بسم الله الرحمن الرحيم
أيا غيوم السمآء ,, أمطري
(( وترى الأرض هامدةً فإذآ أنزلنا عليها المآء إهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج ** ذلك ,, بأن الله هو الحق ,, وأنه يُحيّ الموتى ,, وأنه على كل شىءٍ قدير ((
هى أرض حاكيتكى عنها مرة ماضيه .. وقلت لكى أنها أرض قلبها قاسي .. عينها جامدة .. بعيدة عن الله .. تنظر إلى المصحف بشعور غريب .. تخاف أن تمسكه .. أو تشعر أنه ليس لها فهى لا تستحق أن تقرأه ... تنظر إلى أخواتها فى الله إلى ذكريات طاعتها فتشعر أنه قطر قد فاتها ... وجنة قد ولت بتلابيب جلبابها عنها .. وأنها خُلقت
بين وجع ودمع فى الدنيا ... ونار وعذاب فى الآخره
هذه هى الأرض الهامده ... أرض حقا ترنو إلى الأرض ... ملتصقه فى الأرض ... لا تعتقد إلا بما تمليه عليها الأرض وأهلها
أما نداءات السمآء .... فهى بعيدة عنها ... أو لا تفهمها .. أو لربما صمت أذنيها كى لا تسمعها
أخى .. أختى ... نفسي ... أوتعلمون !!
إن للأرض لغه ... وللسماء لغه
وإن للأرض نداء ... وللسماء نداء
الأرض لغتها الماده .. لغتها المحسوس .. لغتها البديهى المنطقى ... لذلك نادتكى فقالت ... لا ليس لكى توبه لأنه بالمنطق أنتى فعلتى الذنب وأنتى تعلمى أنه ذنب ... أنت تركت الصحبه الصالحه وأنت تعلم أنك بهذا تسير فى خطوات الشيطان ... أنتى لا تطمعين فى الجنه لأن هناك من هى أقرب إلى الله منكى فهى الأحق بها .... أنت أخطأت بتعمُد فعليك الغضب ليوم موتك وليس لك إلا النار ... أنتى غير ثابته اليوم تصلي بخشوع وغدا وبعد غد ستنقري الصلوات أنتى لست مؤمنه ... أنتى هنا تطيعين وخلفهم تعصين أنتى منافقه
هذه نداءات الأرض .. نداءات جافه ... قاسيه ... مؤلمة ... موجعه
أما السمآء ... فلغتها الروح ... لغتها المعنوى ... لغتها ما نشعر به ونؤمن به ونعتقده ... فالسمآء لونها يميل للبياض لأنها بُشرى .. والسمآء فيها لغز الحياه ... فمنها الروح التى تحرك أجسدتنا ... والسمآء نداءاتها رحمه ... وقولها عدل وفضل ونعمه ... وعذابها بعييد ... ونعيمها قريب
السمآء تناديكى .. أن لا تيأسي )) إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون (( ليس الكافرون كفر عقيده بل كافرون أى جاهلون بالله لا يعرفون الله حق قدره وصدق معرفته
السمآء تناديك ... أن لبيك عبدي لبيك عبدي ... إشهدوا يا ملائكتى أنى قد غفرت له
السمآء تناديكى ... أن إذا سقطتى فقومى وإقفى كما كنتى وجاهدى ولا تملى )) والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ((
السمآء تناديكى ... أن توقفى عن معصيتك وأبشرى بالغفران )) إن ينتهوا يُغفر لهم ما قد سلف((
نداء الأرض ... ونداء السمآء ,,, شتان بينهما ... كالنور والظلام
تلك الأرض كانت هامده ... أى خامله راكنه راقده على الأرض أى تسمع لنداء الأرض ... ولكن لأن فوق السماوات العلى إله رحيم ودود حليم ... أنزل على هاتيك الأرض مآء ... نعم
أنزل عليها هذه الكلمات التى تقرأونها
فتلك الأرض الهامده .. قد تكون أنا أو أنت أو أنتِ ... وهذه القطرات التى نزلت عليها لربما هى هذه الكلمات ... هى نداءات السمآء
