+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute الصورة الرمزية ابو مالك
    تاريخ التسجيل
    20 / 03 / 2007
    الدولة
    الأردن
    العمر
    50
    المشاركات
    6,574
    معدل تقييم المستوى
    7059

    افتراضي طرق عرض قضايا العقيدة في سورة النبأ

    بسم الله الرحمن الرحيم

    سيد ولد عيسى

    إن القرآن الكريم في علاجه للقضايا العقديَّة - وبوجه خاص البعث والنشور وما بعدهما - يتنوع في الأدلة وطُرق الاستدلال تنوُّعًا عجيبًا، تنوُّعًا يَنساق مع الفطرة، ويتماشى مع الكون المنظور تماشيًا يجعل القارئ يعيش في عالم الغيب، وكأنه مشاهد، وفي عالم الشهادة، وكأنه الماضي الموغِل في القِدم.


    وهذه السورة التي بين أيدينا جزءٌ من هذا القرآن، تتحلَّى بكثير من هذه المواصفات، ولا تكاد تخرج عن نفس النسق الموجود في السور الأخرى.


    وقد تكوَّنت هذه السورة - بشكل تقريبي - من محاور ثلاثة:
    أ - محور يعرض شكَّ الشاكين، وخلاف المختلفين في النبأ العظيم.
    ب - محور عرضٍ وتفصيل أكبر، يعرض مُسَلَّمات وحقائق في هذا الكون؛ ليصل من خلالهما إلى الجزم بحقائق أخرى غيبيَّة تُعرض بنفس الطريقة ليختم هذا العرض بمقابلة واقع بواقع، وحال بحال.
    ج - المحور الأخير يلخص سابقه في بضع كلمات، ويطرح الإنسان أمام ما شاء أن يختار.


    وهذه المحاور غير متساوية؛ مما يحتِّم إدماج الأول والأخير في الأوسط - باعتباره لُبَّ الموضوع - وبعد هذا الدمج سنقسِّم السورة إلى:
    حقائق كونيَّة.
    حقائق غيبيَّة.
    مآلات مُعلَّلة.


    المحور الأول: الحقائق الكونيَّة:
    بدأت السورة بعرض الخلاف في ﴿ النبأ العظيم ﴾ - المعروف لدى المخاطبين - وعبَّرت عن الاختلاف في ﴿ النبأ العظيم ﴾ بالصيغة الاسميَّة الدالة على الثبوت والدوام؛ لتشير إلى أن هذا الخلاف لن ينقطع كما في الآية الأخرى: ﴿ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴾ [هود: 118]أ، لتؤكِّد بعد ذلك أنَّ هؤلاء المختلفين سيعلمون فيما بعد، ولكنَّ هذا الإخبار جاء في صورة تهديد مكرر، وعبَّر عنه بالفعل؛ للدلالة على تجدُّد هذا العلم وزيادته يومًا بعد يوم؛ كما في قوله - تعالى -: ﴿ سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ﴾ [فصلت: 53]، وواضح أن المهدَّد هو المكذِّب، أما المصدِّق فيعلم خبر ﴿ النبأ العظيم ﴾.


    بعد هذا التقديم الموجز تبدأ الحقائق الكونيَّة المسلَّم بها تُعرض عرضًا، تِسْعُ حقائق مقسَّمة على مجالات ثلاثة[1]:
    الحقيقة الأولى: عن الأرض والجبال:
    ﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ﴾ [النبأ: 6، 7]، المهاد: هو الممهَّد للسكن المبسوط لذلك، والمهاد البساط[2]؛ قال - تعالى -: ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا ﴾ [نوح: 19]، وعلَّل ذلك فقال: ﴿ لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا ﴾ [نوح: 20]، وأما الجبال فجعلها أوتادًا؛ لئلا تميد بنا الأرضُ؛ ﴿ وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ ﴾ [الأنبياء: 31]، وهذا التوازن في الأرض المثبت بالجبال لم يكن أهل مكة يعرفونه، ولا يدرون عن دور الجبال شيئًا، ولذلك شَكَوْها وطلبوا إزالتها عنهم، فردَّ الله عليهم: ﴿ وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ ﴾ [الرعد: 31].


