين بكل ماتحمل من تحذير ونهي شديد عن هذه السلوكيات الذميمة ولا يكاد يصدق أننا نتلوها فلانتأملها وتطرق أسماعنا ولكن لانعيها بكل أسف. أقول لايكاد يصدق وهو يرى مانحن فيه من مخالفة صريحة لهذا النهي الإلهي فهاهم المسلمون يسخر بعضهم من بعض وينتقص بعضهم بعضاً ، كل أهل بلد يرون أنهم أفضل من أهل البلاد الأخرى ، وكل أبناء قبيلة يرون أنهم أفضل من بقية القبائل الأخرى. ومن هنا تنشأ السخرية والتعالي والنظرة المتنقصة وكثيرا مانسمع كلمات الهمز واللمز والنكت والتعليقات الجارحة تطلق على قبيلة أوقبائل معينة أوعلى جنسية من الجنسيات ، فجماعة تسخرون من جماعة أخرى ويطلقون عليهم النكات والتعليقات التي يتهمونهم فيها بالغباء ، وآخرون يعتبرون أنفسهم أفضل من أهل البلد الفلاني لأنهم أغنى منهم وأولئك فقراء وأولئك يسخرون من هؤلاء بأنهم بدو جهلة غير متعلمين وآخرون ينتقصون أقواماً بسبب أنهم يرون أنهم أفضل منهم حسباً ونسباً وآخرون يسخرون من أناس بسبب ألوانهم وغيرها من المسببات الواهية التي لاتولد إلا الكره والبغض والحقد والحزازيات التي تزيد الفرقه وتشق الصف وتورث البغضاء بين المسلمين الذين ينبغي أن يكونوا أمة واحدة على قلب رجل واحد يسعى بذمتهم أدناهم.

    ونظراً لأن هذا الأمر خطير وأن عاقبتهم سيئة فقد حذرنا ربنا تبارك وتعالى منه ونادانا بنداء الإيمان ياأيها الذين آمنوا : نداء تلطف ورحمة أي يامن اتصفتهم بهذه الصفة العظيمة التي اجتمعتم عليها وانظويت تحت لوائها صفة الإيمان لاالحسب ولاالنسب ولاالمال ولاالجاه ولااللون ولاغيرها لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً أي لايهزأ جماعة بجماعة ، ولايسخر أحد من أحد فقد يكون المسخور منه خيراً عند الله من الساخر ولانساءٌ من نساءٍ عسى أن يكن خيراً منهن وأيضا لايسخر نساءٌ من نساءٍ فعسى أن تكون المحتقرة خيراً عند الله وأفضل من الساخرة ولاتلمزوا أنفسكم ولاتنابزوا بالألقاب أي ولايعب بعضكم بعضا ولايدع بعضكم بعضاً بلقب السوء وإنما قال أنفسكم لأن المسلمين كنفس واحدة بئس الإسم الفسوق بعد الإيمان أي بئس أن يسمى الإنسان فاسقاً بعد أن صار مؤمناً، قال البيضاوي وفي الآية دليل على أن التنابز فسق وأن الجمع بينه وبين الإيمان مستقبح وفي الحديث : (يامن آمن بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لاتغتابوا المسلمين ولاتتبعوا عوراتهم ‘ فإنه من يتبع عورة أخيه يتبع الله عورته ومن يتّبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته) أخرجه الحافظ . وختم الآية بقوله تعالى: ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون أي ومن لم يتب عن اللمز والتنابز فأولئك هم الظالمون حيث أنهم قد ظلموا أنفسهم بتعريضها للعذاب بسبب إقحامها في معصية الله وارتكاب ماحرم عليها. نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يحرم أجسادنا وأجسادكم ولحومنا ولحومكم على النار وأن يعف ألسنتنا عن أعراض المسلمين وأن يحفظ ألسنتنا من الغيبة والنميمة ومساوئ الأخلاق وأن يعفو عن خطأنا ونسياننا وأن يلهمنا رشدنا ويغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا في الدنيا والآخرة




    لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد




    قال الله تعالى: ( لايغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد ، متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد. لكن الذين أتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلاً من عند الله وماعند الله خير للأبرار )


    حينما يتسلل الإحباط واليأس إلى نفس المؤمن وهو يرى ماعليه الكفار اليوم من التمكين في الأرض ومايملكونه من القوة والهيمنة ، وعندما يرى جيوشهم وعددهم وعتادهم، ويرى صناعاتهم وتقنيتهم فينتابه شعور بالنقص إزاء ماحققه القوم من رقي وتقدم في عالم الحضارة والمدنية ويصبح متأرجح التفكير في حاضر ماثل للعيان يجسد ضعف أمة الإسلام وهوانها بين الأمم ، تأتي هذه الآية الحكيمة كالبلسم الشافي تعيد إلى نفس المؤمن توازنها وتشعره بالعزة وتضع الأمور في نصابها في بيان حقيقة ومصير أولئك القوم ومآلهم الذين سيصيرون إليه فتتحقق له الطمأنينة ويستشعرعزة الإسلام ونعمة الإيمان التي أمتن الله بها عليه يوم أن جعله مؤمناً بالله موحداً له ومنزهاً له عن الشرك.

    إنهم مهما بلغوا من الرقي ومن التطور ومهما ملكوا من الدنيا فإنه ... متاع قليل .. هكذا سماه رب العالمين العليم الخبير .. متاع وقليل أيضا .. نعم إنه متاع إذا ماقورن بنعيم الآخرة الذي سيحرمون منه . هبهم حازوا الدنيا بأكملها جوها وبرها وبحرها وبسطوا نفوذهم على أقطارها وتنعموا بملذاتها وتمتعوا بشهواتها دونما منغصات أو كوارث ، هبهم عمروا فيها مئات السنين ! ثم ماذا بعد ذلك ؟ جهنم وبئس المهاد ! أليس إذن ماكانوا فيه إنما هو مجرد متاع قليل سرعان ماتذهب لذته وتزول شهوته .. لقد خسروا بكفرهم كل شيء ولن يغني عنهم ماهم فيه في الدنيا شيئاً يوم القيامة ، يقول تعالى: (إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهباً ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم ومالهم من ناصرين) ويقول تعالى : ( ولو أن للذين ظلموا مافي الأرض جميعاً ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا لهم من الله مالم يكونوا يحتسبون). أفبعد هذا يغبطهم عاقل على ماهم فيه من التنعم ورغد العيش وماهم فيه من القوة والسيطرة والتمكين رغم مايشوب ذلك كله من المنغصات والمكدرات ؟! وهذا ليس من قبيل الدعوة إلى الركون إلى الكسل والدعة والتخاذل عن السعي للكسب ولعمارة الأرض ولكن القصد منه رفع معنويات المؤمن وتبصيره بحقيقة الأمور وأنه أعز وأكرم عند الله وإن ناله شيء من الذل والهوان والضعف في الحياة الدنيا.

    إن الحياة الحقيقية هي حياة الآخرة وأن النعيم الحقيقي هو نعيم الجنة والفوز الحقيقي هو الفوز بالجنة والنجاة من النار فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور. ثم تُختم الآية الكريمة بما تننشرح له نفوس المؤمنين وتسر أفئدتهم له وتزهدهم بمافي أيدي أعدائهم وتزيدهم شوقاُ إلى ماعند الله والدار الآخرة وتحفزهم على العمل من أجل النعيم الحقيقي في الحياة الحقيقية فيقول تعالى : لكن الذين أتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلاً من عند الله وماعند الله خير للأبرار. رضينا ربنا رضينا .. اللهم لاعيش إلا عيش الآخرة ولاحياة إلا حياة الآخرة . اللهم إجعلنا من أبناء الآخرة ممن لاخوف عليهم ولاهم يحزنون وارزقنا اللهم من العمل ماتبلغنا به جنتك ومن اليقين ماتهون به علينا مصائب الدنيا ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبداً ماأحييتنا وأجعله الوارث منا.



    لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد



    قال الله تعالى: ( " يابني إنها إن تك مثقال حبة من خردلٍ فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله إنّ الله لطيف خبير " )

    تشبيه بليغ وصورة بلاغية رائعة في أسلوب بديع يؤدب لقمان الحكيم إبنه مبيناً له سعة علم الله عز وجل وإحاطته بجميع الأشياء صغيرها وكبيرها دقيقها وجليلها. وأن الله تبارك وتعالى مطلع على دقائق الأمور كلها لاتخفى عليه خافية ولايعجزه شيء في الأرض ولا في السماء. فلو أن حبة خردل متناهية في الصغر وكانت في بطن صخرة صماء أو كانت في أرجاء السموات أو في أطراف الأرض لعلم مكانها وأتى بها سبحانه وتعالى . فلا إله إلا الله أحاط علمه بكل شيء. يرى دبيب النملة السوداء على الصفاة السوداء في الليلة الظلماء ويرى مخ ساقها وجريان الدم في عروقها. يعلم خائنة الأعين وماتخفي الصدور فأين يختبيء منه العاصي إذا أراد أن يعصيه ؟ كيف يزني الزاني وهو يعلم أن الله ينظر إليه ومطلع على حركاته وسكناته!؟ لو كان أبوه أو أمه أو أحد من الناس ولو طفل صغير ينظر إليه أكان يجرؤ على مواقعة المعصية أمامهم ؟ لا والله ، فسبحان الله .. أهان الله في نظره حتى أصبح أهون الناظرين إليه ! جاء في الحديث لايزني الزاني حين يزني وهو مؤمن أي أنه لايكون في قلبه شيء من الإيمان في تلك اللحظة وإلا لأستشعر نظر الله إليه وإطلاعه عليه وهو في تلك الحالة .

