إن من أخطر ما يهدد الحياة الزوجية:
وجود الكآبة لدى أحد الزوجين أو كليهما. فالكآبة تفصل الإنسان عن نفسه,
وعن أهله، وعمّن يحب، وعمّا يحب. والكآبة لها درجات متفاوتة، منها الخفيفة العابرة،
ومنها الشديدة الدائمة. وقد تكون الأسباب موجودة أو غير موجودة,
وقد تكون موجودة في رأس المكتئب فقط.
ما الحــــل ؟
إن تدريب أبنائنا على حبّ الآخرين ورؤية الجوانب المضيئة من الأشياء التي حولنا
ينشئ جيلاً متفائلاً متغلباً على الصعاب في الحياة العامة والحياة الزوجية.
قد يبني المرء هياكل فكرية في رأسه، ويعتبرها النموذج الذي يجب أن يتبع،
ولا يرى صاحبنا أن تعديلاً ما قد يلزم على ما يعتقد،
أو تغييراً ما في سلوكه يجب أن يتبع. فيقصر نظره ولا يرى الأفق إلا أسود مخيفاً،
فيرتاع ويخشى النوم وينقطع عن مشاركة الآخرين.
إن هذا السلوك له تفسير عضوي داخل الجسم،
فقد يكون نقصاً في بعض الموصلات العصبية،
ولا ندري إن كان هذا النقص مؤقتاً عابراً أو مزمناً دائماً.
فإن أعطى المكتئب عقاراً يرفع من مستوى هذه الموصلات العصبية،
فإنه سيشعر بالتحسن وستنتظم حياته، ويشارك الآخرين همومهم وأفراحهم .
قد يعاني المريض نقصاً في الموصلات العصبية،
كما يعاني مريض السكري نقصاً في أنسولين الجسم.
وقد يعاني المريض زيادة في الموصلات العصبية،
كما يعاني مريض آخر زيادة في حامض المعدة. ولكل حالة علاج،
وهو إما تخفيض الزائد أو تعويض النقص. ففي حالة الكآبة تعطى الأدوية الخاصة
التي ترفع مستوى الموصلات العصبية،
وفي حالة التوتر او التهيج تعطى الأدوية الخاصة
التي تخفض فاعلية الموصلات العصبية.
إن سلوك الإنسان قد يؤثر على وظائف أعضاء جسمه،
وقد يؤثر على الهرمونات والموصلات العصبية،
فالضغط النفسي وراء أمراض كثيرة، في حين أن الفرح وحب الخير
ومساعدة الناس تنظم وظائف الأعضاء وتتناغم معاً في جسد سليم.
دور الزوجـــة ودور الـــزوج
على كل من الزوج والزوجة إدخال السرور على الآخر.
فالزوج الذي يدخل البهجة للبيت ويرفّه عن زوجته وأولاده،
والزوجة التي ترحب بزوجها حال قدومه، وتبتسم له حال دخوله البيت
حتى إذا نظر إليها سرّته، كل هذه خطوات ضرورية للإبقاء على الدفء العائلي
وتقوية الروابط الحميمة التي لا وجود للكآبة فيها.
على كل من الزوج أو الزوجة عدم إلقاء ما في داخل النفس من آلام وأحزان
وشكوى في وجه الآخر. إن ذلك متعب جداً عندما يتكرر كثيراً،
وان النفس ليثقلها تراكم الهموم والأحزان عليها.
فلتحرص الزوجة وتتودد لزوجها بالجميل من الكلام مهما كان طبعه؛
لأنها تحافظ علىسلامة بيتها. وفي النهاية سيولد الأمل وتختفي الكآبة.
الإيمـــــان باللـــه والدعــاء
أما الإيمان بالله وحده، وبما قدّر لعباده، فهو النجاة من كل همٍّ أو حزن.
ومن الخير تجريد النفس من كل شيء على وجه الأرض،
والتوجه بها إلى الله العلي القدير توجهاً خالصاً تتضرع له بالدعاء المستمر
حتى تطمئن وتهدأ.
وفي القرآن والسنة من الآيات والأحاديث ما يذهب كل كآبة والحمد لله.
مواقع النشر (المفضلة)