    الحقيقة الثانية: في ذوات الأنفس في مجالات شتى:
    أ- ﴿ وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا ﴾ [النبأ: 8]؛ أي: ذكرانًا وإناثًا، طوالاً وقصارًا، ذوي دمامة وجمال[3]، وأزواجًا: اثنين اثنين[4]، بل إن كلَّ هذه المعاني وأكثر تسعها الآية؛ بدليل قوله - تعالى -: ﴿ وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ ﴾} [الذاريات: 49]، وقوله: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا ﴾ [يس: 36]، وقوله: ﴿ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا ﴾ [النساء: 1]، وقوله: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ ﴾ [فاطر: 27، 28]، فالأزواج في الألوان والطباع، والأشكال...إلخ، والأزواج: الأنواع[5]، وهي لا نهاية لها في مجالاتها وأصنافها.


    ب - ﴿ وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا ﴾ [النبأ: 9]، راحة[6]، قاطعًا عنكم الأشغال الشاقة[7]؛ فالنوم يكون راحة للأبدان - إذا شاء الله - ويكون تعبًا إن لم يجعل فيه خصِّيصة الراحة، والنوم المؤدِّي إلى الراحة لا يمكن للإنسان أن يجلبه لنفسه، وإنما هو مُسَيَّرٌ في جَلْبِهِ تسييرًا.



    ج - ﴿ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا ﴾ [النبأ: 10، 11]، لباسًا: سكنًا وغشاءً يتغشانا سواده وتغطِّينا ظلمته[8]، ولَمَّا كان الليل مُخَصَّصًا للراحة والنوم، نَاسَبَه أن يكون سترًا للنائم، بينما يناسب النهار العمل، وهي مِنَّة من الله - تعالى - أن عَاقَبَ بين الليل والنهار بهذا النظام الرائع؛ ﴿ وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [القصص: 73]، وقال - تعالى -: ﴿ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ﴾ [غافر: 61]، ومن مبررات التوجيه الربَّاني بالنوم بالليل والنشاط بالنهار: أنَّ طبقات الحماية التي أوجدها ربُّنا في الغلاف الغازي، ومن أهمها "النطق المتأنية"، وما بها من أحزمة الإشعاع، تتمدد بالنهار فتزداد قدرة على حماية الحياة الأرضيَّة، مما يسمح للإنسان بالحركة والنشاط دون مخاطر، وبالعكس في الليل؛ ولذلك قال الله - تعالى -: ﴿ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا ﴾ [النبأ: 10، 11][9].


    الحقيقة الثالثة: في خَلْق السماء متناسقة مع الأرض والأحياء:
    أ - ﴿ وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا ﴾ [النبأ: 12]، محكمة الْخَلْق لا صدوع فيهن[10]؛ قال - تعالى -: ﴿ وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ ﴾ [ق: 6]، وكذلك هي سبع شداد بغير عمد: ﴿ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ﴾ [لقمان: 10]، وهي محكمة شديدة، كذلك لقوله: {مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ} [الملك: 3]، وهي ممنوعة من السقوط على الأرض: ﴿ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ﴾ [الحج: 65].


    ب - ﴿ وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا ﴾ [النبأ: 13]، السراج: الشمس، ﴿ وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ﴾ [نوح: 16]، ﴿ وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا ﴾ [الفرقان: 61]، والوهَّاج: المتلألئ المنير[11]، وهذا الوهج يدل على شدة الاشتعال وقوة الاحتراق، كما أثبته العلم الحديث.


    ج - ﴿ وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا ﴾ [النبأ: 14]، المعصرات: المزن التي انعصرت بعامل الضغط، ولَمَّا تُمطر، وفيها آراء أخرى كذلك تدور على المزن بالواسطة أو بدونها[12]، والثَّجَّاج: الْمُنْصَبّ بغزارة، ولكن هذا الماء نزل لغرض وحكمة، وهي:
    1 - ﴿ لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا ﴾ [النبأ: 15]، قدَّم الحب، وثنَّى بالنبات؛ لأنه أعمُّ منه[13]، والحبُّ ما يأكله الإنسان، والنبات ما يأكله الحيوان والإنسان، أو النبات الذي يرعى من الحشيش والزرع[14]، وهكذا كقوله - تعالى -: ﴿ وَفَاكِهَةً وَأَبًّا ﴾ [عبس: 31].
    2 - ﴿ وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا ﴾ [النبأ: 16]؛ مُلتفَّة[15]، متداخلة بعضها يدخل في بعض من شدة الكثافة والتقارب، وهنا ينتهي عرض الحقائق المنظورة والمسلَّم بها لدى المستمعين - من المكذبين - الذين يدركون أن كلَّ هذا ليس من صنعهم، وإنما هو من صُنع إله الكون - سواء سموه طبيعة (الدهريين)، أو غيرها.