فلما نزلت عليها المآء ... إهتزت ورَبت ... تحركت وتفاعلت وقالت بشراااااااااااااى اليوم ... إن الجنه لازالت تنتظرنى ... إن ربي لازال يقبلنى ... إن لى توبه .. إن المصحف ليس غريبا عنى ... إن ذكريات الطاعه لها عوده ... إن دموعى قريبا ستنهمر والقلب القاسي قريبا سيرق ويلين وحياتى العصيبه مؤكد عن قريب ستنفرج
إهتزت وربت ... أى وإرتفعت ... وكأن المعنى .. إرتفعت عن نداء الأرض لتصغو لنداء السماء ... إرتفعت عن المنطق والماده إلى علم الغيب ووعد الله وطهر الروح ... إرتفعت عن اليأس إلى البشرى والأمل ... إرتفعت عن الظلام لتلحق بالنور ... إرتفعت عن رفقة السوء لتلحق بالرفقة الصالحه ... إرتفعت عن رذايا النفس وحقارتها ومهانتها إلى عزتها وكرامتها والتوبة بين يدى خالقها
تلك الأرض الهامده تأثرت بالماء .. بل وإهتزت وربت وأنبتت ... وأنتى ألم تحرككى كلماتى ؟؟ ... ألم تهزكى نداءاتى ؟؟... ألم تمس قلبكى تلك الآيات والآيات والآيات
لما نهرب من دنيا النور لندخل كهف الظلام؟؟
لما نهرب من نداء البشرى لنسمع نداء اللعنه؟؟
لما نجرى من الجنه ونُقبل بالأحضان على النار ؟؟
لما ننتظر معجزة من السمآء لنعود إلى الله؟؟
محمد ,, رسول الله مات ... وجبريل ,, وحى السماء إنقطع عن الأرض إلا بإذن الله ... فزمن المعجزات إنتهى .... والكتاب بين يديكى والسنة كالثوب يحمى كتفيكى .. فماذا تنتظرى ؟؟ ... الله لازال يفتح بابه .. ينتظركى لتعودى وهو يقول .. هل من تائب؟؟... فمتى ستلبون النداء ؟؟ ... رسائل الله تأتى الواحده تلو الأخرى ... نداء تلو نداء ... أن
)) أين تذهب ؟؟ ألك رب سواي !! ((
طريق الله بدايته ... الأمل ... أمل يولد ... أن الله يُحيّ الموتى .. ويبعث من فى القبور .. أن الله غفور رحيم ... أن الله يؤتى الفرصه تلو الفرصه .. ويتبع النداء تلو النداء .. ولكن .....
من يصمم الإعراض عن الله ... فليسمع لنداء الله
)) ويحذركم الله نفسه ,, والله رؤوف بالعباد ((
من رأفته بك أنه حذرك نفسه قبل أن يأخذك على حين غره
تذكرى ... أن الرماد تأثر بالماء ... والأرض الهامده إهتزت وربت وأنبتت .. وليس هناك شىء أثقل من تراب الأرض .. فأيقنى أن قلبكى أخف .. وأنه يشتاق لأن تطلقى له العنان ليهتز ويعلو ..فأطلقى له العنان بين آيات القرءان .. وبين الصحبة الصالحه .. وبين قراءة هذه الكلمات
هى كلمات .. ليست تابعه لمن كتبها
وليست دليلة عليه
بل هى نداءات حره .. متحرره من قيود البشر .. لا تبغى سوى رضا ربها وأن تصل إلى صميم القلب .. فتكسر حاجز الظلام وتُشعل مصباح النور وتسقى الأرض الهامده بأطيب ماء كى تهتز وتعلو عن نداءات الأرض وتصغو لنداءات السمآء
فيا تُراك أخى ستقرأ كلماتى نثرا مررت عليه ورحل ؟؟
أم أنتى أختى كانت كلماتى جسرا عبرتي عليه وإنصرف ؟؟
أم يا نفسي كتبتى هاتيك الكلمات لتُنجى غيركى وتنسي نفسكى فتهلكى ؟؟
هى وديعة عند الله .. يقذفها فى قلب من شاء .. ليفرج بها كربة من شاء ... اللهم فبلغها للآفاق .. وأحيي بها القلوب
أحبكم فى الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع تحياتى ((((((((((امال))))))))))) ))))
مواقع النشر (المفضلة)