لا شيء سيرّتل أغــنيات الفرح فوق غـصون الذكريات غير عـصافـير الأمل
و أضواء صبية تراقـص أوراق الأشجار .. و لن يعـزف أحزانَ الشتاء
عـلى قيثارة الحقول سوى نشيج الليل الممطر تحت ليلة تدّثر فيها
الغيومُ الكواكب و النجوم النائية .. سيخضّر الربيع من قـلبي
و يبتسم من عـيني عندما يموت اصفرار الخريف و أوراقه
المثقلة بالعـتمة و التي لفظها البستان و فراشاته و تركتها ذاكرة
الرياح يتآكلها الرمل و النسيان .. سيولد يا حبيبي النهار ثانية
عندما يموت الليل المعـلـّق على أهداب قريتنا البعيدة !
تريد ألاّ يموت الشتاء ْ
. . . . . . و أن يمسحَ الليلُ حزنَ القمرْ
و هذا شتاءُ الحياةِ يموتْ
. . . . . . و يعـزفُ قدّاسهُ بالمطرْ..
الأوراق تتساقط جميعاً و لن يختصرها الذبول بعد العاصفة .. و للشتاء
ذاكرة حزينة لن يمحوها الصيف بأتربته الجافة .. و للغـناء بقية
و لن يموت لحن الحياة على الوتر طالما هناك عـصفور
يحتضرُ أو فراشة ملوّنة تكنس اصفرار الخريف و تنثره وراء الزمن !
كلُ الخمَائلِ أنتَ
هاتَ يديكْ .. سامحني
ضمّني ببعـض أغـصـَـانكْ
نشيجُ الليلِ أمطارٌ يردّدها
غيمُنا القاني
على قِيثـَارِ أحزانكْ
فاعزف وصايا حقلنا المنّسي
و اجعـل الأضواءَ بعـض ألحانكْ
و اطلقْ المنفى من عـينيكَ
ليأسرني لونُ أوطانك
مواقع النشر (المفضلة)