    وفي هذا المحور حقائق كونيَّة: ﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا ﴾ [النبأ: 6]، وغيبيَّة: ﴿ وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا ﴾ [النبأ: 12]، وتبيان للحكمة من إنزال المطر، وفيه أدلة كونيَّة: ﴿ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَاداً ﴾، وأدلة أخلاقيَّة، إذ هذا المنعم بكلِّ هذه النِّعم لا يُمكن أن يُعْصى، وفيه دليل العناية، التسوية بعد الخلق، ﴿ وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا * وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا ﴾ [النبأ: 9، 10]، بل كل هذه الآيات يُستدل بها في أكثر من مجال على العقيدة، إما بنفسها أو بالاقتضاء أو بالواسطة.
    ثم ندخل في الفصل في اختلاف الناس في ﴿ النبأ العظيم ﴾.


    المحور الثاني: حقائق غيبيَّة:
    بعد أن تجاوزت السورة الخلاف في ﴿ النبأ العظيم ﴾ ولم تبيِّنه، وخاطبت الناس بما هو محل اتفاق وإجماع، دخلت مباشرة في ﴿ النبأ العظيم ﴾ الذي هو البعث وما بعده من جزاء وعقاب[16].


    وبعد أن بدأ بما هم دائمًا يباشرونه، وقرّرهم على النظر في آياته الباهرة، وغرائب مخلوقاته التي ابتدأها من العدم الصرف، بيَّن أنَّ النظر في ذلك يفضى إلى الإيمان بما جاءت به الرُّسل من البعث والجزاء[17]، فقال: ﴿ إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ﴾ [النبأ: 17]، ويوم الفصل مناسب لفض النزاعات، ومناسب لتنفيذ الوعيد: ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ﴾ [المرسلات: 14، 15]، وهو ميقات مناسب لأَنْ يعلمَ فيه مَن أبى أنْ يعلمَ قبله، وهو مناسب للإعلام؛ لكثرة من سيحضره؛ ﴿ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ﴾ [هود: 103].


    أ – ﴿ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا ﴾ [النبأ: 18]، يوم الفصل هذا هو نفسه يوم النفخ في الصور، ﴿ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا ﴾ [النبأ: 18]؛ أي: جماعات، كل جماعة يقودها رسولها[18]؛ كما قال - تعالى -: ﴿ يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ﴾ [الإسراء: 71]، ﴿ وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ﴾ [النحل: 89]، ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ ﴾ [النساء: 41]، وكما قال: ﴿ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ ﴾ [القمر: 7]، وقال: ﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا ﴾ [الزمر: 71]، وتتوالى المشاهد المرعبة، المخالفة للنظام السابق للكون.


    ب - ﴿ وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا ﴾ [النبأ: 19]؛ أي: طُرقًا أو كالأبواب[19]، أو كثرت أبوابها لنزول الملائكة، كأنها ليست إلا أبوابًا مفتحة[20]؛ كما قال - تعالى-: ﴿ وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا ﴾ [الفرقان: 25]، قال: ﴿ وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ ﴾ [الحاقة: 16]، وقال: ﴿ إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ﴾ [الانشقاق: 1]، فهو انشقاق وانفطار، وتغيُّر وتبدُّل في نظام الكون: ﴿ يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ ﴾ [إبراهيم: 48].


    ج - ﴿ وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا ﴾ [النبأ: 20]؛ أي: نُسفت فكانت هباءً[21]، كما قال -تعالى -: ﴿ وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا * فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا ﴾ [الواقعة: 5، 6]، وقال: ﴿ وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ ﴾ [المرسلات: 10]، وقال: ﴿ وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً ﴾ [الحاقة: 14]، وقال: ﴿ وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ ﴾ [التكوير: 3]، وقال: ﴿ وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ ﴾ [الكهف: 47]، فالأوتاد الشامخات الراسيات تُصبح هباءً منبثًّا، وسرابًا لا حقيقة له، فليأخذ الإنسان من ذلك صورةً عن نفسه.


    بعد هذا العرض لهذا الانفطار والانشقاق والانصداع والتلف والفساد الذي طرأ على نظام الكون، الذي تتفطَّر منه السبع الشداد، وتصير الراسيات فيه سرابًا، تبلغ النفس أوج هيجانها وتوترها - حتى ولو كانت تعتقد هذا المشهد أسطورة - وهنا يكون من المناسب عرض أحوال الناس؛ لأن من الطبيعي أن تتساءل النفس البشريَّة عن مصيرها في هذا الجو المتغيِّر المتبدِّل، فتأتي الإجابة واضحة عن المصاير، مقدمة للشاك نتائجه، ومعلنة لها قبل إعلان نتائج المستيقن، ولكن سنبيِّن ذلك في المحور التالي، ولا بد قبل ذلك من الإشارة إلى ما في هذه الآيات من الأدلة، وأبرز موضوعاتها كان الغيبيَّات: ﴿ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا ﴾ [النبأ: 18]. واستخدمت الدليل الوجداني المحرِّك لعاطفة الإنسان ووجدانه الذي يهزه هزًّا بهذه الحقائق الغيبيَّة: ﴿ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا ﴾ [النبأ: 18].


    المحور الثالث: مآلات مُعلَّلة:
    في هذا المشهد الرهيب، أين يا تُرى الإنسان؟ أين الشاكون المتسائلون عن النبأ العظيم؟ وأين المصدقون الموقنون؟ ذلك ما بينته السورة كالآتي:
    أ – ﴿ إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا * لِلطَّاغِينَ مَآَبًا ﴾ [النبأ: 21، 22]، النار تتوعد وتنتظر ذات ترصُّد وترقُّب[22]، ﴿ مرصادًا ﴾ تَرْصُد فيها العدو[23]، تترصد العدو وتنتظره، كما ينتظر الحاقد عدوه في طريقه: ﴿ إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا ﴾ [الفرقان: 12]، وهي:
    ب - ﴿ للطاغين مآبًا ﴾؛ أي: منزلاً ومرجعًا[24]، لا مَفَر منه ولا مَحيد عنه؛ ﴿ وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا ﴾ [الكهف: 53]، إنها المصير المحتوم؛ ﴿ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ [الملك: 6]، ومع هذا فإنهم:
    ج - ﴿ لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا ﴾ [النبأ: 23]؛ أي: فترات لا نهاية لها أو فترات متجددة في أنواع من العذاب مختلفة[25]، والحقبة: الفترة من الزمن بغض النظر عن قدرها؛ ﴿ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ ﴾ [هود: 107]، والعذاب متنوِّع؛ ﴿ وَآَخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ﴾ [ص: 58]، لكل حقبة العذاب المناسب لها، ولكن لا بد من الوقوف على بعض التفاصيل الخاصة بهؤلاء الخالدين في طريقة العيش.
    أ - ﴿ لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا * إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا ﴾ [النبأ: 24، 25]، هذا باختصار الوضع المعيشي لهؤلاء في دار القرار، فالبرد: النوم[26]، أو الشراب البارد، ولا وجود لأيٍّ منهما هنا، ثم يأتي الاستثناء ولكنه يقطع الأمل؛ لأنه منفصل، فهو ليس من جنس المستثنى منه؛ إنه الماء الذي بلغ شدة الغليان "الحميم" مع الماء الذي بلغ شدة البرودة "الغساق"، أو مع العَرَق النَّتِن والقيح والصديد[27]؛ كما قال - تعالى -: ﴿ هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ * يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آَنٍ ﴾ [الرحمن: 43، 44]، وقال: ﴿ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ ﴾ [محمد: 15]، ﴿ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ ﴾ [الحج: 19، 20]، ﴿ تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آَنِيَةٍ * لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ ﴾ [الغاشية: 5، 6]، ﴿ إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ ﴾ [الدخان: 43، 44]، ﴿ إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ ﴾ [الصافات: 64]، إن كل هذا المصير المزعج الأليم المقيت المهين ليس ظلمًا ولا اعتداءً، بل إنه كان: ﴿ جَزَاءً وِفَاقًا ﴾ [النبأ: 26]، والجزاء من جنس العمل، إنه جزاء سيِّئ موافق لأعمالهم السيئة[28]، وحتى يتضح الأمر أكثر لا بد أن نتعرف على عملهم لنعرف كيف وافقه الجزاء.


