بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الإمام ابن القيم-رحمه الله-:
فإن قيل: فنعم الله دائما مستمرة على العبد فما الذي اقتضى تخصيص النعمة الحادثة بالشكر دون الدائمة وقد تكون المستدامة أعظم؟
قيل الجواب من وجوه:
أحدها: أن النعمة المتجددة تذكِّر بالمستدامة، والإنسان موكَّل بالأدنى.
الثاني: أن هذه النعمة المتجددة تستدعي عبودية مجددة، وكان أسهلها على الإنسان وأحبها إلى الله السجود شكرًا له.
الثالث: أن المتجددة لها وقع في النفوس والقلوب بها أعلق؛ ولهذا يهنى بها ويُعزَّى بفقدها.
الرابع: أن حدوث النعم تُوجب فرح النفس وانبساطها، وكثيرًا ما يجر ذلك إلى الأشر والبطر، والسجود ذل لله وعبودية وخضوع، فإذا تلقَّى به نعمته لسروره وفرح النفس وانبساطها، فكان جديرًا بدوام تلك النعمة وإذا تلقاها بالفرح الذي لا يحبه الله والأشر والبطر، كما يفعله الجهَّال عندما يحدث الله لهم من النعم كانت سريعة الزوال، وشيكة الانتقال، وانقلبت نقمة، وعادت استدراجًا.
عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين
للإمام ابن القيم-رحمه الله
مواقع النشر (المفضلة)