مشكلة لافوازييه الكبرى تكمن في تعسف نتائج تجربته البدائية وترقيتها لدرجة تخطي حدود كل ما هو فيزيقي وبلوغها لمرحلة الإيدولوجيا الميتافزيقية الأسطورية الخزعبلاتية
مشكلة لافوازييه إنه تخطى حدود تجربته البدائية بمراحل كونية عابرة للكون نفسه ... وهذه النتائج المتضخمة الميتافيزيقية لا تتحملها بأي حال من الأحوال نتائج تجربة بدائية على تبخير الماء ثم إعادة تكثيفه وحساب وزن المدخلات مع وزن مخرجات التجربة ليصل كل هذه النتائج التي وصلت لمرحلة سحيفة تتجاوز مادية المادة نفسها وتذهب لتعسف نتائج غيبية غامضة إحالية خزعبلاتية أساطيرية وثنية بلهاء لا قيمة لها....
فلافوازييه لم يكتفي بنتائج تجربته البدائية لصياغة قانون حفظ الكتلة على الرغم من التحفظ على أي تعميم زمني إطلاقي لهذا القانون ولكن لا فوازييه وصل لتخطي مفهوم الكتلة ليقفز مباشرة إلى مفهوم المادة نفسه .
فقال إن نتائج تجربته البدائية صالحة تماما للذهاب به إلى حدود أبعد من الكتلة والوصول إلى حدود مفهوم "المادة" نفسه و وصل لدرجة التعميم الزمني على مفهوم المادة ثم واصل حتى وصل إلى حدود ما بعد زمنية غيبية مطلقة وكل هذا بالتحميل الزائد جدا على نتائج تجربته البدائية الرائعة عن طبيعة حفظ الكتلة أثناء التحولات والتفاعلات الكيمائية .
وقانون حفظ المادة خطأ من وجوه عديدة بداية من أن القانون تكلم بصياغة الماضي السحيق لتاريخ المادة ... فالقانون تكلم عن شيء غامض غير علمي بالمرة وهو أن نص القانون على إن "المادة لا تستحدث" وهذا النص كارثة بلهاء على العقل والعلم البشريان فمعنى ذلك الجزء من نص القانون هو محاولة القول بأن المادة على التحقيق تعتبر "أزلية" وليست حادثة ... مما يعني نفي وجود فاعل موجد لهذه المادة .... وهذا تحديدا كلام أفسد ما يكون فهو كلام فلسفي غيبي لا يمت للعلم أو التجربة بأي صلة لا من قريب ولا من بعيد ولكنه تعسف أحمق لتأيد عقائدهم المادية الجدلية الإلحادية لقراءة التاريخ.
ومشكلتنا هنا مع لافوازييه أن نتائج تجاربه التي نعالج ما يعنينا منها هنا وهي قضية التحقيق والفصل بحدوث المادة أو العكس بأزليتها .... فمشكلتنا هنا أن نتائج لافوازييه بالكلام عن نفي امكانية استحداث المادة هو قطع مطلق بـ "أزلية المادة" ونفي موجد عظيم القدرة لمادة الكون .... ومشكلتنا هنا هي أن نتائج لافوازييه ليست بأي حال من الأحوال علمية بشكل مطلق بل هي أقرب منها لعقيدة غيبية إحالية تحيل وجود المادة للكون لأسباب غير موضوعية وغير نظامية وهذا ينافي أبسط وأوضح قواعد العلم والمعرفة على أي مستوى مطلقا.
فنص لافوازييه في قانون حفظ المادة الخاص على أن "المادة لا تستحدث" فهذا يعتبر نص ديني تماما لا يمت للتجربة أو للعلم بأي صلة وهو تعسف صريح جدا لإثبات عقيدة وثنية بالية ساقطة عن طريق نسبتها لمفهوم العلم والتجربة.
وبوضوح شديد فمهما كانت نتائج تجارب لافوازييه على تبخير الماء وإثباتات حفظ الكتلة فلا يمكن تعميمها على كل أنواع وحالات المادة في كل أنواع وحالات التحولات والتفاعلات الكيمائية فهذا بلاهة وتخلف علمي فادح يناقض أوضح أسس المنهج العلمي ويفتك بها ويضربها بعرض الحائط .. فما بالنا وأن لافوازييه لم يكتفي بتعميم نتائج تجربته على التفاعلات الكيمائية فقط بل ذهب إلى ما هو أبعد وأبعد من ذلك بكثير فقام لافوازييه بالوصول إلى درجة تعميم نتائج تجربته البدائية جدا وصل لتعميمها وترقيتها حتى تشمل مادة الكون .. ولم يكتفي بذلك وحسب بل وصل إلى درجة أبعد وأبعد مما سبق بمراحل تفوق أي مقاييس بشرية علمية معروفة من أي نوع فوصل به الأمر إلى إعادة تعميم وترقية نتائج تجربته البدائية مجددا حتى تشمل كل تاريخ مادة الكون .... بل الأدهى والأدهى إنه واصل التعميم والترقي الفاسد في نتائج تجربته البدائية حتى قال إن نتائج تجربته تتجاوز مفهوم الزمن نفسه وتقطع بأن المادة لا يمكن لها أن تستحدث بمعنى إنه قطع بأن المادة شيء فوق زمني بحيث إنه هو نفسه تجاوز مفهوم مادية المادة نفسه وأحال المادة إلى شيء ميتافيزقي غيبي غامض إلى أبعد مدى؟!.
وهذه كلها ترهات ساقطة لا تمت للعلم بأي صلة كما شرحت سابقا باختصار ....
وأكتفي بهذا القدر وسأستكمل لاحقا بإذن الله تعالى.
المستنصر بالله .. سيف السماء؛؛؛
مواقع النشر (المفضلة)