    1- ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا ﴾ [النبأ: 27]، إن أول أخطائهم خطأٌ في التصوُّر، فلم يكونوا يرجون ثوابًا ولا يخافون عقابًا[29]، إنهم لم يكونوا يخافون الآخرة؛ لكفرهم بها[30]، لم يكونوا يتساءلون عن ﴿ النبأ العظيم ﴾، وعن البعث والجزاء[31]، وأزيد من ذلك أنهم:
    2- ﴿ وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كِذَّابًا ﴾ [النبأ: 28]، فسؤالهم لم يكن سؤالَ جهلٍ، وإنما كان سؤالَ مُتعنِّتٍ ذا أحكام مُسبقة، جعلته يكذِّب بالبراهين الساطعة أشدَّ تكذيبٍ، وأبينه: ﴿ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ﴾ [النمل: 14]، ﴿ وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ﴾ [فصلت: 15]، ولكنهم حين كذَّبوا هذا التكذيب المبدئي، نسوا أو تناسوا أن: ﴿ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا ﴾ [النبأ: 29]، إن كلَّ شيءٍ مما يقع عليه الثواب والعقاب مُدوُّن ومُثْبَت في كتاب[32]؛ {لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا} [الكهف: 49]، ﴿ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ﴾ [يس: 12]، فلن يضيع لمحسن عملٌ، ولن يفلت مسيء من عقاب.


    فهذه العدالة إذًا في أوضح معانيها، وبناءً عليها:
    - ﴿ فذوقوا ﴾: فلستم مظلومين، ﴿ جزاءً وفاقًا ﴾، ﴿ اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ﴾ [يس: 64]، ﴿ اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الطور: 16].


    ولكن مع بيان هذه العدالة، العدالة الربَّانيَّة المطلقة بغلق باب الأمل غلقًا نهائيًّا: ﴿ فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا ﴾ [النبأ: 30]، ﴿ لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ * وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ ﴾ [الزخرف: 75، 76]، وأيُّ سؤالٍ يُطْرَح، يكون جوابه: ﴿ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ﴾[الزخرف: 77].


    حين ينفذ الحكم النهائي في هؤلاء، نتساءل: أين مصير أولئك المصدقين الموقنين؟ فيكون الجواب سريعًا وأكيدًا وجازمًا:
    أ - ﴿ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا ﴾ [النبأ: 31]: ﴿ وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ ﴾ [الزمر: 61]، وفرق كبير بين "المرصاد"، و"المفاز"، فالمفاز مُباين للمرصاد؛ إذ المفاز يكون:
    أ - ﴿ حدائق ﴾، ففي مفازهم ومخلصهم ومظفرهم جنات مكتظَّة بالنبات[33]، حتى كأن السياج الخارجي قد أحدق بها، فلا فراغ فيه، وإنما كلها نبات، وكلها أرض مستغلة.
    ب - ﴿ وأعنابًا ﴾؛ أي كرومًا، إشارة إلى: ﴿ يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ * بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ ﴾ [الصافات: 45، 46]، تقابل الحميم والغسَّاق.
    ج - ﴿ كواعب ﴾: عَذَارى[34]، ﴿ أترابًا ﴾ لِسِنٍّ واحدة[35]؛ أي: نواهد عَذَارى في مرحلة واحدة، ﴿ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ ﴾ [الرحمن: 56]، ﴿ وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ﴾ [الواقعة: 22، 23].
    د - ﴿ كأسًا دهاقًا ﴾؛ ملأى متتابعة[36]، والدهق: شدة ضغط الشيء كأنه لامتلائه انضغط[37]، إن هذه الراحة وهذه المتعة ليست كل ما في "المفاز"؛ إذ يزيدهم بأنهم:
    هـ - ﴿ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا ﴾ [النبأ: 35]، ليس فيه فضول يزيد عن قدر الحاجة، ولا كذب يكدر صفو الحياة؛ ﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ * لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ ﴾ [الحجر: 47، 48]، والكذاب الباطل والإثم[38]، وهم ﴿ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا ﴾ [الواقعة: 25]، وكل هذا الذي أُعْطوا كان جزاءً من ربِّك؛ أي: كان {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الواقعة: 24]، ولكنه مع ذلك فيه ما كان ﴿ عطاءً ﴾ زائدًا على الجزاء، تفضلاً من ذي الفضل والجود، وفيه ما كان: ﴿ حسابًا ﴾؛ أي: جزاءً على العمل، وعوضًا عن التعب، وبين ﴿ جزاءً وفاقًا ﴾، و﴿ عطاءً حسابًا ﴾ فرقٌ، أيُّ فرقٍ.


