+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. #1
    باسم وان is a glorious beacon of light باسم وان is a glorious beacon of light باسم وان is a glorious beacon of light باسم وان is a glorious beacon of light باسم وان is a glorious beacon of light الصورة الرمزية باسم وان
    تاريخ التسجيل
    14 / 11 / 2006
    الدولة
    العراق-الرمادي
    العمر
    44
    المشاركات
    2,490
    معدل تقييم المستوى
    2764

    Icon1 إنه حــــب آخــــر

    إنه حــــب آخــــر
    جلس الحسن البصري ذات يوم يعظ الناس، فجعلوا يزدحمون عليه ليقربوا منه، فأقبل عليهم، وقال ‏:‏ يا إخوتاه ، تزدحمون عليّ لتقربوا مني‏؟‏ فكيف بكم غدًا في القيامة إذا قرّبت مجالس المتقين، وأبعدت مجالس الظالمين، وقيل للمخفين جوزوا، وللمثقلين حطوا‏؟‏ فيا ليت شعري ‏:‏ أمع المثقلين أحط ، أم مع المخفين أجوز‏؟‏ ثم بكى حتى غشي عليه، وبكى من حوله، فأقبل عليهم وناداهم، يا إخوتاه، ألا تبكون خوفًا من النار‏؟‏
    ألا من بكى خوفًا من النار نجاه الله منها يوم يجرّ الخلائق بالسلاسل والأغلال‏.‏
    يا إخوتاه، ألا تبكون شوقًا إلى الله‏ ؟!‏
    ألا وإن من بكى شوقًا إلى الله ، لم يحرم من النظر غدًا إلى الله إذا تجلى بالرحمة، واطّلع بالمغفرة، واشتدّ غضبه على العاصين‏.‏
    يا إخوتاه، ألا تبكون من عطش يوم القيامة‏؟‏
    يوم يحشر الخلائق وقد ذبلت شفاههم، ولم يجدوا ماء إلا حوض المصطفى صلى الله عليه وسلم، فيشرب قوم، ويمنع آخرون‏ ..‏ ألا وإن من بكى من خوف عطش ذلك اليوم سقاه الله من عيون الفردوس‏.‏
    قال‏:‏ ثم نادى الحسن رضي الله عنه‏:‏ واذلاه إذا لم يرو عطشي يوم القيامة من حوض النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏
    ثم بكى وجعل يقول‏:‏ والله لقد مررت ذات يوم بامرأة من المتعبدات،وهي تقول‏:‏ إلهي، قد سئمت الحياة شوقًا ورجاء فيك‏.‏ فقلت لها‏:‏ يا هذه، أتراك على يقين من عملك‏؟‏
    فقالت‏:‏ حبي فيه وحرصي على لقائه بسطني ..‏ أتراه يعذبني وأنا أحب‏؟‏‏.
    فبينما أنا كذلك أخاطبها، إذ مرّ بي صبيّ صغير من بعض أهلي، فأخذته في ذراعي، وضممته إلى صدري، ثم قبلته‏.‏ فقالت لي‏:‏ أتحب هذا الصبي‏؟‏ قلت ‏: ‏نعم‏.‏ قال ‏:‏ فبكت ، وقالت ‏:‏ لو يُعلم الله الخلائق ما يستقبلون غدًا، ما قرّت أعينهم، ولا التذّت قلوبهم بشيء من الدنيا أبدًا‏.‏
    قال‏:‏ فبينما أنا كذلك، إذ أقبل لها ولد يقال له‏:‏ ضيغم، فقالت‏:‏ يا ضيغم، أتراني أراك غدًا يوم القيامة في المحشر أو يحال بيني وبينك‏؟‏ قال‏:‏ فصاح الصبي صيحة ظننت أنه قد انشق قلبه، ثم خرّ مغشيًا عليه، فجعلت تبكي عليه، وبكيت لبكائها‏.‏
    فلما أفاق من غشيته، قالت له‏:‏ يا ضيغم ..
    قال لها لبيك يا أماه ‏.
    ‏قالت ‏:‏ أتحب الموت‏؟‏
    قال ‏:‏ نعم‏.‏
    قالت‏:‏ ولم يا بنيّ‏؟‏
    قال لها‏:‏ لأصير إلى من هو خير منك، وهو أرحم الراحمين، إلى من غذاني في ظلمة أحشائك، وأخرجني من أضيق المسالك، ولو شاء لأماتني عند الخروج من ضيق ذلك المسلك حتى تموتي أنت من شدة أوجاعك، لكنه برحمته ولطفه، سهّل ذلك عليّ وعليك‏.‏ أما سمعتيه عز وجل يقول‏: ( ‏نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ‏ ) [‏الحجر 49ـ50‏]‏
    وجعل يبكي وينادي‏ :‏ أواه أواه، إن لم أنج غدًا من عذاب الله، ولم يزل يبكي حتى غشي عليه، وسقط على الأرض، فدنت منه أمه، فلمسته بيدها، فإذا هو ميّت رحمه الله‏.‏
    فجعلت تبكي وتقول‏:‏ يا ضيغماه، يا قتيلًا في حبّ مولاه‏ !!
    ولم تزل كذلك حتى صاحت صيحة عظيمة، ووقعت في الأرض ..
    قال‏:‏ فحرّكتها، فإذا هي قد ماتت ..‏ رحمة الله عليه وعليها، ورحمنا الله بهما‏.‏


    من كتاب بحر الدموع / لابن الجوزي


    منقول

     
  2. #2
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    52
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4400

    افتراضي رد: إنه حــــب آخــــر

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    يذكرني هذا الكلام برابعة العدوية اشتهرت بين الناس لشدة حبها لله حيث كانت تقول إن محبة الله يجب أن تكون الهدف الأسمى لمحبي الله.


