الشباك
لقيني وقد تبدت في عينيه أشياء لم أرها من قبل.ضمني إلي صدره في فتور هذه المرة.مال على كتفي كأني به يراني أبوه الذي ولت ذكراه مع هرولة الزمن وتقلبه ثم تمدد على الأرض وهو يقول :-
- هذا الشباك هو السبب .
- شباك ؟!
- أرأيت يا صديقي كم تتفاوت القيمة من شخص لشخص ومن مكان لمكان.رأيتها.جذبني إليها أمرا غامضا لا أدري كنهه.أتدري كيف ولم تلوذ البنت بأمها إذ توشك على الضياع ؟!
هذه المرة لا أفهمه.تتبدي لي أشياء عجيبة هذه المرة.ما الذي جد؟أي جلل قلب حاله وقد كان لا يبالي بأي شيء يدور حوله.وقام بغتة ثم مضي وهو يناديني فاندفعت نحوه وأشار إلي فضاء خال مترام الأطراف .
- هنا كانت من هنا رأيتها.كانت تسير تطأطئ رأسها.أسى غريبا لمحته في عينيها.كيف لهاتين العينين أن يتملك منهما الحزن.ووجدتني دون إرادتي أهبط سريعا.لا أدري ما الذي دفعني إلي أن أهبط.أي قوة دفعتني لأقدم على هذا الأمر.وحين اقتربت حيث كانت لم أجدها. اختفت كأنها سراب.وعدت ضائقا تحيط بي هواجس.عدت خائفا أترقب مصيري دونها.
- دونها ؟!
- أجل .
- أهكذا فجأة ؟؟
- أتعرف ديدمونه ؟
- وعطيل أيضا !!
- إن عطيل لم يقتل ديدمونه.هي التي دفعته لقتلها لأنها لم تعلمه سوى أن يحبها بجنون ويعشقها بجنون.إن المرأة هي التي تحكم على الحب بالفشل أو الاستمرار دون انقطاع.المرأة نبع سكينة ممتد يقتفي الرجل أثره كأنه فراشة تحوم حول اللهب ولا تدرك القسوة إلا حين تحترق!!
- لا أفهمك .
- كانت تعود وتختفي كالوميض.أنتظرها هاهنا في الشباك وأراها تسير حتى إذا حاولت الذهاب إليها لم أجدها صرت أحب فيها الانتظار والسراب أيضا !!
- ماذا ؟؟
- أتدري لم الشمس نحتاج لها ؟! مخلوق أكبر إما أن ينعم على تابعه بعطف أو يقلم أظافره بضربة شمس أو بقبر منيف شيد له !!
- مسكين يا صديقي.
- أنا في انتظارها.في انتظار أن تأتي الشمس لتطل من الشباك !!
مسكين صديقي.عشق السراب ومزجه بالحب في كأس تجرعه وحده ؟!!
حمادة البيلي
مواقع النشر (المفضلة)