    ثم ترجع السورة في إيجاز لتذكر ببدايتها: ﴿ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ﴾ [النبأ: 37]، في هذا التلخيص الموجز ترجع إلى التأكيد على حقيقة غيبيَّة في مقابل هذه الحقيقة الكونيَّة: ﴿ الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا * يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا ﴾ [النبأ: 37، 38]، واختيار "الرحمن" هنا ذو مغزًى عميق، فإذا كان الرحمن لا يكلم هذا اليوم، فالجبار من باب أولى، واليوم يوم عدل وانتقام.


    تصوِّر الآيات في بضع كلمات هذا الكون الصامت الخاضع كله لتؤكِّد الحقيقة النهائيَّة: ﴿ ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ ﴾ [النبأ: 39]، فلا مجال للشك والريب فيه، ولا للتساؤل الأبله عنه.


    وهنا ترجع السورة إلى واقع المخاطبين، لتنبه إلى أن اليوم لم يحن بعد، والفرصة ما زالت مواتية؛ ﴿ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآَبًا ﴾ [النبأ: 39]، ﴿ إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا ﴾ [المزمل: 19]، فمن شاء اختار المفاز، ومن شاء اختار المرصاد، أو بعبارة أخرى: ﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾ [الكهف: 29].


    ثم تعيد السورة في آخر كلماتها ملخصًا موجزًا لنفسها: ﴿ إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا ﴾ [النبأ: 40]، والإشارة إلى قربه تفرض السرعة في أخذ القرار؛ ﴿ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ ﴾ [النحل: 77]، ﴿ أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [النحل: 1]، ﴿ وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ ﴾ [القمر: 50].


    إنه اليوم الآنف الذكر نفسه: ﴿ يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ ﴾ [النبأ: 40]، والمرء هنا المؤمن[39]؛ لأنه ينظره نظرة تأمُّلٍ واطمئنان وارتياح، ويندم الكافر ندمًا لم يندم مثله قبل، حتى يفضل العديمة على الوجود برمته في: ﴿ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا ﴾ [النبأ: 40]، ولكن لابد من الجزاء؛ ﴿ فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا ﴾ [النبأ: 30].


    وأبرز ما يظهر في هذا المحور الأخير - إضافة إلى ما في سابقه من أدلة غيبيَّة - الدليلان الوجداني والأخلاقي؛ حيث يجد الإنسان تصويرًا حقيقيًّا لحقائق غيبيَّة، وكأنها مشاهد مما يحرك وجدانه ويجد عدالة حقيقيَّة تحرك أخلاقه ليختار لنفسه الطريق القويم: ﴿ إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا * لِلطَّاغِينَ مَآَبًا ﴾ [النبأ: 21، 22]، فهي ليست إلا لمن طغى، وهذا أمر يقبله أيُّ عاقلٍ، مما يجعل الإنسان يقف أمام نفسه ويحدد مصيره بنفسه.