    لقد هانت خشية الله في قلوب كثير من الناس . تجد بعض المخدنين لايدخن في حضرة أبيه أو حضرة مسؤول كبير توقيرا وإحتراما لهم !

    ترى من يسمع الأغاني أو يشاهد الأفلام إذا رأى شيخاً أو داعية أقفل الجهاز !

    والله تعالى يقول: أتخشون الناس والله أحق أن تخشوه.

    ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب.

    مايكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولاخمسة إلا هو سادسهم ولاأدنى من ذلك ولاأكثر إلا هو معهم أين ماكانوا ثم ينبئهم بماعملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم.

    عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال، سواءٌ منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار.
    وربك يعلم ماتكن صدورهم ومايعلنون.


    فياعبدالله ... اجعل مراقبة الله وخشيته في قلبك في كل حين وتمثل نظره إليك في أي ساعة من ليل أو نهار.

    إذا ماخلوت بريبة في ظلمة ...... والنفس داعية إلى االعصيان
    فاخش من نظرالإله وقل لها ...... إن الذي خلق الظلام يراني




    اللهم أرزقنا خشيتك في السر والعلن وحل بيننا وبين معاصيك ، اللهم نور قلوبنا بنور الإيمان وقوي إيماننا بمخافتك والحياء منك. اللهم إنا نعوذ بك من قلب لايخشع وعين لاتدمع ولسانٍ لايذكر ونفسٍ لاتشبع. اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.



    فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة


    قال الله تعالى: ( " لاتجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً ، قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذاً ، فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم " )

    اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد




    كم قرأنا هذه الآية في كتاب الله وكم سمعناها؟ ولكن هل وعيناها؟ وهل تنبهنا إلى مافيها من تحذير ؟ نعم .. إنه تحذير شديد اللهجة ، مصدره ليس أحد من البشر ولا حتى نبي من الأنبياء بل هو صادر عن رب العالمين تبارك وتعالى ، ومن ماذا يحذرنا ؟ إنه يحذرنا من مخالفة أمر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. فللنظر كيف تعاملنا مع هذا التحذير الإلهي العظيم ! وكيف كان موقفنا منه ؟ هل توقفنا عن مخالفة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم وهل اتبعنا هديه في كل ماجاء به ؟ فوقفنا عند حدود مانهى عنه وامتثلنا بما أمر به ؟ وقبل الجواب على هذا السؤال دعونا نجري مقارنة بسيطة : تسير بسيارتك في الطريق فإذا بلوحة مكتوب عليها تحذير : منعطف خطير ! فهل تستمر أم تهدئ من سرعتك حتى لاتقع في المنحدر ؟ مثال آخر : تجد لوحة مكتوب عليها تحذير : خطر تيار عال ! فهل تقترب منه وتلمسه بيدك ؟! كلا ..

    إذن مابالنا أخي في الله نقرأ تحذير علام الغيوب الذي لاتخفى عليه خافية في الأرض ولافي السماء ومع ذلك نصم آذاننا ونغمض عيوننا ونستمر في طريقنا غير آهبين بما حذرنا منه ؟ !! إن هذا لهو الجنون والتهور والسفه ! أما من كان في رأسه ذرة من عقل فإنه بلاشك سيتوقف عند هذا التحذير بدل المرة الواحدة ألفا من المرات.

    كم من المخالفات لأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم في حياتنا اليوم ؟ .. أخي الكريم اسأل نفسك هذا السؤال وحاسبها قبل أن تحاسب واعلم أن المولى تبارك وتعالى ماكان ليحذر من شئ إلا وفيه خطر علينا في دنيانا وأخرانا .. يقول تعالى: فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم، أي تنزل بهم محنة عظيمة في الدنيا أو ينالهم عذاب شديد في الآخرة. ولعل هذا المخالف يفتتن عند موته ساعة الإحتضار ساعة التنمحيص ساعة أن يتسلط عليه الشيطان فلا يصمد أمام هذه الفتنة فيموت على غير شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فيختم له بشر فيخسر الخسران المبين ، وقد لايصمد إذا ما أفتتن في قبره وجاءه الملكان يسألانه من ربك ؟ مادينك ؟ ومن نبيك ؟ فينهار أمام هذه الفتنة فلايجيب ... أعاذنا الله وإياكم من فتنة المحيا والممات.

    فلابد لكل عقل أن يتفقد نفسه وأن ينظر حوله ويتفحص نهجه وطريقه هل هو موافق لهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم أم أنه في وادٍ وهدى خير العباد في وادٍ آخر ؟ الأمر جد خطير والنتيجة لاتظهر إلا في ساعة العسر والشدة فلا يغتر عاقل باستقرار الأمور وهدوء الأحوال فالعبرة بالمآل ومتابعة الصراط المستقيم ، المحجة البيضاء التي أخبرنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أنه تركنا عليها وأنها بيضاء واضحة ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك.

    فتش أخي في الله عن أوامر المصطفي صلى الله عليه وسلم في حياتك وانظر كم من المخالفات قد وقعت فيها : انظر في صلاتك ! وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم : صلوا كما رأيتموني أصلى ، انظر في هيئتك ، لباسك ؟ كم فيها من المخالفات ماأسفل من الكعبين من الإزار ففي النار . تفكر في بصرك : وانظر ماذا نهيت أن تنظر إليه من الحرام. تفكر في سمعك : وانظر ماذا نهيت أن تستمع إليه من الحرام. تفكر في لسانك: الغيبة النميمة قول الزور، وهكذا سائر أعمالك وتعاملاتك من بيع وشراء وأخذ وعطاء وتعامل مع الأهل والأرحام والجيران والخدم والسائقين وفي كل أحوالك .. تفكر في هذه الأمور وحاسب نفسك في ظل هذه الآية واعمل فيها فكرك فما خلق الله لنا العقول إلا لنتفكر بها ونتهتدي بها إلى الحق والصواب .

    نسأل الله السلامة من كل إثم والفوز بالجنة والنجاة من النار ونسأله أن يجعل أقوالنا وأعمالنا موافقة لهدى المصطفى عليه الصلاة والسلام وأن يجعلنا على هديه سائرين وبسنته متمسكين وعلى أثره مقتفين إنه سميع مجيب .







    يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله كثيرا

    قال الله تعالى: ( " ياأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً، وسبحوه بكرة وأصيلا " )

    اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد



    هذه الآية وغيرها من عشرات الآيات في كتاب الله تحض على الذكر، وفي السنة النبوية عشرات بل مئات الآحاديث في فضل الذكر والحث عليه فماهو السبب ياترى؟ ولماذا أولى الله تعالى ورسوله الذكر كل هذا الإهتمام وهذه العناية ؟ قبل الإجابة على هذا السؤال المهم دعونا نستعرض بعضا من الآيات والآحاديث التي وردت في الذكر. يقول الله تعالى: واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون. ويقول تعالى: ولذكر الله أكبر. ويقول تعالى: واذكر ربك إذا نسيت . ويقول تعالى: ألا بذكر الله تطمئن القلوب. ويقول تعالى: وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ومن الليل فسبحه وأدبار النجوم. ويقول تعالى: ياأيها الذين آمنوا لاتلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله. ومن الآحاديث قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : " ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم " قالوا : بلى يارسول الله. قال: " ذكر الله عز وجل" رواه أحمد في المسند وقال عليه الصلاة والسلام " ماعمل آدمي عملاً قطُ أنجى له من عذاب الله من ذكر الله عز وجل". رواه أحمد في المسند أيضاً.

