تتفاوت حقيقة السعادة بالنسبة للنفوس لأن النفوس لا تقنع بما تملكة ولا تعشق شئ إلا إذا تعسر نواله وبالاستحواذ عليه تنبسط لبعض الوقت ثم تشتاق إلى غيره .
وكل إنسان يذهد فيما يملك وتشتد رغبته إلى غيره
وقد يبذل ما كان يتشوق إليه بعد امتلاكه لنوال غيره
إذ لاتنال شهوة إلا ببذل ما يشتهى وكل ما يبذل لا يكون حظا ولا مرغوبا فيه
وعلى ذلك لا يمكن لعاقل أن يحكم على السعادة بأنها كذا
لأنك ترى ما يراه الفرد سعادة فى آن يبذله بسهولة لنوال ما يراه سعادة فى آن آخر
وما من حظ من الحظوظ يناله إنسان إلا بسلب حظا آخر من حظوظه أو سلب حظ من حظوظ غيره
إذن السعادة شئ آخر
السعادة الحقيقية هى نوال خير لا يعقبة شر
ويتفاوت هذا الخير لأن السعادة الحقيقية تكون بحسب منزلة الإنسان من علمه بربه
أما حقيقة السعادة فهى أن يبذل الإنسان كل حظوظه وشهواته فى نوال رضا ربه متبعا سنة المصطفى صلى الله علية وسلم مشاهدا لجماله وجلاله متحققا بمعيته سبحانة وتعالى وبهذا ينال حقيقة السعادة .
ليست السعادة جمع مال
ولكن التقى هو السعــيد
مواقع النشر (المفضلة)