إلى كل مسلم ذي بصر وبصيرة(الوضع الراهن)
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد:
لقد بحثنا في الحلقة السابقة قصة الوجود والآن نبحث في
الوضع الراهن:
لكي اصف الوضع الراهن للعالم العربي الإسلامي والعالمي قلت لنفسي وأنا انظر بعين البصر والبصيرة:عن أي شيء أريد أن أتكلم؟عن التجزئة والتناحر والتباغض ؟ عن الفرقة؟ عن الضعف والخذلان؟ عن التواكل؟ عن الضمائر؟ عن الانتهازية؟ عن أي شيء أتكلم؟ .
عن مرور ما يقرب النصف قرن وقد بحت منا الحناجر ونحن ننادي بالوحدة وندعوا إلى الوحدة,والى أي وحدة كنا ندعوا,وماذا أنجزنا منها حتى الآن ؟ هل نتكلم عن وحدة الدول العربية وهاهي – ونحمد الله على كل حال - قد أصبحت أكثر من (20) دولة.
-هل نتكلم عن وحدة الجيوش العربية والدفاع العربي المشترك؟ وها نحن قد وجدنا كيف أن الجيوش العربية تقاتل بعضها البعض.
هل نتكلم عن وحدة اقتصادية؟ ونحن نرى أن تعاملنا مع الغير أضعافا مضاعفة من تعاملنا وتبادلنا التجاري والصناعي والزراعي مع بعضنا البعض .
كم درسنا وكم سمعنا ونحن صغاراً منذ أكثر من نصف قرن , بل قرن من الزمان عن الخلافة الإسلامية وضياعها والعمل على إرجاعها.
وها نحن نرى رداً على ذلك بان الدول الإسلامية أصبحت أكثر من (50)دولة.
عن أي شيء أتكلم عن حق المواطن في التعبير عما فيه مصلحة الأمة جمعاء؟
وانظر إلى الجواب في كم الأفواه ,وفتح المزيد من السجون والتفنن في أنواع التعذيب للمواطنين المناضلين . هل أتكلم عن علاقة السلطة بالمواطن والحاكم بالمحكوم ؟
والعكس وعن الوحدة بينهم وعن المحبة لبعضهم البعض ؟
هل أتكلم عن العزة والكرامة لدولنا العربية والإسلامية شعوباً وحكومات؟
هل أتكلم عن الجامعة العربية ومجلس الأمن والأمم المتحدة عن أي شيء أتكلم ؟ثم هل في كل ما تساءلت عنه بقي شيء مخفي لا يعلمه
الجميع؟وماذا تفعل إذن تلك الإذاعات المتنوعة ومحطات التلفزة الفضائية؟
وماذا يقول المحللون السياسيون والاجتماعيون و العسكريون ؟ وماذا يدور في تلك البرامج والندوات والمساجلات بين هؤلاء جميعاً؟
هل أصبح هناك أمرلايعرفه القاصي والداني ؟ ألم تذهب أيام الحجر على المواطن أن يسمع إلاماتريده منه دولته ؟ألم تصبح تلك الأيام- التي كان كم الأفواه فيها يسيراً وسهلاً على السلطة- في خبر كان بعد أن أصبح الإنسان يستطيع أن يذهب إلى دول أخرى ومحطات حرة ومستقلة يتكلم فيها عن فكره وما يدعو إليه بكل حرية , ثم بعد ذلك هل نستطيع أن نتستر على العجز العربي والإسلامي دول وحكومات وسلطات؟.
أليس في وضع فلسطين الآن أعظم الأجوبة على ما سبق ؟ وهل في مقدور هذا الشعب المناضل الذي يقدم كل يوم أروع الأمثلة في الصمود والتصدي ,
وأروع لوحات البطولة والشهادة , وبالمقابل أفظع مناظر القتل والتدمير والتشريد للوطن والمواطن في فلسطين الجريحة والأسيرة من قبل شذاذ الآفاق , أقول هل في مقدور هذا المجاهد والبطل الفلسطيني أن يبقى عنده أي ثقة بالحكومات العربية والإسلامية ؟ وهي تقول له بلسان الحال والمقال : نحن عجزة لا نستطيع أن نقدم لك شيئاً.
ثم هل حرب أفغانستان وحرب الخليج الأولى والأخيرة والتهديد المرعب للجميع والاستهانه والاستهزاء بالجميع,بل وجعل الكل نكرة حتى في مجلس الأمن , وصدور أحكام للتطبيق وويل وألف ويل لمن لا ينفذ ,و من- ليس معنا فهو ضدنا- وانتم تملكون أسلحة الدمار الشامل ولن نسمح لأحد بتهديد أمننا , وسنضرب من شئنا متى شئنا بالاتهام الذي نشاء , والكيفية التي نريد , وويل لمن تسول له نفسه المخالفة , والتنفيذ الطوعي والقسري من الجميع لذلك.
هل كل هذا أصبح معروفاً للجميع أم ماذا؟!
وهل فيما سبق كفايةٌ لمعرفة الحالة الرهيبة التي تمر بها البلاد العربية والإسلامية في هذا الوقت العصيب أظن نعم .....
لكن بالإضافة إلى كل ما سبق أقول وأتساءل مع الجميع أليس هناك دواء لكل تلك الأمراض التي نعاني منها ؟ أليس هناك بصيص أمل نرى من خلاله تغييراً لحالنا هذه من الأسوأ إلى الأفضل والأحسن؟ أليس من سبيل يوصلنا إلى العزة والكرامة والسعادة والسيادة والقوة والمنعة نتخلص به من أضداد هذه الألفاظ ؟ فأقول بكل بساطة ووضوح وجرأة , الدواء موجود ولكن لمن يعترف بمرضه ويسعى للشفاء من هذا المرض .
والأمل كل الأمل بكل ضوئه وضيائه, ولكن لمن أحب أن يرى بقلبه قبل عينه وبلسان حاله قبل مقاله,لكل من له عين يرى بها وأذن يسمع بها وقلب يعي به((... فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ {46})) الحج 46
وأخيراً وليس آخراً أقول السبيل للنهوض والترقي والوصول إلى أعلى مراكز العزة والكرامة متوفر وصالح وسالك .
ولكن لمن علم فنوى ,وعزم على التنفيذ ,وتوكل على الله "وإن الله يعطي العبد على قدر همته وتهمته "
وها إني بعون الله سبحانه وتعالى أسعى وأعمل - مع كل الدعاة المخلصين و العلماء العاملين من هذه الأمة المجاهدة - لكي أبين كل ذلك بأوضح دليل وأقوى برهان معتمداً على الله سبحانه وتعالى مستلهما منه الرشد والصواب .سائرا مع الجميع خطوة خطوة ودرجة درجة . متطلعين جميعاً بقلوبنا رافعين أكفنا إلى الله معترفين بعجزنا, ومستلهمين منه وسائلين وطالبين منه, أن يأخذ بأيدينا جميعاً لما فيه العزة والكرامة والسعادة لنا جميعا,إنه على كل شيء قدير وهو نعم المولى ونعم النصير.
مما كتبه شيخي جميل أبو علي حفظه الله
مواقع النشر (المفضلة)