    وفي الترمذي أن رجلاً قال يارسول الله أن شرائع الإسلام قد كثرت عليَ، وأنا قد كبرت، فأخبرني بشيء أتشبث به. قال: " لايزال لسانك رطباً بذكر الله تعالى". هذا غيض من فيض من الآيات والآحاديث في فضل الذكر والحث عليه ولنقرأ الآن ماقاله الإمام ابن القيَم حول موضوع الذكر لنتبين سبب أهميته يقول رحمه الله في القلب قسوة لا يذيبها إلا ذكر الله تعالى فينبغي للعبد أن يداوي قسوة قلبه بذكر الله تعالى. وقال رجل للحسن البصري رحمه الله : يا أبا سعيد أشكو إليك قسوة قلبي قال أذبه بالذكر. وهذا لأن القلب كلما اشتدت به الغفلة اشتدت به القسوة ، فإذا ذكر الله تعالى ذابت تلك القسوة كما يذوب الرصاص في النار ، فما أذيبت قسوة القلوب بمثل ذكر الله عز وجل و " الذكر شفاء القلب ودواؤه ، والغفلة مرضه وشفاؤها ودواؤها في ذكر الله تعالى قال مكحول ذكر الله تعالى شفاء ، وذكر الناس داء "

    إذن أيها الأخوة سر الإهتمام بالذكر هو لأنه حياة القلوب فيه به تكون حية ومن غيره فهي موات لاخير فيها. والقلب هو أهم مافي الإنسان لأنه محل الإيمان. جاء في الحديث: ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله إلا وهي القلب. فبالذكر يحيا القلب ويصلح ويصبح مهيأ لتلقى أوامر الله واتباع هديه فيكون في ذلك سعادة ابن آدم . والسؤال الآهم : كيف حالنا مع الذكر؟ هل نحن من الذاكرين الله تعالى كثيراً ؟ وينبغى أن نركز على كلمة كثيراً كثيراً. ! هل لنا أوراد في الصباح وفي المساء نداوم عليها كل يوم؟ هل نحفظ شيئاً من أذكار النبي صلى الله عليه وسلم نرددها في أوقاتها؟ هل لنا حزب يومي من كتاب الله نحرص على تلاوته ولايلهينا عنه شغل أو لهو؟ هل نسبح ونهلل ونكبر ونحمد الله إذا كنا في خلواتنا؟ إذا كانت نعم فالله الحمد والمنة وإن كانت الأخرى فمتى اليقظة من الغفلة ياعبد الله؟إلى متى؟إلى متى؟ أترضى أن تكون كالميت؟ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: مثل الذي يذكر ربه والذي لايذكر ربه مثل الحي والميت-رواه البخاري

    اللهم إنا نسألك قلباً خاشعاً ولساناً ذاكرا وعلماً نافعاً وعملاً صالحاً ،اللهم اجعلنا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات إنك سميع مجيب الدعوات



    زين للناس حب الشهوات

    قال الله تعالى: ( " زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة و الأنعام والحرث، ذلك متاع الحياة الدنيا، والله عنده حسن المآب. قل أؤنبئكم بخير من ذلكم؟ للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار ، خالدين فيها، وأزواج مطهرة، ورضوان من الله والله بصير بالعباد" )

    اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد

    في هذه الآية العظيمة مقارنة لطيفة بين متاع زائل وبين نعيم دائم ، بين دنيا فانية وأخرى باقية، إنه امتحان ولكنه مكشوف الأوراق ومحدد النتائج ، أمامك اختياران الأول: متاع الحياة الدنيا والثاني: التقوى (للذين اتقوا). والأمر لايحتاج إلى كثير تفكير فأي عاقل لابد أن يختار الخيار الثاني لأن النتيجة هي: جنات تجري من تحتها الأنهار ، خالدين فيها، وأزواج مطهرة، ورضوان من الله .

    أفهذا خير أم متاع زائل وشهوة عابرة ونشوة زائلة؟! ولكن بما أن المسألة بهذا الوضوح فلماذا يفشل كثير من الناس في هذا الإمتحان؟ لابد أن في الأمر سر. والسر هو في أول كلمة في الآية : زين . فمن المزين ولماذا هذا التزين؟ يرى بعض المفسرين أن المزين هو الشيطان وذلك بوسوسته للإنسان وتحسنه الميل لهذه الشهوات، قالوا ويؤيد ذلك قوله تعالى: "وزين لهم الشيطان أعمالهم.." ويرى البعض أن المزين هو الله تعالى وذلك للإمتحان والإبتلاء، ليظهرعبد الشهوة والهوى من عبد الله ويؤيد ذلك قوله تعالى: "إنا جعلنا ماعلى الأرض زينة لهم لنبلوهم أيهم أحسن عملاً" وكلا القولين له وجه. ومن رحمة الله بنا أنه لم ينهنا عن التمتع بتلك الشهوات بالكلية ولكنه نهانا عن أن نتعلق بها فتشغلنا عن العمل للآخرة ونهانا عن أن نؤثر حبها على حب الله والدار الآخرة فتعمي أبصارنا وتطغينا فنتجاوز حدود الله ونرتكب الآثام من أجلها ونبيع ديننا لتحصيلها.قال تعالى : " فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى".

    ولفتة أخيرة وهي أن في تعداد هذه الشهوات دون غيرها وبالترتيب الوارد في الآية الكريمة لفت نظر لنا وتأكيد على خطر هذه الشهوات المعددة في الآية لنتنبه لها ونحذر منها أشد من غيرها وهي : النساء، والأبناء، والذهب، والفضة، والخيل الأصيلة، والإبل، والبقر، والغنم، والحرث، والزرع. فاللهم لاتجعل الدنيا أكبر همنا ولامبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا واجعل الجنة هي دارنا ومآ





    يقول الله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (9) إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا (11)" الاحزاب



    كان هذا هو يوم الأحزاب ، يوم أن تحزبت أمم الكفر من المشركين واليهود والوثنيين على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام فتنادوا من كل حدب وصوب ، فاجتمع كفار مكة مع غطفان وبني قريضة وأوباش العرب على حرب المسلمين وجاؤا بجيوشهم الجرارة وبعددهم وعتادهم وكانوا زهاء إثني عشر ألفاً جاؤا ليقضوا على الإسلام ويمحوه من الوجود ، وربما كانوا يخططون لفرض نظامٍ عالمي جديد ! وأحاطوا بالمسلمين إحاطة السوار بالمعصم وضيقوا عليهم الخناق في المدينة ودب الرعب والذعر في الناس وظن كثيرون أن الهلاك واقع لامحالة وأنه لاقبل لأحد من المسلمين بهذه الأعداد ، ولكن المؤمنين كانوا واثقين من نصر الله فكان النصر العظيم من عند الله ، نصر جنده بمعجزة من عنده لم تصمد لها تلك الألوف المؤلفة ولم تستطع الوقوف في وجهها، فولت الأدبار وكان النصر للمؤمنين دون إراقة دماء ولا فقد أرواح ، فقد أرسل الله تعالى ريحا من عنده اقتلعت بيوتهم وكفأت قدورهم وأرسل عليهم الملائكة فزلزلتهم وألقت الرعب في قلوبهم ( ومايعلم جنود ربك إلا هو )
    .
    سبحان الله ! هكذا نصر الله يأتي في لحظة العسر ولحظة الشدة والضيق وبأهون الأسباب بل بما لايخطر على بال أحد ... ولكن أين الإيمان ؟؟ ياهل ترى هل تستطيع أكبر القوى وأعظم الجيوش والدول بما أوتيت من تكنولوجيا وأسلحة نووية وجرثومية وعابرات للقارات وأقمار تجسس ، هل تستطيع أن تثبت على سبيل المثال أما طوفان يرسله الله عليهم فيغرقهم هم وأسلحتهم ومعداتهم ؟! أو ريحا عاتية ذات أعاصير فتقتلعهم وتهلكهم ؟ أو حشرة صغيرة تفتك بهم فتلقيهم صرعى ؟!! إن الله قوي عزيز لايعجزه شيء في الأرض ولا في السماء .
    ثم عد إلى الآيات لترى التصوير القرآني البليغ في وصف حالة الخوف والهلع التي بلغت بالمسلمين في ذلك اليوم العصيب حينما تكالبت قوى الشر وتحالفت على حرب المسلمين وهم قلة لايتجاوز عددهم ثلاثة آلاف مجاهد أمام إثني عشر مقاتل جاؤا من كل حدب وصوب ( وإذ زاغت الأبصار ) أي مالت حيرةً وشخوصاً لشدة الهول والرعب (وبلغت القلوب الحناجر) أي زالت عن أماكنها من الصدور حتى كادت تخرج من الحناجر ( وتظنون بالله الظنونا) أي وكنتم في تلك الحالة الشديدة تظنون الظنون المختلفة وهي مجرد خواطر وإلا فهم مؤمنون بوعد الله ، ولكن المنافقين كانوا يظنون ظن السوء ويقولون ماوعدنا الله ورسوله إلا غرورا. (هنالك ابتلي المؤمنون) أي امتحنوا واختبروا ليتميز الصادق من المنافق ( وزلزلوا زلزالاً شديدا) أي وحركوا تحريكا شديداً حتى كأن الأرض تتزلزل تحت أقدامهم ، ولكنهم ثبتوا وسلموا أمرهم لله وقدموا أرواحهم فداءً لدين الله ، فلما علم الله صدق إيمانهم نصرهم بنصر من عنده (وماالنصر إلا من عند الله ) .وإن ينصركم الله فلاغالب له.

    نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يمن على المسلمين بنصر من عنده وأن يثبت أقدام المجاهدين في سبيله وأن ينصر الفئة القليلة على الطغمة الكافرة وأن يرد كيد الظالمين في نحورهم وأن يجعل الدائرة عليهم وأن يجعل بأسهم بينهم شديد وأن يرينا فيهم عجائب قدرته.


    اللهم يامنزل السحاب وياهازم الأحزاب اهزم أحزاب الكفر، اللهم شتت شملهم وفرق جمعهم ، اللهم إنهم لايعجزونك فاهزمهم شر هزيمة ياعزيز ياقوي ، اللهم لاترفع لهم راية واجعلهم لمن خلفهم آية ، اللهم أعلي راية الجهاد وأدحض أهل الزيغ والفساد ، اللهم امنن علينا بنصر تقر له عيوننا وتشف به صدور قوم مؤمنين إنك سميع مجيب وبالإجابة جدير.

    وسوف يتبع ان شاء الله
    تحيتي
    ساندرا




    [flash1=http://www.barrq.com/p/a/sami.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash1]

    ساندرا
    روح مرحة

     
  2. #2
    ساندرا علي is a splendid one to behold ساندرا علي is a splendid one to behold ساندرا علي is a splendid one to behold ساندرا علي is a splendid one to behold ساندرا علي is a splendid one to behold ساندرا علي is a splendid one to behold ساندرا علي is a splendid one to behold ساندرا علي is a splendid one to behold الصورة الرمزية ساندرا علي
    تاريخ التسجيل
    17 / 01 / 2009
    الدولة
    مصر_ايطاليا
    العمر
    50
    المشاركات
    1,202
    معدل تقييم المستوى
    1498

    افتراضي


    سورة البقرة
    ايه (62)و(63)و(64)


    القـرآن

    )إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة:62)

    التفسير:

    لما ذكر الله سبحانه وتعالى ما عاقب به بني إسرائيل من ضرب الذلة، والمسكنة، والغضب بَيَّن أن المؤمنين من بني إسرائيل، وغيرهم كلهم لهم أجرهم عند الله..

    ومناسبة الآية لما قبلها أنه تعالى لما قال: { وباءوا بغضب من الله } بيَّن أن من آمن منهم، وعمل صالحاً فإن الله لا يضيع أجره؛ فقال تعالى: ( إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر فلهم أجرهم )

    .{ 62 } قوله تعالى: { إن الذين آمنوا } يعني أمة محمد صلى الله عليه وسلم لأنهم هم الذين يستحقون الوصف بالإيمان المطلق، حيث آمنوا بجميع الكتب، والرسل..

    قوله تعالى: { والذين هادوا } أي الذين انتسبوا إلى دين اليهود . وهي شريعة موسى، { والنصارى } أي الذين انتسبوا إلى دين عيسى..

    قوله تعالى: { والصابئين }: اختلف فيهم على عدة أقوال؛ فمن العلماء من يقول: إن الصابئين فرقة من النصارى؛ ومنهم من يقول: إنهم فرقة من اليهود؛ ومنهم من يقول إنهم فرقة من المجوس؛ ومنهم من يقول: إنهم أمة مستقلة تدين بدين خاص بها؛ ومنهم من يقول: إنهم من لا دين لهم: من كانوا على الفطرة؛ ولا يتدينون بدين . وهذا هو الأقرب؛ فإذا أرسل إليهم الرسل فآمنوا بالله واليوم الآخر ثبت لهم انتفاء الخوف، والحزن، كغيرهم من الطوائف الذين ذُكروا معهم..

    قوله تعالى: { من آمن منهم بالله واليوم الآخر } هذا بدل ممن قبله عائد إلى الذين هادوا، والنصارى، والصابئين..

    قوله تعالى: { فلهم أجرهم } أي ثوابهم؛ وسمى الله تعالى "الثواب" أجراً؛ لأنه سبحانه وتعالى التزم على نفسه أن يجزي به كالتزام المستأجر بدفع الأجرة للأجير؛ { عند ربهم }: أضاف ربوبيته إليهم على سبيل الخصوص تشريفاً، وتكريماً، وإظهاراً للعناية بهم؛ فهذه كفالة من الله عزّ وجلّ، وضمان، والتزام بهذا الأجر؛ فهو أجر غير ضائع..

    قوله تعالى: { ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون }؛ "الخوف" هو الهمّ مما يستقبل؛ و "الحزن" : هو الغم على ما فات من محبوب، أو ما حصل من مكروه؛ ولهذا يقال لمن أصيب بمصيبة: "إنه محزون"؛ ويقال لمن يتوقع أمراً مرعباً، أو مروعاً: "إنه خائف"؛ وقد يطلق "الحزن" على الخوف مما يستقبل، كقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه وهما في الغار: "لا تحزن إن الله معنا"(121) ، فالمراد . والله أعلم . لا تخف؛ فقوله تعالى: { ولا خوف عليهم } أي من كل مما يخاف في المستقبل: من عذاب القبر، وعذاب النار، وغير ذلك؛ وقوله تعالى: { ولا هم يحزنون } أي على ما مضى من الدنيا؛ لأنهم انتقلوا إلى خير منها؛ أما الكافر فيحزن على ما فرط في الحياة الدنيا، ويتحسر، كما قال تعالى: {وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون * واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون * أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله} [الزمر: 54 . 56] : هذا تحزُّن، وتحسُّر..



    الفوائد:

    .1 من فوائد الآية: أن الله سبحانه وتعالى لا يظلم أحداً، فكل من آمن بالله واليوم الآخر، فإن له أجره من أيّ صنف كان..

    .2 ومنها: ثمرة الإيمان بالله، واليوم الآخر . وهو حصول الأجر، وانتفاء الخوف مما يستقبل، والحزن على ما مضى..

    .3 ومنها: أنه لا فرق في ذلك بين جنس وآخر؛ فالذين هادوا، والنصارى، والصابئون مثل المؤمنين إذا آمنوا بالله، واليوم الآخر . وإن كان المؤمنون من هذه الأمة يمتازون على غيرهم بأنهم أكثر أجراً..

    .4 ومنها: عظم أجر الذين آمنوا، وعملوا الصالحات؛ وذلك في قوله تعالى: { عند ربهم }..

    .5 ومنها: أنه إذا ذكر الثناء بالشر على طائفة، وكان منهم أهل خير فإنه ينبغي ذكر أولئك الذين اتصفوا بالخير حتى لا يكون قدحاً عاماً؛ لأنه تعالى بعدما قال: {ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق} [البقرة: 61] بيَّن أن منهم من آمن بالله، واليوم الآخر، وأن من آمن بالله واليوم الآخر فلهم أجرهم عند ربهم، ولا خوف عليهم، ولا هم يحزنون..

    الـقرآن

    )وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:63) )ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (البقرة:64)

    التفسير:

    .{ 63 } ثم ذكَّر سبحانه وتعالى بني إسرائيل بأمر أخذه عليهم، فقال تعالى: { وإذ أخذنا ميثاقكم } يعني اذكروا إذا أخذنا ميثاقكم؛ و "الميثاق" : العهد الثقيل المؤكد؛ وسمي بذلك من الوَثاق . وهو الحبل الذي يُشد به المأسور، كما في قوله تعالى: {فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق} (محمد: 4)

    قوله تعالى: { ورفعنا فوقكم } أي فوق رؤوسكم { الطور } هو الجبل المعروف؛ رفعه الله . تبارك وتعالى . على بني إسرائيل لما تهاونوا في طاعة الله سبحانه وتعالى إنذاراً لهم، وقال تعالى لهم: { خذوا ما آتيناكم بقوة } أي: اقبلوا ما أعطيناكم من التوراة . كما قال تعالى: {الذين آتيناهم الكتاب} [البقرة: 121] . واعملوا به بقوة؛ والمراد بالـ "قوة" هنا الحزم، والتنفيذ؛ والتطبيق؛ وضده أن يأخذ الإنسان أخذاً ضعيفاً متساهلاً على كسل؛ والباء في قوله تعالى: { بقوة } للمصاحبة؛ أي خذوا هذا الكتاب . أي التوراة التي جاء بها موسى صلى الله عليه وسلم. أخذاً مصحوباً بقوة، فلا تهملوا شيئاً منه..

    قوله تعالى: { واذكروا ما فيه } أي اذكروا كل ما فيه، واعملوا به؛ لأن { ما } اسم موصول يفيد العموم..