    المفهوم الجوهري اللذي عرفت رابعة الناس عليه في حياتها لم يكن التصوف أو الزهد، وإنما هو حب الله. لقد كانت رابعة هي الأولى التي تقول إن البشر يجب أن يحبوا الله لذاته، لا خوفاً من عقابه ولا طمعاً في ثوابه كما كان يفعل المتصوفة من قبلها.

    وكانت رابعة تعلم مريديها أن التوبة هي هبة من الله لأن أحداً لا يستطيع أن يتوب ما لم يقبل الله توبته أولاً ومن ثم يهبه التوبة. كما كانت تقول إن العصاة يجب أن يخافوا عذاب الله الذي يستحقونه عن معاصيهم، غير أنها اعطت هؤلاء العصاة أملاً أكبر في الجنة مما فعله سابقوها. بالنسبة لها، العبادة المثالية هي أن يعبد الإنسان الله لا خوفاً من جحيمه ولا طمعاً في جنته، فهي ترى أن من يفعلون ذلك هم عباد وصوليون. ذلك أن الخوف أو الطمع هي عواطف تفعل فعل الستار الذي يعمي العيون عن رؤية الله لذاته.

    وكانت تقول: "يا رب! إن كنت أعبدك خوفاً من نارك، فاحرقني بنارك. وإن كنت أعبدك طمعاً في جنتك، فاحرمني جنتك. لكن إن كنت أعبدك لذاتك، فلا تحرمني نور جمالك الدائم."

    امين يا رب لا تحرمنا نورجمالك


     
  3. #3
    دعاء ابراهيم is on a distinguished road الصورة الرمزية دعاء ابراهيم
    تاريخ التسجيل
    22 / 03 / 2007
    الدولة
    مجهولة
    المشاركات
    60
    معدل تقييم المستوى
    284

    افتراضي رد: إنه حــــب آخــــر

    جزاكما الله خيرا
    اللهم ارزقنا حبك

     
  4. #4
    باسم وان is a glorious beacon of light باسم وان is a glorious beacon of light باسم وان is a glorious beacon of light باسم وان is a glorious beacon of light باسم وان is a glorious beacon of light الصورة الرمزية باسم وان
    تاريخ التسجيل
    14 / 11 / 2006
    الدولة
    العراق-الرمادي
    العمر
    44
    المشاركات
    2,490
    معدل تقييم المستوى
    2764

    افتراضي رد: إنه حــــب آخــــر

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة توفيق ش مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    يذكرني هذا الكلام برابعة العدوية اشتهرت بين الناس لشدة حبها لله حيث كانت تقول إن محبة الله يجب أن تكون الهدف الأسمى لمحبي الله.


    المفهوم الجوهري اللذي عرفت رابعة الناس عليه في حياتها لم يكن التصوف أو الزهد، وإنما هو حب الله. لقد كانت رابعة هي الأولى التي تقول إن البشر يجب أن يحبوا الله لذاته، لا خوفاً من عقابه ولا طمعاً في ثوابه كما كان يفعل المتصوفة من قبلها.

    وكانت رابعة تعلم مريديها أن التوبة هي هبة من الله لأن أحداً لا يستطيع أن يتوب ما لم يقبل الله توبته أولاً ومن ثم يهبه التوبة. كما كانت تقول إن العصاة يجب أن يخافوا عذاب الله الذي يستحقونه عن معاصيهم، غير أنها اعطت هؤلاء العصاة أملاً أكبر في الجنة مما فعله سابقوها. بالنسبة لها، العبادة المثالية هي أن يعبد الإنسان الله لا خوفاً من جحيمه ولا طمعاً في جنته، فهي ترى أن من يفعلون ذلك هم عباد وصوليون. ذلك أن الخوف أو الطمع هي عواطف تفعل فعل الستار الذي يعمي العيون عن رؤية الله لذاته.

    وكانت تقول: "يا رب! إن كنت أعبدك خوفاً من نارك، فاحرقني بنارك. وإن كنت أعبدك طمعاً في جنتك، فاحرمني جنتك. لكن إن كنت أعبدك لذاتك، فلا تحرمني نور جمالك الدائم."

    امين يا رب لا تحرمنا نورجمالك



    حقيقة اخي الكريم جميل ما سطرت فاولئك عرفو الله بقلوبهم واحبوه وطغى حبه على كل شيء
    فنسو الدنيا وما فيها ولم يركنو اليها بل طلقوها

    ونحن نمسك بها باسناننا ويدينا ولا نريد ان تهرب منا وهي هاربة لا محال



    دمت بكل ود واحترام اخي الكريم

     
  5. #5
    باسم وان is a glorious beacon of light باسم وان is a glorious beacon of light باسم وان is a glorious beacon of light باسم وان is a glorious beacon of light باسم وان is a glorious beacon of light الصورة الرمزية باسم وان
    تاريخ التسجيل
    14 / 11 / 2006
    الدولة
    العراق-الرمادي
    العمر
    44
    المشاركات
    2,490
    معدل تقييم المستوى
    2764

    افتراضي رد: إنه حــــب آخــــر

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دعاء ابراهيم مشاهدة المشاركة
    جزاكما الله خيرا
    اللهم ارزقنا حبك

    اللهم امين

    دمت بحفظ الرحمن

     

 
+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك