+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4388

    Icon3 الفصل الخامس‏:‏ أمور‏.‏‏.‏ لا تخرج المؤمن من الإيمان

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الفصل الخامس‏:‏ أمور‏.‏‏.‏ لا تخرج المؤمن من الإيمان

    قد عرفنا في فصول الكتاب السابقة أن هناك معاص لا تخرج المسلم من الإيمان، ما لم يستحلها، ونعني بالاستحلال تبرير المعصية وعدم الخوف من العقوبة، والسرقة، وشرب الخمر، وغير ذلك معاص قد يقارفها المسلم المؤمن في لحظة من لحظات ضعفه وغفلته، ولا تخرجه عن الإيمان، ودليل هذا معلوم من الكتاب والسنة، ومن أشهر ذلك حديث أبي ذر رضي الله عنه قال‏:‏ أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم عليه ثوب أبيض، ثم أتيته وقد استيقظ، فجلست إليه، فقال‏:‏ ‏[‏ما من عبد قال لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة‏]‏‏.‏ قلت‏:‏ وإن زنى وإن سرق‏؟‏ قال‏:‏ ‏[‏وإن زنى وإن سرق‏]‏ ثلاثاً، ثم قال في الرابعة ‏:‏ ‏[‏على رغم أنف أبي ذر‏]‏ ‏(‏البخاري ومسلم والترمذي‏)‏‏.‏ فهذا الحديث حجة واضحة في هذا الصدد وليس له مخالف عند أهل السنة والجماعة، ولكن بعضهم تهاون في هذا الأمر حتى ظن أن ممارسة المعاصي دائماً دون خوف من عقاب وخشية من عذاب غير مناقضة للإيمان، وقد فصلت هذا الأمر سابقاً بحمد الله وتوفيقه، واشتط في هذا الأمر الخوارج والمعتزلة فظنوا أن المعصية هادمة لكل عمل صحيح سلف من المؤمن فإن مات ولم يتب دخل النار أبداً وهذا غلو بعيد‏.‏

    وحديث أبو ذر هذا لا يناقض حديث أبي هريرة الذي يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏[‏لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن‏]‏ ‏(‏ابن ماجه‏)‏ فإن هذا الحديث نص في انتفاء الإيمان هو غياب حقيقته من القلب، ومن فهم قضية الإيمان -كما أسلفت القول فيها- عرف معنى غياب الحقيقة وقت الفعل، فالإيمان خرف من الله الواحد، المطلع على كل شيء، القادر على عذاب من يعصيه، هذه الحقيقة من حقائق الإيمان، أترى أن إنساناً يرتكب جريمة الزنا -مثلاً- وهو يعلم أن ربه مطلع عليه، مراقب له وأنه سيحاسبه على ذلك وأنه ملاقيه يوم القيامة، ويبقى مستمراً في فعلته القبيحة‏!‏‏.‏‏.‏ لو آمن هذا الرجل وقت هذه الجريمة لجمد الدم في عروقه، ولقام من فوره خائفاً فزعاً‏.‏ ولكن استمراره دليل غياب حقيقة الإيمان من قلبه، فإذا انتهى وتذكر وأبصر وندم وخاف، وهذا هو الإيمان وإن لم يتذكر ولم يندم ولم يخف فلا إيمانه البتة لا قبل الجريمة ولا أثناءها، ولا بعدها‏.‏‏.‏ ومن شهد بالإيمان لمثل هذا الذي لا يندم على فعلته ولا يخاف الله بسبب جرائمه فقد جهل وشهد بالباطل‏.‏

    ولكن ثمة أمور تحتاج إلى تفصيل وإيضاح، فإن بعض الناس يحكم فيها حكماً خاطئاً بسبب التصور الناقص، وهي‏:‏

    1- النطق بكلمة الكفر اضطراراً لا يخرج المسلم من دينه، ولا ينقل المؤمن عن إيمانه، والأصل في هذا قول الله تبارك وتعالى‏:‏ ‏{‏من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله، ولهم عذاب عظيم‏.‏ ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة، وأن الله لا يهدي القوم الكافرين‏}‏ ‏(‏النحل‏:‏106-107‏)‏‏.‏

    وقد نزلت الآيات بشأن عمار بن ياسر لما اضطر إلى أن يقول للكفار ما يريدون، بعد أن عذبت أمه سمية رضي الله عنها وأرضاها بأن ربطت بين جملين ثم جاء عدو الله أبو جهل فاتهمها بأنها لم تسلم إلا من أجل الرجال‏!‏‏!‏‏.‏‏.‏ ثم ضربها في عنقها بحربة فأرداها قتيلة‏.‏ ثم مات زوجها تحت التعذيب بعد ذلك، وقد رخص رسول الله لعمار الذي أتى الرسول باكياً من قوله بلسانه كلمة الكفر، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم على أحزانه وقال‏:‏ ‏[‏إن عادوا فعد‏]‏ ‏(‏رواه ابن جرير والبيهقي‏)‏، أي إن عادوا إلى التعذيب فعد إلى القول‏.‏ ثم نزلت الآيات لتدوين هذه الرخصة إلى يوم القيامة‏.‏

    ولا يختلف اثنان من طلبة العلم أن الصبر على الأذى مع عدم النطق بالكلمة الخبيثة خير من النطق والنجاة من العذاب أو الموت‏.‏ فقد ظن البعض أن هناك حالات قد يكون فيها إظهار الكفر خير من إعلان الإسلام لما يسمونه ‏(‏مصلحة الدعوة‏)‏ وليس هناك مصلحة للدعوة أكبر من أن يصبر حاملوها على الأذى ويموتوا في سبيل الله، ولم تتدنس ألسنتهم بكلمة الكفر، وقد يكون استشهاد رجل أو رجال لعدم نطقهم بكلمة الكفر أبلغ أثراً في الدعوة إلى الله تبارك وتعالى من بقاء طوابير طويلة تنطق بكلمة الكفر‏!‏‏.‏ وتعطي الطغاة ما يريدون‏.‏‏.‏ فيجب أن يظل الاعتقاد السليم الصحيح أنها رخصة ولن تتعدى ذلك فتكون فضيلة وفضلاً وسابقة‏.‏‏.‏

    ولكن يجب أن يفرق بين ذلك -أعني النطق بكلمة الكفر اضطراراً- وبين إخفاء حقيقة المعتقد، فإخفاء الإيمان في ظرف من الظروف قد يكون فضيلة، وسياسة شرعية واجبة، وقد مارس هذا فضلاء الصحابة رضوان الله عليهم بمكة‏.‏ ففي الحديث الصحيح عن حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏[‏احصوا لي كل من تلفظ بالإسلام‏]‏ قال‏:‏ قلنا‏:‏ يا رسول الله أتخاف علينا، ونحن ما بين الستمائة إلى السبعمائة‏؟‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏[‏إنكم لا تدرون لعلكم أن تبتلوا‏]‏‏.‏ قال‏:‏ فابتلينا حتى جعل الرجل منا ما يصلي إلا سراً ‏(‏مسلم وابن ماجه وأحمد‏)‏، وكان هذا بالطبع في مكة‏.‏

    فإخفاء المسلمين للشعائر في هذه الحقبة ليس جبناً، ولا رخصة غيرها أفضل منها وإنما هو سياسة واجبة لانتشار الإسلام، وإعلاء مناره‏.‏ وقد يصل بالمسلمين ظرف من الظروف يكون إخفاؤهم لعقيدتهم وإيمانهم خيراً من إعلان ذلك، وفرق كبير بين إخفاء حقيقة الإيمان، والنطق بكلمة الكفر‏.‏ ولكن ينبغي أن يعلم أن هذا الظرف والمناسبة يحددها النظر الشرعي السليم المبني على اجتهاد صائب صحيح وليس الجبن والخوف من إظهار عقيدة الإسلام وشرائعه‏.‏

    وليس إخفاء الإيمان فضيلة وفريضة للهروب من مكروه فقط بل ولجلب منفعة عامة للمسلمين‏.‏ وقد فعل هذا محمد بن مسلمة رضي الله عنه بأمر من الرسول صلى الله عليه وسلم، عندما أرسله لقتل كعب بن الأشرف ‏(‏كان كعب بن الأشرف يهودياً، وكان شديد الأذى لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يتغزل في نساء الصحابة ويقع في أعراضهم في أشعاره فلما كانت وقعة بدر ذهب إلى مكة وجعل يؤلب المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ناقضاً عهده، فلما عاد إلى المدينة انتدب له الرسول صلى الله عليه وسلم سرية على رأسها محمد بن مسلمة لقتله‏.‏ وأذن لهم أن يقولوا ما شاءوا من كلام يخدعونه به، فزعموا له أنهم ضاقوا ذرعاً بصحبة النبي وشكوا إليه ما أصابهم من ضنك وشدة في العيش‏.‏ وطلبوا منه أن يبيعهم طعاماً ويرهنونه أسلحتهم، حتى إذا اطمأن إليهم وخرج معهم بعيداً عن حصنه قتلوه‏)‏‏.‏

    وكذلك فعل نعيم بن مسعود في غزوة الخندق ‏(‏نعيم بن مسعود رجل من غطفان أسلم أثناء حصار المشركين للمدينة في غزوة الخندق، فطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يخذل الكفار ما استطاع قائلاً له‏:‏ ‏[‏إن الحرب خدعة‏]‏ فذهب إلى بني قريظة وكانوا قد تآمروا مع المشركين، ونقضوا عهدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لهم‏:‏ إن قريشاً إن أصابوا فرصة من المسلمين حاربوا، وإلا فسوف يعودون إلى ديارهم ويتركونكم تواجهون المسلمين وحدكم، ونصحهم ألا يقاتلوا مع قريش حتى يعطوهم رهائن من رجالهم، ثم ذهب إلى قريش وقال لهم‏:‏ إن بني قريظة ندموا على نقضهم لعهد محمد وأنهم صالحوه على أن يأخذوا منكم رهائن يدفعونها إليه ثم يوالونه عليكم فإن سألوكم رهائن فلا تعطوهم، فلما طال بالمشركين المقام، طلبوا من اليهود أن يناجزوا المسلمين معاً، فطلب اليهود منهم رهائن، وأبى المشركون، فتخاذل الفريقان وأرسل الله عز وجل على المشركين ريحاً وجنوداً من الملائكة، فاقتلعت خيامهم وألقت الرعب في قلوبهم فعادوا خائبين‏)‏‏.‏

    2- هذا وينبغي التفريق بين الاضطرار إلى قول الكفر، والاضطرار إلى فعل فيه اعتداء على الآخرين، فليس هناك اضطرار لمسلم أن يقتل مسلماً، فليس نفس المضطر بأولى من نفس المقتول‏.‏ ولذلك نص العلماء على أن من اضطره كفره أو ظالم إلى قتل مسلم وإلا قتله أنه لا يجوز له أن يفعل، لأن نفسه ليست أفضل من النفس التي سيعتدي عليها لينقذ نفسه‏.‏

    وقد نص الإمام ابن القيم رحمه الله في الفوائد إلى أن من اضطر إلى أن تفعل به جريمة اللواط وإلا قتل أنه لا يفعل ولا يمكن من نفسه أحداً، وهذا الأمر ينصرف ولا شك على من اضطر أن يفعل بغيره‏.‏

    وأما من اضطر في عرض أخيه المسلم أو يسبه أو يحكم عليه بالكفر فمسألة فيها نظر والصحيح والله تعالى أعلم أنه يجوز له ذلك‏.‏ إذ قد سمح رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينال من عرضه محمد بن مسلمة وهو في سبيل جلب منفعة ما للمسلمين، وقد سمح الله سبحانه وتعالى للمسلم أن يقول في حقه ما يقول اضطراراً فكيف لا يجوز أن يقدح في عرض المؤمن اضطراراً وهو دون ذلك ولا شك‏؟‏‏.‏‏.‏

