شيء رائع وعمل جليل أن يقوم الآباء بحثّ أبنائهم على الصلاة مع المسلمين جماعة في المسجد وهي بلا شك عادة جميلة وظاهرة طيبة تحسب لهؤلاء الآباء جزاهم الله خيراً، وقبل هذا كله عبادة يتقرب بها هؤلاء إلى مولاهم، باحثين عن صلاح أبنائهم من خلال المحافظة على صلاة الجماعة، ولكن هناك ملحوظة على هؤلاء الآباء أحببت أن أسوقها لهم لعلها تجد آذاناً صاغية وقلوباً واعية، وتؤخذ منهم بعين الاعتبار ويلتفت لها، وهي أن الكثير من الآباء - هدانا الله وإياهم - قد تركوا أولادهم يذهبون للمسجد لأداء الصلاة لوحدهم خاصة صغار السن دون مراقبة لهم مما جعلهم يتسببون في إيذاء وإشغال المصلين من خلال حركتهم الدائمة في الصلاة بل في جميع زوايا المسجد، إضافة إلى تخطيهم رقاب المصلين سواء قبل الصلاة أو أثنائها أو بعدها بخروجهم فور تسليم الإمام وفراغه من الصلاة، وهذا أمر يلاحظه الجميع ويا ليت كل أب يوجه أبناءه التوجيه السليم لهذا الأمر من خلال توضيح أهمية المحافظة على بيوت الله، واحترام المصلين وأن اللعب في المساجد أمر لا ينبغي وفيه أهانة لها، وكذلك مضايقة المصلين، وأن عليهم أن يحترموا بيوت الله بالدخول فيها بأدب وسكينة ووقار ويؤدوا الصلاة بخشوع وخضوع وإنابة لا باللعب والكلام ومضايقة المسلمين، ويحرص كل الحرص على أن يكونوا بجانبه في الصلاة حتى يحد من ظاهرة لعبهم وكثرة الحركة في الصلاة وحتى لا يتعرض هو وأبناؤه للنقد من إخوانه المصلين، ولكي يمنعهم من الخروج مبكراً من المسجد حال السلام مباشرة حتى لا يؤذوا المصلين بشقهم للصفوف وقطع صلاة من يصلي النافلة، ووالله انني أخشى من دعوة رجل مسلم يفتح الله لها باباً فتقبل فتصيب أحد أبنائنا فنندم أشد الندم، وحينها لا ينفع الندم، ثم إن هناك أموراً يخشى حدوثها بسبب ترك الأبناء يذهبون للمسجد لوحدهم، ومنها التعرض لهم من قبل بعض الشباب ممن ضلوا وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل أولئك الذئاب البشرية الذين يتربصون بهؤلاء الصغار بحثاً عن إضلالهم وانحرافهم كما حدث لهم ذلك، بل إن الأمر قد يتعدى الى التحرش بهم وحدوث مالا يحمد عقباه، وهذا يحدث كثيراً بالقرب من المساجد والحوادث في ذلك كثيرة والضحية أبناؤنا، فهل ندرك ونعي أهمية الاهتمام بهم والحرص على مراقبتهم وبذل أقصى الجهد ليكونوا معنا في طريقنا للمساجد، وبجانبنا في صلاتنا فنرتاح ونريح الآخرين من أذاهم وتطمئن قلوبنا، وتقرّ أعيننا بوجودهم معنا وكل ذلك خير لنا في الدنيا والآخرة! سائلاً الله جلت قدرته أن يقرّ أعيننا بصلاحهم وهدايتهم، ويلهمنا وإياهم طريق الهدى والرشاد، وجميع أبناء المسلمين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
منقول000تحياتي
مواقع النشر (المفضلة)