    قوله تعالى: { لعلكم تتقون }: "لعل" للتعليل؛ أي لأجل أن تتقوا الله عزّ وجلّ؛ فالأخذ بهذا الميثاق الذي آتاهم الله على وجه القوة، وذكر ما فيه وتطبيقه يوجب التقوى؛ لأن الطاعات يجر بعضها بعضاً، كما قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} [البقرة: 183] ؛ فالطاعات يجر بعضها بعضاً، لأن الطاعة إذا ذاق الإنسان طعمها نشط، وابتغى طاعة أخرى، ويتغذى قلبه؛ وكلما تغذى من هذه الطاعة رغب في طاعة أخرى؛ وبالعكس المعاصي: فإنها توجب وحشة بين العبد وبين الله عزّ وجلّ، ونفوراً، والمعاصي يجر بعضها بعضاً؛ وسبق قوله تعالى: {ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون} [البقرة: 61] ؛ ثم بعد هذا الإنذار، وكون الجبل فوقهم في ذلك الوقت خضعوا، وخشعوا، قال الله تعالى: {وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة} [الأعراف: 171] ؛ ففي تلك الساعة هرعوا إلى السجود؛ وسجدوا؛ ولكنهم مالوا في سجودهم ينظرون إلى الجبل خائفين منه؛ ولهذا يقال: إن سجود اليهود إلى الآن سجود مائل كأنما ينظرون إلى شيء فوقهم؛ وقالوا: إن هذا السجود سجدناه لله سبحانه وتعالى لإزالة الشدة؛ فلا نزال نسجد به؛ فهذا سجودهم إلى اليوم..

    .{ 64 } قوله تعالى: { ثم توليتم } أي أعرضتم وأدبرتم عن طاعة الله سبحانه وتعالى { من بعد ذلك }: المشار إليه: رفع الجبل في قوله تعالى: { ورفعنا فوقكم الطور }؛ والمعنى: بعد هذه الإنابة وقت رفع الطور توليتم، ولم تذكروها؛ ما ذكرتم أن الذي خوفكم بهذا الجبل قد يعيد عليكم ذلك مرة أخرى..

    قوله تعالى: { فلولا فضل الله عليكم ورحمته } بإرسال الرسل، وبيان السبل، وغير ذلك فـ "الفضل" بمعنى التفضل؛ و "لولا" حرف امتناع لوجود؛ و "فضل" مبتدأ، وخبره محذوف، كما قال ابن مالك:.

    (وبعد لولا غالباً حذف الخبر حتم وفي نص يمين ذا استقر) والتقدير: فلولا فضل الله عليكم موجود..

    قوله تعالى: { لكنتم من الخاسرين }: اللام واقعة في جواب "لولا" ..

    وقوله تعالى: { الخاسرين } أي الذين خسروا الدنيا، والآخرة، فلم يربحوا منهما بشيء؛ لأن أخسر الناس هم الكفار؛ فلا هم استفادوا من دنياهم، ولا من آخرتهم..

    الفوائد:

    .1 من فوائد الآيتين: تذكير الله . تبارك وتعالى . لبني إسرائيل بما أخذ عليهم من عهد؛ لقوله تعالى: { وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور }؛ وهذا التذكير مقتضاه الإلزام . أي فالتزموا بالميثاق..

    .2 ومنها: عتوّ بني إسرائيل، حيث لم يؤمنوا إلا حين رفع فوقهم الطور كأنه ظلة، وظنوا أنه واقع بهم؛ فحينئذٍ آمنوا؛ وهذا الإيمان في الحقيقة يشبه إيمان المكره الذي قيل له: إما أن تؤمن؛ أو تُقْتَل..

    .3 ومنها: بيان قوة الله عزّ وجلّ، وقدرته؛ لقوله تعالى: { ورفعنا فوقكم الطور }؛ وقد قال الله تعالى في آية أخرى: {وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة} [الأعراف: 171] ؛ فلا أحد من الخلق يستطيع أن يحمل ذلك الجبل، ويجعله ظلة لا يسقط عليهم إلا الله عزّ وجلّ؛ فالأحجار العظيمة الثقيلة الكبيرة أمسكها الله تعالى بقدرته..

    .4 ومنها: أن الواجب على أهل الملة أن يأخذوا كتابهم بقوة لا بضعف، ولين، ومداهنة؛ بل لابد من قوة في التطبيق، والدعوة؛ التطبيق على أنفسهم؛ ودعوة غيرهم إلى ذلك بدون فتور، ولا تراخٍ على حدّ قوله تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} [النمل: 125] ؛ لأنه لا يتم الأمر إلا بهذا..

    .5 ومنها: أن الأخذ بالكتاب المُنَزَّل يوجب التقوى؛ لقوله تعالى: لعلكم تتقون } أي لأجل أن تكونوا من المتقين لله عزّ وجلّ..

    .6 ومنها: لؤم بني إسرائيل؛ لأنهم بعد أن رجع الجبل إلى مكانه تولوا، كما قال تعالى: { ثم توليتم من بعد ذلك }؛ وهذا من اللؤم؛ لأن من الواجب أن يذكروا رفع الجبل فوقهم حتى يستقيموا، ويستمروا على الأخذ بقوة؛ لكنهم تولوا من بعد ما رأوا الآيات..

    .7 ومنها: بيان فضل الله سبحانه وتعالى على بني إسرائيل؛ لقوله تعالى: ( فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين ).

    .8 ومنها: أن الإنسان لا يستقل بنفسه في التوفيق؛ لقوله تعالى: ( فلولا فضل الله عليكم ورحمته ).

    .9 ومنها: إثبات فضل الله تعالى على بني إسرائيل بما أعطاهم من الآيات الكونية، والشرعية..

    .10 ومنها: إثبات الأسباب، وربطها بمسبباتها؛ لقوله تعالى: { فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين }؛ فهذا صريح في إثبات الأسباب، وتأثيرها في مسبَّباتها..



    يقول الله تعالى : "يومئذ تحدث أخبارها "


    يخبر تبارك وتعالى أنه في ذلك اليوم العصيب -يوم القيامة- تتحدث الأرض وتخبر بما

    عُمل عليها من خير أو شر ، وتشهد على كل إنسان بما صنع على ظهرها، عن أبي

    هريرة رضي الله عنه قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم :"يومئذ تحدث أخبارها"

    فقال : أتدرون ماأخبارها ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم. قال: أخبارها أن تشهد على كل عبدٍ

    أو أمةٍ بما عمل على ظهرها، تقول: عمل يوم كذا ، كذا وكذا ، فهذه أخبارها . أخرجه

    الترمذي وقال حسن صحيح. وفي الحديث الآخر : تحفظوا من الأرض فإنها أمكم ، وأنه

    ليس من أحدٍ عاملٍ عليها خيراً أو شراً إلا وهي مخبرة به. أخرجه الطبراني في

    معجمه.



    ياله من موقف عظيم ولحظات عصيبة في ذلك اليوم الفضيع الذي تتقطع من شدة

    أهواله القلوب الأبصار شاخصة والقلوب وجلة والأجساد عارية والشمس دانية من

    الرؤوس _ تقول عائشة رضي الله عنها يارسول الله الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى

    بعض ؟ قال : ياعائشة الأمر أفضع من أن ينظر بعضهم إلى بعض .



    لا إله إلا الله والله أكبر تخيل ذلك المشهد يوم تتحدث فيه الأرض وكيف سيكون المشهد

    ؟ لاشك أنه مشهد مخيف .. سبحان الله .. يوم تأتي ساحات الجهاد تشهد للمجاهدين

    بذل أرواحهم في سبيل الله ويوم تأتي المساجد تشهد لروادها من المؤمنين ركوعهم

    وسجودهم ويوم تأتي منى وعرفات تشهد للحجاج وقوفهم على عرصاتها ودعاءهم

    وبكاءهم وتضرعهم .... ولا إله إلا الله .. يوم تأتي المراقص ونوادي الليل تشهد على

    روادها ماصنعوا على ظهرها من خنا وفجور وسكر وعربدة ويوم تأتي الشواطيء

    تشهد بماجرى على ظهرها من عري وسفور وزنا وخمور.