    ولكن مما ينبغي ولكن مما ينبغي التنبيه عليه أن من لوازم ذلك أن يعتذر المسلم لأخيه المسلم مما قد حدث منه اضطراراً‏.‏

    وخلاصة هذا الأمر أن النطق بكلمة الكفر في الفتنة رخصة غيرها أولى منها، وأما قتل مسلم أو الاعتداء على عرضه باسم الاضطرار فغير جائز، وأما سبه أو تكفيره فالصحيح والعلم عند الله تعالى، أنه جائز شريطة الرجوع عن هذا بأول فرصة سانحة‏.‏

    وهنا يجب أن ننبه إلى قوله تعالى‏:‏ ‏{‏ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم‏}‏ ‏(‏النحل‏:‏106‏)‏‏.‏

    إلا أن المسلم في حالة الضرورة وغيرها يضيق صدراً بالكفر وأهله، ويعلم أن القول الذي اضطر إليه إنما هو حال عارض، ورخصة عابرة، فإذا زال البلاء زالت‏.‏ ومعنى هذا أن استساغة الفتنة والركون إليها وجعلها نهاية المطاف، وخاتمة السعي كفر بالله تبارك وتعالى وإبطال لجهاد المؤمن وسعيه‏.‏ ولذلك قال الله تبارك وتعالى في شأن هؤلاء‏:‏ ‏{‏ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ولئن جاء نصر من ربك ليقولن إنا كنا معكم أو ليس الله بأعلم بما في صدور العالمين‏}‏ ‏(‏العنكبوت‏:‏10‏)‏‏.‏

    فوصف الله تبارك وتعالى هذا الصنف الذي يعجز في الفتنة فيلقى عصاه ويستسلم للباطل ويعتبر الفتنة مانعة له من الإسلام والإيمان، كما يعتبر المؤمن عذاب الله في الآخرة مانعاً له من الكفر والطغيان، وصفه تبارك وتعالى بالنفاق إذ أن هذا الصنف نفسه يهرول إلى المؤمنين العاملين المخلصين عند النصر قائلاً‏:‏ ‏{‏إنا كنا معكم‏}‏ والله سبحانه وتعالى هو العليم بمن كان مع المؤمنين حقاً، ولذلك ختم الآية بقوله‏:‏ ‏{‏أو ليس الله بأعلم بما في صدور العالمين‏؟‏ وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين‏}‏ ‏(‏العنكبوت‏:‏10-11‏)‏‏.‏

    فليكن المؤمن دائماً مع الله، ومع أوليائه في العسر واليسر والمنشط والمكره، فإن أماله البلاء يوماً ومال معه، فليعاود قيامه بأمر الله ودعوته إذا وجد الفسحة والراحة، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، ولا حول ولا قوة إلا بالله‏.‏

     
  2. #2
    المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute المودة has a reputation beyond repute الصورة الرمزية المودة
    تاريخ التسجيل
    17 / 08 / 2004
    العمر
    32
    المشاركات
    20,806
    معدل تقييم المستوى
    26160

    افتراضي رد: الفصل الخامس‏:‏ أمور‏.‏‏.‏ لا تخرج المؤمن من الإيمان

    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا ... تحياتي .

     
  3. #3
    توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future توفيق has a brilliant future الصورة الرمزية توفيق
    تاريخ التسجيل
    11 / 09 / 2006
    الدولة
    فلسطين
    العمر
    51
    المشاركات
    4,013
    معدل تقييم المستوى
    4388

    افتراضي رد: الفصل الخامس‏:‏ أمور‏.‏‏.‏ لا تخرج المؤمن من الإيمان

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    بارك الله فيك اخي ابو راشد

     

 
+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك