إذا أراد الإنسان أن يكون ذا مال ، فإنه يبذل الوقت والجهد ، وقد يسهر من الليل ويتأخر عن الزوجة والولد ليحقق هذا المراد ..
وكذلك من وضع نصب عينيه الحصول على شهادة جامعية ، تراه يبحث ويدرس ويجتهد كي يحصل عليها ..
ومن أكثر النوم والكسل واعتاد ذلك فإنه يكون سعيداً في فراشه وجل تفكيره في شراء أحدث تقنيات الراحة من فراش وأسرة وغيرها ...
وقد قيل : ( المرء حيث يجعل نفسه ، إن رفعها ارتفعت ، وإن قصر بها اتضعت ) .
فأنت حيث جعلت نفسك .
إن أردتها عالية خفاقة ستكون وذلك فقط حين تبذل الجهود ، وتدفع غالي الأثمان ، وتستسهل الصعاب .
( يقول المودودي : إنه من الواجب أن تكون في صدوركم عاطفة صادقة تشغلكم في كل حين من أحيانكم بالسعي في سبيل غايتكم وتعمر قلوبكم بالطمأنينة وتكسب لعقولكم الإخلاص والتجرد وتستقطب عليها جهودكم وأفكاركم ) .
وعليه فإنه لا بد لإدراك المجد والعلا من أعمال ، ولا بد لتصديق الأقوال من أفعال تترجم الأحلام والأماني إلى أعيان ملموسة في الواقع وصدق الشاعر في قوله :
ما المجد زخرف أقوال لطالبه ........ لا يدرك المجد إلا كل فعال
واسمع أيها الحر قول الآخر :
كل له غرض يسعى ليدركه ......... والحر يجعل إدراك العلا غرضا
فاجعل غرضك وطلبك إدراك العلا والمجد ، كي تتميز عن الآخرين بالقول والعمل ، واحمل على كتفيك الأثقال وامضِ مسرعاً دون توقف ، فإن الأيام تمضي أسرع بل إنها لا تعود أبداً ، ولا تلتفت أبداً للكسالى ، ولكن اجعل ناحية المعالي والقمم نظراتك .
مواقع النشر (المفضلة)