    يومها ينكشف الستار وتزول الحجب يوم الفضائح ... يومها كيف يكون حال ذلك

    المسكين الذي كان يجوب الأرض شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً ، يرتكب في كل بقعة

    معصية ويقارف في كل زاوية فاحشة وكأن الله هناك غير مطلع عليه وأن الأرض هناك

    ليست أرض الله ؟




    عبدالله يامن فرطت في صلاة الجماعة وتكاسلت عن الذهاب إلى بيوت الله تذكر ذلك

    اليوم .. تذكر : يوم تحدث أخبارها ماذا ستخبر عنك؟ ماذا ستشهد به لك أو عليك؟



    ماذا تتمنى وقتها أخي الكريم حينما ترى المساجد تشهد لأصحابها وتشفع لهم أمام

    رب العالمين يارب شفعني فيه لقد كان قلبه معلق بي، لقد كان من روادي ليل نهار ،

    يارب طالما سجد فيّ وركع وقام وقعد وقرأ القرآن ، ماتزال تحاج عنه حتى تشفع فيه

    ويدخل الجنة . هل تتمنى وقتها أنك كنت من روادها في حياتك الدنيا؟ إذن اغتنم

    مابقي من عمرك من أيام وقدم لآخرتك مايسرك ويبيض وجهك يوم تبيض وجوه وتسود

    وجوه قبل أن تندم وتدرك كم كنت مفرطاً، وتتمنى لو تعود إلى الحياة الدنيا من جديد

    ولكن هيهات هيهات ، يومئذ لايفيد الندم ولاينفع الإنسان إلا ماقدم. فالبدار البدار

    مادمت في زمن المهلة قبل أن تصبح مرتهن بعملك تحت أطباق الثرى تنتظر الساعة

    والساعة أدهى وأمر .. أخيًه .. أن الأمر جد لاهزل فيه، وصدق لامراء فيه، فقم مقام

    الجد ودع عنك الأماني الخادعة وبادر بالأعمال الصالحة واحذر من التسويف فإن سوف

    من جند إبليس.



    اسأل الله لي ولك ولكل المسلمين حسن الختام وطيب المقام وصحبة الأخيار من

    الأنبياء والأبرار والصالحين الأطهار واسأله تعالى أن يلهمنا رشدنا وأن يفقهنا في ديننا

    ويرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه إنه ولي ذلك

    والقادر عليه.






    [flash1=http://www.barrq.com/p/a/sami.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash1]

    ساندرا
    روح مرحة

     
  3. #3
    ساندرا علي is a splendid one to behold ساندرا علي is a splendid one to behold ساندرا علي is a splendid one to behold ساندرا علي is a splendid one to behold ساندرا علي is a splendid one to behold ساندرا علي is a splendid one to behold ساندرا علي is a splendid one to behold ساندرا علي is a splendid one to behold الصورة الرمزية ساندرا علي
    تاريخ التسجيل
    17 / 01 / 2009
    الدولة
    مصر_ايطاليا
    العمر
    50
    المشاركات
    1,202
    معدل تقييم المستوى
    1498

    افتراضي


    إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار"


    قال الله تعالى: "إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار


    لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم

    ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ماخلقت هذا باطلاً سبحانك

    فقنا عذاب النار سبحانك فنا عذاب النار".

    روي أن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها سئلت عن أعجب ما رأته

    من رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكت ثم قالت: كان كل أمره

    عجباً، أتاني في ليلتي التي يكون فيها عندي، فاضطجع بجنبي حتى

    مس جلدي جلده، ثم قال: ياعائشة ألا تأذنين لي أن أتعبد ربي عز

    وجل؟ فقلت: يارسول الله: والله إني لأحب قربك وأحب هواك- أي

    أحب ألاّ تفارقني وأحب مايسرك مما تهواه- قالت: فقام إلى قربة من

    ماء في البيت فتوضأ ولم يكثر صب الماء، ثم قام يصلي ويتهجد فبكى

    في صلاته حتى بل لحيته، ثم سجد فبكى حتى بلّ الأرض، ثم

    اضطجع على جنبه فبكى، حتى إذا أتى بلال يؤذنه بصلاة الفجر، رآه

    يبكي فقال يارسول الله: مايبكيك وقد غفر الله لك ماتقدم من ذنبك

    وماتأخر؟ فقال له: ويحك يابلال، ومايمنعني أن أبكي وقد أنزل الله

    عليّ في هذه الليلة هذه الآيات : (إن في خلق السموات والأرض

    واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب ....) فقرأها إلى آخر السورة

    ثم قال: ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها.
    هذه الآيات التي أبكت نبينا صلى الله عليهم وسلم أيها الأحبة

    وأقضت مضجعه ولم تجعله يهنأ بالنوم في ليلته تلك فكان يقرأها في

    صلاته ويبكى قائماً وساجداً وبكى وهو مضطجعاً، نعم إنها لآيات

    عظيمة تقشعر منها الأبدان وتهتز لها القلوب ، قلوب أولى الألباب

    الذين يذكرون الله قياماً وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق

    السموات والأرض وليست كل القلوب كذلك ! فهلا تفكرنا في ملكوت

    الله ؟ وهلا أكثرنا من ذكر الله ؟ واستشعرنا عظمته سبحانه وتعالى

    ؟ لو فعلنا ذلك لبكينا من خشية الله عند سماع أو قراءة هذه الآيات

    ولكن لله المشتكى من قسوة في قلوبنا وغفلة في أذهاننا. اللهم أنر

    قلوبنا بنور القرآن ، اللهم إنا نسألك قلباً خاشعا ولساناً ذاكرا وقلباً

    خاشعاً وعلماً نافعاً وعملاً صالحاً.
    أيهاالأحبة بقى أن أذكركم أن هذه الآيات هي الآيات العشر الأخيرة

    من سورة آل عمران وهذه الآية التي أوردناها هي أول آية فيها.



    ولا تنازعوا فتفشلوا



    ورد لفظ ( التنازع ) في القرآن الكريم في سبعة مواضع، وورد لفظ ( الفشل ) في أربعة مواضع، وجاء الربط بين اللفظين في ثلاثة مواضع، قوله تعالى: {حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر } (آل عمران:152) في وقعة أُحد؛ وقوله سبحانه: { ولو أراكهم كثيرًا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر } (الأنفال:43) وذلك في غزوة بدر؛ ثم قوله: { ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم } (الأنفال:46) ولنا مع هذه الآية الأخيرة وقفة .


    والتنازع: التخالف والاختلاف والتخاصُمُ. والفشل: الوهن والإعياء والجبن وانحطاط القوة، مادية أو معنوية .

    ويلاحظ أن الخطاب القرآني قد ربط بين هذه المعاني، ورتب بعضها على بعض؛ رَبْط النتيجة بسببها، وتَرَتُّبَ المعلول على علته؛ وهذا شأن منهج القرآن الكريم في كثير من آياته، التي تقرر قانونًا عامًا، لا يتبدل ولا يتغير، بل يجري على سَنَنٍ ثابت مطرد لا اختلال فيه ولا تبديل { فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا } (فاطر:43) .

    فقوله تعالى: { ولا تنازعوا فتفشلوا } إخبار واضح، ونهي جازم، وسنة ثابتة، يدل على أن الفشل والتراجع - على مستوى الأمة أو الأفراد - إنما مرجعه إلى التنازع والاختلاف؛ إذ العلاقة بين الأمرين علاقة تلازمية، كعلاقة السبب بالمسبَّب تمامًا، لا تتخلف إلا إذا تخلفت سُنَن الحياة الكونية، كأن تصبح قوة الجاذبية إلى السماء لا إلى الأرض !

    وعلى ما تقدم، فإن النهي عن التنازع يقتضي الأمر بمنع أسباب التنازع وموجباته، من شقاق واختلاف وافتراق؛ والأمر بتحصيل أسباب التفاهم ومحصلاته، من تشاور وتعاون ووفاق .

    ولما كان التنازع من شأنه أن ينشأ عن اختلاف الآراء والتوجهات، وهو أمر مركوز في الفطرة والجِبِلِّة البشرية، بسط القرآن القول فيه ببيان سيئ آثاره، ومغبة مآله، ورتب عليه في الآية هنا أمرين: الفشل { فتفشلوا } وذهاب القوة { وتذهب ريحكم } والفشل في الآية هنا على حقيقته، إذ يعني الفشل في مواجهة العدو ومدافعته؛ وذهاب الريح في الآية، كناية عن ذهاب القوة، والدخول في حالة الضعف
    والوهن .
    وإنما كان التنازع مفضيًا إلى الفشل، لأنه يُثير التباغض والشحناء، ويُزيل التعاون والألفة بين النفوس، ويدفع بها إلى أن يتربص بعضها

    ومن ثَمَّ، جاء صدر الآية آمرًا بطاعة الله ورسوله، إذ بطاعتهما تُتلاشى أسباب التنازع والاختلاف، وبالتزام أمرهما تتجمع أسباب النصر المادي والمعنوي؛ فما يتنازع الناس إلا حين تتعدد جهات القيادة والتوجيه، وحين يكون الهوى المطاع هو الموجِّه الأساس للآراء والأفكار، فإذا استسلم الناس لأمر الله ورسوله، وجعلوا أهواءهم على وَفْق ما يحب الله ورسوله انتفى النزاع والتنازع بينهم، وسارت الأمور على سَنَنِ الشرع الحنيف، وضُبطت بأحكامه وتوجيهاته .

    على أنَّه من المهم هنا حمل ( الفشل ) في الآية على معنى أعم وأوسع، بحيث يشمل الفشل في أمور الحياة كافة، الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، بحيث لا يقتصر الفشل على ساحات الوغى والقتال فحسب - كما هو السبب الذي وردت لأجله الآية الكريمة - وهو معنى لا تأباه اللغة، ولا يمنعه الشرع؛ وهذا أولى بفهم الآية، كما يُعلم ذلك مِن تتبُّع مقاصد القرآن، وكلياته الأساسية . ببعض، ويمكر كل طرف بالآخر، مما يُطْمِع الأعداء فيها، ويشجعهم على النيل منها، ويجرئهم على خرق حرماتها، واختراق محارمها. وكم أُتيت أمة الإسلام على مر تاريخها - القديم والحديث - من جهة التنازع والتباغض، مع وضوح النص وصراحته في النهي عن هذا .

    وحاصل القول في الآية: أن الاختلاف والتنازع عاقبته الفشل والخسران، وأن التعاون والوفاق سبب للفوز والنجاح في الدنيا والآخرة؛ والقارئ لتاريخ الأمم والشعوب - بما فيها تاريخ أمتنا الإسلامية - لا يعجزه أن يقف على العديد من الأحداث والشواهد والمشاهد - وعلى المستويات كافة - التي تصدق ما أخبر به القرآن الكريم. وصدق الله إذ يقول: { واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا } (آل عمران:103) فهل يعمل المسلمون بهذا الأمر الإلهي، أم ما زالوا عنه غافلين ؟ نسأل الله أن يوفق هذه الأمة لما يحب ويرضى، والحمد لله رب العالمين



    "لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خير منهم"
    يقول الله تعالى : " ياأيها الذين آمنوا لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولانساءٌ من نساءٍ عسى أن يكن خيراً منهن ولاتلمزوا أنفسكم ولاتنابزوا بالألقاب بئس الإسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون "


    سبحان الله العظيم ... الذي يرى حالنا لايكاد يصدق أن هذه آية في قرآننا نزلت علينا نحن المسلمين بكل ماتحمل من تحذير ونهي شديد عن هذه السلوكيات الذميمة ولا يكاد يصدق أننا نتلوها فلانتأملها وتطرق أسماعنا ولكن لانعيها بكل أسف. أقول لايكاد يصدق وهو يرى مانحن فيه من مخالفة صريحة لهذا النهي الإلهي فهاهم المسلمون يسخر بعضهم من بعض وينتقص بعضهم بعضاً ، كل أهل بلد يرون أنهم أفضل من أهل البلاد الأخرى ، وكل أبناء قبيلة يرون أنهم أفضل من بقية القبائل الأخرى. ومن هنا تنشأ السخرية والتعالي والنظرة المتنقصة وكثيرا مانسمع كلمات الهمز واللمز والنكت والتعليقات الجارحة تطلق على قبيلة أوقبائل معينة أوعلى جنسية من الجنسيات ، فجماعة تسخرون من جماعة أخرى ويطلقون عليهم النكات والتعليقات التي يتهمونهم فيها بالغباء ، وآخرون يعتبرون أنفسهم أفضل من أهل البلد الفلاني لأنهم أغنى منهم وأولئك فقراء وأولئك يسخرون من هؤلاء بأنهم بدو جهلة غير متعلمين وآخرون ينتقصون أقواماً بسبب أنهم يرون أنهم أفضل منهم حسباً ونسباً وآخرون يسخرون من أناس بسبب ألوانهم وغيرها من المسببات الواهية التي لاتولد إلا الكره والبغض والحقد والحزازيات التي تزيد الفرقه وتشق الصف وتورث البغضاء بين المسلمين الذين ينبغي أن يكونوا أمة واحدة على قلب رجل واحد يسعى بذمتهم أدناهم.
    ونظراً لأن هذا الأمر خطير وأن عاقبتهم سيئة فقد حذرنا ربنا تبارك وتعالى منه ونادانا بنداء الإيمان ياأيها الذين آمنوا : نداء تلطف ورحمة أي يامن اتصفتهم بهذه الصفة العظيمة التي اجتمعتم عليها وانظويت تحت لوائها صفة الإيمان لاالحسب ولاالنسب ولاالمال ولاالجاه ولااللون ولاغيرها لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً أي لايهزأ جماعة بجماعة ، ولايسخر أحد من أحد فقد يكون المسخور منه خيراً عند الله من الساخر ولانساءٌ من نساءٍ عسى أن يكن خيراً منهن وأيضا لايسخر نساءٌ من نساءٍ فعسى أن تكون المحتقرة خيراً عند الله وأفضل من الساخرة ولاتلمزوا أنفسكم ولاتنابزوا بالألقاب أي ولايعب بعضكم بعضا ولايدع بعضكم بعضاً بلقب السوء وإنما قال أنفسكم لأن المسلمين كنفس واحدة بئس الإسم الفسوق بعد الإيمان أي بئس أن يسمى الإنسان فاسقاً بعد أن صار مؤمناً، قال البيضاوي وفي الآية دليل على أن التنابز فسق وأن الجمع بينه وبين الإيمان مستقبح وفي الحديث : (يامن آمن بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لاتغتابوا المسلمين ولاتتبعوا عوراتهم ‘ فإنه من يتبع عورة أخيه يتبع الله عورته ومن يتّبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته) أخرجه الحافظ . وختم الآية بقوله تعالى: ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون أي ومن لم يتب عن اللمز والتنابز فأولئك هم الظالمون حيث أنهم قد ظلموا أنفسهم بتعريضها للعذاب بسبب إقحامها في معصية الله وارتكاب ماحرم عليها. نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يحرم أجسادنا وأجسادكم ولحومنا ولحومكم على النار وأن يعف ألسنتنا عن أعراض المسلمين وأن يحفظ ألسنتنا من الغيبة والنميمة ومساوئ الأخلاق وأن يعفو عن خطأنا ونسياننا وأن يلهمنا رشدنا ويغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا في الدنيا والآخرة. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    "ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون"




    يقول الله تعالى : " ولاتحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار. مهطعين مقنعي رؤوسهم، لايرتد إليهم طرفهم، وأفئدتهم هواء.".
    آية تهديد ووعيد ولكن ما أعظم مافيها من شفاء لقلوب المظلومين وتسلية لخواطر المكلومين، فكم ترتاح نفس المظلوم ويهدأ خاطره حينما يسمع هذه الآية ويعلم علم اليقين أن حقه لن يضيع وأنه سوف يقتص له ممن ظلمه ولو بعد حين. وأنه مهما أفلت الظالم من العقوبة في الدنيا فإن جرائمه مسجله عند من لاتخفى عليه خافيه ولايغفل عن شئ . والموعد يوم الجزاء والحساب، يوم العدالة، يوم يؤخذ للمظلوم من الظالم، ويقتص للمقتول من القاتل " اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لاظلم اليوم" ولكن الله يمهل للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته " إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار" أي تبقى أبصارهم مفتوحة مبهوتة، لاتتحرك الأجفان من الفزع والهلع، ولاتطرف العين من هول ماترى، "مهطعين مقنعي رؤوسهم رؤوسهم، لايرتد إليهم طرفهم، وأفئدتهم هواء" أي مسرعين لايلتفتون إلى شئ ممن حولهم، وقد رفعوا رؤوسهم في ذل وخشوع لايطرفون بأعينهم من الخوف والجزع وقلوبهم خاوية خالية من كل خاطر من هول الموقف. ماأعظم بلاغة القرآن وماأروع تصويره للمواقف حتى كأنك ترى المشهد ماثلاً أمامك.
    أخي الحبيب تخيل وأنت تقرأ هذه الآية مصير الطغاة الظلمة ممن انتهكوا أعراض المسلمات وسفكوا دماء الأبرياء وقتلوا الأطفاء وشردوا النساء ، وهدموا المساجد والمنازل تذكر من عاثوا بأرض البوسنة والهرسك والشيشان الفساد ومن أذاقوا أخواننا في فلسطين صنوف العذاب والقهر والظلم ، وتذكر الطغاة الذين يعذبون الدعاة في السجون ويسيمونهم سوء العذاب من أجل أنهم قالوا ربنا الله، تذكر أن الله فوقهم وأنه سوف يقتص منهم وسيرينا فيهم مايثلج صدورنا إن شاء الله ويتحقق لنا موعود ربنا تبارك وتعالى إذ يقول:" فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون، على الآرائك ينظرون ،هل ثوب الكفار ماكانوا يفعلون".
    اللهم اغفر ذنوبنا ويسر أمورنا واستر عيوبنا وآمن روعاتنا واغفر زلاتنا ، وانصرنا على أعدائنا، وثبتنا على دينك ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
    وإلى اللقاء مع وقفة أخرى في ظلال آية أخرى من كتاب الله.


    ( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ) .

    قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في تقسير هذه الآية :
    يخبر عز وجل عن علمه التام المحيط بجميع الأشياء ؛ جليلها وحقيرها ، صغيرها وكبيرها ، دقيقها ولطيفها ، ليحذر الناس علمه فيهم :فيستحيوا من الله تعالى حق الحياء ، ويتقوه حق تقواه ، ويراقبوه مراقبة من يعلم أنه يراه فإنه عز وجل يعلم العين الخائنة وإن أبدت أمانة ويعلم ما تنطوي عليه خبايا الصدور من الضمائر والسرائر .


    قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى " يَعْلَم خَائِنَة الْأَعْيُن وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ " هو الرجل يدخل على أهل البيت بيتهم وفيهم المرأة الحسناء أو تمر به وبهم المرأة الحسناء فإذا غفلوا لحظ إليها فإذا فطنوا غض بصره عنها فإذا غفلوا لحظ فإذا فطنوا غض وقد اطلع الله تعالى من قلبه أنه ود أن لو اطلع على فرجها "رواه ابن أبي حاتم .

    وقال الضحاك " خَائِنَة الْأَعْيُن " هو : الغمز وقول الرجل : رأيت ولم ير ، أو لم أر وقد رأى .

    وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : "يعلم الله تعالى من العين في نظرها هل تريد الخيانة أم لا ؟ " .

    وكذا قال مجاهد وقتادة .

    وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى " وَمَا تُخْفِي الصُّدُور " يعلم إذا أنت قدرت عليها هل تزني بها أم لا ؟ .

    وقال السدي " وَمَا تُخْفِي الصُّدُور " أي من الوسوسة ). أ.هـ



    أصلح الله قلوبنا .
    __________________---

    قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى في تفسير الآية :

    قال المؤرج : فيه تقديم وتأخير ؛ أي : يعلم الأعين الخائنة .
    وقال ابن عباس رضي الله عنهما : هو الرجل يكون جالسا مع القوم فتمر المرأة فيسارقهم النظر إليها .
    وعنه رضي الله عنهما : هو الرجل ينظر إلى المرأة فإذا نظر إليه أصحابه غض بصره , فإذا رأى منهم غفلة تدسس بالنظر , فإذا نظر إليه أصحابه غض بصره , وقد علم الله عز وجل منه أنه يود لو نظر إلى عورتها .
    وقال مجاهد : هي مسارقة نظر الأعين إلى ما نهى الله عنه .
    وقال قتادة : هي الهمْزة بعينه وإغماضه فيما لا يحب الله تعالى .
    وقال الضحاك : هي قول الإنسان ما رأيت وقد رأى أو رأيت وما رأى .
    وقال السدي : إنها الرمْز بالعين .
    وقال سفيان : هي النظرة بعد النظرة .
    وقال الفراء : " خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ " النظرة الثانية " وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ" النظرة الأولى .
    وقال ابن عباس : " وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ" أي هل يزني بها لو خلا بها أو لا .
    وقيل : " وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ" تكنه وتضمره .

    ولما جيء بعبد الله بن أبي سرح إلى رسول الله لي الله عليه وسلم , بعد ما اطمأن أهل مكة وطلب له الأمان عثمان رضي الله عنه , صمت رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلا ثم قال : " نعم " فلما انصرف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن حوله : ( ما صمتُّ إلا ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه ) فقال رجل من الأنصار فهلا أومأت إلي يا رسول الله , فقال : ( إن النبي لا تكون له خائنة أعين )




    يقول الله تعالى:

    " وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ

    صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً }الكهف49


    مشهد من أعظم مشاهد الحساب يوم القيامة

    اليوم الموعود ، اليوم المنتظر ، اليوم العصيب، اليوم الذي لابد كلنا سنلقاه ، يوم الجزاء

    والحساب، يوم يقوم الناس لرب العالمين، يوم يتمنى الإنسان لو لم يكن شيئاً مذكوراً ويوم

    يقول الكافر ياليتني كنت تراباً. لاإله إلا الله ... كيف سيكون ذلك اليوم؟ وكيف ستكون ساعات

    الترقب ياترى؟ أحدنا لوكان ينتظر إعلان نتيجة إمتحان أو مسابقة يشعر ساعتها أن قلبه

    يكاد يخرج من صدره من شدة القلق والخوف ! فكيف بنتيجة يترتب عليها جنة أو نار ! نعيم

    مقيم أو عذاب سرمدي أجارنا الله وإياكم.. لاإله إلا الله .. اللهم رحماك.. رحماك يارب ...


    تخيل نفسك أخي الحبيب أنك الآن تقف ذلك الموقف المهيب وتترقب صحيفة أعمالك والناس من

    حولك في ذهول وهلع يتلقفون صحفهم ، ففرح سعيد حاملاً صحيفته بيمينه يكاد يطير من شدة

    الفرح يطوف بين الناس ويصيح بأعلى صوته :

    هآؤم إقرأوا كتابيه ، إني ظننت أني ملاق حسابيه فهو في عيشة راضية في جنة عالية قطوفها

    دانيه كلوا واشربوا هنيئاً

    بما أسلفتم في الأيام الخالية ... يالسعادته.. يالسعادته .. يالسعادته ...فاز ورب الكعبة

    وسعد سعادة لاشقاء بعدها ...

    وآخر ممسك صحيفته بشماله وجهه مسود يبكي من حسرة وندامة على سواد صحيفته وحق له

    والله أن يبكي بدل الدموع دماً .. كيف لا؟ والمصير النار والمستقر سقر .. اللهم أجرنا منها:

    وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول ياليتني لم أوت كتابيه ولم أدر ماحسابيه، ياليتها كانت

    القاضية، ماأغنى عني ماليه، هلك عني سلطانية. خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم في سلسلة

    ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه ...



    أخي الحبيب هل يرضيك ساعتها أنك عصيت الله طرفة عين ؟ وهل يرضيك ساعتها أنك قصرت

    في فرض من فروض الله ؟

    هل يرضيك أنك تكاسلت أو نمت عن صلاة مكتوبة ؟ عصيت وتماديت في المعاصي كثيرا فهل

    بقى من لذة المعصية شيء؟

    لوعرضت أمامك في تلك اللحظة امرأة جميلة أو صورة فاتنة هل كنت ستنظر إليها ؟ هل يطيب

    لك ساعتها أن تتلذ بسماع مغن أو مغنية ؟ هل يرضيك ساعتها أنك تكلمت في عرض فلان أو

    علان ؟ بل هل يرضيك ساعتها أنك اضعت دقيقة من عمرك في غير طاعة الله؟

    إذن فاعلم: أن كل صغيرة وكبيرة مسجلة عليك وسوف تحاسب عليها قال تعالى :

    فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ7 -وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ 8 الزلزله


    فأعد العدة ياأخي مادمت في زمن المهلة واعلم أن اليوم عمل ولاحساب وغداَ حساب ولاعمل.

    ولايغرنك طول الأمل فالموت يأتي بغتةً والقبر صندوق العمل ، واعلم يارعاك الله أن لذة

    المعصية تذهب ولكن أثرها يبقى مكتوباً في صحيفتك . وتعب الطاعة يذهب أيضا وثوابها

    يبقى.. وسيجزى كلٌ بعمله ..

    يقول الله تعالى في الحديث القدسي: (ياعبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم فمن وجد خيراً

    فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلايلومن إلا نفسه)


    فكن أخي الكريم كيساً فطناً لاتورد نفسك موارد الهلاك واقسرها على الخير قسراً فالكيس من

    دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني.


    اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه. اللهم إنا نسألك علماً

    نافعاً وعملاً صالحاً وقلباً خاشعاً ولساناً ذاكراً.

    آميييييييييييييييييين


    وإلى اللقاء في وقفة قادمة مع آيات اخرى من كتاب الله.


    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.




    تحيتي

    ساندرا




    [flash1=http://www.barrq.com/p/a/sami.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash1]

    ساندرا
    روح مرحة

     
  4. #4
    كوووكب is a splendid one to behold كوووكب is a splendid one to behold كوووكب is a splendid one to behold كوووكب is a splendid one to behold كوووكب is a splendid one to behold كوووكب is a splendid one to behold كوووكب is a splendid one to behold كوووكب is a splendid one to behold الصورة الرمزية كوووكب
    تاريخ التسجيل
    19 / 08 / 2009
    الدولة
    السودان
    العمر
    41
    المشاركات
    1,289
    معدل تقييم المستوى
    1581

    افتراضي

    اختى ما شاء الله ربى يبارك فيكى يارب ونفع بك لما قدمتى من شرح مفيد


    وجزيتى الخير يارب وفى ميزان حسناتك يارب

     
  5. #5
    صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute الصورة الرمزية صناع الحياة
    تاريخ التسجيل
    09 / 06 / 2005
    الدولة
    مصر
    العمر
    52
    المشاركات
    21,349
    معدل تقييم المستوى
    26561

    افتراضي

    بارك الله فيك وجزاك كل الخير
    لك كل مودة وشكر وتقدير

     

 
+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك