السلام عليكم
قال تعالى
(سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى (6) إِلَّا مَا شَاء اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (7) )
فهل ينسى الرسول عليه الصلاة والسلام ما يُقرؤه؟؟
أو هل يشاء الله أن ينسيه ما يُقرؤه؟؟
قال الفرّاء قاطعا بعدم حصول الإنساء--
(لم يشأ أن ينسى شيئا، وهو كقوله: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّماوَاتُ والأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّك} ولا يشاء. وأنت قائل فى الكلام: لأعطينك كل ما سألت إلاَّ ما شئتُ، وإلاَّ أَن أشاءَ أن أمنعَك، والنية ألا تمنعه، وعلى هذا مجارى الأيمان يستثنى فيها. ونية الحالف التمام.)
ونقل أبو حيّان قولا ضعفه وهو
"وقيل: هذا وعد بإقراء السور، وأمر أن لا ينسى على معنى التثبيت والتأكيد، وقد علم أن النسيان ليس في قدرته، فهو نهي عن إغفال التعاهد، وأثبتت الألف في { فلا تنسى } ، وإن كان مجزوماً بلا التي للنهي لتعديل رءوس الآي.)
ولا يقبل أبدا أن يكون خروج عن قاعدة نحويّة لمتابعة الفاصلة --فإن كانت لا ناهية فيجب أن يكون الكلام " لا تنس" بحذف حرف العلّة--
وقد قال أبو حيّان معقبا عليه
(وكذلك القول بأن لا في { فلا تنسى } للنهي، والألف ثابتة لأجل الفاصلة، وهذا قول ضعيف. )
وقد ضعّف أيضا قول الفرّاء فقال
(وأخذ الزمخشري هذا القول فقال: وقال: إلا ما شاء الله، والغرض نفي النسيان رأساً، كما يقول الرجل لصاحبه: أنت سهيمي فيما أملك إلا ما شاء الله، ولا يقصد استثناء شيء، وهو من استعمال القلة في معنى النفي، انتهى. وقول الفراء والزمخشري يجعل الاستثناء كلا استثناء، وهذا لا ينبغي أن يكون في كلام الله تعالى، بل ولا في كلام فصيح)وقد جزم أبو حيّان بوضوح المعنى فقال
(والمعنى أنه تعالى أخبر أنه سيقرئه، وأنه لا ينسى إلا ما شاء الله، فإنه ينساه إما النسخ، وإما أن يسن، وإما على أن يتذكر. وهو صلى الله عليه وسلم معصوم من النسيان فيما أمر بتبليغه، فإن وقع نسيان، فيكون على وجه من الوجوه الثلاثة.)
فهو عليه الصلاة والسلام لا ينسى ما أمر بتبليغه أبدا إنّما ينسى ما نسخ الله من أحكام--فإن شاء الله تعالى رفع تلكم الأحكام أنساه إيّاها
والله أعلم
مواقع النشر (المفضلة)