الى متى نظل في غفلتنا لاهون بدون أن نأبه لصراخ المكلومين من النساء والأطفال والمحرومين فهاهم إخواننا في كل مكان يعانون المرارة والقسوة والحرمان من كل شيء فهناك أقوام قد استحل العدو كل الحرمات عندهم فمن انتهاك للأعراض الى القتل والتعذيب بأبشع صورة فحرموا الأمن والأمان وحرموا نعمة العزة الحرية ، وفي الجهة المقابلة أخوة قد حرموا نعمة الأكل والشرب وأصابهم القحط وهاهم ينتظرون الموت على مرأى من العالم كله ومسمع 0
ونحن هنا منقسمون بين منغمس في اللهو والملذات وبين أناس شغلهم البحث عن الثراء عما حولهم وهناك فئة قليلة هي من حملت هم أمتها وهموم المسلمين فسعت بشتى الطرق للمساعدة ولكنها للأسف لا تملك من الطاقات والقدرة ما يعينها على أن تبلغ مرادها0
إلى متى نظل في حلقة قيس وليلى وروميو وجولييت التي لاتنتهي أبدا 0
الحب نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى يهبها للبعض ويبتلي البعض الآخر بحرمانها فلماذا لايرضى كل بقدره وينصرف الى هموم أمته
فكم من شخص خسر نفسه بسبب الهوى والنظر المحرم فها هو رجل من المسلمين كان من الشباب المجاهد في عصر الصحابة الكرام ويدعى عبدالرحمن وعندما ذهب المسلمون لفتح بلاد الروم كان من ضمن الجيش وقد كان الجيش محاصرا لحصن من حصون الروم وفي يوم من الأيام نظر هذا الشاب الصالح فتبدت له فتاة شديدة الحسن من أعلى ذلك الحصن وبدلا من أن يغض بصره أطلق العنان لنظره وكانت النتيجة أنه وقع في هوى تلك الفتاة وأرسل إليها يسأل هل الى وصالها من سبيل فأخبرته بأنها لاترتضي من كان على غير دينها وأنه إذا أرادها فعليه أن يعتنق دينها وفوجئ المسلمون بأن هذا الرجل الذي كان صاحبهم قد أصبح مرتدا وذهب الى من شغلت فكره وقلبه ليتزوجها فاغتم المسلمون كثيرا وحزنوا عليه أشد الحزن فهاهوا يبيع دينه وآخرته بثمن بخس بعرض من الدنيا
تمر الأيام ويلتقي أحد المسلمون بهذا الرجل –عبد الرحمن – فيسأله وقد تغير ما الذي حدث لك الآن بعد هذه السنون فيخبره الشاب بأنه قد تزوج الفتاة وأنجب منها الأبناء فسأله المسلم عن القرآن الذي كان يحفظه كاملا هل ما زال يذكره فأخبره – عبد الرحمن – بأنه قد نسيه كله الا آية واحدة ما زال يحفظها جيدا
أتعلمون ما هذه الآية هي آية تتحدث عن عقوبة المرتد عن دينه وكيف أن جهنم هي مآله ومستقره 0
الشاهد من هذا المثال أن الانسان متى ما ترك العنان لنفسه وهواها فقد يكون ذلك سبيلا للهلاك ولا يقل شخص بأنه قوي أو أنه يحمل من القيم والمبادئ ما يستطيع من خلالها أن يحمي نفسه ويعود في نهاية المطاف الى ربه 0
فالله سبحانه وتعالى سيسأل كل واحد منا عن أخواننا وعن النعمة التي أوتيناها
فهل من المعقول أن نأكل في اليوم أكثر من وجبة وهناك أخوان لا يجدون حتى ورق الشجر ليأكلوه وهم أمام أعيننا من أشهر يستغيثون ولا مجيب
هل من المعقول أن ننشغل بالبرامج والتصويت لفلان وعلان وكماليات الأمور وبجوارنا إخوان قد انتهكت أعراضهم وظهرت صور تعذيبهم أمام الجميع ومع ذلك لانأبه لحالهم
ألم يخبرنا الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم أن ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )
فأين هذا الأمر مما يحدث اليوم
اعلموا أن الله سبحانه وتعالى يختبرنا فكما أننا اليوم نتشاغل عنهم ونصم آذاننا عن ألمهم فنحن أيضا سيأتي علينا الدور وسنذوق من نفس كأسهم مالم نتدارك أنفسنا من الآن ونسخر ذواتنا لأمتنا بدلا من أهوائنا فالحياة سلف ودين
ومن شكر النعم أن نسيرها فيما يرضي الرحمن عنا
فمن أنعم عليه الله بنعمة المال فعليه أن ينفقه فيما يرضي الله وأن يساعد بجزء منه إخوانه المحتاجين ومن أنعم عليه الله بنعمة العلم فكذلك لابد أن يسخره لنشره بين الجهلة من أمته ومن أنعم الله عليه بنعمة الكتابه والابداع فكذلك لا بد من أن يسخر قلمه لما فيه منفعة لأمته من دعوة ونصرة ومنافحة ومن أنعم الله عليه بنعمة الصوت فعليه أن يستحث همة أمته بصوته كما كان يصنع عمرو بن الأكوع وغيره من الصحابة الكرام وهكذا في كل نعمة أنعم الله بها سبحانه على أحد من خلقه
( ولتسألن يومئذ عن النعيم