    خاتمة:
    وبهذا تكون السورة أجابت عن سؤال ﴿ النبأ العظيم ﴾، وجالت مع المكذِّبين في رياض الكون والأنفس، وفي زوايا الغيب وطيَّات المصير؛ لتقيس ما يرى على ما لا يرى، وتستدل بما يُتفق عليه على ما يُختلف فيه، وتترك للإنسان الحريَّة فيما يختار، بعد التوضيح، وتلزمه بنتائج اختياره المحض، وكأنها تطرح على فطرته السؤال: ﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا ﴾ [السجدة: 18]، لتجيب فطرته حين يُخرِسُ الكبرُ لسانه: ﴿ لا يستوون ﴾.

    ــــــــــــــــــــ
    [1] - هكذا قسَّم السيد قطب في "الظلال"، ص (3104 - 3106)، ج (6)، ط: 10 - شرعيَّة - دار الشروق، 1981.

    [2] - الطبري، (3/ 3)، م (12)، ط: دار الجيل، بدون تاريخ.

    [3] - الطبري، نفس المصدر السابق.

    [4] - "الدار المنثور"، (1/ 391)، ط : (1)، 1983، دار الفكر.

    [5] - "البحر المحيط"، (8/ 403)، ط: (1)، دار الكتب العلميَّة، 1993م.

    [6] - الطبري، ص (34)، ج (30)، م (12)، م . س.

    [7] - أبو حيان، (8/ 401)، م . س.

    [8] - الطبري، (30/ 4)، م (12)، م . س.

    [9] - د. زغلول النجار، مقال بعنوان: الليل والنهار في القرآن، مجلة حراء (5)، السنة الثانية، ص (4)

    [10] - الطبري، (30/ 5)، م (12)، م. س.

    [11] - المصدر السابق، والصفحة نفسها.

    [12] - انظر الطبري، م . س، والصفحة نفسها، وأبا حيان، (8/ 405)، م . س.

    [13] - أبو حيان المصدر السابق نفس الصفحة.

    [14] - الطبري، (30/ 5)، م (12)، م . س.

    [15] - الطبري، (30/ 2)، م (12)، م . س.

    [16] - "البحر المحيط"، (8/ 404)، م . س.

    [17] - الطبري، (30/ 7)، م (12)، م . س.

    [18] - المصدر السابق، (30/ 7)، م (12)، م . س.

    [19] - أبو حيان، (8/ 404)، م . س.

    [20] - أبو حيان، (8/ 403)، م . س.

    [21] - الطبري، (30/ 7)، م (12)، م . س.

    [22] - المصدر السابق.

    [23] - أبو حيان، (8/ 405)، م . س.

    [24] - الطبري، (30/ 8)، م (12)، م . س.

    [25] - المرجع السابق.

    [26] - الطبري، (30/ 9)، م (12)، م . س.

    [27] - المرجع السابق.

    [28] - المصدر السابق.

    [29] - "صفوة التفاسير"، (3/ 509)، ط (5)، 1986.

    [30] - الطبري، (30/ 10)، م (12)، م . س.

    [31] - أبو حيان، (8/ 404)، م . س.

    [32] - أبو حيان، (8/ 406)، م . س.

    [33] - الطبري، (30/ 12)، م (12)، م . س.

    [34] - السيوطي، (8/ 401)، م . س.

    [35] - الطبري، (3/ 13)، م (12)، م . س.

    [36] - المصدر السابق.

    [37] - أبو حيان، (8/ 402 – 403)، م . س.

    [38] - الطبري، (3/ 13)، م (12)، م . س.

    [39] - السيوطي، (8/ 401)، م . س.

     
  2. #2
    صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute صناع الحياة has a reputation beyond repute الصورة الرمزية صناع الحياة
    تاريخ التسجيل
    09 / 06 / 2005
    الدولة
    مصر
    العمر
    51
    المشاركات
    21,349
    معدل تقييم المستوى
    26549

    افتراضي

    بارك الله فيك وجزاك كل الخير
    مع الشكر والتقدير

     
  3. #3
    ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute ابو مالك has a reputation beyond repute الصورة الرمزية ابو مالك
    تاريخ التسجيل
    20 / 03 / 2007
    الدولة
    الأردن
    العمر
    50
    المشاركات
    6,574
    معدل تقييم المستوى
    7059

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صناع الحياة مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك وجزاك كل الخير
    مع الشكر والتقدير

    الشكر والتقدير لك أخي الفاضل صناع الحياة لتواصلك الدائم

     

 
+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك