غربة
تمزق وجه أفكارى
وترمى بها على شواطئ الليل
تقتات العتمة
لم تمتطى روحكِ صهوة المسافة؟
وتتركينى أغوص فى بحر الأنين
فلا أطالكِ
ولا أطال ذاتى
بعدما ينتصف الليل
تنشدنى خطواتى خارج الحلم
أحوم حول وريقاتى
فى مهرجان الكلمات التائهة
كعقارب ساعة معطلة
تهتز فى مكانها بلا حراك
أخرج من سريرى
أبحث فى شوارع دمى
فقلمى ينزف .. وقلبى يدمى
غربة
ترمى شباكها من حولى
تصطاد فى بحرى القلق
حبيبتى
قد إعتدت بقاءك
أدمنت تعاطيه
كالشمس لاتسطع فى الليل
كالصبح لايزوره القمر
إعتدتك تنثرين عطركِ فى أجوائى
تنصبين خيامك فوق أرضى
ترمين مرساتكِ فى مينائى
هكذا أرتئيكِ
حصاراً من الورود
أو سماءً مثقلة بالمطر
غربة
تنخر عظام الشارع
الأزقة مهلهلة
جدران الغرفة المسكونة بالوجع
عيوناً تتهجى أبجدية الجراح
غربة
تبدد الروح كموجة عارمة
تنقلت من البحر الهائج
تعلو .. وتعلو
ثم تستكين
وتعاود الإنفلات .. ثم السكينة
إنفلات وسكينة .. مرات عديدة
حتى تفتت الصخر
غربة
تفتت الجمود فى كلماتى
وينصهر معها جليد أشعارى
ويعاودنى الحنين
لغربة الكلمات
مواقع النشر (المفضلة)