[align=justify]
عن عائشة رضي الله عنها قالت ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ الماهر بالقرآن مع السفرة الكِرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران ] – رواه مسلم –
قال الإمام النووي رحمه الله :- الماهر : الحاذق الكامل الحفظ الذي لا يتوقف ولا يشق عليه القراءة بجودة حِفظه وإتقانه .
قال القاضي عياض رحمه الله : يحتمل أن يكون معنى كونه مع الملائكة أن له في الآخرة منازل يكون فيها رفيقاً للملائكة السَفَرة ، لاتِّصافهم بصفتهم من حمل كتاب الله ، ويحتمل أن يراد أنه عامل بعملهم وسالك مسلكهم .
الله أكبر يا لها من منزلة عظيمة وجليلة أن الإنسان يكون يوم القيامة مع السفرة : وهم الرسل . والبررة : وهم المطيعون ، من البر وهو الطاعة ..
فيا من تريد أن ترتقي في الآخرة عليك بضبط حفظ القرآن وإتقانه .. ولذلك فوائد كثيرة منها :
1- كثرة القراءة في كل وقت .
2- إطالة الصلاة في قيام الليل .
3- قوة ارتباطه بالقرآن و تعاهده له .
4- سهولة القرآن على لسانه وقلبه .
5- كثرة ختمه للقرآن الكريم .
بخلاف غير الماهر ، فإنه يصعب عليه ذلك كله .
قال عثمان بن عفان رضي الله عنه : لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم .
آداب حامل القرآن :
قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : ينبغي لحامل القرآن أن يُعرف بليله إذا الناس نائمون ، وبنهاره إذا الناس مفطرون ، وبحزنه إذا الناس يفرحون ، وببكائه إذا الناس يضحكون ، وبصمته إذا الناس يخوضون ، وبخشوعه إذا الناس يختالون .
وينبغي لحامل القرآن أن يكون باكياً محزوناً سليماً مسكيناً ،ولا ينبغي لحامل القرآن أن يكون جافياً ، ولا غافلاً ، ولا ضحاكاً ، ولا صخاباً حديداً . أ.هـ
أهل القرآن مقدَّمون على غيرهم في الدنيا والآخرة .
قال صلى الله عليه وسلم : [ من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول الم حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف ] رواه الترمذي .
سبحان الله .. لو قيل للناس من قرأ حرفاً من كتاب الله فله مبلغٌ من المال ، لوجدت أكثر الناس يحرصون على قراءة القرآن .. ولخصص جزءاً من يومه لقراءة القرآن !.
والسبب في ذلك أن قيمة الدنانير والدراهم في قلوب الناس أعظم من قيمة الحسنات .
قال تعالى : { بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى} .
[/align]
مواقع النشر (المفضلة)